الفصل السابع
ضغط على شفته السفلى باسنانه محاولا كظم غيظه مما يحدث وضع هلال يده على كتفه وربت عليه برفق ثم نظر له نظره يحثه على الهدوء اما هو فكان
يغلى كمرجل مشتعل كيف؟؟ كيف تكذب عليه إلى هذا الحد بشأن حب والده تجاهها او بشأن حبه لزوجته وتفاهمهم كيف؟؟ لما أحرجته أمام اهله هل كان من المفترض أن تفعل ذلك كلا ابدا هو كان سيتفهمها اذا قالت الحق اذا كانت تشعر بالخجل الا تعلم أن كل شئ كان سيصبح واضحا يوما ما وها قد وضحت الحقيقة
وأكثر مايغضبه هو تصرفاتها الغريبة لما تتصرف كالمعتوهة هل تظن أن ذلك سيشفع لها تلك الفتاة حقا غبية غبية الآن أصبحت والدته تمقتها بشدة تشعر بأنها إحداهما اما فتاة خبيثة ماكرة قادمة لتجذبه تجاهها واستخدمت أكثرهم مكر الرقى والحنان ثم بعد ذلك اللعب باوتار الاهل كالمتمنعين او انها من تصرفاتها المعتوهة تلك تظنها اما مجنونة او مريضة نفسية لذا هو ينتظر محاضرة كبيرة من التوبيخ من والدته والتى من المؤكد بعد الاهانة التى حصلت عليها اليوم فهى سترفض الأمر وبشدة وهو لن يستطيع الحديث لذا هو غاضب منها حد الجحيم
ثم حول انظاره تجاه تلك التى تحرك عيناها فى كل مكان عداهم مخزن أسرارها التى تلقيها بنظرات حزن ولوم واضحة تلك الفتاة يجب أن يعلم منها كل شئ ولكن قبلا يجب أن يلقن تلك الماكرة المتحذلقة درسا لن تنساه يجب أن يفهم منها لما تفعل ذلك لما تلاعبت به كإحدى دمى الماريونت حقا هو غاضب منها حد الجحيم
نظر لحماته الذى لا يعلم كيف يصفها هل هى حنون ام هى مدعية الحنان وكل ما يهمها هو المكانة الاجتماعية والنساء الآن فى مجتمعنا لذا استدعى أقصى حالات الهدوء التى لا يمتلكها الآن نظر لها بابتسامة دبلوماسية هاتفا بنبرة هادئة متجاهلا نظرات والدته التى تحرقه حيا
لو سمحتي يا طنط ممكن اقعد مع هيام شوية لوحدنا لو مفيش مانع
ابتسمت هدى ثم قالت بنبرة هادئة بعض الشئ
اكيد يا حبيبى اتفضل
ثم أرد
شته لغرفة جلوس هادئة بعض الشئ بعيدة عن غرفة الاستقبال ثم ربتت على كتف ابنتها بحنان قائلة
خلى بالك من خطيبك يا هيام
ابتسمت هيام قائلة
دة فى عنيا يا ماما
بعد خروجها التفت هيام تنظر له بابتسامة ناعمة وفرحة تقفز من عيناها جعلت غضبه يزداد أكثر ثم هتفت بسعادة
شفت يا اياد بابا بيحبنى اد اية ووافق بسرعة ازاى مارضيش يزعلنى خالص وباين عليه حبك اوى
ابتسم اياد بتهكم ثم تشدق بنبرة هازئة لم تنتبه لها
اه اوى اوى
لم تنتبه ثم أكملت بحالمية وهى تمسك قبضتيها معا وتضعهما أمام صدرها ثم تشدقت وهى تستنشق الهواء بسعادة غامرة وحالمية غير عادية وكأنها لم تكن موجودة معهم
وشفت بابا بيحب ماما اد ايه انا بحسدهم في بعض الأوقات على حبهم لبعض دة وكمية الخجل إللى خلا وشها يحمر فيه والرومانسية بتاعته
