HossamElAgamy

Share to Social Media

البطل
منزل كوهين

ليلي بإنزعاج شديد  : ماذا تقول ? إستلمه الموساد ? لماذا كوهين ? لماذا ?

كوهين بلا مبالاة متجها الي احد الكراسي : احتياطات أمنية فلا يجوز بقاء غرباء بمنزلنا دون عمل تحريات عنهم فما بالك بهذا ال....الشخص الذي ظهر فجأة و انت تريدين ان تجعليه يقيم في بيتي

غمغمت ليلي ببعض الألفاظ التي لم تصل الي مسمع كوهين الذي لم يكترث بغضبها و تناول كتابا ما وأخذ يتفحصه فشوحت ليلي بيدها واستدارت تاركة اياه وهي لا تزال تسب وتشوح .

 

مكتب مدير المخابرات

إستأذن أمجد في الدخول المكتب

امجد : سيدي الخطوة الاولي لأشرف انتهت والعملية انتقلت الي المرحلة الثانية

المدير : هل اخذوه

أمجد بثقة : نعم منذ ساعة

 

تحقيق

لأكثر من ساعة كاملة , ظل داڤي جالسا هادئا صامتا داخل ذلك المكتب مقيدا اليدين معصوب العينين الي ان فتح باب ذلك المكتب وسمع صوتا انثويا

الصوت : عليك ان تجيب كل ما سيطرح عليك من أسئلة حتي تستطيع ان ترحل و اياك ان تراوغ

داڤي : وما الذي سيجعلني أراوغ

الصوت : إنما انصحك

 

مرت ساعة جديدة , جاوب خلالها داڤي علي كل الأسئلة التي القيت عليه ثم هبت صاحبة ذلك الصوت وبلا اي تعليق خرجت من المكتب دون ان تحل اغلاله او ترفع تلك العصابة السوداء.

 

ذكريات

وكأنه إعتاد علي ظلمة تلك العصابة , اراح داڤي ظهره علي مسند الكرسي الذي يجلس عليه وعاد بذاكرته الي مشهدين كان اولهما

 

اشرف : هذه المرة الرابعة التي نقوم بهذا العمل يا سيد امجد

لم يجبه امجد  الذي كان منهمكا في متابعة رجلين يقومان بتوصيل عدة كابلات الي يدي اشرف و قلبه و راسه

اشرف : يا سيد أمجد في المرتين الأخيرتين كانت نسبة النجاح 98% و الاخيرة 100% فلماذا

أمجد : مش هتسافر غير لما تعدي علي جهاز كشف الكذب وتكون نتيجتهم 100% الثلاثة .

اشرف : معني ذلك لقد تبقي مرتين

امجد مربتا علي كتفه : انت و شطارتك

 

انتقل داڤي الي المشهد التالي وهو يري السيد امجد يدخل عليه بالمكتب الذي كان يرتاح به بعد ان انهي إختبار كشف الكذب والذي كان كلاهما ينتظران نتيجته فلقد نجح اشرف في المرتين السابقتين بنسية 100% وان نجح هذه المرة فمعني هذا ان سفره قد بات قريبا .

 

امجد مبتسما : داڤي

رفع اشرف راسه : داڤي !! إذن فلقد نجحت

امجد : فعلا ...مبروك يا بطل

اشرف : لماذا قمنا بذلك التدريب

أمجد : احتياطات امنية لعلها تحدث   

اشرف : وهل تظن اني استطيع الإنتصار عليه هناك ?

أمجد : بهدؤ أعصابك ستنتصر عليه ايضا هناك

اشرف :  لماذا انت متأكد هكذا?

امجد مقتربا منه : اولا ثقة في قدراتك ثانيا هناك مقولة ان عليك أن تعتاد علي فعل الاصعب حتي يلين لك الصعب ...وهذا ما فعلناه معك ....وقبل كل ذلك فالله معك

 

فجأة فتح باب المكتب واقتربت منه صاحبة الصوت الأنثوي حتي توقفت خلفه تماما

الصوت : سأزيل العصابة ولا تفتح عيناك الا عندما اخبرك و بالتدريج.

