تعارف
داخل أحد اقسام مصر الجديدة ، فتح أحد الجنود باب زنزانة الحجز مناديا علي أحد المحجوزين بداخله
الجندي : ديفيد ارنسون ...ديڤيد آرنسون
التفت إليه شاب في اوائل العشرينات ناظرا إليه بعينيه الضيقتين اللتان تشعان بالذكاء والحيوية علي الرغم من حالته المنهكة وملابسه الرثة والارهاق البادي علي وجهه ثم هب واقفا من مكانه
الجندي : هلم معي
إصطحب الجندي الشاب الي غرفة بنهاية الرواق بالقسم وما إن دخلها حتي أغلق خلفه الباب ليجد الشاب نفسه في مواجهه رجلا وقورا طويلا مرتديا بدله كحليه اللون جالسا يدخن فوق الأريكة الوحيدة بالغرفة وما إن رآه حتي هب واقفا مادا يديه إليه ليسلم عليه .
طال وقوف الشاب دون أن يتحرك فبادره الطويل : هل ستظل مكانك هكذا ؟ اقترب واجلس بجواري.. لا تقلق.
ببطء وحذر اقترب الشاب مسلما علي الوقور ليجلس بعدها بجواره
وبعد دقائق من الصمت
الشاب : خيرا ؟ علي ما يبدو أن السيد يريدني في شئ ما لا يمت بصله للنيابة وما أنا فيه
إلتفت الوقور مبتسما : جميل ذكائك ، سيوفر لنا الكثير من الوقت ( مقربا رأسه منه هامسا) سأدخل في الموضوع مباشرة ...انت في مشكله وحلها لدي
الشاب وقد قطب حاحبيه : و ما هو هذا الحل ؟
الضخم : عرض عمل سيخرجك مما أنت فيه
الشاب مندهشا : عرض عمل وانا في حالتي هذه
الرجل مؤكدا : نعم ، عرض عمل
الشاب رافعا يديه المقيدة : وماذا عن هذا القيد ؟ وماذا عما أنا فيه ؟
الرجل : هذا أمر يخصني
رد الشاب عليه بإبتسامة و دون أن ينطق فوجئ الوقور بالشاب و قد بدأ في التخلص من القيود الحديدية في مشهدا أبهر الوقور الذي ابتسم بعدما حرر الشاب معصميه وإن شعر معه بشئ من القلق فمد يده الي القيود متفحصا إياها ليتأكد أنها لم تكن مفتوحة.
الوقور: يبدو انك تمتلك بعض المقومات التي لا نعرفها
الشاب ضاحكا : أعشق ألعاب الحواة
الوقور : يبدو أنك وافقت علي سماع عرضي
الشاب : عرفني بنفسك علي الأقل
الوقور مبتسما : اسمي محسن ممتاز من البوليس السياسي.
قفزت إلى رأس الشاب علامة استفهام كبيرة ثم التفت إلي محسن قائلا : و ما علاقتي أنا بالبوليس السياسي؟ إن المباحث الجنائية هي وحدها المسؤولة عن الجرائم التي تم اتهامي بها.
محسن : سأجيبك حين تعرفني بنفسك اولا حتي أستطيع أن أجيبك
الشاب بنصف ابتسامه : لست أظن أن البوليس السياسي سيضيع وقته ويرسل أحد بكواته إلي شخص مجهول ... لا يعلمون حتي من هو!!
محسن وقد ضاقت عيناه بعدما أحس أن الشاب ليس سهلا : نعلم عنك أشياء لكن ليس كلها وأهمها مثلا اسمك الحقيقي فأوراق قضيتك بها أسماء لأربعة أشخاص بثلاث ديانات!!
الشاب ضاحكا : وما خفي كان أعظم
محسن بحدة : من المؤكد انك تعرف مدي صعوبة قضيتك و خطورة جرائمك وان كوننا لا نعرف من أنت وما كنيتك يزيدها تعقيدا لكن قانونا فأنت حتى هذه اللحظة مجرد مشتبه فيه والقانون يقضي بأن لا تبقى في الحجز أكثر من يومين، بعد هذا لابد من عرضك على قاض أو إطلاق سراحك.