ارتفع حاجباه بصدمة تلك المتبجحة تتصرف وكأن شيئا لم يكن بل وتتابع فى عرضها الرخيص ذاك ماذا يقول عنها وعن تصرفاتها تلك تتصرف وكأنها لا ترى او لا تسمع وكأنها تعيش بعالم منفصل لذا أمسك بكتفيها صارخا بها بحدة وهو يكاد يكسر كتفها من شدة ضغط كفيه عليهما
هيام انتى ناوية تجننينى الموضوع مش ناقص جنان... لازمته ايه العرض الرخيص المبتذل دة ومكانش ليه لازمة الكذب إللى بتكذبيه عليا كله دة
نظرت له وهى ترمش ببراءة ثم هتفت برقه وبراءة اعتادها منها ولكنها أصبحت الآن تصيبه بالنفور
عرض اية ولعبة ايه وكدة اية إللى بتتكلم عنه يا اياد انا مش فاهمة حاجة
حسنا يبدو ان ابنة على طاهر تنتظر إصابته بذبحة صدرية لذا صرخ
هيام متسوقيش العوج عليا انا مبكرهش فى حياتى اد التصرفات والعروض الرخيصة دى
حسنا لقد اكتفت من الأمر أغمضت عيناها وبدأت ترتسم ابتسامة هادئة على شفتيها وكأنها تتجاهله وإذا كان اياد الحسينى يمقت شيئين فهما التجاهل والكذب لذا صرخ بها بصوت دوى صداه فى أرجاء المنزل كافة
هيام
انتفضت هيام على نبرة صوته فاتحة عينيها على اتساعها تنظر له بصدمة ونظرت له هاتفة بتأنيب رقيق
بتصرخ ليه يا اياد
ضغط اياد على لسانه باسنانه محاولا منع لسانه من الحديث أصبح غضبه يتفاقم كأرتفاع اتون من النار يهدد باحتراق المدينة بأكملها و هى تضغط عليه بتصرفاتها تلك لذا اقترب منها ممسكا معصمها وعيناه حقا اخافتها عرقه النابض فى عنقه ينتفض تستطيع رؤيته بوضوح لذا اتسعت عيناها رعبا وكانت ترها منه حينما ضغط أكثر بيداه على معصمها دون شعور منه صارخا
هو انتى عاوزة اية عاوزة تجننينى اية العروض إللى عماله تقديمها دى شوية تقولى ان باباكى ومامتك بيموتو ف بعض وانهم بيموتو فيكى شوية تغمضى عنيكى وبعد كل إللى شفناه جاية بمنتهى البساطة تقولى شوف كانو بيحبوا ف بعض ازاى هو انتى عاوزة منى اية بس هاا عاوزة تجننينى ليه يعنى لو هما مش متفاهمين كنتى تقوليلي وانا كنت افهم اهلى و ومحدش كان هيعترض لان المهم انتى وانا بحبك انتى لو كنتى خايفة من رد فعلى ف انا قولتلك بحبك واللى بيحب حد بيحبه لشخصه مش بيسيبه علشان خاطر حد تانى عيلته او كدة كنت كدة لكن انتى أحرجتينا وأحرجتى اهلى لا والمهم قال ايه
ثم بدأ فى تقليدا
بابا بيموت فيا وبيموت ف ماما ومتفاهمين اتمنى نحب بعض زيهم يا اياد
ثم صرخ بصوته
باباكى مش بيحب غير الفلوس وانتى اصلا مش مهمه بالنسبالى لا انتى ولا امك اما الست الوالدة ف كل إللى يهمها البرستيج والمظهر الاجتماعى دة عيلتك جيت يا قادرة ما اهتمتش ان احنا ضيوف فى بيتهم مسكو خناق وشتايم فى بعض ولا إللى مستنيين لبعض غلطة وقال اية بابا غنى دة ابوكى بيتهيألي يبيعك علشان الفلوس ومش هيهمه وكل إللى يهمه الفلوس لكن انتى ولا اى حاجة ف لازمته اية الكدب هااه
