الفصل الثالث
ساركض خلفِك الى اخر العالم
وابحث عنكِ الى اخر نفس
فقد صدقتُ يقينا بانكِ ملكى
وبانكِ انتِ من ينتظره قلبى الى الان
_______________
وصل لشاطئ البحر وما احلاه من شاطئ وكأن صديقه قد قرأ أفكاره فى تلك اللحظه ليجلبه إلى ذاك المكان ليُلقى بداخله جميع أسراره ومكونات قلبه يحكى عن عينان لا تفارقه، منذ رآها يتمنى رؤيتها ثانية، لا يعلم لما ولكن بمجرد مجئ صورتها إلى مخيلته دقه غريبة تعتمل صدره كأنتفاضة تحرير، ابتسامه حانية دائما ماتشق طريقها على شفتيه، ذاك الوسيم بل فائق الوسامة لا يعلم ماذا اعتراه اغمض عيناه يستنشق ذاك الهواء العليل البارد المحمل بتلك الرائحة المنعشة لتلك البلد الجميلة عله يخفف نيران قلبه ولكن حتى رائحته تذكره بها آفاق على تربيتة صديقه هاتفاً
مالك يا اياد فيك ايه؟؟؟ حالك مش عاجبنى من ساعة ماشوفتك ومن ساعة ما جيت، مالك يا صاحبى ايه إللى شاغل بالك؟؟ مش دة اياد إللى انا اعرفه
التفت ينظر له بابتسامة لم تصل لعيناه قط ان عبرت عن ابتسامة فهى تعبر عن ابتسامة حزينة هامسا
مفيش يا هيثم ما تقلقش انا كويس
نظر له هيثم بنظرة علم منها انه لا يصدقه البتة ثم تشدق بجدية
طالما قولت كويس تبقى مش كويس فيك ايه يا صاحبى
ابتسم اياد ف هيثم ليس فقط مجرد صديق بل هو توأمه يشعر به دون حديث لذا تشدق دون توريه وهو يمسح خصلات شعره للخلف بكلمات غير مترابطة اثارت حفيظة صديقه
مش عارف يا هيثم ...مش عارف اية إللى بيجرالى، من ساعة ماشوفتها ماغبتش عن بالى لحظة، هى مين؟؟ وعملتلى اية؟؟ مش عارف.. عينيها إللى زى بحور عسل وانا غرقت فيهم فيها حاجة غريبة كانت وكأنها بتندهلى او بتستنجد بيا مش عارف ولا يكونش انا إللى كنت بستنجد بيها مش عارف... بس فيها حاجة شدتنى، زى ما تكون عملتى عمل
نظر له هيثم منتظراً إياه بأن يفضى ما لديه ثم بعد أن أنهى حديثه سحب الهواء داخل صدره سائلاً إياه
بص ماقدرش اقولك انا مافهمتش انت قولت ايه بس ماقدرش اقولك انى فهمت كل حاجة بتقولها هى مين دى ايه إللى حصل ممكن تفهمنى
مش عارف هى مين بس كل إللى اعرفه ان فيها حاجة خطفت قلبى من اول ماشوفتها
همس بتلك الكلمات وهى ينظر أمامه جهة البحر بشرود
ضيق هيثم بين حدقتيه ثم سأله
ممكن طيب تفهمنى كل حاجة لانى فعلا انا بقيت حاسس انى مش فاهم حاجة
حول اياد نظريه تجاهه فوجد نظراته المشجعة التى تحثه على الحديث فبدأ يقص عليه ماحدث فجحظت عينى الاخر فى محجريهما ثم صرخ بعدم تصديق
انت بتتكلم جد!!! اياد الحسينى يقول الكلام دة انا مش مصدق نفسى
حول اياد نظره عنه مشيحا بيده هاتفا
اهو هو دة السبب إللى بيخلينى ما احكيش ليك
هدأ هيثم نفسه ثم نظر له متحدثا بعقلانية
بص يا اياد مقدرش اقولك انه حب من اول نظرة والكلام دة لانه ممكن تكون مجرد بنت جميلة لفتت انتباهك
حاول اياد مقاطعته فأشار له بيده ان يصمت هاتفاً