الشاب مبتسما : ها قد حللتها أيها السيد لننه هذا الأمر إذا و لتعرضوني علي القاضي و تدعوني ارحل .
محسن علي حدته وبغضب هادئ : الأمر لا يتحمل هذه السخرية السخيفة فنظرا لحالتك المجهولة تلك فسوف نتحفظ عليك حتى تفصح لنا عن حقيقة هويتك وأعلم اننا في ثورة ولسنا على استعداد لتحمل أي أخطاء في هذه المرحلة حتي لو أدي الأمر إلي سجنك مدي الحياة
أنصت الشاب إليه بانتباه محاولًا تصور ما يرمي إليه وقد شعر بنوعا من التوتر
محسن مستطردا بنفس نبرة الغضب : ودون محاكمة
تمكن التوتر من الشاب خاصة بعدما رأي تحول ملامح وجه الرجل الي الغضب و طريقة كلامه من الهدؤ الي التهديد
محسن : بالنسبة لي فأنا أود أن أغلق قضيتك....لكن بعد أن أعلم منك كل جوانبها ....فحتي الآن لا يوجد أي بلاغ عن سرقة جواز سفر بريطاني باسم ( دانييل كالدويل) كما لم نستطع أن نفسر كيفية ظهور إسم ( ديفيد ارنسون) في ملفك
الشاب : لقد إدعي علي به ضابط الحدود الإنجليزي
محسن متجاهلا جملته : كما إن إسم ( رفعت الجمال) المدون علي دفتر الشيكات المضبوط معك لم يرد أي بلاغ من هذا الشخص عن اي سرقة حدثت له ..واضيف لك شيئاً جديدا اكتشفناه
الشاب : خيرا
محسن : لقد عثرنا علي جواز سفر بإسم علي مصطفي
الشاب ببرود وثبات : ومالي انا به
محسن : بالمصادفة ..كانت صورتك عليه
الشاب مبتسما : لم أكن أعرف أني مشهورا هكذا
محسن : الموقف لا يتحمل سخريتك هذه انت في مشكلة كبيرة وعليك أن تفك خيوطها فلدينا أربعة اسماء بثلاث ديانات
الشاب : سيد محسن ، اريد أن أعرف ما المطلوب مني كل ما رويته لي الآن هي مشلكتكم أنتم لا أنا
محسن : استمع الي أيها الشاب ، دعني اتفق معك علي شئ ، لو تعاونت معي في معرفة حكايتك الحقيقية ، عندها سنقدم لك عرضا إما قبلته أو رفضته
الشاب : و إن رفضته ؟
محسن : أعدك تخرج إلى حال سبيلك مالم تكن خطرا علي مصر والآن ما قولك؟
الشاب : و لما كل هذا الاهتمام بي
محسن بإعجاب : إجابتك أتت أسرع مما توقعت ( وقف وأخذ يسير في الغرفة ) لقد أثرت حيرة المسئولين إزاء ما قمت به حتى الآن فمن حدود ليبيا إلي الأسكندرية حتي القاهره ولا أحد يعلم ما هي كنيتك إنجليزيًا، أم مصريا يهوديًا، أم مسلما ؟
الشاب مقاطعا وعلي وجهه ابتسامه كبيره : و سويسريا أيضا
محسن مندهشا : ماذا !!!!
الشاب بأدب وبلغه فرنسيه سليمه : آسف للمقاطعة ...فهذه قصه أخري ...تفضل أكمل
لثوان ظل محسن صامتا متفاجئا بما سمعه وأخذ ينظر إلي الشاب بإمعان وقد وقر بداخله أن حياة هذا الشاب كالبئر العميق و أن عليه أن يستفزه كي يفور هذا البئر بأسراره إن كان يريد أن يصل الي حقيقته حقا.
محسن بهدوء : ما أثار اهتمامنا بك كثيرًا بشأنك هو ما أفادنا رجالنا الذين دسسناهم بجوارك في حجز الإسكندرية و الذين أفادوا بأن جميع النزلاء اليهود الآخرين اعتقدوا عن يقين أنك اليهودي ديفيد أرنسون.