ابتعدت للخلف بصدمة واضعة يدها على قلبها وكأنها اكتشفت الحقيقة للتو دموعها تسيل كخيوط من لؤلؤ على وجنتيها بينما هو ينظر لها بضيق
نعم يعلم أن كلامه جارح وجرحها ولكنها كذبت عليه وأهانته وإهانة عائلته والأدهى كانت لاتزال تستمر بتلك الكذبة هل كانت تفعل هذا من البداية واوقعته فى حبال غرامها احساسه بأنه كان كالابله يصدقها وانه اضحى أضحوكة واهله بعد ما قصه عليهم من قصص حب والديها وحبه لها وما رأوه وايضا استهانة والدها به وكأنه لا يذكر كل هذا آثار سخطه وان تكمل تلك اللعبة ثانية جعله يغضب وبشدة وكانت هى اول من قطع حبل الصمت بينهم وهى تهتف بصدومة
يعنى اية
ابتسم بتهكم هل اللعبة الجديدة انها لا تعيش بهذا العالم ولكنه أكمل بجمود
يعنى اية ابوكي وامك مابيحبوش بعض هما مابيحبوش حد اصلا حتى انتى مابيحبوش غير نفسهم
تهدجت أنفاسها ونفت برأسها بقوة لدرجة تناثر خصلاتها الحريرية حولها ودموعها أغرقت وجهها كاملا و هى تصيح
لا لا بابا بيحبنى وماما كمان دة كدب كدب انت كداب
نظر لها بهدوء عله يستشف تصرفاتها ولكنه تشدق بجمود هادئ
للاسف دى الحقيقة ولازم تتقبليها
ولشدة صدمته فتحت عيناها لتظهر عينان جامدتان كالحجر تشدقت بجمود على الرغم من الدموع السائلة على وجنتيها
لا مش هتقبلها ولازم انت إللى تتقبل الكلام دة بابا وماما بيحبونى وبيحبو بعض والناس كلها بتحبنى
صرخ بها هاتفا
افتحى عيونك يا هيام افتحيهم بلاش تمشى مغمضاهم كدة
نظرت له بجمود ثم قالت
انا كدة ولو عاجب ومش هفتحها ابدا
نظر لها بصدمة ثم تحرك يطوى الأرض تحته بغضب خارجا من الغرفة بينما هى سقطت منهارة أرضا تبكى حلما انتهى قبل ان يبدأ والسبب ماضى اليوم وحاضر مبهم رمادى اللون وعائلة لامبالية لابنتهم وابنة هاربة من الواقع
__________________
خرج من الغرفة ينظر حوله يبحث عن شخص بعينه ليجدوانها غادرت تحدث موجها حديثه لهم
يلا يا جماعة
نظر له هلال وهو يعلم ما أصابه ولكنه لم يشأ الحديث بينما تحركت زينب و هى تشعر بأنه تخرج من مكان انعدم فيه الهواء لدرجة شعورها بعدم قدرتها على التنفس لذا كانت اول من سارع بالخروج
كان هلال اول من قطع سلسلة الصمت متشدقا
هتعمل ايه يا اياد
نظرت له زينب وهتفت بانفعال
هى دى فيها عمايل دى عيلة معدومة الاحترام والبت مجنونة وفوق كدة هانونا
كان هيثم صامتا يرمق اياد باشفاق حينما هتف اياد
وانت رأيك اية يا هيثم
نظر له هيثم لبضع ثوانى ثم هتف
اياد كان فيه حاجة عاوز اقولهالك من قبل ما تروح بس انت ما ادتنيش فرصة
نظر له اياد نظرة يحثه على الحديث حينما نظر له هيثم مكملا
انت كنت طلبت منى انى ادور عن كل حاجة عن هيام وصاحبتها ولقيت انها من النوع إللى ملوش فى التعامل مع الناس وصديقتها كذلك البنات إللى اتعاملو معاها بيقولو ليها تصرفات غريبة
امال اياد رأسه جهة اليمين محاولا استكشاف ما يقول وهتف
