الفصل الثامن
يقود بأقصى سرعته سرعة جنونية تكاد تقتلهم ولكن بمجرد أن يتخيل أنه قد يصيبها مكروه يكاد يجن بالأخص حينما علم ماحدث بالمنزل وحينما قالت دنيا انها ربما تكون ذهبت الشاطئ وأنها تذهب هناك ليس حبا بل تفكير بالانتحار تتمنى احتضانه والراحة به لذا تكون سعيدة ضغط على البنزين ليزيد سرعته بينما يدعو الله الا يكون حدث لها مكروه وكذلك دنيا تجلس ببكاء وخوف مما يحدث
____________________
تقف أمامه تبكى من الالم أمام موجات البحر الثائرة التى تشاركها ثوران مشاعرها وكمدها غضبها الذى يصل لعنان السماء دموعها التى اغرقتها تشاركها ارتفاع مياه البحر كالثوران.. داخلها احتراق وثوران تستطيع تبخير مياه البحر كاملة هى تلك التى لحقتها الكمد والألم اخذت نفس عميق تعلن عن نهاية محتومة ولكن كانت تأجل خطتها ولكنها هى ما ستصيبها بالراحة تحركت من فوق تلك الصخرة العليا التى تعلو الشاطئ بمسافة كبيرة بعض الشئ حوالى ١٠ امتار تريد السقوط فى البحر وتعلم انها ستسقط ميتة من الصخور التى اسفل ماء الشاطئ وذاك ما تريده خوفها فقط ان يكون مؤلما وهى قد تابعت واستفاضت الما ولكن هذه النهاية تحركت للسقوط حينما وجدت تلك اليد التى تعتقل خصرها كالكلاب حاولت التخلص منه ولكنه ابى التفت لتصيبها الصدمة أنه هو همست بصدمة
اياد!!!
نظر لها اياد وهو يأخذ أنفاسها الذاهبة من الخوف فقد كانت على شعرة من الرحيل لو تأخر فقط ثوانى لكانت ذهبت وانتهى الأمر عيناه تذرف دموع الخوف وانفاسه متلاحقة همس بلهفة وهو يتلمس وجهها بلهفة ودموعه تغرق وجهه
الحمد لله... الحمد لله انى لحقتك
ربما لو حدث ذلك فى وقت راحل لسعدت ولكن الآن انتهى الأمر ابتعدت عنه صارخة وهى تنفض يديه بعيدا
إياد عاوز منى ايه انت كمان؟؟ عاوزين كلكم منى ايه عاوزين موتى بالحياة؟؟؟ ادينى هموت واريحكم
نظر لها بصدمة ثم نفى برأسه بهستريا هاتفا وهو يحتضن وجهها
لا لا اوعى تقولى الكلام دى اوعى
نفضت يده صارخة ببكاء ودموع وهى فى حالة انهيار عصبى
اوعى ايدك وابعد عنى.. عاوزين منى ايه انتو عاوزين وجعى وبس عاوزين المى وبس عاوزين انى أفضل قدامكم ببكى ولا عاوزين انى اكون متغيبة عن الواقع غبت عن الواقع فوقتونى واجهت اهانتونى انتو بتكرهونى ليه عملت فيكم ايه انا مش عاوزة من حد حاجة وعمرى ما اذيت حد انتو إللى مؤذيين
ثم وضعت يديها على وجهها وبدأت تبكى بمرارة بكاء يقطع نياط قلبه شهقاتها تتعالى بشدة
نظر لها محاولا تهدئتها يبدو انها فى حالة انهيار عصبى حاد لذا قال
طيب اهدى اهدى وهنتكلم
كان يتحدث وهو يقترب بينما تتراجع إلى أن وجدت تلك الزجاجة المكسورة رفعتها صارخة بتهديد
ابعد والا
اتسعت عيناه برعب صارخا وهو يتراجع ويرفع يداه ينفى دليل على عدم اقترابه
خلاص خلاص هبعد بس ابعديه عنك بدال مايعورك
