دخل دكتور عزت المتابع لحالة سارة منذ دخولها في تلك الحالة المجهول سببها، مروان جالس بجوارها كعادته منذ تلك الواقعة، يتأملها والدموع تملأ عينيه والشرود يُسيطر على ذهنه أغلب الوقت، وبينما هو على هذه الحالة، دخل دكتور عزت ليقطع هذا الشرود قائلًا: وعندما يكون الطبيب فاقدًا للأمل هكذا فماذا عن المريض!
مروان: أبدًا ما فقدت الأمل ولكن قلبي به من الخوف والشوق ما لا يُطاق.
الطبيب عزت: سوف يطمئن قلبك، سوف تسعد قريبًا بشفائها ولكن عليك أن تكون مستعدًا. ثم ابتسم له ابتسامته المطمئنة ومضى وهو يعرف أن الأمل ضعيف ولكنه على كل الأحوال موجود ما دام الله موجود لا يغيب الأمل أبدًا..
مروان أبى أن يمضي ويترك سُكن روحه كما كان يُطلِق عليها دائمًا، فقط كان هذا النداء مخصص لها " سكن الروح".
بعد مضي 7 أيام على تلك الحالة فكّر مروان أن يقوم بعمل يُسعدها حين تستفيق من تلك الغيبوبة، فتذكَّر كلماتها له عن بعض كتاباته وخواطره وتشجيعها له الدائم، ليقوم بتأليف كتاب، وإقناعها له أن أسلوبه في الكتابة مختلف ورائع على الرغم من علمه أنه ليس بهذا القدر ولكنه عمل بجد على أن يقوم بهذا العمل هنا وهو بجانبها حتى يأخذ الإلهام من وجوده بجانبها والنظر إلى وجهها الصافي البرئ هادئ الملامح، فأتى بالأوراق والأقلام وجلس بجوار سكن روحه ليكتب..
البداية
لا أعلم من أين أبدأ ولكني في هذه الرواية والتي ستكون أول رواية لي أقوم بكتابتها، الآن لم يحضر في ذهني أي كلمات سوى عنها سوف أحكي عنها وعن كل ما يتعلق بها وعن كل ما مَرّت به مستعينًا بما ذكرته في مذكراتها، سوف أقص عليكم كيف كانت وكنا ولكني لن أضع لروايتي نهاية أبدًا، لأنها سوف تستفيق وتضع هي نهايتها بنفسها.
دعوني الآن أخبركم عن "سكن الروح" دعوني أخبركم عن سارة، وأعدكم أنه سوف يكون بطريقة حيادية دون المبالغة تأكدوا أن كل صفة وهمسة نابعة من روحها الجميلة الهادئة وليست مجرد كلمات يصفها بها محبوبها.
لم تكن سارة يومًا من محبي المظاهر والمجاملات فهي بسيطة للحد الملفت في حديثها ومظهرها ومع ذلك تبدو أجمل ممن حولها بكثير، تمتلك عيونًا واسعة ووجهها كالقمر المستدير ذات ملامح هادئة، وطباع سوية زكية تفوح منها مكارم الأخلاق، وليس هناك ما هو أهم في الفتاة من طِيب خُلقها..
في قلبها الكثير من الضوء والخوف، في بعض الأوقات ترغب في احتضان كل موجوع ومتعب وفي أوقات أخرى تريد أن تضيء بنور قلبها كل قلب مظلم.