حاجات حاجات اية دى
بنت كانت بتقول ان دكتور زعق ل لهيام راحت أغمضت عينيها وتبتسم وبعدين لما كلموها هى ليه ابتسمت مع انها اتهزقت انكرت انها اتهزقت اصلا رغم أن ده حصل قدام الدفعة كلها واصرت على موقفها، رقتها الغريبة حتى فى أوقات الغضب إللى الناس بتبقى فيها بتبقى وكأنها منفصلة عن العالم وفوق كدة انطوائياتها الغريبة وكأنها عندها فوبيا من الناس ماعدا دنيا صاحبتها
يعنى اية مش فاهم
قالها اياد بعدم فهم حقيقى وشعور بالتيه يتملكه بينما هتف هيثم بتعب مقارب
مش عارف يا اياد بس الكلام مش مبشر بالخير هو يا اما البت دى بتشتغل الناس يا اما حاجة من الأمراض النفسية يعنى ممكن هلاوس سمعية وبصرية او حالة انفصام مش عارف وخصوصا انهم بيقولو انها احيانا بتقول حاجات زى واحد زعق فيها تقول انه كان بيهزر معاها او كدة
والحل
قالها هلال بصدمة
تحدث هيثم بعقلانية
الحل هو البير بتاع أسرارها واللى تعرف كل حاجة عنها نفهم منها ايه إللى بيجرى وهى هتفهمنا
ايد اياد حديثه وكذلك هلال بينما هتفت زينب برفض
نفهم ايه وبتاع اية احنا مش ناقصين جنان وهبل
لم يبالى اياد لحديثه بل نظر إلى هيثم هاتفا
انت عارف بيتها
اومئ هيثم برأسه لذا تحرك اياد هاتفا
ادى مفتاح عربيتك ل بابا هيروح شقة اسكندرية وبابا معاه رخصة القيادة بتاعته بس عرفه رخصة العربية فين وتعالى معايا هنروحلها
وتحت نظراتهم المندهشة تحرك اياد يتبعه هيثم بينما زينب تزفر بحنق
______________________
كانت تسير فى الشارع ذاهبة لمنزلها حينما وجدت ذلك الجسد الذى يقطع عليها الطريق رفعت انظارها له بحدة سرعان ما تبخرت وحل مكانها الوجوم وهى تجد اياد والدكتور هيثم تنهدت بثقل وهى تعلم أن القادم ليس بيسير ابدا نظر لها اياد بحدة وابتسامة ساخرة تحتل جانب شفتيه هاتفا بتهكم
يا اهلا يا اهلا ب دنيا هانم
خير
كانت تلك إجابتها و هى تربع يديها متظاهرة بالقوة ولكنها بالحقيقة تخفى ارتعاشة جسدها من حدة نظراته نظر لها ثم قال بحدة وهى ترى بوضوح التماع الشر بعينيه هاتفا
اقسم بالله ان ما قولتيلى ايه الحكاية وأية العرض المبتذل إلى أتقدم النهاردة دة ما هيحصل طيب واقولك ان انا ولا يهمنى اسم او سمعة انا هجيب عليها واطيها
صادق تعلم ذاك تمام العلم ولكنها سألته مواربة
مش فاهمة تقصد اية
كانت الاجابة صادمة لها حينما هتف هيثم
هيام عندها اية لان تصرفاتها مش طبيعية وانتى عارفة هلاوس سمعية وبصرية ولا انفصام ولا اية
حدقت به بذهول لثوانى وفمها مفتوح ثم تشدقت بصوت مصدوم
ماعندهاش حاجة
نظر لها اياد وكاد يصرخ بها حينما هتف هيثم
دنيا انا دكتور علم نفس بلاش كدب عليا
نفت برأسها وقد تجمعت الدموع بمقلتيها بشدة ثم هتفت
انا مبكدبش والله هيام ماعندهاش حاجة هيام بس مدمنة هروب من الواقع والهروب دة بالأحلام لدرجة انها وصلت لمرحلة انها مش عارفة تميز بين الواقع والحلم بس هيام مظلومة الدنيا كانت قاسية معاها اوى