وكأن عقلها قد اهتدى لما يريد ابتسمت بشيطانية و هى ترفع الزجاجة تنظر لها بينما سقط قلبه رعبا مستحيل مستحيل أن تفكر بذلك الأمر وقبل أن يستطيع فعل شئ كانت صراخها غطت الأجواء تلك الصرخة المكلومة من عمق روحها والمها وليس صراخها من الم تلك الزجاجة التى غاصت تشق شرايينها مغتسلة بدمها واوجاعها بينما صرخ هو بألم
لاااااا هيام لاااا
ركض تجاهها وبكى بينما هى مبتسمة ف اخيرا ستسعد بالراحة نظر لها بلوم هاتفا ببكاء
ليه يا هيام ليه عملتى كدة
كانت الاجابة هادئة من بين شفتيها المبتسمة براحة
علشان ارتاح
ثم أغمضت عيناها بهدوء مع تلك الابتسامة الهادئة تسلم نفسها بين مصيرها المجهول بينما زرعها بأحضانه يصرخ بها ويبكى بحرقة راكضا بها تجاه سيارته وقلبه يقرع كالطبول وعقله يعطيه نفير وانذار بأن ما يحدث ربما يتسبب فى موته هو
______________________
كان يزرع ممرات المستشفى ذهابا وايابا دموعه تنهمر بلا هوادة يخشى عليها وبشدة مما يحدث ينتظر أحدهم ان يخرج يطمئن قلبه المكلوم عليها لما لما فعلت هذ؟؟ا اكان عليها ان تؤلمه إلى ذاك الحد وترعبه بتلك الطريقه؟؟؟
كانت والدته ترميه باشفاق وترمي تلك الغرفة بألم تلك الفتاة لما يحدث معها هذا فهى رقيقة هادئة ولكنها وقعت بين يدى اناس يريدون الحرق حنانها الامومي يريد أحتضانها الآن والاطمئنان عليها اما هلال فقد كان يهدئ ابنه بنظرات هادئة يحاول تهدئته بكل السبل بينما دنيا تبكى بلا هوادة بين يدى والدتها بينما يرميها هيثم بحزن على حال صديقتها التى بالنسبة لها أكثر من أخت الجميع فى حالة الم حينما خرج الطبيب ركض تجاهه نظر له اياد هاتفا بلهفة لم يستطع تخبئتها
هاا اية إللى حصل طمنا
عدل الطبيب وضعية عويناته أعلى عيناه ثم هتف بعملية
احنا خيطنا الجرح والحمد لله جات سليمة ومافقدتش دم كتير بس دى حالة انتحار وفى العادة إللى بيعمل كدة بتبقى حالته النفسية وحشة جدا
اومئ اياد برأسه بينما أكمل الطبيب
استاذ اياد الانسة محتاجة تتعرض على دكتور نفسى تخطرفتها فى البينج والألم على ملامحها غير كمان محاولة انتحارها بتقول ان حالتها النفسية وحشة جدا
اومئ اياد برأسه هاتفا بلهفة
اكيد يا دكتور بس ممكن ادخلها
اومئ الطبيب برأسه هاتفا
اة ممكن بس مش هستفيد حاجة هى لسة مفاقتش قدامها حوالى ساعة
مش مهم هقعد جنبها
تركه الطبيب هاتفا بقنوط
براحتك
تحرك اياد للدخول حينما وجد ذاك القمئ ومعه دمية العرض تلك المفترض انهم اهلها قادمين تحفزت جميع حواسه للانقضاض عليه حينما همس له هلال بكلمات لتهدئتة بينما رمتهم دنيا بنظرات كارهة اما زينب نظرت لهم باشمئزاز هل لدى أحدهم فتاة كتلك ويعاملوها هكذا لم يهتم "على " لنظراتهم تلك بينما تشدق بجمود
بنتى فين؟؟
نظرت له زينب متشدقة بتهكم
بنت؟؟ بنت مين لا مؤاخذة؟؟!!!