سارة ابنة وحيدة لرجل يتمتع بسيرة حسنة تأثر الألباب عُرف بالطيبة والوِدّ وحب الغير، وكان شديد الحب لها ولما لا وهي ابنته الوحيدة وقرة عينه، كان يتوتر بمجرد اختفائها من أمام ناظره أثناء قيامه بالتدخين، ولكنها لم تكن تُحب أن ترى والدها وهو يُدخّن، فكانت أثناء قيامه بذلك تنعزل وحدها، ولمجرد تخيّلها له على هذه الشاكلة ينقبض قلبها وتفقد التركيز، وتقول في نفسها كيف لهذا القلب الطيب ومثلي الأعلى وملاكي وملاذي بعد الله أن يُمسك بيده تلك الخنفساء ضئيلة الحجم قذرة الرائحة والبالغة الضرر، كان عقلها يُجن من التفكير وتسعى دائمًا أن تحثه على التخلي عن هذه العادة المميتة، ولكن دون جدوى لم يُقلل هذا من حبها له، كل ما في الأمر كانت تخشى عليه المرض بسببها، ولم تكن تملك سوى الدعاء له بالتخلص منها، وهو لأجلها حاول مرارًا التخلص من تلك العادة ولم يستطع ولكنه حاول التخفيف منها.
أما والدتها فقد كانت _رحمها الله_ كثيرة الحنان والعطف عليها، تخشى على ابنتها من أن يمسها أدنى ضرر منذ نعومة أظافرها وحتى أصبحت في ريعان شبابها…
وهكذا نشأت سارة مغمورة في هذا الحب والعطاء في بعض الأحيان كانت تتمنى لو أن لديها أختًا ولكن سرعان ما كان يتلاشى هذا الشعور بوجود ابتسامة أمها لها وقرب والدها الشديد منها والمناقشات الدائمة بينهم والمتطورة في كل مرحلة من مراحل عمرها..
أنشأها والدها على حب القراءة والقرب من الله وأنشأها على الصدق مهما كانت العواقب والإعراض عن الكذب مهما كان الموقف فلا تتصور أنه النجاة، دائمًا هو هلاك حتمي.
كان والدها يعمل بالمحاماة وله في قلوب الناس حب كبير ومكانة عظيمة فقد كان أحد الشرفاء القليلين في تلك المهنة، أحب كلية الحقوق وتخرج ليعمل بالمحاماة برغبته، أحب تلك المهنة العظيمة ولما وجدت سارة كل هذا الحب من أبيها لعمله أرادت أن تتخرج من نفس الكلية..
كانت هناك بالجوار صديقتها هنا منذ الصغر في كل المراحل مع بعضهم البعض اعتادت عليها كثيرًا وأحبتها كل الحب و"هنا " هي الأخرى كانت ترى في سارة أختها وأقرب الناس لقلبها، والأجمل أن العائلتين كانتا على علاقة وثيقة بسبب قرب مسكنهم لسنوات عديدة، كما تجمعهم مواقف كثيرة، كانت عائلة هنا بسيطة هي الأخرى لديها أمها وأبيها وأخ يكبرها بثلاث سنوات.
عاشت طفولتها كأجمل ما يكون وعندما كانت بالثانوية العامة تفتَّحت كالوردة وأقبلت أكثر على العالم واعتادت على القراءة وهي أجمل ما يعتاد عليه إنسان… عند قدوم مرحلة الجامعة كانت في غاية السعادة، قبل أول يوم لها بالجامعة قضت ليلة طويلة ولكنها جميلة يغمرها انتظار عالم جميل ومثير على الرغم من أنه بالنسبة إليها عالم مجهول ولكنها منذ زمن تنتظر هذا اليوم وتلك المرحلة من عمرها فكم من أيامٍ وليالٍ تخيّلت نفسها بهذه المرحلة ولطالما كانت تُحدّث نفسها وكأنها تعيشها وتتخيل وتُطلق لنفسها العنان..
كان يومها الأول تشعر وكأنها ملكة ذاهبة إلى عرشها كأنها الآن في العالم الذي سيجعلها أكثر ثقافة وأكثر تهذيبًا على الرغم من أنه لم يكن هناك ممن حولها من هو أكثر تهذيبًا واحترامًا وحياءً منها..
