HossamElAgamy

Share to Social Media

العميل 313
شقة جاك

محسن : علي ، اريد عربة إسعاف صغيرة و بالطو طبيب و ممرض و حقيبة طبيب وبها أدوية و حقن و سماعة وتنتظرنا بعد عشر دقائق في ميدان المنشية القريب من بيت جاك

علي : تمام يا أفندم

ألقي علي بالتعليمات برجاله

محسن : هلم بنا

 

وأثناء الطريق

علي : ما قام به جاك أمرا في منتهي التهور

محسن : هدئ من نفسك ، وحاول أن تقرأ ما يحدث وما بين السطور

علي : كيف سيادتك ؟

محسن : جاك محاصر و لا يستطيع أن يتصل بنا و مخاطرته هذه تحسب له لا عليه ...الوحدة ١٣١ ستقوم بعملياتها الليلة إن لم تكن قد بدأت فعلا ( ثم صمت لثوان ) علي ...هل بحوار قصر ماكس بينيت أي قصر او فيلا تخص أحدا من اليهود ؟

 

نظر علي له مستعيدا معلوماته ثم أجاب : نعم ، قصر الخواجة سموحه و قصر رينيه يوسف قطاوي....لكنهما خاويان...بلا سكان

محسن مفكرا : من اقربهم ؟ ولا تقل رينيه

لثوان نظر علي إليه : بالفعل ،هل كنت تعلم ؟

إبتسم محسن : كلا ، لكن رينيه هذا لديه طموحات عرقية كبيرة و مشتبه به ...أين يقع قصره ؟

علي : يلتصق ب....يا اولاد الهرمة ...إنهم يستخدمون قصر رينيه

محسن : أحسنت ...ما إن تصل حتي تعطي الأوامر بمراقبته.

 

داخل الشقة

أخذ جاك يتلوي من الألم و إيلي يحاول أن يهون عليه و أخيرا وصل الطبيب و مساعده

إيلي : تفضل أيها الطبيب أنه بالداخل

الطبيب : كيف حالك مسيو جاك .

 

بألم نظر جاك إلي الطبيب : مرحبا دكتور مصطفي لقد إنتهي العلاج و لا أتذكر إسم الحقنة و ضاعت الروشتة

الطبيب مبتسما : لا تقلق ...

بدأ الطبيب في الكشف علي جاك ثم أخرج أنبوبا من حقيبته

 

الطبيب : اريد عينة من بولك هنا ( التفت إلي الممرض ) عبد السميع ساعد مسيو جاك في الدخول إلي دورة المياه و أحضر منه هذه العينة .

بخطوات متثاقلة توجه جاك مستندا علي ذراع عبد السميع ليدخلا معا إلي دورة المياه.

إيلي : لماذا هذه العينة ؟

 

الطبيب مبتسما : لونه سيحدد جرعة الحقنة و المهدئ

وبعد دقيقتين عاد جاك للإستلقاء مرة أخري علي سريره أثناء معاينة الطبيب العينة

الطبيب إلي إيلي : أستأذنك في تسخين هذه الحقنة داخل مياه مغلية للتطهير .

خرج إيلي لينفذ الأمر ومال الطبيب علي جاك

الطبيب : أحسنت يا جاك ، انت تبلي بلاءا حسنا 

جاك بلهفة :  أسرعوا بقي ساعة علي التنفيذ

الطبيب : لا تقلق

 

عاد إيلي حاملا الحقنة بعد تمام غليان المياه حولها مناولا إياها الي الطبيب الذي أسرع بملئها بالعلاج وبعد أن ناولها الي جاك ثم بدأ يلملم أدواته .

الطبيب : أرجو أن تمر علي فور قدرتك علي الوقوف حتي نجري بعد الفحوصات التحاليل 

إيلي : شكرا دكتور

 

السقوط

ركب الطبيب ومساعده سيارة الإسعاف و اللذان لم يكونا الا السيد محسن و علي غالي الذي أسرع  يناوله ورقة كان يخفيها داخل ملابسه معطيا أوامره لمساعده المتخفي في هيئة سائق سيارة الإسعاف بسرعة التوجه إلي ميدان المنشية حيث تركا سيارتهما.

 

قرأ محسن كل المدون بالورقة : علي ، ستنزلني عند سيارتنا بالمنشية سأتوجه إلي القصرين لأقبض علي من يختبئون بداخله

علي : وماذا عني ؟

محسن :  بأسرع ما يمكنك أرسل في إستصدار أمرا بالقبض علي كل  أعضاء الوحدة و بتفتيش القصرين والقبض علي كل من يختبئ بهما

علي : حسنا 

محسن : وعليك أن تحصر مكاتب الإستعلامات الأمريكية وترسل رجالك إلى هناك و تحكم مراقبتهم لها و توزع عليهم صور أعضاء الوحدة ١٣١ مع أوامر بتوخي الحذر عن القبض عليهم و سينما ستراند و ريو

علي : علي الفور

 

محسن : أرسل قوات القبض علي صموئيل عازار و بول فرانك ، مارسيل ننيو و ناتسون

علي : علي الفور

محسن : عليك بالإستعانة برجال الشرطة فالأمر كبير علي افرادنا وعددنا لا يكفي

عند ميدان المنشية ، نزل محسن بعدما خلع ملابس الطبيب  تاركا علي الذي أسرع بالتوجه الي مكتبه لتنفيذ الأوامر .

 

مكتب علي غالي

وصل علي الي مكتبه بعدما اعطي مساعده مهمة تجميع عناوين مكاتب الإستعلامات بالإسكندرية و القاهرة بعد ذلك ثم  يجري إتصالاته لإنهاء كل الترتيبات و توجيه القوات كلا إلي مكانه.

