الفصل الأول
وللقلب مايهوى ومايختار
وانا قلبى قد اختاركِ منذ قديم الازل
ربما لم اعرف بانك قد تكونين هاهنا او قد تكونين موجودة
ولكننى عشقتك قبل ان اراكى
لذا حينما رايتك قد ذبت فى هواكى
------------------------
وقف يستند على سيارته الحديثة مربعا يديه بابتسامة حانية يتابع تلك التى تلتهم المثلجات بشراهة غير مسبوقة تزداد ابتسامته اتساعاً كلما أصدرت صوتاً متلذذاً تدل على استمتاعها بتناولها يا الله طفله، لم يجد فتاه مثلها تعشق المثلجات بمثل تلك الطريقة المهولة فقد أكلت حتى الآن ثلاث إحداهما من المانجو وأخرى بالفانيليا وأخرى شوكولاتة ومازالت تفكر بنكهة أخرى ولكن صرخت صديقتها بضجر هاتفة
ماتخلصى ياهيام اية هو آخر اكلك ارحمى شوية
تراجعت للخلف من غضبها ورمشت بعينيها ببراءة كادت تصيب تلك الواقفة أمامها بجلطة ثم تشدقت بعبوس طفولى جعلت الاخر بالكاد يمسك نفسه عن إصدار ضحكات مجلجلة ولكن لم يمنع ذلك من اتساع ابتسامته حينما هتفت برقتها المعهودة
الله بالراحة يا دنيا وبعدين انا بحبها ياستى اعمل ايه وبعدين افرضى مت ولا حاجة اموت نفسى فيها
صرخت بها الأخرى بضيق حاد
الرحمة انتى يامفترية تموتى اية ونفسك فيها اية
ثم ضربت باطن يدها بظاهر الأخرى امام معدتها بحركة شعبية بحتة وهى تميل بظهرها للخلف قليلا هاتفة
وان ماكنتيش بتاكلى من الراجل كل يوم دة مفيش حد منفعه ادك
ضغطت على شفتها السفلى بإحراج ثم اتسعت ابتسامتها للاخرى ببراءة وكأنها تطلب العفو فحركت الأخرى رأسها بمعنى لا فائدة بينما تحركت هى لتتأبط ذراع الأخرى هاتفه بابتسامة رقيقة
خلاص متزعليش ياستى يلا نروح
ابتسمت دنيا على تلك الطفلة الرقيقة صديقتها ورفيقة دربها تلك التى وللأسف لم تخرج بعد من مرحلة طفولتها المتأخرة تلك فى كل حركاتها هاتفة
يلا يا مجنونة يلا يا آخرة صبرى دة انا ليا الجنة انى متحملاكى
ابتسمت هيام مانعة نفسها من الضحك بصخب ثم تشدقت بمرح
خلاص يبقى لازم تكونى معايا على طول لأنك كدة ضامنة انك رايحة الجنة
نظرت لها الأخرى ثم انفجرو فى الضحك متحركين صوب منزلهم ولم تلحظ اياً منهم ذلك العاشق المتيم بتلك الطفلة الرقيقة المرتدية ثوب الأنثى بينما هى مازالت تتمتع بقلب الطفلة ومرحها وكذلك روحها حتى تصرفاتها
طفلة
هكذا خرجت من بين شفتيه دون أن يلحظ حتى مع تلك الابتسامة التى تشق طريقها على شفتيه تلقائياً بمجرد رؤيتها ولقياها
تتبعهما بنظراته او بالادق تتبعها إلى أن اختفت عن ناظريه ليحرك رأسه بحزن ويفتح باب سيارته الفارهة جالساً بداخلها من كان يتوقع أنه هو من يتصرف هكذا فهو "اياد الحسينى" بكامل هيبته ومركزه من تدنو وترنو منه الفتيات دون أن يأبه بهم يقع فى عشق تلك الطفلة!!! جميع الفتيات تحكن الالعاب ويتصيدن الفرص للتقرب منه ويفعل كلاً منهنّ الالاعيب فقط لينتبه لهنّ وهى دون فعل شئ اوقعته بعشقها، بل الادهى انها لا تدرى ذلك ولا تشعر به، والمثير للشفقة انها لا تعرفه حتى ماذا يفعل أكان عليه ان يقع فى شرك الحب والامه؟؟؟ ارجع رأسه على الكرسى خلفه مغمضاً عيناه ثم ما لبثت أن شقت ابتسامه عذبة على شفتيه وهو يسترجع ذكرى اول يوم لقياها
Flash back