أصابت الدهشة الشاب وهو يسمع ان الأمر قد وصل إلى حد وضع مخبرين داخل السجن للتجسس على الخارجين على القانون.
محسن : كان بالحجز رجلا يهوديا مسجونا للتحري و أسمه ( ليڤي سلامه )
رفع الشاب عيناه ناظرا إلي الوقور الذي يبدو أنه يريد أن يثبت له مراقبتهم له
محسن مكملا : ولقد هب للجلوس بجوارك وأخذ يهمس لك في أذنك ثم بعد أن رددت عليه أسرع بالإبتعاد عنك ماذا قلت له كي يفر منك هكذا؟
تلقائيا وجد الشاب نفسه يجيب : سألني عن حقيقة إسمي الذي سمعه ديڤيد آرنسون
محسن وقد شعر أنه قد كسب أرضية لدي الشاب فأراد أن يتأكد : وبماذا أجبته ؟
الشاب : قلت له ليس من شأنك و قم من جواري حتي لا يتم الزج بك في مشاكل هو أقل منها وسألني إن كنت يهوديا فأجبته بنعم
محسن : ولماذا نعم ، هل انت فعلا يهودي
الشاب : لا لست يهوديا
داري محسن إبتسامة خفية بعد أن إستطاع إستبعاد شخصية من الثلاث وبقي له ثلاث لذا فقد سارع بالجلوس بجوار الفتي ليشعره بالأمان منه أكثر وقد قرر إستفزازه لعله ييعترف بمعلومة أخري
محسن : استمع إلي يا مستر كالدويل( التفت الشاب بحدة إلي محسن الذي أكمل متجاهلا ) نحن في بداية عصر جديد من الثورة و تكاثر عليها أعداءها من كل مكان يريدون إفشالها و دفع مصر مرة ثانية إلى طريق التبعية للأجانب وكبار الملاك الزراعيين ومطالبتك مستر كالدويل بالقنصل الإنجليزي الدائمة قد اقنعتنا بأنك كإنجليزي لا تضمر كراهية للشعب المصري و لا تبغي أذية لمصر ولا أهلها كما إننا لا نريد خلق مشاكل مع دولتك فتؤثر علي مفاوضات الجلاء الجارية بيننا و بين وطنك إنجلترا
هب الشاب واقفا صائحا بغضب : هذه إهانة أنا لست إنجليزيا بل مصري أصيل و مسلم الديانة كما إني حريص كل الحرص على مصر وشعبها.
وما أن انتهي من ثورته الغاضبة ورأي السيد محسن يشعل سيجارة ويبتسم ابتسامة خفية حتي وعي أنه قد وقع في الفخ التي نصبه هذا الضابط له وأدرك أنه قد انتصر عليه في هذه الجولة بعد أن استفزه ليجعله يظهر على حقيقته واستطاع ببضع كلمات عن أعداء مصر أن يجعله يكشف الستر عما يخفيه منذ تم القبض عليه و الآن لم يتبقى له سوي شخصيتين مصريتين ومن نفس الديانة كي يختفي خلفهما .
محسن مربتا علي كتفه مهدئا إياه : حسنا ، اجلس واحك لي كل شئ ...كل شئ و أعلم أني لا أبحث إلا عن مصلحة الجميع و أولهم انت نفسك
أخذ الشاب يتأمل هذا الضابط القوي الوقور و قد شعر أنه صادقا في كلامه معه وبعد تفكير لدقائق رفع الشاب رأسه ثم تنهد تنهيدة طويلة كمن يفتح بابا لقبو كان مغلقا منذ الآن السنين .