اسمعنى لحد الاخر الأول وبعدين اتكلم، اياد!!! انت عايش فى عالم كله كدب ونفاق وانت بتقول انها باين عليها بريئة ومن معرفتى ليك ف عارف انها من المواصفات إللى انت حبيتها وهى تشبه فتاة أحلامك
قاطعة اياد هاتفا برقة وحالمية
اميرة
ابتسم هيثم ف اياد الحسينى ماهو الا شاب رقيق حالم لم تغيره الشهرة والمظاهر مازال كما هو على سجيته ثم أكمل
اياد يا حبيبى انت متعرفهاش انت كل إللى شفته شكلها ودة إللى لفت انتباهك ليها لكن شخصيتها ايه حلوة وحشة مناسبة معاك ولا لا كل دة ماتعرفهوش فاهمنى يا اياد وبعدين تعالى هنا هو انت اصلا تعرف اسمها ولا اى حاجة عنها دى زى الابرة فى كوم القش الجامعة كبيرة وانت شوفتها فى الباركينج يعنى متعرفش أنهى كلية وانهى دفعة متعرفش حاجة عنها
التفت له اياد ليواجهه ولكن فجاءة جحظت عيناه وهو يرى أقصى أحلامه جموحاً تتحقق أمامه الآن ليفغر فمه ببلاهة وترتسم على شفتيه ابتسامة بلهاء جعلت الاخر يقطب جبينه متسائلا بتوجس
فيه ايه يا اياد ؟؟ ايه إللى حصل؟؟
أجابه اياد وهو مازال مسلط نظراته على موضع بعينه
هنا..هى هنا
سأله هيثم بتوجس وهو يشعر ببوادر حمى تصيب الاخر
هى مين يا اياد
أجابه إياد
هى هى إللى بحكيلك عنها من الصبح
وضع هيثم يده على جبهة الاخر ثم همس بتعجب
مفيش سخونة يبقى اية دة؟؟ هلاوس سمعية وبصرية
أزاح اياد يده بحنق ناظرا فى ذات المكان دون أن يكلف نفسه عناء الرد أشهر الاخر بجدية الأمر لذا سأله
هى فين
إللى نازلة من على السلم دى
نظر هيثم تجاهها ليجد فتاتين وكلاهما رائعين الجمال لذا سأله
أنهى واحدة فيهم ؟؟؟
أجابه اياد بهدوء وهو يتابع لعبها مع صديقتها فى الماء
إللى لابسة بلوزة وردى وبنطلون جينز ازرق
ضرب هيثم جبهته بكفة صارخاً بلكنه اسكندرانية واضحة
ايووووه يا جدعان دى البت حلوة اوى
لم يظهر عليه انه قد سمعه قط فقط عيناه تتابعها بتلك الابتسامة الحانية لم يكذب هيثم ان قال انها عاشقة متيمة ولكن كيف ومتى متى عشق تلك الفتاة بتلك القوة وتلك السرعة هل بالفعل القلوب تعرف بعضها وتعلمها حقا لا يعلم ولكن كل مايعلمه ان صديقه بحالة غريبة بالفعل ولكن يبدو انها بالفعل رقيقة جدا
اما هو فكان يتابعها يتابع ضحكتها المجلجلة فى المكان طفلة صغيرة لا تهتم لنظرات من حولها فقط هى سعيدة ولا تخشى إظهار ذلك لعبها ومرحها حتى ركضها خلف صديقتها وهى تمسك فردتى حذائها كطفلة صغيرة تخشى فقدانه او سرقته وكذلك تريد اللعب بحرية دون أن يعوقها، ضحكتها المنطلقة فى المكان لشعورها بدغدغة المياة لها او لقذف صديقتها الماء على ملابسها
"طفلة" هذا كل ماهمس به لا يعلم كم مر من الوقت وهو يتابعها حتى أنه نسى امر صديقه إلى أن وجدها تتحرك للذهاب للمنزل تحرك خلفها ليجد من يمسكه من كتفه هاتفا بتقطيبة جبين
رايح فين؟؟؟
نظر له نظرة غريبة وكأنه قد وعى للتو أنه موجود هنا ولكن منعا للإحراج هتف بهدوء دون أن يظهر
رايح وراها
نعم!!!!!!!