 

اومأ داڤي لها , وبعد نصف ساعة اقتادته تلك الضابطة الي غرفة اخري ومع دخوله فوجى داڤي انها قريبة الشبه بنسبة كبيرة من تلك التي تدرب عليها في مصر ولم يدري لماذا بدا شعورا بالثقة ينتابه وهو يلمح العاملين بالغرفة وهما يركبان أسلاك ذلك الجهاز.

 

اقتربت الضابطة منه وبكل تحد : هذا جهاز كشف الكذب لذا انصحك ان تقل الحقيقة اياك ان تحاول حتي فسيكشفك علي الفور

ثم استدارت خارجة من الغرفة لتجلس بغرفة أخري ملتصقة بها والتي ستراقبه عبرها.

آما داخل الغرفة فلقد توجه احد العاملين لتشغيل الجهاز و استمر الآخر في إنهاء التركيبات وعند اقترابه من وجه داڤي اثناء تركيب ذلك الكابل بقلبه

العامل : شد حيلك يا طحان...امجد بك يرسل لك تحياته

نزلت تلك الجملة كالصاعقة علي راس داڤي إلا انه تماسك بمكانه وجاهد ان لا يظهر اي اضطراب فزفر بأنفاسه واخذ شهيقا كبيرا ودبت فيه الحماسة و الثقة فالرسالة مؤكدة بإسمه و إسم قائده ...قائده يقف بجواره ...معه ....خلفه

 

وبدا الإختبار و انتصر داڤي علي جهاز كشف الكذب وجاءت النتيجة سلبية تماما انطلق بعدها ومعه صك الصدق وفتحت له ابواب منازل قادة الجيش وكبار رجال الدولة  اللذين تسابقوا فى استضافته فى منازلهم و على مدار خمس سنوات قضاها بينهم منذ وصوله عام 1968 حتى قاربت سنة 1972 علي الإنتهاء , كان يرسل خلالها كل ما يقع تحت يديه من معلومات ....و اقتربت النهاية

 

مكتب المدير

دخل امجد علي مديره الذي امره بالجلوس

المدير : داڤي كرينهال ...عليك ان توجهه الي الهدف الرئيسي لقد اقتربت ساعة الصفر 

أمجد : تمام يا افندم ...ليلة السبت القادم بإذن الله

المدير : لماذا ?

أمجد : سيقيم 313 حفلا وسيدعوه فيه

المدير : الن يشك فيه

امجد : كلا سيدي ...هذه المرة سيكون الدور علي 1001 هو من سيتعامل معه

 

الهدف

استلم داڤي الاوامر ببدء التعامل مع الهدف وبعدها بيومين و اثناء تناوله العشاء مع الجنرال كوهين و زوجته إذا بتلك الحالة تنتابه ليلقي بعدها بنبوءة هزت البيت هزا  

 

داڤي : ستثبت جدارتك حقا فى قيادة خط بارليف يا جنرال

ألقي كوهين ملعقته التي في يده : ماذا ? ماذا تقول ?

اقتربت ليلي من داڤي الذي لم يكن بالنسبة لهما قد استعاد وعيه  

ليلي : ماذا تقول ?

داڤي : بارليف ...كوهين ...مدير

ثم غط داڤي في النوم لخمس دقائق كعادته بعد كل نبؤه

ليلي ما بين الدهشة والفرحة : أيمكن ان تتولي انت قيادة بارليف

هب كوهين واقفا : اقسم ان أكافئه مكافأة لا يتوقعها هذا الكرينهال

 

بعد يومين , صدر قرارا من وزارة الدفاع بتكليف الجنرال كوهين بقيادة الحصون الشمالية علي خط بارليف.

اصيب كوهين بالفرحة العارمة وما إن عاد الي منزله حتي اقتحم غرفة داڤي التي بالحديقة و امسك به من ذراعه مصطحبا اياه  إلى داخل  منزله.