التفت الشاب إلي الضابط : إسمي رفعت ...رفعت علي سليمان الجمال ...بس قبل ما احكي لك ...أنا عايز اعرف هستفيد ايه ؟
محسن : كتير ...أولها خروجك
رفعت : بس
محسن : احكي وبعدين نتفاهم ماتقلقش
رفعت : سؤال اخير ( أومأ له محسن بأن يكمل ) هل ستصدقني؟
محسن : لقد صدقتك حين قلت لي إسمك ومن قبل أن تحكي
لم يدرى رفعت ما الذي تملكه وهو ينظر إلي ذلك الرجل شئ ما في حديثه شئ ما في أسلوبه ووجهه و وقاره جعله يشعر بإرتياحا له ويدفعه لكي يروي له قصته.
تنهد الشاب مرة أخري ونظر الي سقف الغرفة وقد قرر أن يحكي كل شئ فهو يريد ذلك ...وكأنه أراد أن يرفع عن صدره أحماله ...فهو لأول مره سيتكلم عن نفسه ...سيعبر عما جري له خلال الخمس سنوات الماضية ..لأول مرة سيواجه ماضيه ... بل و سيتحرر من قيوده و يكسرها ... حتي وإن إنتهي به الأمر أن يعيده هذا الرجل الي زنزانته مره اخري
العائلة
إسمي رفعت علي سليمان الجمال ، ولدت في مدينة دمياط في الأوَّل من يوليو 1927م، لأبا كان يعمل تاجر فحم بالجملة، وأم إسمها “رتيبة علي ” وكانت من أسرة راقية تعلمت بإحدي المدارس الأجنبية الخاصة و تعلمت التحدث بالإنجليزية والفرنسية اللتان كانتا تعلمني إياها منذ الصغر وتحاول أن تكلمني بهما بالبيت.
لي ٣ إخوة، سامي وهو أخ غير شقيق و شقيقين هما “لبيب”و ”نزيهة”،
توفي أبي عام 1936م ، تولي “سامي” والذي كان يعمل مدرساً خصوصياً للغة الإنجليزية، شئون الأسرة كلها، فقام بنقل مقر إقامتنا إلي مصر الجديدة حتي نكون تحت رقابته.
والتحقت بمدرسة للتجارة المتوسِّطة التي رأت العائلة أن بسبب شقاوتي و رغبة منهم في إنهائي للدراسة سريعا أني لن اقدر علي التعليم الجامعي علما اني كنت قد حصلت علي درجات عالية كانت تؤهلني للتعليم العالي.
في هذه الأثناء كانت الحرب العالمية قد اندلعت و انبهرت بالبريطانيين الذين كانوا يقاومون الجيوش النازية بقوة و يحاربونهم في كل مكان.
فأحببت اتقان التحدُّث بالإنجليزية بلكنتها فزدت في تعلمها بقراءتي للصحف. والروايات الإنجليزية وبالمدرسة كنت قد تعلَّقت كثيراً بأستاذي الفرنسي، الذي علَّمني التحدَّث باللغة الفرنسية بلكنة الفرنسيين، حتى أجدت اللغتين، وبرعت في التحدُّث بهما.
في تلك الفترة ، كان للسينما سحر كبير في نفوس الشباب من حيث الشهرة والأناقة وركوب السيارات و الحرية التي يعيشها الأبطال فجذبت انتباهي إلى الحد الذي جعلني أحلم بالعمل في السينما .
وذات يوم، وأثناء رحلة مدرسية إلى أستوديو مصر ، تسلَّلت إلى حجرة الفنان “بشارة واكيم”، ورحت أقلِّد له أدواره.
بشارة واكيم : أحسنت يا فتي يبدو أنك صاحب موهبة
رفعت : وأريد أن أعمل بالتمثيل
بشارة ضاحكا : كم عمرك ؟
رفعت : ١٤ سنة
بشارة : أنظر حبيبي ، حبك للسينما ستصقله الدراسة فإهتم بها وحين تنجح عد إلي مرة أخري
في ذلك اليوم قرَّرت أن أستمع لنصيحته وأهتم دراستي.
في بدايات عام 1943م، تزوَّجت أختي نزيهة من الملازم أوَّل “أحمد شفيق”، وانتقلت امي بعدها إلى مدينة دكرنس بالدقهلية ، للإقامة مع أخيها .
فجأة وجدت نفسي وقد صرت وحيدا بعد إختفاء الوحيدتان اللتان كانتا تهونان علي الكثير و وجدت نفسي مطالبا بتحمل أعباء نفسي في كل شئ.