هتف بها هيثم بصدمة من حديث صديقه الذى أصبح غريبا الآن نظر له هيثم وكأنه برأسين قائلاً
اياد انت بتتكلم جد؟؟!!!!
نظر له اياد باستغراب هاتفاً
ايه فيه ايه لده كله؟؟ اة ما انا مش هضيع فرصة معرفة كل حاجة عنها
ثم تركه وذهب نظر هيثم بإثره ثم ركض خلف ذاك المجنون وهو يضرب كف باخر على ما يحدث له مؤخرا
_______________________
سار خلفها بالسيارة حتى علم وجهتها ومنزلها حاول الهبوط من سيارته ولكن هتف به هيثم بإعتراض
انت رايح فين مش عرفت خلاص كل حاجة عنها رايح فين تانى
صرخ به اياد وقد انفلت زمام صبره هاتفا
ماهو انا مش همشى من هنا غير لما اعرف كل حاجة عنها هى مين اسمها ايه مش هينفع ابقى زى التايه كدة
اعتدل هيثم ناظرا له هاتفا وهو يشرح بيدها فى الهواء بانفعال حاد من تصرفات صديقه الغريبة منذ الصباح
وهتستفاد ايه انت مش واخد بالك انك متعرفهاش.. اياد فوق دى واحدة شفتها الصبح بالصدفة ايه هتدور تلف وراها مصر كلها؟؟... وبعدين تعالى هنا انت نسيت انت مين؟؟ انت أشهر من النار على العلم يعنى وجودك هنا فيه كلام عليك وعليها هتبرر الموضوع ازاى؟؟؟.... لاعب الكرة المشهور يركض خلف الفتيات
هيبقى مانشيت تحفة للصحافة تتكلم عنه
لم يعبئ اياد له متحركا صوب البناية ليسأل عنها حينما هتف هيثم بتعب وهو يمسك معصمه
استنى... انا هسألك عنها والحجة موجودة دكتور فى جامعتها اقعد انت لان الكلام وحش عليك وعليها
اومئ برأسه بينما تحرك الاخر... يعلمه حق المعرفة اياد عنيد صعب المراس لن تستطيع ابداً ان تجعله يرضخ لك اذا وضع شئ برأسه اليابس ذاك ف رأسة اصلب من الفولاذ تحرك ليسأل عنها ويأتيه بالمعلومات
Back
وها هو الآن يجلس بالسيارة يتابعها أصبح يحفظها عن ظهر قلب يعرفها كمعرفة باطن يده فهو يتابعها يوميا منذ خروجها من المنزل حتى عودتها إليه يعلم طفوليتها، رقتها، ضحكها، ماذا تحب وماذا تبغض اصدقائها حتى اكلتها المفضلة بل يعرف حتى مواعيد خروجها ودخولها همساتها ولمازاتها يعشقها عشق ان بحثت فى العالم أجمع لن تجد له مثيل افاقه من افكاره رنين هاتفه نظر له ثم سرعان ما ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه فتح الخط ليجيب الطرف الآخر بابتسامة وسعادة
مش معقول هلال الحسينى بجلالة قدره فضى نفسه وقرر أنه يتصل بالعبد لله لا دة ده يوم تاريخى يذكر بين طيات وصفحات التاريخ
أجابه الطرف الآخر وهو بالكاد يسيطر على ضحكاته وتحدث بغضب مصطنع
اخرس يالا وانت روحت وقولت عدولى كدة ايه عجبك اسكندرية للدرجادى ولا عجبك بنات اسكندرية