نظر لها هيثم بصدمة هل يعقل هذا فهذا الأمر لم يخطر بباله ابدا اذا عندما تغمض عيناها كانت تستدعى أحلامها الوردية اما اياد فنظر لها بتهكم كاد يتحدث قاطع هيثم بإشارة ثم نظر لها قائلا
عاوزين نقعد ونتكلم
اومئت هى برأسها
_____________________
كانو يجلسون ثلاثتهم بأحد المطاعم حينما هتف اياد بسخرية
هاا ادينا قعدنا فهمينا بقى سيادتك
نظرت له بطرف عينها تعلم أن الأمر صعب تصديقه والأدهى ما مر به اليوم كان كثير على الجميع وخاصة عائلته لذا اومئت برأسها وبدأت بالسرد
اسمعونى لحد الاخر..... عمو على وطنط هدى اتجوزو عن حب او كان ده إللى باين هما ولاد عم ليهم توكيل عربيات بين أهاليهم وكل واحد كتبه باسم ولاده ف دلوقتى التوكيل بالنص بين طنط هدى وعمو على اتحط فى الوصية لما لاقوهم بيحبوا بعض ان إللى هيطلب الطلاق منهم او إللى هيطلق هيبقى بيتنازل للطرف التانى ودى بداية المشاكل
بعد موت أهاليهم جدو طاهر وأخوة والحب بين هدى وعلى قل فى الوقت دة كانت جات هيام الواضح أن الحب دة كان ممكن افتتان مش عارفة بس مع وجود المشاكل وكل واحد بيدور على كرامته اهم المشاكل مابقتش تتحل واللى زودها وخلى الدنيا نار أثناء ما كانت طنط هدى بتولد حصل نزيف وعلشان يوقفوه اضطرو يشير الرحم اذا مستحيل تخلق تانى بعد هيام لأنها دى ولادة بعد هيام
نظر لها اياد ثم تشدق بتهكم
اذا المفروض ان هيام هى الوحيدة يبقى هى اغلى عندهم
ابتسمت بتهكم وعيناه تزفر الدموع على ما عانته صديقة عمرها هاتف
دة المفروض بس للاسف مش دة إللى حصل هو بص انه اتمنع من الأطفال وخصوصا الولاد وهى عاوزة نفسها وبس وخصوصا ان الولد مش هينفع ييجى ومستحيل يتجوز لانه ممنوع فى الوصية الوقت دة كانت هيام فى حوالى ٦ ابتدائى او أولى أعدادى والحياة بقت مستحيلة خياناته ورجوعه فى انصاص الليالى سكران زوجات عرفى وصراخ من طنط هدى أعمالهم ل هيام وكل واحد عاش حياته هو يخرج زي اى جوز ويبقى يتكلم او هى علشان منظرها قدام صاحباتها والناس وهو يتخانق علشان خناقاتها وزعيقها فيه نسو ان فيه كائن موجود اصلا كانت هيام تسمع وتستخبى من صوت الزعيق وصوت ضربه لمراته وصوتها وهى بشتمه واستحال الحب إللى الكل بيحلف ليها بيه ل جهنم لحد ما جات القشة إللى قسمت ظهر البعير
قالت جملتها الاخير وقد تعالت شهقاتها وتهدجت أنفاسها نظر لها كلاهما بفضول همس اياد
ايه إللى حصل
نظرت له ثم قالت وبدأت دموعها تزداد
هيام وصلت لمرحلة أولى او تانية ثانوى ولقت الناس بتقولها بطريقة البت كبرت وكدة وكمان نظرات الشفقة او النظرات إللى شايفة اهلها بيعملوا اية يبقى مفيش حد يهتم بيها بدأت تتعب من كلام الناس لحد ما جه فى يوم استدعت قواها وهما بيتخانقو كالعادة طلعت وقالتلهم