قضت سارة يومها الأول بكلية الحقوق وكأنه يومها الأول والأخير لم يكن هناك من الطلاب من هو أشد انتباهًا منها في المحاضرات على الرغم من أن المعتاد في أيام الدراسة الأولى بالجامعات عمومًا مجرد تعارف بين الأساتذة والطلاب وبين الطلاب وبعضهم البعض، وعرض بعض النماذج من قبل الأساتذة للتحفيز الذي سرعان ما يتلاشى ويختفي من عند الشريحة الأكبر من الطلاب وبصرف النظر عن الشريحة التي لم تتقبل أي من هذه الكلمات ولا تدخل عقلها من البداية..
هناك في آخر المدرج كان يجلس أحد الطلاب بعيدًا يُشاهد هؤلاء الطلاب الذين يتهامسون ويتلاعبون داخل المحاضرة ويُمسك بقلمه ليكتب "ولمَ ينتبهون وهم يشاهدون آلاف الخريجين بالمقاهي وآخرين لم يحصلوا على عمل بشهاداتهم العلمية بل العمل ليس له صلة بالشهادة، أما الرابح فهو من يستطيع الحصول على عقد عمل خارج هذا البلد، الرابح هو من يستطيع أن يغترب لسنوات بعيدًا عن أهله لعالم مجهول ربما يعود منه مقتولًا أو لا يعود كل هذا وأكثر فقط لمجرد أن يستطيع تحقيق حياة كريمة ليعيش كإنسان طبيعي من أجل هذا لزامًا عليه أن يغترب وما أدراك ما الغربة وما تسببه من آلام نفسية، لكن من يريد حياة عليه أن يُجرّب الموت في سبيلها... فويلٌ لكل من لن يجد حياة كريمة هنا.. ويا ويلي أنا مما ينتظرني في هذا العالم!"
صوت الدكتور.. "انتهت المحاضرة".
هذا اليوم مضى منذ زمن ولكنه ظل في ذاكرتها، وتتذكر كل ما كان فيه، كما حكت لي من قبل وفهمت من "هنا"..
كانت شديدة الحرص على حضور المحاضرات وقد أولت قيمة كبيرة وعظيمة للأساتذة بكليتها فهم دائمًا ما كانوا في ناظرها ذوات شأن عظيم ولا زال الأغلب منهم إلى تلك اللحظة تُكِن لهم كل حب وتقدير ولم تختفِ لمعة عينيها عندما تتحدث عن أي منهم، وتتحدث بفخر كبير إذا حلت سيرتهم.
فقد حدثتني أنها في يوم من أيام المحاضرات تأخرت عن حضور محاضرة في الأسبوع الأول من الدراسة تحديدًا من السنة الأولى لها وهي متلهفة لحضور المحاضرة ولكن الباب كان قد تم إغلاقه، هذا شيء هيّن ولكن بالنسبة لها لم يكن هكذا لدرجة أنها أجهشت في البكاء لعدم السماح لها ولبعض الزملاء بالدخول وحضور المحاضرة حتى سخر منها أحد زملائها وقال ضاحكًا: "بتعيط علشان تدخل محاضرة!"
لم تلتفت له ولم ينشغل عقلها بما قاله، طريقته ولهجته تدل كم أن هذا الطالب مستهتر ولا يهتم لما يفعله من الأساس حتى أنه يجلس دائمًا بعيدًا وحيدًا في آخر المدرج وهو نفسه لا يعلم لماذا يأتي لتلك المحاضرات وهذا العالم الذي لا يروق له. بعد مرور دقائق وحرص بعض الطالبات على حضور المحاضرة ذهب العامل ليُخبر الدكتور أن هناك بالخارج من يستأذنون سيادته لحضور تلك المحاضرة، وقد كان سمح لهم بالدخول، هنا توقَّفت دموع سارة وحلت محلها ابتسامتها الصافية الجميلة بالفعل حضرت المحاضرة وكأنها مؤتمر لرئيس، ولما لا فالعلم يفوق السلطة ويصنعها أما السلطة في غياب العلم تُهدم، ولكننا قليلًا ما نولي لكل ذي حقٍ حقه..
