عبد الرحمن فرج السنباطي - مصر
عتاب
و ما مال الدهر وماله بشكونا
إن كانت إلا من قسونا
وما بال الحياة بخَطَايانا
وما حالها بخُطيانا
وما ذنب الدنيا إن اذنبنا
و مَنْ يضمد جُرحنا إن تألمنا
و مَنْ يغفر خطايانا إن خطأنا
و مَنْ يرشدنا إن ضللنا
و مَنْ يحثنا إن أَزَاغَنا
و مَنْ يحنو علي جَنَانا
و مَنْ يورثنا الجِنَانا
و مَنْ يعلم خَبايانا
و مَنْ يدعونا للغفرانا
و مَنْ يُجيب دعوانا
و مَنْ يعطينا بلا حُسبانا
و مَنْ يُشدد بأزرنا
مَنْ يكون غير مولانا
عواطف درويش - مصر
مُــرُوجُ الـشِّـعـــر
غار الربيعُ بوردِهِ من شِعرنا الغَنّاءْ
والسّحرُ صارَ كَحُلَّةٍ لمعاشِرِ الشُّعَراءْ
وتبختَرَتْ أزهارُهُ لتعانِقَ الخَنساءْ
وتَطَيَّبَتْ بشذَى القوافي رُوحُهُ الحَسناءْ
وتَرَنَّمَ الملكوتُ بالآلاءِ والأسماءْ
يُجلِي القُلوبَ مَدِيحُهُ ، تتراقَصُ الأجواء
يأتي اللهيفُ لنبعِهِ كي يَستَقي ماشاءْ
وبه تَهِيمُ الرُّوحُ فوقَ البُهرُجِ اللألاءْ
فَمِنِ ابتهالٍ واجِدٍ ؛ للهِ فيهِ رَجاءْ
وبصِدقِهِ الرحمنُ يُنجِي مِن عَسيرِ الدّاءْ
ولسوسناتِ حُروفِهِ في الحُبِّ ثَمَّ ضياءْ
تَسبِي الأحبةَ نَشوَةً ، تَختالُ يَوْمَ لقاءْ
شَمسُ الهَوَى قد أشرَقَتْ في الأنفُسِ البيضاءْ
المارِدُ الشِّعرِيُّ بادٍ وَجهُهُ وَضّاءْ
نَسَجَ الجَمالَ ليأسِرَ المحبوبَةَ السَّمراءْ
كالشهدِ يَسرِي في صَحارَى رُوحِها الجَدباءْ
فتهيمُ بالشِّعرِ الأثِيرِ ويستَحِيلُ جَفاءْ
تأتي القَوافي بَلسَمًا دونَ اكتنافِ عَناءْ
وسنابلُ البَوْحِ استطالتْ في رُبا العَلياءْ
ويُلَمْلَمُ العُمْرُ الشَّريدُ براحَةٍ وَرَخاءْ
وإذا القصيدةُ دِفؤها لا يحتفي بشتاءْ
ونَسِيمُها بالعِطرِ يملأُ فَوْحُهُ الأنحاءْ
ويهيم درويش الصفا بأواصل الأحياء
يُزجي ستائر وصلِهِ كَي تزهر الأرجاء
عبد الخالق الجوفي - اليمن
لِعينيك
لِعينيك يشتاقُ فجري
ويزدانُ وردي .... ويورقُ زهري
ويُخضِرُ عــودي ندى الذكرياتْ
* * *
لِعينيكِ سِري وجَهري
لِعينيك ِنجمي سيسري
يؤدي الصلاة ْ
* * *
لِعينيكِ أنظمُ من كل بحرٍ...
