امتدَّتْ يدُها بِلُطْفٍ؛ لِتَتَلَمَّسَ جَبِينَهُ، وهو نائمٌ غارقٌ في نَوْمِه؛ تُحَدِّثُ نفسها، وتحاوره "وهو نائم": تشتاقُ لك أوصالي، ولكن لا أقدر على البوح، فأنت مَن اعْتَدْتُ القُرْب مني، وأنا كذلك اعْتَدْتُه.
لِمَ الهجر! لِمَ الكِبرْ في أنْ تقتربَ مِنِّي؟!
لم تضن عليا بكلمة أحبك، مثلما كنت تقولها لي من قبل دائمًا.
هل ما زِلْتُ تحبني أم لا؟
هل تغيرتُ مِنْ ناحيتي؟
ماذا حدث لك؟ !لماذا تغيرت؟!
أنا ما زلت أحبك، بل أعشقك.
أنا لم أتغير، بل ازادت محبتي لك، واشتياقي لك.
أرجوك عُدْ كما كُنَّا من قبل.
من اعتاد الحب لا يَقْدِرُ على العيشِ بدونه.
بدأ في التَّحَرُّكِ قليلًا؛ فقامت مُسْرِعَةً تُهَرْوِلُ حتى لا يستيقظ، ويجدها بجانبه، واختبأت تُرَاقِبَهُ خلف باب الغرفة.
لم يستيقظ بل اعتدل في نومه
وعادت هي؛ لِتَقْتَرِبَ مِنْهُ ثانيةً، وتستكملَ أحاديثُ النَّفْسِ، والعشق.. لذلك الحبيبُ النائم: أما زِلْتُ تُحِبَّني؟!
تعودُ لتسأل نفسها، وهي تنظر لملامح وَجْهَهُ التي تعشقها، تعودُ لِتَتَلَمَّسَ ملامحه، وفجأة! يَمْسِكُ بيدها، ويُقَبِّلُها، ويَحْتَضِنُها على خده، وهو مُغَمَّضُ العينين، ويستكملُ نومه مرةً أُخرى.
تتسارعُ نبضاتُ قلبها، وهي تَشْعُرُ بالطمأنينة، والحُبُّ أكثر.
وتُعَاوِدُها أحاديثُ العشقِ الفَرْدِيَّة في قلبها، وحواراتُ عقلها .
ها هو يَحْتَضِنُ كَفُّ يَدَيْها، وتنامُ رأسَهُ عليها بعدما قَبَّلها لا إرادِيًّا.
ها هو يُعَبِّرُ عن حُبِّه "وهو نائمٌ"، فَلِمَا لا يَقُلْها؟! ولماذا لم يستيقظْ كُلِّيًّا؛ ليسهرَ معي؟!
أشْعُرُ برعشةٍ تَمَلَّكَتْ أطرافي بل جسدي كُلُّه
أتَذَكَّرُ أولَ مرةٍ أمسك بيدِ؛ أحْسَسْتُ بنفسِ تلك الرَّعشة بل وأكثر.
آهٍ يا قلبي! كم أنَّ الحُبَّ جميل! أحبك جدًّا، وأعشقك.
آهٍ! بالرغم من جمال الحب إلا أنَّهُ مُتْعِب.
سحبت يدها قليلًا، وأفاقت نفسها حتى لا تذوب أكثر من تلك اللمسة.
وحَدَّثَتْ نفسها: لا لا! سأقومُ، وأذهبُ، وأنتظرُه حتى يفيق هو من نومه الحالي، ونومه العاطفي، ويجيءُ لي، ويَتَكَلِّمُ هو، ويَتَحَدَّثُ هو كما كان من قبل؛ بينما أنا لن أبدأ، ولن أتكلم، ولن أقولَ إنِّي أُحِبُّه، أو أعشقه، بالرغم من أنَّني أذوبُ عشقًا فيه، ولكنَّني لن أبدأ!
ماذا إن ظلَّ هكذا، ولم يَعُدْ كما كان؟!
ماذا أفعل؟!