بطلة قصتنا هي "زينب"
زينب..فتاة ولدت في عشرينيات القرن الميلادي الماضي، في إحدى قرى صعيد مصر.. التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا..في جنوب مصر.
والجميع يعرف أحوال مصر في تلك الحقبة..
فلم يكن التعليم قد انتشر، وليست هناك وسائل إعلام كما نعرفها الأن، ولا وسائل اتصال كتلك التي نستخدمها الأن، حتي وسائل النقل والمواصلات كانت بدائية إلي حد كبير.
بل أكثر من ذلك، لم تكن الكهرباء قد وصلت إلي الكثير من أحياء القاهرة، فما بالك بصعيد مصر.. بل بإحدى قرى صعيد مصر.
حتي الاذاعة لم تكن معروفة في ذلك الوقت..وبالتأكيد فإن التلبفزيون لم يكن موجودا. ومما لا يخفي علي أحد الدور الذي تقوم به كل من الإذاعة والتليفزيون في حياتنا وفي تنشئة أطفالنا وشبابنا –حاليا- من خلال ما تبثه من برامج ومسلسلات وأفلام، لعبت دورا مهما في رسم شخصية معظم الأجيال الحديثة.
أعتقد بدأت الصورة تتضح وتنجلي أمام أعيننا.
أضف إلي ذلك، نظرة المجتمع للمرأة وحقوقها في التعليم والعمل وغير ذلك من المجالات التي جاهدت فيها لتنال بعضا من حقوقها.
كما أنه لم يكن مسموحا في زمانها ومكانها، أن تذهب البنت إلي "الكتاب"، بل كان مسموحا للولد فقط.
توفى والد زينب وعمرها سنتان، فلم تشعر بالحدث نظرا لصغر سنها. وكانت صدمة شديدة لوالدتها (فاطمة) التي عاشت أياما من الحزن علي فراق زوجها، الذي أحبته وشعرت معه بالأمن والأمان، والذي كان يحتويها بحبه وحنانه.
وحرصت أسرة فاطمة علي تزويجها في أسرع وقت، لأنه في الصعيد يكون مثل وضع فاطمة وأبنتها صعبا، فهم أسرة بسيطة ولكنها معروفة ولها سمعة طيبة.
ومن خلال الأقارب، تقدم من يريد الزواج من فاطمة وهو يعلم أن لديها طفلة صغيرة، إنه الأسطى محمد؛ الذي يعمل سائقا.
وأتفقت أسرة فاطمة وأسرة الأسطى محمد علي كافة التفاسيل المتعلقة بالزواج، بحيث يتم الزواج سريعا.
وتم الزواج، وانتقلت زينب مع أمها فاطمة لمنزل زوجها الجديد، الذي أصبح بمثابة الأب الفعلي لزينب.
ومرت الأيام، والأسطي محمد يحسن معاملة فاطمة وأبنتها زينب التي يعاملها كأنها ابنته، وزينب لا تعرف سواه أبا.
وأصبح لزينب ثلاث إخوة ذكور وأختا واحدة؛ وهم غير أشقاء لها (فهم أخوتها من أمها)، وهم: محمد، جابر، مخلوف وعطيات، وكانت زينب هي أكبرهم سنا.
وكبرت زينب وهي تشعر بحنان الأب ومحبة الأخوة، ولم تشعر لحظة أنهم غير أشقاء؛ فهي لا تعرف غيرهم أشقاء وأخوة.
*****