ابتسم بعشق ابتسامة لو لمحها الطرف الآخر لاخذه بين احضانه وتنهد هاتفا
اسكندرية... الله على اسكندرية وهوا اسكندرية وجمال اسكندرية وبنات اسكندرية ايووووة يا جدعان تطير العقل يا جدع ولا ايه يا بابا انت مش معايا فى الكلام دة
ابتسم والده ابتسامة رزينة كحاله ثم هتف بتأنيب هادئ
لا دة انت كدة حالتك ميتسكتش عليها انت رجعت مراهق بتعاكس فى البنات وبعدين يا إياد هو انت بتكبر ولا بتصغر انت كدة ترجع ونشوف حل للمواضيع دى انت مابقتش عيل صغير انت بقيت لاعب كورة مشهور فى العالم كله مش كدة يا إياد ارجع شوف شغلك يالا انت اصلا رحت اسكندرية تعمل اية
ابتسم اياد هاتفا
اروح اسكندرية اعمل اية؟؟!!! انا مش اسكندراني بردة يا ابو اياد وكل واحد بيحن لاصله بس على عينى حاضر هرجع لانى كدة كدة عاوزك فى موضوع مهم
قطب هلال حاجبيه بتعجب هاتفاً
موضوع!! موضوع ايه دة؟؟!!!
لما اجى هتعرف سلام دلوقتى يا ابو اياد
ثم أغلق الهاتف
حسنا لقد حان وقت التصرف والعودة واخبار الجميع كل شئ ثم تحرك بسيارته متجها صوب القاهرة بعدما ابلغ صديقه بضرورة ذهابه
بينما على الجانب الآخر أغلق الهاتف ناظرا له بتعجب ماذا هناك يا ترى ماهو هذا الأمر الهام الذى يريده وحيده به
كان يمسك هاتفا ناظرا أمامه بشرود إلى أن حط على كتفه تلك اليد الناعمة رفع انظاره صوب زوجته ثم سرعان ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيه نظرت له ثم تحركت للجلوس أمامه نظرت جهة الهاتف ثم له هاتفه
إياد؟؟
اومئ برأسه بابتسامة ف ارتسمت ابتسامة عريضة تشق وجهها الهادئ الذى زارته بعض التجاعيد ولكنها لم تطفئ من جمالها وهتفت بحماس
وقالك ايه جاى؟؟
ابتسم وهو يومئ برأسه فهتفت بحماس
اخيراً دة وحشنى اوى وقالك ايه
بيقول عاوزنا فى موضوع مهم
قال كلماته بشرود اما هى فقطبت جبينها بتعجب إياد!! وامر هام!!! ابنها لا يتحدث فى امر جدى ابداً دائما كلامه ماكان مازح ربما أمام الكاميرات والصحافة جاد اللاعب الأشهر ولكنه فى الحقيقة هادئ مازح رقيق القلب ولا يعرف عنه ذلك سوى الأقربون لا يتحدث بجدية الا نادرا تذكر منها امر عمله كلاعب كرة ورفض والده ولكن ابنها ابدا لا يلين لذا هذا هو الامر المقلق لهم عناده ولكنها على الرغم من ذلك هتفت بهدوء وهى تربت على ساق زوجها
لا تقلق ولا حاجة هتلاقي فى الاخر كعادته ياخد رأيك فى لون بدله هيروح بيها حفلة، عربية جديدة شافها وغيرها بس كعادته بيحب يقلقك
ابتسم هلال بهدوء وهو يعلم أن ابنه خير دليل على ذلك وتشدق
على رأيك ابنك خير دليل على التفاهة
ضحكو هم الإثنان وهم لا يعلمون ماتخبئه الايام سواء لهم او لولدهم