 

وأثناء المتابعة دخل مساعده وعلي وجهه القلق

علي : خيرا

المساعد : التفجير الاول تم

هب علي واقفا : أين ؟

المساعد : أمام أحد المكاتب لكن الحمد لله لم يسفر عن أي ضحايا .

لثوان صمت علي مفكرا بالأمر : ماذا عن باقي المكاتب السينمات ؟ هل وصلت قواتنا ؟

نظر المساعد في ساعة يده : في خلال عشر دقائق ستكون جميع المكاتب بالإسكندرية قد تم تأمينها

علي : ربنا يستر ، ماذا عن صموئيل عازار و فرانك و ناتسون ومارسيل

 

المساعد : لم يصلنا شئ من رجالنا حتي الآن

علي : عد إلي مكتبك وتابع الإتصالات

بيت فرانك

مارسيل : هيا بنا فرانك سنتأخر عن التنفيذ

فرانك بتوتر : أنا قلق كلود أشعر ببعض القلق

كلود : هلم لم يعد هناك وقتا لهذا إن هو إلا توتر بسيط و سيزول ، أسرع صموئيل لابد أنه قد وصل إلي اول الشارع كما إتفقنا معه كي يسلمنا العبوات الناسفة

فرانك : حسنا ...هلمي

 

أسفل منزل فرانك كانت السيارة التابعة للمخابرات تتوقف وبداخلها  أربعة أفراد وقبل أن ينزلوا لمح الضابط خروج مارسيل و فرانك معا  .

الضابط : لا تنزلوا ..سنتابعهم ...محمود تتبعهم سيرا علي الأقدام

سارت كلود متأبطة ذراع فرانك كأي خطيبين حتي وصلا إلي المكان الذي سيقابلهما فيه صموئيل الذي لم يكن قد حضر بعد

كلود : فرانك انت ترتعش ؟

فرانك : نعم ، أشعر أننا سيقبض علينا ( وفجأة توقف ) اللعنة

كلود : ماذا ؟

فرانك : سأصعد الي المنزل مرة أخري

كلود : لماذا ؟

فرانك : سأدخل دورة المياه

كلود بغضبا مكتوم : ماذا تقول ؟ أهذا وقته ؟

فرانك والعرق يتصبب علي وجهه : نعم ..( مرتجفا) نعم ...سأكون هنا خلال دقيقتين

 

دون أن ينتظر ردا تركها فرانك و توجه إلي بيته ،من علي الرصيف المقابل نظر محمود إلي ضابطه الذي أشار له بالثبات في مكانه

الضابط : هادي وعبد الله ، يبدو أنه عائد الي بيته لأمر ما ..راقباه وعند نزوله أقبضا عليه و أركباه سيارتنا الثانية.

نزل الضابط متوجها إلي السيارة الثانية ومال علي شباكها .

الضابط : سيد و جلال إلحقا بمحمود يبدو أن هناك آخرون سيأتون.

 

وصل عازار بسيارته وتوقف أمام مارسيل التي أسرعت بركوب السيارة

عازار بقلق : أين فرانك ؟

كلود : عاد إلي منزله لقضاء حاجته

عازار : اللعنة لقد تأخرنا عن الجدول الزمني ، سأقترب من منزله كي نكسب بعضا من الوقت

وببطء إستدار عازار بسيارته متوجها إلي منزل فرانك الذي كان في هذه اللحظة يخطو خطوته الأولي خارج المنزل .

كلود بفرحة : سمعت عن أول التفجيرات.... الليلة ستكون تاريخية و لن ينساها المصريون .

فجأة ، ضغط عازار علي مكابح السيارة بقوة حتي أن رأس كلود قد إصطدمت بتابلوه السيارة

عازار صارخا بهلع : ما هذا ؟

 

قصر ماكس بينيت

وصلت سيارات الشرطة بالقرب من قصري ماكس بينيت و رينيه قطاوي في حين كان رجال المخابرات يراقبونهما يملئ أعينهم بعدما علموا بطريقة دخولهم و خروجهم .

ما إن وصل السيد محسن ممتاز حتي نزل من سيارته ليتوقف بجوار أحد ضباطه حتي تقدم إليه اليوزباشي ملاك عبد المسيح قائد قوات الشرطة مؤديا التحية لهما.

محسن : ما الأخبار بالقصرين ؟

 

ضابط المخابرات : كل شئ هادئ ولم يشعروا بشئ إلي الآن ونحن في انتظار أوامركم

ملاك : جميع قواتنا في إنتظار الأوامر بالإقتحام

محسن : حسنا ...عربة لقصر رينيه و النفق و العربة الأخري لقصر بينيت ...اريدهم احياء جميعا لا تستخدموا القوة إلا إذا شعرتم بالخطر و أحذروا فمعهم متفجرات .

وأنطلق رجال الشرطة ليقتحموا القصرين وفي اقل من عشر دقائق كان جميع المتواجدون مكبلون و مقيدون بالأغلال.

 

تقدم محسن من أفراد الوحدة يعاينهم فردا فردا حتي وصل إلي آخر واحدا منهم

محسن : مسيو ماكس ( نظر ماكس له بحسرة ) كيف حالك ؟ لم يكفك أن تخدع شعب مصر بمعسول كلامك والآن تخطط لقتله و تدمير بلده

نظر ماكس الي الأرض

محسن متنهدا : أين الكولونيل ؟

أعاد محسن السؤال مرة أخري حين لم تصله الإجابة علي ماكس بينيت

ماكس : لقد ...لقد خرج خلف الشباب كي يتابعهم و يؤمنهم ولم يعد

 

عض محسن علي شفتيه حزينا لإختفاء دار إلا أن الأمل كان يراوده بأن يتمكن منه علي ورجاله .