 

كوهين بفرحة غامرة  : من الآن ستقيم بقربي ولن تتركني ابدا حتي و إن سافرت لا تبرح البيت....تمام ...داڤي العزيز ...تمام البيت من الآن بيتك يا عزيزي

تظاهر داڤي بعدم الفهم

داڤي : اشكرك يا سيدي اشكرك علي ذلك الكرم الكبير و المعروف الذي لن أنساه صدقني سأظل مدينا لك طوال حياتي.

 

رحلة

وذات ليلة و اثناء حضوره إحدي الحفلات , تلقى داڤي رسالة هامة من السيد امجد تطلب منه ضرورة السفر إلى قبرص فى خلال أسبوع .

وما إن عاد حتي اغلق عليه غرفته واخذ يفكر في ذلك الامر

داڤي : مؤكد الجنرال سيرفض أن اتركه ولو لمدة يوم واحد !!! كيف سأفعلها ? بماذا سأخبره ? ..كيف ....كيف لم يحسبوا امرا كهذا بمصر ?

 

اليوم التالي

إستدعاه الجنرال سريعا الي مكتبه  وما إن دخل عليه وعلي زوجته حتي وجد اربعة حقائبا للسفر موضوعة علي الارض .

 

اقترب كوهين منه مبتسما : عزيري داڤي لتعتبر نفسك في اجازة لمدة عشرة ايام

داڤي : عذرا سيدي انا لا افهم شيئا

كوهين : سنسافر انا وزوجتي في رحلة سياحية حول اوروبا بعد ثلاثة ساعات من الآن

ارتسمت الابتسامة علي وجه داڤي و قد ادرك ان من يعمل معهم أقوياء بحق

داڤي : امر رائع حقا

 

كوهين : لكن الاروع انك سترافقنا

هب داڤي واقفا : ماذا ? حقا ?

كوهين مبتسما : نعم ...هيا اسرع واحضر حقيبتك فسيارة شركة السياحة في الطريق

فجأة دخل جندي الحراسة : عذرا سيدي سيارة شركة سي تورز بالخارج في انتظارك انت و حضرتها

ليلي : جاك بيتون هذا قمة في الذوق حقا...اسرع داڤي والا تركناك فالطائرة بعد ثلاث ساعات  

 

قبرص – المنزل الآمن

التقى اشرف برئيسه أمجد , وبعد الترحيب

اشرف : كيف ?

امجد مبتسما : لا تهتم ...ركز فيما انت مقبل عليه

اشرف :

امجد : سيكون لديك دورة تدريبية سريعة مدة يومين وعليك ان تستوعب خلالها كل شئ

اشرف : امرك سيدي

 

بعد يومان ,

امجد : بقي امر واحد

اعتدل اشرف منصتا

تناول امجد لفافة كانت موضوعة فوق طاولة الصالة

أمجد : ستلبس هذه عند ذهابك الي هدفك كل ما عليك ان تضغط علي هذين الزرين.

اشرف ناظرا للزرين : تمام يا افندم

امجد : إحذر علي نفسك اولا ...وتأكد ان الزرين يعملان جيدا

اشرف مبتسما : تمام سيادتك

وبنهاية الدورة إستلم اشرف جهاز إرسال من احدث انتاجات ذلك العصر ومعه كتاب شفرة جديد مع حبر سري لم يستخدم من قبل .

 

الهدف

عاد دافي إلى إسرائيل مرة أخرى ليتخذ من منزل الجنرال كوهين مركز إرسال واستقبال للمعلومات والرسائل المشفرة.