من الطول طولاً... وفي الوفرِ وفرِ
سأنظمُ شعراً بكل اللغاتْ
* * *
لِعينيكِ فواحُ عطري
وما يحتوي الصدرُ
من أمنياتْ
* * *
لِعينيكِ أنظمُ شِعري
أُهديكِ عُـــمـــري
وكُل الذي وهبتنِي الحياة
عبد الرحمن قاسم
لستَ إنسانا
أيها الإنسان أبادلك السلامَا
هاكَ من عالمي صدى
يصوغه لك الزمان كلامَا
فقد جمعتُ أحلامك
وَبَنَيْتُ منها عالمًا وأنامَا
بسمائه سُحُب أمست أرحامَا
تُمطر قهوة فَتُسْهِر النُّوَّامَا
فيه يُصاغ الدمع مِداد
يَشْطب ألمًا ويَنْثِر أيامَا
وشِيَم الورى فيه الصدق
وقد وَلَّيْتَ الكذب الزِّمَامَا
لَيْلُه أَسْطَع من نهارك الذي
شَابَت شَمْسُه الظلامَا
وما أَبَاد أُمِّيَتَنا غير أنَّا
أيقظنا الدفاتر والأقلامَا
وأبدلنا المال بالابتسام
فالأغنى مَن كان بسَّامَا
والحب فيه بالمجان
فصدقه قد عانق هُيَامَا
تسأل: مَن أنا؟
أنا السراب الذي تلهث
إن لاح بك أو حَامَا
ذُق هُنَيْهَة من عالمي
ستنسى من ماضيكَ عامًا
أيها الإنسان إنك
لَمْ تَكُ يومًا إنسانًا
وشمسك تشكو الإدهامَا
ألا هَيِّء للحق دَرْبَكَ
وَدَع الضلال ساعة لِيَنَامَا
تَذَلَّلْتَ لِمال أنتَ صانعه
فَجَرِّب أن تكسر الأصنامَا
جَرِّب أن تنسى وسَتُثْمِر
فَيَافِي الخُصومة وِئَامَا
أيها الإنسان جَرِّب
أن تكون إنسانًا
ولا تيأسنَّ فلربما ينتشل القدر
من رَحِم الوراء أمامَا
أماني عبد السلام - مصر
وكم قلتُ إني بخير
وإني سعيد
وقلبي "حديد"
ويفضح ضعفي
الصدا في فؤادي
وشعري الرمادي
وجسمي المريض
و تُفشي الخطوطُ التي تحت عيني
بكل الذي يختفي في الوريد
...
أقول سيعرف ما قد كتمت
سيسمع قولي الذي لم أقله
ويقرأ سطري الذي قد محوت
و يفنى انتظاري
وقصة روحي
تُلَملمُ قبل اكتمال الفصول
ويرحل ظناً
بأني " بخير"
وثمة ما ينبغي أن أقول
بأني أخاف اقتراب احتضاري
و " سل عن صغاري"
تراجعتُ
فكرت أني أبالغ
سيسخر من خوفي المستفيض
مسحت السطور
و أخبرته عن قميصي الجديد
...
أقول أنا محض طفل مدلل
حري بنفسي التجلد أكثر
أقول بخيرِ
وليست بخيرٍ دقائقُ عمري
وأبكي كطفل
لهت في خيالي
وحوشُ الليالي
وأطلبُ أمي
وما من مجيب
...
حريٌّ بنفسي التجلد أكثرْ
سأبحث لي عن صديقٍ مثرثرْ
أذوب بضوضائِه
لا أفكرْ
وحتما سأنسى
سأركض
أفر
...
أقول أنا محض شخص مزوَّر
يطيح بقلبي
النسيم الخفيف
ويطحن عظمي دبيب الحياةِ
كغصن جفيف
...
بخيرٍ تماما
وماذا هناك
أمَوْتٌ؟أكسْرٌ؟
أجملة " أسفُ ما من مكان"؟
أبابٌ مغلِّق؟
بريدٌ معلّق؟
ويفري ضلوعي سكاكينُ صبرٍ
وما كل ذاك؟
سأنسى كما ينسى كل الرفاق
ولن أكتفي من عتابٍ لنفسي
كذنب يدنس ثوب الملاك
سأبكي قليلا
وأغدو بخيرْ
ولن يعلم الناس أني وحيدٌ
وأني أمزق روحي
لشهر