فرانك

صرخ عازار : أنظري كلود ...يا الكارثة

رفعت كلود رأسها وهي تتألم فإذا برجال المخابرات ممسكون بفرانك وهو يتحدث معهم برعب و إرتعاش

بدا عازار في الإرتداد بالسيارة الي الخلف كي يهرب

كلود صارخة : إنه يشير علينا

 

لمح عازار باقي القوة التي كانت تنتظره علي مطلع الشارع وهي تجري نحو سيارته وفي أيديهم مسدساتهم فأوقف السيارة و أخذ يتلفت من حوله إلا أن المخرج الوحيد كان من جهة القوة المهاجمة ، وهنا قرر أن يضغط علي البنزين مزيدا من سرعته حتي ولو قتلهم أجمعين.

وأنطلق عازار نحو الأربعة عناصر التي لم تتراجع عن الهجوم عليه بل وقفوا لمكانهم وقطعوا عليه الطريق بعدما أخرجوا  مسدساتهم يهددونه بها كي يتوقف.

أخذت كلود تصرخ فيه : لا تتوقف .. أقتلهم هيا ...أقتلهم

أصاب عازار كلا من محمود و جلال اللذان كانا يقف في منتصف القوة وأطاح بهما أرضا و انطلق بالسيارة بأقصي سرعة وعند اول منحني

كلود : انزلني ..أنزلني هنا

أوقف عازار السيارة : أين ستذهبين ؟ ولماذا ؟

كلود : إلي مقر هروبي ،هكذا فرصتنا في النجاة ستكون أفضل إنطلق ...هيا

أسرعت كلود بالدخول الي الشوارع الجانبية حتي خرجت الي الشارع الرئيسي فإذا بالترام يقف أمامها  فقفزت تركبه و نبضات قلبها تتسارع .

 

خرج عازار بسيارته الي الكورنيش لضمان عدم التوقف و خلوه من السيارات في هذا الوقت و كان يخطط الوصول إلي محطة الرمل ومنها سيترك السيارة و يبدأ فى رحلة الهرب مترجلا ليختفي بين المواطنين .

 

وهاهو فندق سيسل يظهر أمامه إن هي إلا دقيقة  يصل إليه وسيترك السيارة أمامه و سيختفي بعدها.

وما إن دخل الي الشارع حتي وجد قوات شرطة كثيرة العدد تقطع عليه الطريق ، أسرع بالإرتداد الي الخلف بسيارته  للهروب عن طريق الكورنيش فإذا بقوات أخري تقطع عليه الطريق .

 

نظر عازار أمامه فإذا بقوات أخري من الجهة الأمامية من الكورنيش  فأدرك أنه محاصر حصار لا فكاك منه وقبل أن يفكر في أي شئ كان رجال الأمن يطبقون عليه و يقيدونه .

سينما ستراند

أمام سينما ستراند وقبل حفل الساعة السادسة مساءا ،وقف فيليب ناتسون وكأنه ينتظر شخصا ما والذي سرعان ما حضر راكبا عربه حنطور و قام بتسليمه لفافه ما .

تناول فيليب اللفافة ووضعها داخل جيب الجاكت الخاص به وهو يرتجف

ضابط المراقبة : الكل يتأهب سنقترب منه بهدؤ المشتبه به يبدو مضطربا إحذروا أن يتهور  ...بهدؤ كما قلت

بدأ الرجال  في الإقتراب منه رويدا رويدا وكأنهم من رواد السينما .

 

وعلي منتصف السلم و أثناء صعوده مضطربا ، فجأة إشتعل جيبه و إندلعت النيران به و أطلق فيليب صرخة فزع ثم بدأ يضرب النيران بيده كي يطفئها

هنا أسرع الرجال بالإمساك به ، وهجم ضابط المراقبة عليه ليخلع عنه الجاكت الذي اشتعل ومخرجا منه اللفافة والتي امسك بها و بكل شجاعة إنطلق جريا عابرا الطريق ثم كورنيش البحر ملقيا بها داخل البحر إلا أنها لم تنفجر .

 

باقي الوحدة

تلقي علي غالي مكالمة أبلغته بتمام القبض علي الوحدة بأكملها في القصر ، بالشارع ، أمام سينما ستراند و ريو

علي فرحا : الحمد لله

المساعد : الحمد لله كانت عناية الله معنا فما كان معه هو عبارة عن خليط كيميائي الهدف منه إحراق السينما لا تفجيرها و قد تفاعلت المادة في جيبه

 

نظر علي  : نعم الحمد لله ..والآن عليك بالتحرك و القبض علي باقي الوحدة التي تختفي ببيت جاك بيتون .

المساعد : أمرك سيدي.

جاك بيتون

ظل جاك راقدا علي سريره يفكر فيما حدث و هل إستطاع السيد محسن القبض عليهم وكي يهرب بتوتره و قلقه فلقد إدعي النوم جراء الحقنة العضلية التي ناولها إياه الطبيب وكان إيلي يدخل ليطمئن عليه من حين إلي آخر

إيلي لزميلا له : نائم كالطفل لم يعلم ببدء التفجيرات

 

زميله : أشعر بأن هناك تأخير ما باتت الساعة السابعة و لم تذع الإذاعة أي أخبار منذ إنفجار مكتب البريد

إيلي : لا تقلق سيمر كل شئ علي خير

إنطلقت طرقات الباب قاطعة حديثهما فهب الزميل للباب

الزميل : من بالباب ؟

صوت : عبده البواب يا افندي ، معي زجاجات الخمر التي كان الخواجة جاك قد طلبها.