استمر فى عمله المثير حتى كانت تلك الليلة مع بداية عام 1973 استقبل داڤي رسالة شفريه من المخابرات المصرية تطلب منه التوجه الي الهدف

 

فى اليوم التالي وبينما كان الجنرال يحكى لزوجته المتاعب والصعوبات التي تواجهه على خط بارليف وفى وجود دافي الذي كان يستمع ويخزن كل تلك المعلومات في عقله  بعد أن اعتبره الجميع وكأنه لا وجود له بل وكأنه واحدا من افراد العائلة , فباتوا يتحدثون أمامه بمنتهى الحرية فى كل الموضوعات حتى انه وصف نفسه ذات مرة فى احد تقاريره ( لقد أصبحت مثل الرجل الخفي )

 

فى هذا اليوم فاجأ دافي الجنرال بسؤال غريب

ديفيد : كيف يبدو خط بارليف من الداخل ؟؟

ولصعوبة السؤال اندفع الجنرال يسأله فى شك

كوهين  : ولماذا تسأل ؟؟ هذه أمور سرية ؟؟

زاغ بصر دافي وشردت ملامحه كعادته وتقلصت عضلات وجهه كعادته عند إلقاء النبوءات

 

 وقال : الجنرال كوهين.. بارليف…يوشع بن نون يبعث من جديد ... التاريخ

انتفض الجنرال و زوجته  من مقعدهما واخذا يسألانه عن مغزي ما قال إلا انه صمت تماما و حين لم يفدهما بشئ قاما بربط الجميع بين تلك النبوءة وبين سؤاله عن خط بارليف من الداخل

 

وما إن افاق  

ليلي : دعنا قليلا ديڤيد

بعد انصرافه

اقتربت ليلي من زوجها الساهم فيما  سمعه

ليلي هامسة : كوهين ...دعنا نحلل ما قال ... يوشع بن نون هو من أدخلنا القدس وأخرجنا من التيه... إذن فالجنرال كوهين سيدخل التاريخ بقيادته لخط بارليف …

التفت كوهين إليها مندهشا

 

ليلي : صدقني ...ألم يتنبأ لك من قبل بتولي قيادته

اومأ كوهين لها بنعم

ليلس : إذن ,  إصطحبه معك إلى داخل خط بارليف , لعله تأتيه نبوءة أخرى توضح لنا الأمور

كوهين مغمغما : لكن

ليلي : لا تخف فالشاب ليس عليه اي شك و لقد قمتم من قبل بالكشف عليه و اجريتم عليه العديد من التحريات ...( ثم احاطت عنقه بذراعيها ) عزيزي كوهين ...يبدو انك ستصبح بطلا قوميا قريبا

نظر اليها لنصف دقيقة

كوهين : وستصبحين انتي زوجة البطل

 

لمدة يومان , ظل الزوجان يتباحثان في الأمر حتي اقتنع الجنرال ووافق علي اصطحاب داڤي معه الي خط بارليف وكان هذا هو الهدف الرئيسي لهذه العملية آلا وهو محاولة الدخول إلى خط بارليف بأي طريقة.

 

ابريل 1973م

كان دافي في طريقه مع الجنرال إلى خط بارليف مرتديا تلك السترة الجديدة ذات اللون الأزرق الغامق و الأزرار الكبيرة اللامعة

كوهين : متي احضرت تلك البدلة ?

نظر داڤي إليها معجبا : من رحلة قبرص ...هل تعجبك ?

مد كوهين يده الي قماشها

كوهين : تبدو جيدة ...لكن أزرارها كبيرة نوعا ما و ذهبية اكثر من اللازم

داڤي : هكذا هي الموضة الآن

قلب كوهين شفتيه : للأسف ...اعرف

 

قاعة الإجتماعات

وقف امجد يشرح للجميع تطورات ما يحدث الآن مع اشرف

امجد : اشرف في طريقه الي الهدف الآن و بإذن الله سيستطيع تصويره و سنتمكن من كشف تفاصيل اقوي خط دفاعي عسكري عرفه التاريخ ,

المدير : هل امنت أداة التصوير ?