صف سيارته داخل ذاك الحرم الجامعى وهو ينوى زيارة أحد أصدقائه الذى يعمل دكتور جامعة فى كلية الآداب قسم علم النفس نظر لمرآته ليتأكد من ترتيب خصلاته فهو لابد أن يظهر على أكمل وجه فهو اياد الحسينى لاعب الكرة الشهير الملقب بالصاروخ نظراً لضربته التى لا تُصد من قوتها ارتدى نظارته الشمسية واخرج مفاتيحه يمسكها يقذفها لأعلى وأسفل وهو يصفر بمزاج رائق فهو سعيد وبشدة لزيارة صديقه وزيارة تلك المدينه الجميلة عدل وضعية نظارته القاتمة على عينيه ولكنه توقف فجاءة أثر سماعه لإنذار سيارته ولم ينتبه لتلك القادمة بعجلة لتصطدم به
شعرت هى بأنها اصطدمت بحائط صخرى لتصرخ من المفاجأة المصاحبة بالألم كادت تسقط هى وهو ارضاً لولا انتباهه وتماسكه فقد صلب قدميه بالارض ممسكاً اياها من خصرها بين ذراعيه مرجعاً إحدى قدميه للخلف قليلا والأخرى صلّبها مكانها زفر أنفاسه براحة فهو لن يسمح ان يظهر بذاك المظهر الابله وخاصة إذا رآه أحدهم فستكون فضيحه لاعب الكرة الشهير اياد الحسينى ساقط ارضاً وفوقه ولم يكمل التوقع فقد صٌعق بمجرد التفكير رفع انظاره اخيراً لتلك البلهاء أمامه وفتح فمه ليصب جام غضبه عليها ليجد ما جعله يتسمر موضعه يا الله ماهذه الفاه اهى جنية خارجة من عالم الاساطير كان يتامل ملامحها بانشداه
بينما كانت هى عيناها متسعة بشدة دليل على عدم استيعابها الموقف حتى كاد أن يضرب حاجباها فروة رأسها شفتها منفرجة كدعوة صريحة للتقبيل اتسعت عيناه بصدمة ماتلك الفتاة حقاً لا يصدق عيناها واسعة بلون العسل الصافى متوهجة من الصدمة كقرصى شمس متوجهين تحيط بهما تلك الاهداب الكثيفة تسآل فى نفسه هل هى لحماية هذان القرصان من الشمس فى مدارهما ام لذبح المزيد من القلوب وذلك الأنف الدقيق مع تلك الشفتين المكتنزتين التى تغريه الآن لتقبيلهم والتعرف على مذاقهم وبشرتها البيضاء مشربة بحمرة وردية هل هى بطبيعتها هكذا ام من الخجل
ازدرد ريقه بتوتر تلك الفتاه حقا كتلة من الإغراء تشعر جميع حواسه وفجاءة وجدها تضع يدها على فمها هل لتحمى نفسها مما يفكر فيه ام ماذا وجد عيناها تتسع أكثر بينما بدأت ترفع بحاجباها لأعلى لم يفهم ماذا تقصد ضيق عيناه يريد أن يفهم ماذا تقصد تلك التى ستجعله يُجن قريباَ تشدق بصوت اجش بعد أن نجح اخيرا فى إخراجه وبصعوبة
اية فيه اية؟؟
انزلت عيناها للأسفل ثم رفعتها تجاهه فرفع عيناه بجهل هاتفاً
مش فاهم
فهمست بصوت بدى وكأنه معزوفة رقيقة ناعمة خارجة من بين شفتيها ارق حتى من معزوفة بيتهوفن
ايدك
نظر لها بعدم فهم هامسا وهو بالكاد يمسك ذاته عن كتلة الانوثة الرقيقة تلك فهو يتمنى أن يلتهمها الآن
مالها؟؟
شيلها من عليا
قالتها وقد تفجر الدم فى وجهها أكثر ضيق عيناه بعدم فهم ثم سرعان ما انتفض مبتعداً عنها كالملسوع بعد أن وصله مغزى حديثها ناظراً ليديه بصدمة هل كانت يده تحتضن تلك الصغيرة كل ذلك الوقت؟؟!!! نعم كانت بداخل احضانه يحتضنها بالمعنى اللفظى والحرفى والمعنوى يحتضنها اما هى فركضت من حيث جاءت دو أن تفعل ما كانت تريد أن تفعله وقف أمامه متطلعاً باثرها بصدمة ماذا فعلت به تلك الفتاه؟؟؟!!! وماذا فجرت بداخله؟؟!!! وكيف؟؟!!!!! فما فجرته بداخله لم تستطع إحداهن اياً كانت مهما بلغ جمالها وانوثتها او حتى دلالها ان تفعله به فهى دون أن تدرى حتى أثارت بداخله أعاصير قوية تضرب داخل جنبات قلبه ذاك الذى كان بسبات عميق سحب الهواء داخل صدره محاولاً تهدئة تلك النيران المستعرة التى تضرب داخل قلبه وهو يخلل أصابعه داخل فروة رأسه هامساً بعتاب متوتر
إهدى يا اياد اهدى ايه إللى حصل لده كله هو أول مرة تخبط فى بنت