هكذا ظلت على هذه الدرجة من الاهتمام لفترة من الزمن ولكن لم تدُم هذه الفترة طويلًا وحلّ محلها الإهمال بالمذاكرة مع التشتت المستمر بين مواقع التواصل الاجتماعي وطموحها العالي الذي يفوق حدود السماء وهي لا تتعدى الأرض للوصول إليه بالاجتهاد والعمل، نعم النجاح في الحياة لا يعتمد على الشهادة الجامعية، ولكنها في الغالب تكون بداية للتطلّع والتقدّم والمبادرة للأفضل.
ولكن في هذه المرحلة تغيّر حالها، أصبح أكثر ما تقوم بفعله هو التفكير في كل شيء وأي شيء ولكن تفكير دون عمل، ودون فائدة أو جدوى، تفكير لا ينتج عنه سوى الصداع الدائم ولا يعود سوى بالاكتئاب. كان آنذاك تفكير سلبي لأنه ينصبّ على الاهتمام بأشياء لن تستطيع القيام بتغييرها ولا بتغيير جزء منها في تلك المرحلة من عمرها..
في خلال طريق ذهابها وعودتها من وإلى الجامعة كثيرًا ما كانت ترى الكثيرين من الشباب في العديد من المقاهي وخصوصًا القريبة من الجامعة، هذا المنظر كثيرًا ما كان يؤلمها ويُسبّب لها الأرق ليلًا، كانت ذات قلبٍ رقيق تُشفق على حال شباب بمقتبل العمر يُفني طاقته الجبارة وعمره الغالي بالجلوس في المقاهي والتسكّع في الطرقات، ويُدمّر نفسه وصحته بالتدخين وما أبغض على قلبها من التدخين! لأنها تعي جيدًا آلامه ومخاطره لما مرّ به والدها مرات عديدة من أزمات صحية نتيجة للتدخين، وفي الواقع الأمر شائع وخصوصًا بين الشباب ولا يقف إلى حد التدخين بينهم، ما خفي كان أعظم ولكن براءتها أوقفت تفكيرها عند هذا الحد الذي هو بالنسبة إليها أضل سبيلًا لما يمر به طالب جامعي منذ هذا السن، لم تعِ بعد أن أغلب الشباب الجامعي أصبح اليوم هو الضلالة ذاتها والمجني عليه والجاني أيضًا على نفسه!
كان للاصطدام بالواقع الدور الكبير والأشد تأثيرًا على ما تحوَّلت إليه، توهجت في البداية وبرق الكون في عيونها البريئة ولكن سرعان ما انطفأ كل هذا وتغيّر فيه رأيها وتغيّرت نظرتها للحياة.
هكذا كان العام الأول بالجامعة، عام غريب يبدأ بالحماس الذي سرعان ما ينتهي في نفس العام خصوصًا لمن تكون علاقتهم بالعالم الخارجي محدودة ومقتصرة على قلة قليلة ممن حولهم.