امجد : نعم ...البدلة تحتوي علي كاميرتين لا واحدة والاثنتان ستعملان في نفس الوقت

 

اسبوعا كاملا , قضاه دافي  داخل  خط بارليف , تجول داخله بمنتهى الحرية بصحبة الجنرال ليلتقط كمية هائلة من الصور من كل الزوايا لكافة التحصينات الداخلية للخط المنيع متنقلا معه من نقطة الي اخري بترتيب متسق.

إنتهت الرحلة وعاد بصحبة الجنرال الذي كان الغيظ قد تملكه لعدم إطلاق دافي أي نبوءة حتي الآن .

ليلي : إهدأ ...داڤي تأتيه النبؤات من السماء لا تقلق

 

اليوم التالي

إستأذن داڤي بالذهاب الي المدينة وهناك توجه الي مغسلة ملابس

داڤي لعامل المغسلة : متي يمكنني ان استلم ملابسي

العامل : غدا ظهرا

داڤي : ارجو ان تراعي تلك البدلة فهي غالية علي نفسي كثيرا

العامل مبتسما : لا تقلق سيدي

داڤي : حافظ علي أزرتها فهي كالكنز بالنسبة لي

العامل : وبالنسبة لنا سيدي لا تقلق.

 

القاهرة – قاعة الاجتماعات

بدا امجد في شرح مستجدات عملية العراف

امجد : الحمد لله وصل فيلمين كاملين وحاليا رجالنا يراجعون ويدرسون كل الصور الملتقطة ليتمكنوا فى النهاية من صنع نموذج كامل ثلاثي الأبعاد لحصون خط بارليف ومنها سنبني نموذجا مصغرا منه بالحجم الطبيعي ليتدرب عليها رجال الصاعقة الكوماندوز انتظارا للحظة الحسم

 

اواخر سبتمبر 1973

استمر دافي فى أداء مهمته من داخل منزل الجنرال كوهين قائد الجبهة الشمالية لخط بارليف , عندما استلم برقية من المخابرات تطلب منه مغادرة إسرائيل فورا بحد اقصي الرابع من اكتوبر.

داڤي لنفسه : طبقا للتعليمات علي ان اتصل برقم التليفون الذي اعطاه لي السيد امجد وجاءه الرد وتم تحديد مكان للقاء داخل إسرائيل فى ليلة الرابع من اكتوبر.

 

صباح الثالث من اكتوبر و اثناء وجبة الغذاء انتابت داڤي حالة التنبؤ مرة اخري وفي اول الامر لم يعره كوهين اي اهتمام لكن مع اول كلمة نطق بها داڤي هب كوهين مسرعا ليقف بجواره

داڤي : جنرال كوهين ...البطل ...المنقذ ...حامي الوطن

 

اخذ كوهين يتنقل بنظره بين زوجته ليلي و بين داڤي الذي اعاد ترديد نبوءته مرة اخري

كوهين لزوجته : خل سمعتي ما قال ?

اومأت ليلي براسها

كوهين منشرحا : اخيرا ...نطق لقد كدت افقد الأمل ...علي ان اذهب الي القيادة علي الفور في المرة السابقة اصدروا القرار وانا بالمنزل صباح اليوم التالي لنبوءة داڤي ...هذه المرة علي ان اكون بالموقع من المؤكد ان هناك ترقية في الطريق و اني سأتولى قيادة الخط بأكمله لا نقطتين فقط ...سأنطلق علي الفور

 

وبعد ساعتين , نزل داڤي الي قاعة الاستقبال ممسكا بحقيبته الرياضية

ليلي : الي اين عزيزي داڤي ?

داڤي : لقد تلقيت دعوة لقضاء عيد كيبور عند احد اصدقائي و ساعود في الثامن من اكتوبر

ليلي مبتسمة : احد اصدقائك ام صديقاتك

تورد وجه داڤي خجلا

ليلي : لتذهب و استمتع بوقتك

 

ما إن خرج داڤي من المنزل حتي استقل سيارة توجهت به الي مكان اللقاء المحدد و منه  التقطته سيارة اخري توجهت به علي الفور إلى مطار بن جوريون مباشرة حيث تسلم جواز سفر روسي  ليركب واحدة من طائرات شركة العال الإسرائيلية ضمن فوج سياحي من شركة ( سي تورز ) متجها إلى روما.