 

أبلغ الزميل إيلي فأمره بفتح الباب وما إن فتحه حتي إندفع عشرة رجال أشداء داخل الشقة قابضين علي كل من فيه بما فيهم هذا المريض الغائب عن الوعي والذي أخذ زميله إيلي يهتف بمراعاته.

 

رأس البر

فندق كورنيش واحد من أقدم فنادق مدينة رأس البر التي عرفت في هذه الآونة بأنها مصيف الفنانين و رجال السياسة ففي هذا الفندق قابل الموسيقار محمد عبد الوهاب السيدة نهال القدسي به و تزوجها ، كانت تحيي فيه الفنانة ليلي مراد حفلات الصيف .

 

بمنتهي التوتر دخلت كلود قاعة الإستقبال بالفندق تتلفت حولها و تنظر في وجوه  رواده وتقدمت من عاملة الإستقبال طالبة منها حجزا لإحدي الغرف لمدة ليلتين .

صعدت كلود إلي الغرفة ثم قررت أن تنزل لقاعة الطعام لتلحق بموعد العشاء   أثناء تناولها الطعام إذا بصوت مكبر الصوت الداخلي بالفندق.

 

الصوت : الآنسة فيكتورين مارسيل ننيو ..الرجاء التوجه إلي مكتب الإستقبال للأهمية ثم أخذ يكرر النداء

لدقيقة من الزمن أصيبت كلود بالشلل لا تدري ماذا تفعل و بتوتر هبت واقفة هامسة لنفسها : ربما هناك شيئاً ما بالغرفة أو أمر يخص أوراقها لكن زيادة في الامان سأنظر من بعيد لمكتب الإستقبال قبل أن أذهب إليه .

 

وقفت كلود خلف باب المطعم وأخذت تنظر إلي القاعة فلم تجد بها ما يريب فقط رواد الفندق الرجال منهم كانوا يجلسون إما فرادي أو إثنين و اطفال يلعبون حولهم أو حول أمهاتهم آما طاولة الإستقبال فقد كانت خاوية عدا موظفيها الواقفون خلفها .

 

زفرت كلود ثم أخذت نفسا عميقا و تقدمت بخطوات متثاقلة نوعا ما حتي وصلت إلي موظفة الإستقبال

كلود وقد رسمت إبتسامة مضطربة علي شفتيها : أنا فيكتورين ننيو ...ما الأمر

 

الموظفة : عذرا سيدتي ، هناك خطأ ما في بطاقة دخولك سنعيد ملأها مرة أخري تفضلي ..

وما إن إندمجت كلود في كتابة البطاقة حتي فوجئت بيد توضع أمام القلم

صاحب اليد : يكفي إلي هذا الحد سنكمل باقي المعلومات بمكتبنا

إلتفتت كلود فزعة و فوجئت بأن كل الرجال الذين كانوا بالقاعة يحيطون بها كالسوار المحكم ومد الضابط يده ممسكا بيدها التي سقط منها القلم و بدأ في تقييدها بالأغلال الحديدية .

 

فيليب و فرانك

منذ تم القبض علي كل أعضاء الوحدة، لاحظ الضباط الحالة المضطربة التي كان عليها كلا من فيليب و فرانك وهنا تدخل السيد محسن.

محسن : أتركا هذين الإثنين تماما كلا في غرفة منفردة و أحسنوا معاملتهما ولا تردا عليهم في أي سؤال يسألانه و لا تتركوهما ينامان ابدا.

 

علي : معني ذلك أننا سنترك معهما أفرادا

محسن : نعم كل ساعة يدخل شخصا جديدا أريده ابكم أصم ...

علي : سيادتك تريد لهم الإنهيار

محسن مبتسما : نعم و سيكفيني واحدا منهما .

 

وخلال ثلاث ساعات ، كان فيليب اول من إنهار واعترف بكل التفاصيل والعناوين ثم تلاه فرانك الذي لم يبخل بأي شئ علي المحققين هو الآخر بل و أضاف الكثير منها طرق تلقي الأوامر بالتحرك من الخارج ، طرق تدبير الإحتياجات .

في صباح اليوم التالي كان جميع أعضاء الوحدة١٣١ يقفون في إنتظار بدء التحقيقات معه بالنيابة العسكرية للثورة عدا إثنان واحدا منهما كان هاربا آما الآخر فقد كان بمشفي السجن

 

التحقيق

وبدأت التحقيقات مع أعضاء الوحدة الذين تعاملوا مع فرانك بغلظة شديدة بعدما ابلغهم عازار بما رآه منه ثم أكدت كلود علي ما قاله بعد القبض عليها برأس البر و قد انساها الموقف و الله من قبله أنها كانت قد أخبرت جاك .

مشفي السجن

تقدم السيد محسن بصحبة علي غالي من غرفة اليهودي المقبوض عليه و الموضوع تحت الحراسة المشددة و ما إن دخلا عليه حتي هب قلقا مقتربا منهما .

 

جاك : سيد محسن ما الأخبار ؟

محسن مبتسما : كل خير ( امسك بيده) والفضل كله يرجع لك يا رفعت ...إنك بطلا حقيقي مصر كلها تشكرك

جاك خجلا : أنا لم افعل إلا الواجب

محسن : رفعت ، أنا فخور بك حقا

جاك بقلق : والآن هل انتهت مهمتي هكذا ؟

محسن ناظرا في عينيه : كأنك حزين لانتهائها

جاك : فقط أطمئن

 

محسن : كلا سيتبقي بعض الأمور عليك أن تنهيها معهم 

جاك : لا افهم .

