الرئيس: رشح السر ادورد برون صاحب لندن نيوز أبنه وأبنته للدخول في نادي الصحافة وعرض اسميهما علينا وقد زكى طلبه السر هنري غراي صاحب لندن بوست والسر كمبل كار صاحب مجلة المشرق. والفتي والفتاة عازمان على السياحة في مصر والهند والصين واليابان ويقال في الشهادات الواردة عنهما أنهما عالمان حرج الحالة الحاضرة وينتظر منهما نفع كبير.
نائب الرئيس: عرفت هنري برون في المدرسة وهو شاب حسن الأطوار كريم الأخلاق يحب وطنه وأمته لكنه شديد التأثر فقد يحمل على المجاهرة بما لا نود المجاهرة به.
أحد الأعضاء: هل بقى شيء لا نود المجاهرة به وكل ما نسر وكل ما نعلن معروف عند الجميع بل صرنا نتهم بأكثر مما نقصد أو نضمر.
نائب الرئيس: أصبت في أن مقاصدنا كلها معروفة ولو لم نجاهر بها في جرائدنا ولكن البون شاسع بين ما نقوله نحن ونعترف به وما ينسب إلينا فلا يحسن أن نسير إلا على تمام الحذر.
الرئيس: أخبرني السر ادورد أنه واثق بتعقل أبنه وحسن نظره في العواقب
نائب الرئيس: هذا من جهة الشاب أما أخته فهل تعلم عنها شيئاً.
الرئيس: هي سر أبيها ومثاله كأنها نسخة ثانية منه في الأخلاق والأطوار مع زيادة في الحذر والتوقي ولين في العواطف كما تقتضيه حال المرأة.
أحد الأعضاء: إذاً لا نرى مانعاً من الاقتراح عليهما.
وجرى الافتراح السري فنالا من الأصوات ما يجيز لها الانتظام في نادي الصحافة والاطلاع على أغراض أصحابه وعُين للاحتفال بدخولهما اليوم السابع من الشهر.
وفي اليوم المعين اجتمع أعضاء النادي من أصحاب الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية ورؤساء محرريها رجالاً ونساء وهم نخبة قليلة لا يزيد عددهم على مئة وستين نفساً. والنادي وراء شارع أكسفرد الجديد مما يلي المتحف البريطاني وهو مبني بالمرمر السماقي وقد أنفق على بنائه وفرشه نحو مئة ألف جنية. وفي الساعة المعينة أتى بهنري وأخته وأدخلا غرفة كبيرة لم يريا فيها غير أبيهما والضامنين اللذين ضمناهما وربطت عصابة على عيني كل منهما وأدخل إلى مجلس كبير فيه أعضاء النادي وطرحت عليه مسائل شتى سياسية واقتصادية وكان الكاتب يكتب ما يجيب به ارتجالاً وتناولت المسائل حقوق الدول وحاصلات البلدان ومتاجرها ومشاكل العمال وأصحاب الأموال وتاريخ البلاد الإنكليزية بنوع خاص وتاريخ البلدان التي استولت عليها. ولما تبين الحضور أن الطالبين يصلحان لأن يكاتبا جريدة من جرائد انكلترا المشهورة وينفعا بلادهما وامتهما قبلوهما بينهم وكلفوا الضامنين أن يشرحا لهما أغراض النادي بالتفصيل ثم خرجوا بهما إلى غرفة المائدة وكانوا قد أولموا لهما وليمة فاخرة فأكلوا وشربوا وخطبوا الخطب الحسان ترحيباً بهما واطناباً في العمل العظيم الذي قام به أبوهما.