بنتى إللى جايبالى المصايب
رمتهم دنيا بنظرات كارهة ثم تحركت تجاههم هاتفة باستهجان ودموعها تغرق وجهها وتشدقت بألم يعتصر قلبها على صديقتها صارخة ببكاء
ياااه بنتك إللى جايبالكم مصايب؟؟ مصايب اية ان شاء الله؟؟!!! هى المسكينة بتتكلم ولا بتفتح بوقها دى شايفة منكم لما شبعت دى شافت منكم ارف الدنيا كلها اد اية واحدة عيانه محدش سأل فيها تسمع شتايمكم وهى قاعدة فى اوضتها... دى من خوفها ياحبة عينى كانت بتستخبى تحت السرير، اد ايه وهى بتشوف كل طفل بيجرى يحضن اهله بفرح وهى بتخاف تقرب منكم .كل طفل بيتكلم عن حب اهله وعمله ايه من إللى بيحبه وفسحه فين وعمله ايه وانتو متعرفوش هى بتحب ايه وبتكره ايه، معاملتكم ليها وكأنها مش موجودة وكأن تصرفاتكم دى عادى، اد ايه وهى شايفة لا مبالاتكم ليها، تصرفاتك انت بالذات وانت بتكرّها فى نفسها وبتقول وشك وحش عليا،
ثم بدأت بالصراخ المحتد فى اروقة المشفى وبكاؤها يتزايد على حال صديقتها
ليه وشها وحش لية عملت لسيادتكم ايه كانت تبتسم على الرغم من انها بتشوف الناس كلها بتتكلم على اهلها وعليها وكمان نظرات الشفقة منهم إللى بتقطعها ولما تيجى تواجهكم وتقولكم إللى بيوجعها بتشتموها وتهينوها وممكن الموضوع يوصل للضرب ولا امها إللى مبتهتمش بيها عمرى ماشوفت ام متعرفش حاجة عن بنتها ولا عمرى ما شوفت ام كل همها الخروج والفسح وخلاص ولا كمان إللى متحسش ان بنتها موجوعة ازاى مش فاهمة البنت كانت فى يوم هتنتحر وانا لحقتها ولولا كدة كانت هتموت، النهاردة لولا اياد لحقها كانت بينها وبين الموت شعرة طيب ازاى ماحستيش بيها، فى يوم سخنت وكانت هتموت وانتو خرجتو لولا لحقتها انا وماما، انا بكرهكو.... كمان اقولك على حاجة انت مش ابوها انت ابو جلامبو وهى مش امها دى ام جلامبو
صرخت فى الجملة الأخيرة بأعلى صوتها مما جعل على يغضب ورفع يده ليصفعها ولكن وجد تلك اليد التى أمسكت يده بقوة كالكلاب وصوت خرج كزئير الاسد صارخا بعنف اهتز بدنه له
قسما بالله لولا انك راجل كبير كنت دفّعتك تمن إللى عملته دة انك ترفع ايدك عليها
ثم نفض يده لأسفل نظر "على" لهيثم نظرات مرتعدة بينما اقترب اياد منه والذى كان متحفزا أيضا للفتك به صارخا
انا عاوز اقتلك النهاردة عارف ليه.. لأنك مش راجل مش بس كدة لا النهاردة هقولك لأنك معدوم الابوة والاحساس زعلان على ايه هاا ان مراتك ماهتخلفش تانى طيب ماهو ماما نفس الكلام و هى حامل فيا واتعرضت لنزيف اثناء الولادة وكانت مضطرين يضحو بيا علشان هى تعيش بس لولا حكمة ربنا إللى بابا طلب أنه الاهم ماما وانا مش مهم مستعد يعيش من غير ولاد بس المهم هى بس يشاء ربنا واجى على الدنيا بس برده ماما شالت الرحم وعمره ما اهان ماما بل بالعكس بلمح بينهم الحب خناقاتهم حتى لو موجودة مبتخرجش من أوضة النوم لدرجة انى عمرى ما حسيت بيها ولا بمشاكلهم طلعونى انسان سوى انت انسان فاشل فشلت تكون اب وفشلت تكون زوج وفشلت حتى تكون انسان والست الهانم نفس الكلام ام فاشلة وزوجة فاشلة والنهاية اهو بنتكم بين الحياة والموت وبسببكم وبعدين فوق دة نفسيتها متدمرة ولازم تتعرض على دكتور علشان كدة لو قربت منها هقتلك فاهم؟؟؟ هقتلك