محسن : ستحضر المحاكمة معهم و ستبقي بالسجن أيضا لفترة ثم تخرج بعدها حتي لا تنكشف

جاك مفكرا : لا يضر ، فرصة أخري لعلهم يخفون أمرا ما جديدا فهم افاعي اولاد افاعي

محسن : حسنا ، ولا تقلق فهم يظنون أن فرانك أو ناتسون هما من أبلغت عنهما ...والآن إستعد للسجن يا بطل .

جاك : علي فكرة سيد محسن يدك ثقيلة جدا في إعطاء الحقن

وضحك الجميع

 

المحاكمة

كان (بينيت)  صيدًا ثمينًا للمخابرات المصرية  إذ كان الرجل علي علاقة بجهاز أمان المخابرات العسكرية الإسرائيلية و يعلم الكثير عنهم كما أنه مدرب بشكل كبير  وصاحب خبرة عالية في هذا المجال .

 

في أول الأمر أحيط أمر اعتقاله بالكتمان ثم أعلن عن القبض عليه وبعد بضعة أيام أعلن أنه قد انتحر في السجن قبل تقديمه للمحاكمة.

نزل خبر إنتحار ماكس بينيت هز حكومة إسرائيل التي كانت تسعي لإستعادة وحدتها عن طريق امريكا و الصليب الأحمر .

 

فلقد أعلن أنه عند الدخول علي بينيت بزنزانته وجد نائما وقد قطع شرايين يده وتم دفنه بمعرفة الحكومة المصرية.

في اليوم التالي صدرت الصحف وبها صور لبينيت وهو منتحرا فوق سريره إلا أن الحقيقة كانت خلاف ذلك فلقد كان يغط في النوم بعدما تم الإتفاق معه علي التعاون مع المخابرات المصرية .

 

ولأكثر من ثماني سنوات عاش بينيت داخل إحدى شقق القاهرة كمواطن مصري بعدما علم أعضاء الجهاز الكثير و الكثير مما تعلمه من جهاز أمان و يعلمه عنه وعن كل الأجهزة الأمنية للعدو و تدريباته و رتبه .

كما كان مستشارا في العديد من الأمور التي كانت ترد إلي مصر و كثيرا ما كان هو الحل لمعضلات كثيرة توقف أمامها الصقور .

 علي الجانب الآخر فقد حوكم أعضاء (الوحدة 131) وصدرت ضدهم أحكاما مختلفة، منها الإعدام شنقًا لاثنين، والسجن خمسة عشر عاما (لمارسيل) وشخصا آخر، وسبع سنوات لاثنين آخرين، وبراءة (إيلي كوهين) و(جاك بيتون) اللذان لم يكن هناك ما يدينهما، مع تلقيهما إنذارًا بالطرد من البلاد في حالة وقوع أي اعتداء آخر أو خطأ منهما.

و بإعتقال ماكس بينيت وتدمير (الوحدة 131) إلى وضع نهاية مفاجئة لنشاط التجسس والتخريب الإسرائيلي في مصر.

 

آما في إسرائيل فلقد كان أثرها عنيفا فقد قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنحاس لافون إستقالته بعدما فتح تحقيق موسع عن هذه الوحدة...و سميت هذه الفضيحة بإسمه فضيحة لافون وطاردته مدي حياته وبعدها

 

الخروج

مر شهرين علي  جاك بالسجن خرج بعدها عائدا مرة أخري إلى الإسكندرية ، إستقبله اليهود الذين يعرفونه خير إستقبال كواحدا من أبطالهم .

إكتشف جاك إختفاء إيلي من الإسكندرية تماما دون أن يودعه أو يراه فلقد تم الإفراج عنه قبل خروج جاك بأسبوعين.

 

في ذلك الوقت ، بلغ الوضع السياسي في مصر ذروته في التعامل مع اليهود  بعد أن بدأ رجال الثورة وأجهزة الدولة في التضييق عليهم في معيشتهم بعدما ثبت عليهم عدم الولاء لوطنهم الاصلي مصر إلا القليل منهم.

عندها  رأي الكثير منهم أن فرصهم في المعيشة في مصر صارت تنحسر وتتقلص إلى الصفر و باتت كل الظروف و المنغصات التي حولهم تجبرهم على تركها .

 

فبدأ أكثرهم في البحث عن أي فرصة للهجرة من مصر إلي أي دولة أخري ففضل فقراءهم و متوسطي الحال الذهاب إلي إسرائيل ، آما الأغنياء منهم فكانت وجهتهم الي امريكا الجنوبية كالأرجنتين والبرازيل أو إلي فرنسا في أوروبا .

إسرائيل

 

في مبني المخابرات العامة المصرية المؤقت والقائم بڤيلا داخل أحد ضواحي مصر الجديدة بإحدي غرف الاجتماعات .

بلبل : مبروك يا رجاله ، إنشاء الله عمليات جديدة قوية 

محسن : مجهود رائع يا( علي) انت و رجالك 

بلبل : لا تنسوا رفعت ومجهوداته

محسن : أكيد ، رفعت هذا أيقونة بحق ...

بلبل ضاحكا : من سيمدح التلميذ سوي أستاذه

 

محسن مبتسما :بل أشعر بأنه قد فاقني في بعض الأمور ( ثم صمت لثوان)  بلبل ألم يان الآوان أن نطور هذه العمليه...