ثم وجد نفسه يبتسم لا ارادياً عليها مغمضاً عيناها يتذكر تلك الملامح الطفولية الرقيقة متطلعاً نحو يداه ثم حول نظره تجاه موضع وقوفها منذ قليل افاقه من أحلام يقظته تلك رنين هاتفه يشى بإتصال من صديقه ابتسم فيبدو أنه ظن من أنه ضل الطريق لذا ركض تجاه مكتبه بعد أن ابلغه بقدومه فى الحال
______________________
تركض لاهثة وجهها احمر كالدماء من شدة خجلها عيناها تحوم فى كل مكان وكأنها تتأكد من أن احداً لم يلاحظها وكأنها ارتكبت جرم كبير إلى أن وجدت تلك اليد التى تربت على كتفها التفتت مفزوعة بأعين مُتسعة تتطلع على من قد يكون قد فعلها امن الممكن ان يكون هو تطلعت الى من ربت عليها لتجد تلك العينان التى ترمقانها بمرح وضعت يدها على صدرها تزفر براحة لتجدها تقطب جبينها باستغراب شديد متشدقة
مالك ياهيام فيكى اية ومال وشك لونه مخطوف كدة لية؟؟؟
نظرت لها هيام متشدقة بتوتر واعينها تحوم فى المكان
مفيش يا دنيا
نظرت لها دنيا نظرة علمت منها انها لا تصدقها وهتفت بتحذير ضاغطة على كل حرف يخرج منها
هياام انا مش اى حد انا دنيا عارفة يعنى اية رحمة يعنى بير أسرارك انتى مش شايفة نفسك عاملة ازاى ولا لونك المخطوف دة اية إللى حصل؟؟
اخذت هيام شهيقا ثم بدأت تسرد ماحدث لصديقتها بينما الأخرى تنظر لها بدون تعبير إلى أن انهت سردها على مسامع الأخرى إلى أن وجدتها غابت فى نوبة ضحك طويلة تحت أنظار الأخرى المذهولة هتفت بها هيام بضيق
بس يا دنيا بتضحكى على اية؟؟ دى مش حاجة تضحك يعنى للدرجة إللى تخليكى مش قادرة تاخدى نَفَسك
نظرت لها دنيا بنصف عين قائلة
طيب بذمتك مش حاجة تضحك الأول تفتكريه عفريت فى الباركينج وبعدين وانتى جاية وشك اصفر وخايفة زى ماتكونى عاملة عملة و تقولى ماتضكش
نظرت لها هيام قائلة بعبوس طفولى
اعمله اية ماهو إللى طلعلى زى عفريت العلبة مرة واحدة وقافش فيا من وسطى تقولش ترزى حريمى هياخد مقاساتى؟!!!!
انفجرت دنيا بالضحك ثم تشدقت بمرح
بقى دى هيام الرقيقة بتاعتنا ما أحلى تشبيهاتك يا هيام
ثم أكملت بعبث وهى تغمز بعينها اليسرى
بس الا قوليلى الولا حلو
مطت شفتها السفلى بجهل هاتفة بضيق
ولا شوفته ولا خدت بالى الولا طلعلى زى عفريت العلبة مرة واحدة وحاطط نضارة شمس مخبية نص وشه والكشاف بتاع الباركينج ضارب فى وشى وف قفاه فمش شايفة وشه حلو يعنى حتى لو طلعلى تانى ولا هعرفه
انطلقت دنيا فى الضحك على تعبيرات وجهها الطفولية بينما تبعتها الأخرى فى ضحكاتها ثم هتفت رحمة وهى تربت على كتفها
طيب يلا يا اختى يلا نلحق محاضراتنا واللى ورانا
____________________
ضحك صديقه وهو يربت على كتفه بمحبة اخوية هاتفاً بسعادة حقيقية
منور اسكندرية يا اياد والله وليك وحشة يا راجل
ابتسم اياد هاتفاً
دة نورك يا هيثم
ابتسم هيثم هاتفاً بعبث
بس قولى عرفت تنفد من الجامعة ازاى ومن معجبينك الكتار دول
ابتسم اياد هاتفاً بمرح
البركة فى الكاب والنضارة دة انا خافى نص وشى يا راجل غير كمان بمد وباصص فى الأرض تقولش عامل عملة
ضحك هيثم بشدة ثم هتف بخبث
يعنى مابصتش هنا ولا هنا لا ف مصر ولا اسكندرية معجبش سيادتك اى حاجة حسنة
علم هو مقصد صديقه ولا يعلم لما غامت عيناه وتاهت فى بحور من العسل متوهجة كأقراص من الشمس الصغيرة وخصلات حريرية سوداء صاحبتها اجمل ما يكون تمنى ان يغرق فى بحور عسلها
نظر له هيثم بتقطيبة جبين وهو يلحظ تغيرات وجهه هاتفاً بصوت عالى نجح فى إخراجه من احلامه
اياد انت يااد روحت فين؟؟!!!!