أصبحت انفاسي بعد رحيلهما تعد علي ،صارت حريتي مكبلة من أخواي دون أن أجد من يحميني أو علي الاقل يهون علي .
وعلى سبيل الاحتجاج، رسبت عمدا في امتحان العام الدراسي الثالث بمدرستي وفي هذا الوقت تزوج شقيقي سامي من ابنه محرم فهيم نقيب المحامين.
فأصبح من الضروري أن انتقل أنا و شقيقي لبيب، الذى أصبح محاسباً في بنك باركليز، إلى شقة أخرى، استأجرها لنا سامي بالقرب من ميدان لاظوغلي حيث انشغل لبيب بعمله.
ووسط كل هذا الجو من عدم الإستقرار و الإهمال رسبت للمرة الثانية و ثار علي الجميع و تحولت مطالبتهم لي بالنجاح الي التبكيت و المعايرة الدائمة فركزت في دراستي و نجحت بتفوق في المرة الثالثة واصبحت في السنه النهائية.
رفعت : ماذا تكتب سيادتك ؟
نظر محسن إليه : بعض الملاحظات ستفيدني بعد ذلك ، دعك مني و أكمل
هز رفعت رأسه ؛ في ١٩٤٥ ذهبت الي ستوديو مصر و ظللت منتظرا الممثل بشارة واكيم وتذكَّرني الرجل و منحني دوراً صغيراً في أحد أفلامه.
تغيرت بعدها حياتي تماماً خاصة مع الزهو الذى شعرت به مع عرض الفيلم الذي و على الرغم من صغر دوري فيه إلا أن زملاء الدراسة بدأوا يعاملونني كنجم سينمائي، فأحاطوني باهتمامهم، وأسئلتهم، مما ضاعف من إحساسي بالثقة، وساعدني إنهاء دراسته في العام التالي ١٩٤٦.
ذهبت بعدها للعمل مرة أخرى مع الفنان بشارة واكيم وهناك التقيت بأوَّل حب في حياتي “بيتي” الراقصة الشابة المراهقة والتي كانت تكبرني بعام واحد.
محسن : أحببتها فعلا أم ...
رفعت : بل أحببتها حقا ( مبتسما ) فقد كانت رائعة الجمال و رقيقة و تهتم بي جدا حتي أني انتقلت للعيش معها مما أثار غضب أخي لبيب
محسن : طبيعي فما فعلته كان غير طبيعي
رفعت : أعلم لكني كنت أبحث عمن تهتم بي و تعوضني الحنان الذي إفتقدته و معها كنت أشعر بحريتي
اخذ محسن في تدوين ملاحظاته مرة أخري
رفعت : المهم زادت المشكلات عائلية عديدة وهاجمني أخوتي و منعني زوج اختي حتي من الإتصال بها مما جعلني أتخلَّى فى النهاية عن علاقتي ب بيتي
مد رفعت يده الي كوب من الماء مرتشفا منه رشفة
رفعت : تملكني الشعور بالوحدة فأنا لن لأعود مرة أخري للعيش مع لبيب خاصة بعد أن علمت بتقدمه لخطبة إحدى الفتيات و كان ينوي الزواج بنفس الشقة التي كنت اقيم بها معه.
محسن : و اصبحت بلا مأوي
رفعت : بل وعمل أيضا فلقد كنت توقفت عن العمل فى السينما و أحسست أن الوقت قد حان لكي أنتقل لمجال آخر بشرط أن يكون بعيدا ...بعيدا جدا ...بعيدا بدرجة تسمح لي بالهرب من الجميع ..بل من العالم أجمع لو أمكن
لمح محسن الحزن يكسو تقاطيع وجه رفعت فآثر الصمت تاركا له الحرية في أن يروي أو يصمت أو حتي يبكي إن أراد ...فمد له يده بسيجارة و أشعلها له
رفعت رافعا يده بالتحية : شكرا يا محسن بك
محسن : وهربت
نظر له مبتسما : سأكمل لك.