ففي العالم الجامعي تجد أنه قليل من ينتبه للحرام والحلال والكثير يأتي من مجتمعات فاسدة بالأصل وآخرون لديهم من الكبت ما يكفي للانحراف بكل السبل ولديهم راحة الضمير، نعم على الجانب الآخر الكثير من الأسوياء والجادين والمتفوقين سواء من الأساتذة أو الطلاب ولكن الفاسدين والمُفسدين أكثر بكثير في هذا العالم ومحيطه. وجدت سارة الجانبين مما سبَّب لها التشتت والتيه بعد انتهاء الفترة الأولى والقليلة جدًا من محاولة الالتزام التي لم تدُم طويلًا حتى أعقبها إهمال شديد في المذاكرة على عكس "هنا" فقد كانت على درجة متوسطة من البداية ولا تُريد أن تهتم كثيرًا ولا تُهمل أيضًا، كان الأهم عندها أن تتخرج من الجامعة بعد الأربع سنوات ونستمتع بالخروجات والأكلات الشهية في المطاعم داخل وخارج الجامعة، دائمًا تذهبان للجامعة سويًا ولكن لا تعودان معًا، "هنا" سرعان ما تعرفت على صديقات جديدات واندمجت معهن ليخرجن سويًا ويذهبن لأخذ كورسات ببعض السناتر وتعود سارة مباشرة إلى بيتها لتحكي لوالديها تفاصيل اليوم وتدخل لغرفتها لتفكر كثيرًا وتُضيّع الكثير من الوقت على الفيس بوك وجروبات الدفعة غير المجدية، ظلت على هذا الحال طوال العام الدراسي الأول ومع اقتراب امتحانات نصف العام بكلية الحقوق لم يكن أمام الكثير من الطلاب سوى الملازم الخارجية، وهذا غالبًا ما يحدث بجميع الكليات فالأمر ليس مقتصرًا على كلية الحقوق وحدها، والتي أحيانًا ما يقوم بعملها بعض المعيدين للأسف، ويقوم البعض الآخر بالتوجه إلى بعض الأماكن التي يقومون بها بعمل دروس خصوصية في بعض المواد والمتوقع في الامتحانات، المؤسف حقًا أن هؤلاء الطلاب يستطيعون وبسهولة أن يحصلوا على تقديرات عالية يمكن ألا يحصل عليها طلاب المحاضرات ذاتهم، لم تكن سارة أبدًا تحب هذا الأسلوب كانت تحتقره كل الاحتقار، دائمًا ما كانت تقول في نفسها "كيف لطالب جامعي أن يجلس أمام شخص ربما لم يكن حاصل على الليسانس من الأساس ويتلقّى من خلاله العلم، كيف وصل الاستهتار بدكتور المادة إلى هذا الحد وتبجيل واحترام هؤلاء اللصوص، الذين سرقوا منا التمتّع بالعالم الجامعي هذا الصرح العظيم للعلم في هذه المرحلة"
وعند اقتراب موعد الامتحانات وجدت سارة نفسها تقع في الفخ فقد كانت لا تعلم عن الكثير من المواد سوى القليل جدًا من ذاكرتها مما سمعته داخل المحاضرة في القليل من الوقت قبل شرودها وعدم التركيز الذي سرعان ما ينتابها، ففزعت إلى" هنا" لتأخذ منها مواعيد المراجعات النهائية بالدروس الخصوصية كي تُحصّل شيئًا تدخل به للامتحانات، لم تكن تعلم أنها سوف تذهب إلى هذه الأماكن وتنجح على يد هؤلاء اللصوص عند شعورها بالضياع في بعض المواد.. غالبًا ما نقع في فعل أشياء كثيرًا ما نلوم الآخرين على فعلها والوقوع فيها مع الوقت نجد أنفسنا منغمسين فيما كرهناه يومًا وما انتقدناه بشدة!
كان والدها يُلاحظ تغيير مزاجها ويعي الفرق بين حماس البداية وما أصاب ابنته من خمول وتشتّت بعد ذلك ولكنه أراد لها أن تمضي بهذه التجربة ويعلم أنها سرعان ما تستفيق لأنه يثق كثيرًا في طريقة تفكيرها وما تربّت عليه وما هذه الفترة إلا وقت عابر سوف تخرج منها بالتجربة التي تعود على شخصيتها وعقليتها بالكثير من الدروس المستفادة التي تجعلها أفضل في المستقبل.
وحصلت في نصف العام الأول بالكاد على تقدير جيد مما أحزنها ولكن والدها لم يُعقّب سوى بقوله "كنتُ أتمنى أفضل من هذا لأنك أفضل حقًا من هذا" وهكذا في نصف العام الثاني حتى مضت السنة الأولى.