بلبل مقاطعا بخبث : تقصد اسرائيل

محسن مبتسما: فعلا ... اسرائيل

علي : عذرا ، أنا لا أفهم

بلبل : محسن،  لديه خطه لطالما حلم بها وهي بحق في منتهي العبقرية والخطورة .

علي : و ما هي ؟

بلبل : إنه يريد ، زرع جاسوسا لنا في اسرائيل بشرط أن يكون مصري أبا عن جد

علي : وهذا الجاسوس ...هو جاك

محسن : أتمني هذا ، فإمكانياته وملكاته تؤهلانه كما إنه قد تطور تطورا مذهلا خلال العامين السابقين من تعامله مع اليهود ، كما إنه تقمص الدور حتي صار كأنه ولد يهوديا فعلا

 

علي : فعلا و لقد إكتسب أرضية قوية بينهم .

محسن : وهناك أمر ما يجعلني اميل أنه قد يوافق

علي : و ماهو ؟

محسن : أشعر أنه قد صار مستمتعا بما يحدث ولا أبالغ إن قلت أنه  الله قد خلقه لهذه المهمة فقط

علي : وما المانع ؟

بلبل : هي مهمه خطيره ، لعله يرفض

 

علي بعزم : يرفض!!! ، بعد كل ما فعلناه معه ، عذرا ،أتركا لي هذا الموضوع و سأنهيه معه

محسن : ( علي )  أبلغني بالموعد والمكان اللذان ستتقابلان فيهما .

وما إن انصرف

 

بلبل : ما رايك ؟  اتظن (علي) قادرا علي إقناع رفعت ؟

محسن : كلا للأسف ، بطريقته هذه حتي و إن كان بداخل جاك نسبة ما أن يوافق فسيرفض

رفعت : إذن لما لم تحذره أوترشده عن الوسيلة لهذا ؟

محسن : (علي ) خامة طيبة وبه اندفاع الشباب ، دعه يتصادم مع جاك حتي يتعلم درسا جديدا في التريث و الحكمة ولا تقلق سأتابعهما أم تراك نسيت ...أن هذه العمليه هي حلمي .

بلبل : برايك ما اهم النقاط التي قد تدفع رفعت علي الموافقة ؟

 

محسن : أمرين لا ثالث لهما ، حبه لوطنه و عشقه المخاطرة و المقامرة ...فرفعت طوال حياته كان مقامرا كبيرا ...يقامر بنوعا من أصعب انواع القمار ...

بلبل : و ماهو ؟

محسن : حياته ...رفعت عاش حياة الإنتحاريون مثل طيارين اليابان بالحرب المليون بالكاميكاز ..فهم إما منتصرون أو مقتولون.

 

المواجهة

أرسل علي مستدعيا جاك للقائه بالقاهرة ، وداخل إحدي مقرات المخابرات والمتمثل في شركه للمقاولات وبعد انتهاء مواعيد العمل بهذه الشركة كان اللقاء داخل غرفه الاجتماعات وبعد السلام أن و الترحيب .

علي : جاك نحن فخورون بك ولكن لسوء الحظ لا نستطيع أن نخبر أي إنسان بما أسديته لبلدك، لأننا لا نريد أن نكشف الغطاء المحكم الذي تتخفى وراءه،

 

جاك : أشكرك يا سيد ( علي ) ، يكفيني نجاح مجهوداتنا وتحقيق هدفنا .

علي : ما رايك في تطوير العمليه ؟ ( رفعت لا يرد) نريد أن نطورها الي شكل اقوي

جاك : عذرا ، أنا لا أفهم ، أرجو أن توضح

علي :  نود أن نستفيد بك أكثر من ذلك في الخارج.

جاك مصعوقا: في الخارج، بمعني ؟ أنا لا افهم هلا أوضحت لي؟

علي : نفس الشيء الذي فعلته هنا و اديته بامتياز  ستؤديه بالخارج

جاك : سيد( علي) ، أين بالخارج وضد من ؟

علي بصوت عميق وبصيغة آمرة  : إسرائيل ، فجاك بيتون لا تحيط به أي شبهات ونود إرسالك إلى هناك

 

جاك مذهولا : ماذا ؟ هناك ...في إسرائيل!!! ، هذا جنون

علي : نحن نعلم أن وجودك هنا سيزودنا بمعلومات قيمة لكننا نحتاج إليك هناك بشده .

رفعت : سيد علي مسألة كهذه لا تأتي هكذا انت تطلب مني أن أذهب إلي قلب العدو كأنك تطلب مني الذهاب إلي نزهة ما

 

علي ( بعنجهية وصلف ) : مسألة ذهابك إلي إسرائيل اوامر عليا لذا عليك أن توافق اولا ثم بعد ذلك سيتم تعريفك بكل شيء

رفعت بحدة  : سيد علي اسلوبك هذا لا يليق معي ، أنا لست عبدا أو مملوكا لديكم يتلقي الأوامر فينفذها هكذا ، طلبتم مني مهمة وقمت بها ...والآن إعتبر عملنا سويا قد إنتهي

 

هب علي واقفا صارخا فيه : يبدو أنك قد نسيت  ما فعلناه من أجلك كما إنك لا تزال بشكل أو بآخر مدين لنا

جاك بهدوء  : سيد ( علي ) أنا ما فعلت ما فعلت إلا حبا في بلدي مصر، لا لأنكم فعلتم ما فعلتم لي ، فأنا لم أكن محكوما علي بالإعدام مثلا فأنقذتموني آما الآن فنصيحتي لك.. إفعل ما تريد ، فأنا لن اذهب

علي بغضب : معني هذا انك ترفض يا جاك .