 

النهاية

علي ارض مطار روما , كان امجد ينتظره وعلي الفور استقلا طائرة متجهة إلى مصر مباشرة لكن هذه المرة بجواز سفر مصري .

علي الرغم من حيرته وتساؤله عن تلك الطريقة العاجلة لإنهاء مهمته وإخراجه من إسرائيل إلا أن امجد لم يعطيه الجواب الشافي وبعد يومان آتاه الرد ... لقد اندلعت حرب أكتوبر.

 

ادرك اشرف حينها ان المخابرات المصرية خافت عليه ان ينكشف بعد إنتهاء الحرب ان يبحث رجال العدو عن المصدر الذي سرب كل تلك المعلومات الخطيرة فآثروا إنهاء العملية حفاظا على حياته.

 

القاهرة – بعد 15 يوما  

أمجد : مبروك يا بطل لقد كنت احد اسباب نصرنا 

ديڤيد بفخر : حقا سيدي

امجد : طبعا فكل تلك المعلومات التي ارسلتها الينا و صور خط بارليف ساعدت رجالنا ان ينزلوا الي ارض المعركة وهم يعلمون كل شبر فيها

اشرف : الحمد لله ...لدي سؤالا اتمني ان تجيبني عليه

أمجد : تفضل

 

اشرف : ان تعلموا اخبارهم اوافق ...ان تجندوا رجل جهاز كشف الكذب اوافق ...وغيره لكن ان تقوموا بترقيته فهذا غريب  ...كيف فعلتموها

امجد : من يزيل خط بارليف بالماء و اشياء اخري كثيرة  قادر علي فعل اي شئ...نحن شعب لا يعرف المستحيل لكن بشرط ان نثق في قدراتنا ونحسن التخطيط

اشرف : لديك كل الحق

 

امجد :اشرف تستطيع ان تعيش بإسمك مرة اخري ( ثم مد يده بمظروف غير مغلق ) ستجد هنا راتبك عن كل تلك السنوات

اشرف بسعادة : حقا

 

امجد : نعم ...وهذه الشقة ستجد عقد إيجارها داخل الدرج الكبير للمكتب

فتح اشرف فمه كي يقول شيئا الا ان امجد عاجله مرة أخري

امجد مخرجا مفتاحا من جيبه : تفضل مفتاح سيارة صغيرة ستجدها امام باب عمارتك و قبل ان تنطق ستذهب الي هذا العنوان غدا كي تتسلم وظيفتك

 

فرت الدموع من عيني اشرف

اشرف : لا اعرف ماذا اقول

امجد : لا تقل شيئا فمصر لا تنس اولادها

اشرف : الف شكر سيدي ...سيدي الف شكر و ستجدني دائما علي استعداد في اي وقت

امجد : الوداع يا اشرف

اشرف : وداعا سيد امجد

 

توجه الإثنان الي باب الشقة

اشرف : سيد امجد ....أهذا اسمك الحقيقي ?

التفت امجد اليه مبتسما : أرأيت كدت انسي ?

اشرف : خيرا

اخرج امجد قصاصة ورق صغيرة : تفضل

نظر اشرف اليه نظر استفهام

امجد : ستجد هنا في هذا العنوان إبنة عمك ...وفاء ..

اشرف مقاطعا : ماذا ? وفاء ? حقا ?

أمجد : حقا و للعلم هي تنتظر قدومك من اوروبا...تنتظرك ...هل فهمت ?

اشرف : فهمت ...الف شكر ...لا خوف علي مصر طالما بها رجالا مثلك سيد امجد

أمجد : الوداع يا اشرف  

اشرف : تحيا مصر  

 

#حسام_العجمي

#العراف

 

المصادر

مقالات عديدة

د. نبيل فاروق

المجموعة 73
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.