ابتسم اياد بتكلف هاتفاً
ولا اى مكان اهدى خرمتلى طبلة ودنى ما انا معاك اهو
ثم نظر له هاتفاً
ما تيجى نخرج انا عمرى ما حبيت قعدة المكاتب دى؟؟
نال اقتراحه اعجاب صديقه لذا هتف بجدية
تمام وانا معاك يلا ومفيش احسن من اسكندرية وبحرها
ثم وقف يلملم حاجياته واشيائه ليخرجو من المكتب
_______________________
تقف تفتح ذراعيها أمام البحر تستنشق هواءه المعبئ باليود المنعش تاركة خصلاتها حرة ثائرة تحركها الرياح كيفما تشاء تسحب شهيقاً طويلاً تملئ به صدرها ثم تزفره دفعه واحدة تضحك كطفلة صغيرة حينما يُداعب ماء شاطئ البحر باطن قدميها تشعر بتلك النظرات التى تخترقها من صديقتها ولكنها تتجاهلها عمداً
بينما كانت دنيا تنظر لها بنظرات تخترق روحها تعلمها أكثر مما تعلم نفسها تفهمها أكثر مما تتخيل هيام بالنسبة لها كتاب مفتوح تحفظ جميع سطوره عن ظهر قلب تعلم تمام العلم انها ما جائت هنا بهدف المتعة والاستمتاع بهواء البحر العليل كما تزعم وكما تريد أن يوضح لها وإنما هى اتت من أجل الهروب.. نعم وببساطة هيام ماتأتى هنا إلا من أجل الهروب من شيئاً ما شئ يُخيفها كثيراً وتأتى إلى ذلك المكان تحديدا من أجل الهروب منه ربما توضح للناس بأنها تلك الرقيقة الهادئة الضاحكة ولكنها مختلفة عن تلك التى تُظهرها كثيراً هى ليست هادئة من الداخل بل ان بداخلها أعاصير وبراكين ولكنها ببساطة لا تواجه هى تشبه تلك الارانب بارعة فى الهروب تُخفى رأسها فى الرمال كالنعام وتخشى رؤية مايخيفها تؤمن بأنها كشاه وكجندى اعزل لا تستطيع فعل شئ وليس لديها اى وسائل للهجوم او الدفاع لذا وسيلتها الوحيدة للدفاع عن نفسها والبقاء على قيد الحياة هو الهروب ولكنها لا تعلم بأن داخلها قوة جبارة فقط لو أرادت الدفاع عن نفسها ستتحول من ذلك الأرنب او الشاة الذى لا حول له ولا قوة إلى لبوة قادرة على الفتك باعدائها حتى من كانو فقط عليها المواجهة
كانت تشعر بتحديقها و لكن آثرت الصمت ولكن لم يدم صمتها طويلا إذ همست بمرح
مالك بتبصيلى كدة لية؟؟
إجابتها دنيا بكلمة واحدة
بقراكى
توترت من داخلها ولكنها أغمضت عيناها حتى لا تظهر ذلك ثم فتحتهما بعد أن استعادت سيطرتها متسائلة بمرح
هاا ولقيتى اية فيه جديد؟؟
ابتسمت دنيا هاتفة بتهكم
السؤال دة إللى المفروض انا اسأله ليكى ايه الجديد يا هيام؟؟ ايه إللى جد وبتهربى من ايه المرة دى ؟؟؟
ابتسمت هيام هاتفة بصدق وهى تمسك بيدها
والله ما فيه جديد بس المرة دى حبيت اخرج، اتفسح، ألعب مع المياه، من زمان ماعملتش كدة
انهت كلامها نافضة الماء على ثياب الأخرى بقدمها مما جعل الأخرى تتسع عيناها راكضة وراءها هاتفة
والله لاموتك ياهيام
ضحكت هيام بشدة هاتفة من بين ضحكاتها
دة لو عرفتى تمسكينى اصلا
لعبو وركضو ثم ذهبت ولم يلحظو تلك الأعين التى تتبعتهم منذُ أن هبطو من السيارة حتى عودتهم إلى منازلهم
#اميرتى-النائمة