جاك بهدوء أكبر و ثبات وكأن غضب علي يهدئه و يشعره بالإنتصار كلما علت نبرته الغاضبة  : سيد علي ... اسمي رفعت علي سليمان الجمال وأعلم أني لا أحب التهديد ويمكنك إعادتي الي السجن مره اخري إن أردت ...

 

وقبل أن يرد علي الذي وصل إلي قمة غضبه.. فتح باب الغرفة وإذا بصوتا هادئا يعرفه رفعت جيدا يأتي من خلفه

الصوت : لا يستطيع أحد تهديدك أو إعادتك الي السجن يا رفعت علي سليمان الجمال

 

إلتفت رفعت فإذا بالسيد محسن ممتاز واقفا مبتسما أمامه و ألجمت جملته السيد (علي) الذي آثر الصمت بعد ظهور السيد محسن أمامه فهو أيضا فهو لم يكن يعلم بوجوده .

رفعت فرحا مقتربا : السيد محسن ، لكم أوحشتني يا رجل( مرتميا بين أحضانه ) .

 

وبعد السلام أخذ محسن رفعت من يده واجلسه بجواره

محسن : ما طلبه منك ( علي) لن يتم إلا إذا وافقت عليه بمليء رغبتك يا رفعت

رفعت ناظرا لعلي : وإن رفضت ؟

اخرج محسن ملفا ورقيا : لا جناح عليك بالطبع ، أمسك هذا الملف و افتحه وألقي نظره علي ما فيه .

 

فتح رفعت المظروف الذي بيده ،فوجد بطاقة شخصية جديدة  وجواز سفر بإسمه كرفعت الجمال ، إيصالات بإيداعات راتبه خلال الفترة السابقة منذ مقابلته الأولي مع محسن برقما تخطي الستة الآف جنيه  وعقد إيجار بإسمه لشقة بوسط البلد .

محسن : لقد قدمت لوطنك أعمالا جليلة يا رفعت وهذا اقل ما يمكننا تقديمه لك ، يمكنك أن تبدأ به مشروعا ذو مستوي عال

 

أخذ رفعت يتفحص كل ما سلمه إياه السيد محسن مرة أخري ثم أغلق الملف مرة أخري ناظرا إليه بكل إمتنان ثم هب واقفا مقتربا منه .

رفعت مسلما عليه : ألف شكر يا أفندم لم أكن أتخيل أن يحدث كل ذلك معي

 

محسن مبتسما : لا شكر علي واجب هذا حقك يا رفعت

رفعت : ألف شكر سيد محسن سأفتقدك حقا ( توجه إلي علي غالي ) أنا آسف يا سيد علي و شكرا علي الفترة التي قضيناها سويا في العمل.

وخطا رفعت خطواته الي باب الغرفة وقبل أن يفتحه إستدار مرة أخري مشاورا لهما فردا عليه التحية وفتح رفعت الباب إلا أنه لم يخرج و إلتفت إليهما مرة أخري .

 

رفعت : ما مدي أهمية هذه المهمة ؟

ولأول مرة يشعر (علي) بقرب موافقة رفعت فهذا الفضول من المؤكد سيتبعه موافقة و توقع أن السيد محسن سيجذبه الي الداخل مرة أخري إلا أن ما فعله محسن كان صادما

رفع محسن رأسه ناظرا إليه وبكل هدوء : رفعت منذ متي نتكلم في العمل مع من لا يشارك فيه ..هيا تحرك حتي تلحق بقطار الساعة الثالثة قبل أن يفوتك أن تراك ستبقي هاهنا بالقاهرة .

لم يرد رفعت وإستدار مرة أخري فاتحا الباب خارجا من الغرفة  مغلقا الباب خلفه

 

اخذ علي ينظر إلي محسن معاتبا إياه بنظراته إلا أن محسن تجنب الرد عليه و فجأة فتح الباب  مرة أخري وإذا برفعت يدخل عليهما  من جديد..

رفعت : لماذا تريد إرسال شخصا ما إلي إسرائيل ؟ ما أهمية ذلك ؟

 

محسن : أريد أن يكون لنا عينا هناك ...فكر معي يا رفعت هل كان أعضاء الوحدة ١٣١ من خارج مصر ام مواطنين مصريين ؟

رفعت : مواطنون مصريون للأسف .

محسن : عميلي هناك يجب أن يكون مصريا خالصا مسلما أو مسيحيا لا فرق لكن لا يهوديا فانا لا استطيع أن آمن له بل لعله يتلاعب بنا هناك

 

رفعت : في حال رفضي هل يوجد بديل ؟

نظر محسن إليه : حتي الآن لا .

رفعت بعد تفكير : إذا سافرت هناك سأكون وحيدا بلا حماية فلا (علي غالي) ولا (محسن ممتاز ) وإذا قبض علي سأعدم علي الفور

محسن : سيكون معك ربك هو أقوي من الجميع وسأعيدها عليك لا تذهب إذا كنت خائف وانا اعلم أنك لا تخاف .

رفعت : كيف سيطمئنون لي؟

محسن : لقد صرت بطلا كبيرا في نظرهم بعد كل ما مررت به معهم خاصة و أنهم قد سلموا أن فرانك هو من أبلغ عنهم لا انت

 

رفعت : كيف سأذهب الي هناك ؟

محسن :  أولا انت لن ترحل الي إسرائيل مباشرة بل ستذهب الي ايطاليا أو فرنسا وهناك ستتلقفك الوكالة اليهودية  وأعلم أنهم يعلمون عنك كل شئ وأنك من أعضاء (الوحدة 131)... مما سيجعلك تتلألأ بين صفوفهم ...مع تدللك عليهم ورفضك المتواصل للذهاب الي إسرائيل عندها سيقبلون يديك كي تغير رأيك و تذهب إلى إسرائيل.