حرام عليكم انتو مش واخدين بالكم ان عندكم بنت كبرت طيب مش مهتمين بكلام الناس انا تعبت والله تعبت
كانت الاجابة اتضربت من باباها وقالها اسكتى انتى ليكى عين عامل زى والعمل السيدة فى حياتى وكمان من مامتها انها علت صوتها عليهم بيت معدوم الامان حست انها فى عالم مش عاوزها الشباب بيبصولها بنظرات مش كويسة وسمعت واحد بيتراهن على حبها وانه يكسبه ويكسر قلبها تعبت جامد عالم كله مش عاوزها فى اليوم دة حاولت تنتحر بس انا لحقتها وقعدت تصرخ وبعدها لقيتها بتصرف تصرفات غريبة ان باباها ومامتها بيحبوا بعض وبيحبوها وهكذا ولما جيت اواجها صرخت وقالت انها بتحلم وتعيش جوة الحلم علشان تقدر تعيش فى المشاكل بتستدعى أحلام وردية تهرب بيها من الواقع الفرق بين هيام واى مريض ان هيام بتهرب من الواقع بارادتها رافضة المواجهة لأنها مش هتقدر تواجه من الاساس هى قالت إنها مستنيه حد يحبها بجد ويساعدك ويحررها من إللى هى فيه وانا لما لقيت حبك ليها دة قولت انك انت الحد دة من فضلك ساعدها يا اياد من فضلك هيام تعبت
صدمة حلت عليهم ماهذا هذه اول مرة يسمعونه تلك الفتاه تهرب من العالم بارادتها همس هيثم بصدمة
اياد الموضوع خطير هيام محتاجة دكتور نفسى وبرامج إعادة تأهيل نفسية
اومئ برأسه بشرود بينما همست دنيا
اناحاولت بس لوحدى مينفعش خصوصا انها مش لاقية حد بيحبها تانى حتى عيلتها بتقول تفوق لمين وليه مش هقدر اواجه الواقع ان واجهته هموت او نفسيتى هتتعب
همس اياد بشرود
انا صرخت فيها وقولت لها تفوق وقولتلها الواقع كله
انتفض هيثم كالملسوع هاتفا
ايه
اومئ برأسه وهو مازال جالسا ثم أكمل
ماكلمتهاش بهدوء انا زعقت فيها زى إللى يستشف فى المها بس كان المى اكبر وشايفها بتلعب بيا
انتفضت دنيا صارخة بجزع
هيام ... هيام ممكن تعمل فى نفسها حاجة هى بتقول ان فيها عيب محدش بيحبها و دلوقتى بعد إللى حصل وهى كمان حبته مش هتتحمل
انتفض هو من موضعه بمجرد سماعه كلماتها بينما رفعت سبابتها فى وجهه هاتفة
لو جرا لهيام حاجة والله العظيم ماهيكفينى موتكم كلكم فاهم
لم يهتم لحديثه إنما هتف
هتكون فين دلوقتى
يا اما فى البيت يا اما عند البحر
_______________________
على الجانب الآخر صراخهم يصم آذانها يخترقها يؤلمها حد الجحيم أغمضت عيناها تستدعى اية من أحلامها الوردية ولكنها على يبدو أنه إغلقها وانتهى الأمر وأصبحت هى حبيسة ذلك العالم تريد الهروب ولا تستطيع ماذا عليها أن تفعل اتهرب تحت الفراش وتضع يدها على آذانها ثانية ام تواجه اخذت قرارها فيجب عليها المواجهة فى نهاية المطاف لذا تحركت خارجة من غرفتها لتجد ذاك المشهد الذى اعتادت رؤيته قديما صراخهم شتائمهم وكأن مشاعر تلك الشابة او تلك الطفلة قديما غير مهمة بالنسبة لهم وكيف تكون مهمة فهذه العائلة لا تهتم سوى بنفسها ابتسمت بتهكم عن اى عائلة تتحدث فهى حتى حينما مرضت وهى بغرفتها لم يهتم بها أحد ولم يعلم سوى دنيا التى اخذتها الطبيب يا الله
