نبدأ مرة أخرى حيث انتهينا أو حتى نتحرى الدقة نهاية يوم آدم في عودته بدأ الحركة في ساعة الذروة وما بالك من هذا الوقت السيئ في العودة زحام سير... الطقس حار... صوت السيارة مرتفع نتيجة اهتزاز وارتطام أجزاء السيارة بعضها ببعض وفي كل هذا ماذا يستطيع آدم أن يفعل ليس إلا الانتظار ولكنه انتظار مرير جداً بعد يوم طويل من التعب والإرهاق الجسدي والذهني والنفسي أيضا لا يسع آدم إلا أن يذهب طيراناً إلى بيته الذي يحوي غرفته الصغيرة المبعثرة بعض الشيء ولكن كل هذه مجردة أحلام يقظة في وقت انتظاره.
آدم الآن لا يتحرك وهذا بسبب معوقات طريق العودةسيارات أخرى وأشخاص آخرين وهنا يسعى في السؤال ماذا يا ترى سبب هذا التكدس المروري الذي لا نرى أو حتى يكشف لنا بعضا من أسبابه حتى نلتقط أنفاسنا وتحايل على عقلنا ونقول «نعم سوف نتخطى كل هذا عند زوال ذلك السبب المُبهم تماماً» هنا نرى بوضوح أن إحدى مشكلاتنا في حياتنا اليومية ليست هي أننا نفكر كيف تتخطى ذلك الانتظار ولكن على العكس نبحث فيما هو سبب الانتظار وهيهات لم نعلم ونظل طيلة الوقت في هذه الدائرة المُفرغة ولا نجد شيئاً واحداً نتحرك به إلى الأمام بل ننتظر أن يكشف لنا سبب انتظارنا ولا أستطيع إنكارا أن يمكن كشف هذا السبب أن يساعدنا في حل أزمة انتظارنا ولكن هو ليس الهدف الرئيسي الذي يبحث عنه جميعنا الهدف الرئيسي هو وصولنا وليس ما إذا كنا سوف نصل باكراً أو متأخراً ولكن أسباب انتظارنا مجرد تفاصيل في الرحلة التي لن ننساها مهما حدث، ويبقي السؤال ماذا بعد أن أدركنا الهدف الذي نسعى إليه؟