 

أخذ رفعت يقلب الأمر في رأسه واحترم (محسن) و(علي )صمته حتي قطع محسن هذا الصمت

محسن : رفعت ، أنا أثق فيك وفي امكانياتك ، ففي خلال عام ونصف في العمل بينهم ارتفع مستواك حتي صرت بمستوي ضباط المخابرات ذوي الخبرات المتوسطة.

 

رفعت : سيد ( محسن ) الذي تطلبه مني سيكون نقطة تحول خطيرة في حياتي، الفكرة بقدر رعبها من ذهابي إلى قلب عرين الأسد و إن قبض علي هناك فسوف يسدل الستار علي نهائيا ولست مشوقًا إلى ذلك.

علي بهدوء جديد عليه وكأن رساله السيد محسن بالطريقة المثلي للتعامل مع هذا البطل قد وصلته : رفعت ، لا تقلق ستكون هناك خطط موازيه لكل ما قد تتعرض إليه ، ولن نتركك  .

رفعت بهدوء : سأقول لكما شيئا مهما صرت أشعر به ...لقد أصبحت راسخ القدمين في الدور الذي أتقمصه، كما لو كنت أمثل دورًا في السينما حتي أنني صرت أحب قيامي بدور (جاك بيتون) فعلا يا محسن بك لقد أحببت اللعبة وخطورتها بل و استمتع بها .

 

نظر محسن إلي علي فكلام رفعت يؤمن علي كل ما قاله عنه بإجتماعات المخابرات في السابق

محسن : أعلم يا رفعت لكن ما تقوم به ليس لعبة يحب أن تدرك ذلك .

رفعت مكملا : أعلم مدي خطورة هذه العملية ، أنتما تعلمان عشقي للتمثيل وأني لم أستطع أن أكمل فيه

محسن : فعلا

 

رفعت : جاك بيتون صار بالنسبة لي دور العمر  والفارق الوحيد  هو أن المسرح الذي سأؤدي عليه دوره هو العالم باتساعه،( بحماسة ) أنظر سيد محسن ، موضوع الرواية هو الجاسوسية و الدور جاسوس يعوم وسط بحر من الأعداء بل قل محيط من الأعداء..

 

 هب  رفعت واقفا متقمصا شخصية مخرج العرض

 رفعت : البطل... يسير علي حبل رفيع جدا فوق فوهه بركان يستعر كالجحيم ( مبتسما ) يا له من عرض مسرحي مذهل ، لقد اعتدت دائمًا وبصورة ما أن اكون مغامرًا مقامرًا، وأحببت مذاق المخاطرة لكن هذه المرة فالمقامرة ...ثم صمت .

محسن : خائف

رفعت : ماذا تظن ؟

علي : نحن علي يقين مما تقوله و أزيد علي ما قاله السيد محسن أننا لن نتركك و سنظل بجوارك

رفعت : ( علي بيه ) لا خيار أمامي ليس لأني مدين لكم ...لكن لسببين أولهما مصر ...انت لا تدري مدي حبي لهذه البلد التي كثيرا ما ظلمني أهلها لكن مع كل ظلم أقابله منهم أزداد عشقا لها

 

علي : والسبب الثاني ؟

رفعت مبتسما : اني سوف أؤدي أفضل أدوار حياتي صحيح أن النتيجة ستكون في نهاية المطاف واحدة من إثنتين لا ثالث لها : إما أن يقبض علي ويتم استجوابي وأشنق، أو أن أنجح في أداء الدور وأستحق عليه جائزة أقوي من جوائز أوسكار لا اعلم ما هي لكن سيكفيني نحاحي.

 

علي بلهفة : معني ذلك أن قد وافقت ؟

محسن مقاطعا : رفعت تذكر أننا سندريك علي كل شئ يعينك في مهمتك ولن نسمح بأن تصاب بأي ضرر

رفعت مبتسما : محسن بك ، إن شاء الله سأنجح وانا كلي إيمان بأني قادر علي أداء هذه المهمة من أجل مصر و حقا فأنا أريد أن أتحدي نفسي و هؤلاء القوم شديدي الكراهية لمصر واهلها.

 

وقف محسن ممسكا بذراعي رفعت : هذا هو رفعت الجمال الذي طالما كنت اعرف أنه كنزا مدفوناً...رفعت الوطني الغيور 

رفعت خجلا : كيف نبدأ ؟

علي مبتسما لأول مره : سوف يجري تدريبك على العمل على الساحة الدولية، كل ما تتعلمه يجب أن يسري في دمك، هذا هو سر اللعبة، أنت مخرج عرضك المسرحي كما قلت ...رفعت آسف لجهلي بك وأعدك أن تلقي التقدير المناسب في المرحلة القادمة .

رفعت مبتسما : لكن لدي شرط

علي : خيرا

رفعت : لقد جعت ، اريد وجبه من الكباب والحمام المحشي

ضحك الجميع وامتدت أياديهم الستة لتتعانق معا يستعدون لجولة تدريب مكثفة.

 

تمت بحمد الله

اكتوبر 2021

حسام العجمى

المصادر ....
رأفت الهجان _صالح مرسي
مذكرات رفعت الجمال
المجموعة 73
3 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.