إهداء
"إلى من تصالحوا مع ظلالهم الرمادية، هنيئًا لكم"
يسرا النوبي
إني أحيا
حقًّا أحيا
وبرغم تخاريفي أحيا
وبكل أكاذيبي أحيا
وبدون طموحاتي أحيا
والناس جميعًا إن كانوا
قد هزموا في الدنيا مثلي
إن كانوا قد كذبوا مثلي
فبأية معجزة ننسى؟
وبأية معجزة نحيا؟
قصيدة
"شرايين تاجية"
العراب " أحمد خالد توفيق"
مرحبًا بك صديقى القارئ على متن سفينتي الثانية، دعني أكون مرشدك اليوم الذى سيصطحبك في جولة بين أروقة وممرات السفينة ... رجاءً لا تطلق أحكامًا سابقة، ودع نفسك لي لأنقل لك زمرة مختلفة من المتعة والإثارة والغموض.
هنا في هذا الممر الطويل ستجد العديد من الأبواب المغلقة خلف كل منها قصة من نوع خاص دونت فقط لإمتاعك أولًا ولفك شفراتها ثانيًا، وأعلم أنك فطن وستدركها... قصص من حيوات مختلفة ربما ستشبهك واحدة منها.
سأصطحبك الآن إلى مطعمنا الكبير ... لدينا مائدة عظيمة ممتلئة بما لذ وطاب لتتناول منها ما تشتهي وتراقب عندما تدور الكؤوس. أنصحك بتذوق حساء بنكهتها سيعجبك كثيرًا، ستلمح بجوارك فتاة جميلة رغم امتعاض وجهها تميل على أذنك وتهمس بمجرد شكوى بسيطة عن رسالة للمرحوم على لسان ابنه الصغير مرة والكبيرة مرة أخرى، ليقطع شكواها حضور الملكة حتشبثوت والغراب الأسود على كتفها لتجلس على رأس المائدة وهي تقص عليكم بفخر كيف خرجت من رحم صخري، ثم تبدأ فى التساؤل حول ولائك وتقول: معنا أم معهم؟ فتجيب بخضوع: معكم. فتذيع للعالم أجمع في بث مباشر سلطتها على الأرض. وفجأة تضرب موجة من أمواج شتاء ديسمبر السفينة فيضطرب الجميع في فزع فتسمع صرخة عامل يخبر الجميع بتوقف المحرك فتصيبهم حالة من الهلع وهم يصرخون ويهرولون لتدرك أن المعرفة عين القبح وينتابك شعور بخيبات الأمل في رحلتك، فتجد نفسك تنشق لنصفين أحدهما مفزوع والآخر لا يعبأ فتعي أنك مزدوج الهوية، ثم تجد نصفك الذى لا يعبأ يلتقط تفاحة تتأرجح على المنضدة ويلتهمها ثم يضع في قبضتك الأخرى بذرة تفاح ويغادر فتجد نفسك بين الافتراض والوجود فيتدفق الأدرينالين في نصفك الهلع وتتسارع نبضاتك فتسمع صرخة مناعة تطلب الرحمة، حينها تلمح بعينك التي لا تبالي قفص عنكبوت لأنثى فتسألها: هل تقبلين بي سجانك؟ فتجيبك على استحياء إنها قطة مغمضة ... وفجأة تجد نفسك قد وصلت لبر الأمان وتنتهي الرحلة.