تحركت بخطى وئيدة ثم ربعت يديها واقفة أمامهم متحدثة بقوة لاتمتلكها بالمرة
خلصتو العرض بتاعكم ولا لسة فيه شوية
انتبهوا لها وكأنهم نسو انها معهم بالمنزل حينما هتف بها على
انتى اتجننتى انتى ازاى تتكلمى معايا بالشكل دة
بينما صرخت بها هدى
انتى اية قلة الأدب بتاعتك دى انتى تيجى عند اهلك وتسمعى حوارهم
والان قد فقدت هى السيطرة على نفسها تضحك وتضحك بهستريا غير آبهة لنظراتهم وهى تضرب يديها على ركبتيها بينما عيناها تسيل بدموع الالم الم يخترق صمامات قلبها واوردته وشرايينه رفعت نظرات منكسرة لهم وهى تقول
أدب أدب اية واحترام ايه هو انتو فاكرين ان دة حوار للاسف لو دة حوار ف المنطقة كلها سمعته ولو مش واخدين بالكم كل حديث جديد منكم بيتكلموا عليه الحوار إللى مش مكلفين نفسكم عناء ان فيه بنت معاكم فى البيت وكلامهم بيألمها بتسمع كلامكم من و هى عيلة فى اعدادى دون اهتمام بمشاعرها
ثم أكملت بتهكم
اهلى اهلى دول معقولة اية غير انهم وجعونى وطردو الإنسان الوحيد إللى حبنى بجد بعد دنيا
حاولت هدى الحديث فقاطعتها
وماتقوليش أنكم بتحبونى لان دة كلام انتو حتى مبتحبوش بعض انتو بتحبو نفسكم وانا برة حساباتكم عمركم ما حسيت بيا كام مرة نزلت تحت السرير من الخوف من صوتكم العالى كام مرة بكيت وانتو مش حاسين كام مرة لاحظتها مدرسة المدرسة وطلبت منى اروح عند دكتور نفسى لان حتى فى النفسية بقت صفر كام مرة تتطلب منكم تروحو المدرسة علشان المدرسين عاوزينكم ومحدش اهتم طيب اقولكم على كام مرة كنت بحلم بالكوابيس واقوم مفزوعة واصرخ ومافيش حضن حنين اتحامى فيه كل واحد فيكم مهتم بحياته وبجوازته ومكانته الاجتماعية وأصحابه لكن انا لا كام مرة كنت اتمنى ابقى زى دنيا انى اترمى فى حضن ماما وبابا اول ما اجى ومالاقيش غير خناق لحد ما ابتديت اهرب وياريت هروبى كان حل دة ضيع منى اياد
ابتسم والدها بسخرية وكأن كل حديثها لم يكن ذا قيمة هاتفا
كل دة علشان المحروس
ابتسمت بتهكم صارخ ودموعها لاتزال تغرق وجهها وشهقاتها تتعالى
لا كل دة علشانكو انتو علشان اهلى بس طلعتو ولا اى حاجة معدومين الاحساس والمشاعر انتو طلعتوا لعنة وانا الوحيدة إللى ابتليت بيها مش عارفة لية انتو لعنة لعنة لع
ولم تكمل بل شعرت باحتراق وجنتها من تلك الصفعة التى حطت عليها بينما رفعت انظارها له لتجد عيناه نذير شؤم ينظر لها بنظرات حارقة بينما هدى نظراتها فيها لا مبالاة بها بالمرة ابتسمت بتهكم وعيناه منكسرة والان عيناها أعلنت النهاية لتنظر لهم نظرة اخيرة منكسرة ثم ركضت خارج المنزل صافقة الباب خلفها وعقلها يخبرها بشئ واحد
انها النهاية