الساعة: 05 : 5 عصرًا
بدا على سيدة الأعمال فاطيمة مالك التوتر بعد أن تلقت خطاب من آخِر شخص تتوقع أن يُرسل لها خطاب في هذا الوقت تحديدًا، أو في أيّ وقت آخر، لكن ما آثار دهشتها أنه لم يكُن فيه أيّ أثر للنقمة عليها في لهجته، بالرغم مما فعلت هي فيما مضى!
لكنّها تجاوزت هذه الدهشة؛ فهي امرأة عملية رُبما هو يُريد عقد صفقةٍ ما معها..
أو رُبّما نفضت ما دار في خاطرها، وأرادت أن تبدو طبيعية جدًا، وأسندت ظهرها إلى مِقعد السيارة، وهي تنفض عن رأسها ذكرى مرّ عليها وقت.
ذكرى علاقتها بهذا الشخص..
مرة أُخرى اندهشت من أسلوب التواصل عبر الخطابات، لِمَ لَمّ يُرسل لها رسالة عبر التواصل الاجتماعي؟! حتى أنها التقطت تلك الرسالة التي أرسلها لها من حقيبتها، وأعادت قراءتها مرة أُخرى.
كان هو نفس أسلوبه الذي تعرفه في الكلام، رغم أنه خطاب مطبوع وليس بخط اليدّ!
عزيزتي فاطيمة
انتي عارفة أنك بالأخص أكتر أُنثى عشقتها في حياتي، ولم أنس بعد حُبنا، لكن كما تعلمين أن كل شيء في النهاية قسمة ونصيب؛ لكنني برغم ذلك عندي أمل في قبول دعوتي لك على العشاء، ربما تعود المياه إلى مجاريها ويصفو الجو كما كان فيما مضى. ربما...
معشوق فاطيمة
كامل العوضي
أنهت فاطيمة قراءتها للرسالة بعيونها ثم تنهدت، وأعادت وضع الرسالة في حقيبتها، ثم التفتت إلى السائق تسألهُ:
لو سمحت فاضل قد إيه ونوصل؟
رد السائق بآلية: عشر دقايق يا هانم، تؤمري بحاجة...
تنهدت فاطيمة وهي ترد قائلة: شُكرًا
عادت هي مرة أخرى تستند للمقعد وتتنهد بعمُق.