الساعة: 54 : 4 عصرًا.
جلس عادل برهان وكيل النيابة السابق، وكاتب الروايات البوليسية المثيرة في تلك السيارة المنطلقة به إلى حيثُ ڤيلا في إحدى المناطق النائية في مدينة الإسكندرية؛ تلبية لدعوة أتته على غير المعتاد عبر خطاب بريدي ورقي، وليس رسالة بريد إلكتروني أو إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أن طبيعته القديمة في تقصي الحقائق _ بحُكم عمله السابق _ جعلته يُفكر قبل قبول الدعوة، لكنّه سُرعان ما تخلى عن هذا الحذر الزائد باعتبار أن ليس له أعداء من أي نوع، ثم أنه تلقى عرضًا بكتابة رواية، وتلقى جُزءًا من المبلغ نظير ما سيكتُبهُ عن صاحب هذا العرض، وما إن وافق حتى وصل سائق بتلك السيارة الجالس بها في الموعد المحدد، نزل السائق واتجه إلى عادل قائلًا:
كامل بك أمرني بتوصيل حضرتك، وأعرف إذا حضرتك وافقت على طلبه أم لا...
قاطعهُ عادل بهدوء وبابتسامة خفيفة قائلًا:أنا موافق،
ثم فتح باب السيارة الخلفي وجلس بهدوء وانطلقت السيارة، تذكر عادل هذه الذكرى القريبة، وهو جالسًا في تلك السيارة وأخرج الخطاب؛ ليُعيد قراءته بعينيه..
"إلى السيد: عادل برهان
أتشرف بدعوة سيادتكم إلى حفل عشاء متواضع في فيلتي الخاصة، أعلم أنه مطلب غريب؛ لكنّي أعلم أن سيادة وكيل النيابة السابق، وكاتب الروايات حاليًا لن يبخل على شخصي المتواضع في كتابة سيرتي الذاتية، التي أتمنى أن ترى النور، وأن يتعلم الشباب الجديد الواعد، كيف يصل لما وصلت له أنا في حياتي؟ إني مصاب بداء لا شفاء منه، ونهايتي دانية، لكن أتمنى من الله أن يمهلني الوقت؛ كي أسرد لك حكايتي بنفس.
ملحوظة: مُرفق مع الخطاب جزء من الأجر في حال الموافقة أو الرفض، سيتم إرسال سائق خاص الساعة الخامسة عصًرا لتُخبره بموافقتك من عدمه وسأكون مُمتنٌ لك، إذا وافقت.
بإخلاص
كامل العوضي
قرأ عادل بُرهان هذه الرسالة للمرة العاشرة تقريباً مُنذُ أُرسلت له ثم استرخى وأسبلَ جفنيه وهو جالس في تلك السيارة التي تذهب به إلى هناك ..
إلى حيثُ هذا الشخص .. الغريب ..
***