إلى الموسيقار الإيطالي "نيكولا بيوڤاني"، ذلك الذي لم ألتقِ به يوماً، وعلى الأرجح لن أفعل، لكني -ودون أن يدري- بِت مَدينة له بانتشالي من دوامة الإحباط التي كادت أن تبتلعني، لتكون موسيقاه هي طوق النجاة الذي تشبثت به بكل ما أوتيت من قوة حتى أستطيع العودة إلى بر الأمل مرة أخرى.
فأنا لا أظن أن هناك ما هو أكثر غرابةً وسِحراً من مقطوعة موسيقية يقوم موسيقار بتأليفها، فتستمع إليها فتاة في قارة أخرى بعد سنوات بمحض الصدفة، لتصبح بمثابة ومضة إلهام أعادت شغفها إلى الحياة من جديد، وأضاءت روحها في أكثر الأوقات حلكة، ذلك القَدَر المُحكَم الذي لولاه لما خرجت هذه الرواية إلى النور، لتصبح بذلك الرواية الأولى التي يُكتَب الإهداء الخاص بها قبل أن تُكتَب هي نفسها.
الماضي لا يموت، بل يُدفَن حياً، لذا احذروا نبش القبور، فقد يخرج كل مُستَترٍ من مرقده.