صمت بخزى من ذلك الشاب الذى يدافع عن ابنته وتلك الصغيرة التى تقف متحفزة للفتك به وكذلك تلك المرءة التى ترمق غرفة ابنته بحنو واشفاق وذاك الرجل صاحب الطلة الحنونة الذى يقف لدعم ابنه ممتوها بحديثه له
الاب موجود علشان يدعم ولاده ويكون هو سندهم مش سبب لكسرهم الحيط إللى بيتكلو عليه مش عصايا لينه تتكل عليها تتلوى وتتنى فاهم
لم يجد لنفسه مكان وسطهم لذا تحرك من المكان بهدوء وخزى وهو يشعر لأول مرة بأنه بالفعل انسان فاشل اما هدى فرمقت تلك الحنون وتلك الفتاة الرقيقة التى فى احيانا كثيرة من كلامها اتخذت موضعها هى وذلك الشاب العنفوانى فى الدفاع عن ابنتها بحزن متحركة وهى لأول تشعر بأنها خذلت فلذة كبدها وأنها لم تكن ام من الاساس
بعد تحركهم تحرك هو ليدخل لغرفتها ليجدها تبكى بشدة ركض تجاهها محتضنها بينما القت نفسها فى احضانه تلتمس الامان لأول مرة من انسان بعد دنيا انسان دافع عنها ضد اهلها فهمها دون حديث لم ينظر لها بعين الشفقة بل بالحب كان يسير بيديه على ظهرها علها تهدء ويطبع قبلات رقيقة على خصلاتها الحريرية ثم ابعدها هاتفا
طيب وليه الدموع دى بقى انا مش كفاية ولا اية
نظرت له بصمت ثم قالت بالم
ما انت هتعمل معايا زى ما كان بيعمل مع ماما
وكم المه قلبه لتلك الجملة ولكنه ابتسم هاتفا
لا عمرى... هو فيه حد يأذى حياته انتى حياتى وانا اموت لو اذيتها
وقبل أن يكمل وجدت الغرفة تفتح و تركض صديقتها تجاهها تسحبها لاحضانها باكية ثم هتفت
حرام عليكى يا هيام بجد حرام و الله كنت هموت لو جرالك حاجة
ابتسمت هيام بهدوء هاتفة
انا كويسة متقلقيش
ثم انزلت عيناها أرضا ودموعها تسيل بمجرد رؤيتها لزينب داخل الغرفة رمقتها زينب بحنان ثم هتفت بدنيا بمرح
وسعى كدة يابت مش عارفة اقعد
تحركت رحمة بابتسامة بينما نظرت هيام أرضا حينما هتفت بها زينب بحنو
هيام
بكت هيام قائلة
انا اسفة
سحبتها زينب لاحضانها مربتة عليها بابتسامة ثم قالت بعتاب امومى
اسفة اة انتى اسفة فعلا ازاى تحاولى تموتى نفسك وتروحى النار وانتى تقولى محدش بيحبك وكلنا حواليكى انا بنتى اقوى من اى حد
نظرت لها بصدمة هاتفة
بنتك
اومئت برأسها هاتفة
ماهو انا معنديش مرات ابن انا بس كان نفسى فى بنت وانتى جيتى
ثم رفعت وجهها باناملها هاتفة
ماكنتش احلم فى بنت اجمل من كدة
بكت تحتضنها وهى تتلمس الحنان الامومى لأول مرة بينما وجدت تلك اليد التى تربت على ظهرها رفعت رأسها لتجد هلال يرميها بابتسامة حانية بينما تحدثت والدة دنيا هاتفة
وانا خلاص نسيتينى ولا اية يا هيام
ابتسمت هيام تحتضنها بسعادة ثم سمعت اياد يحدثها بلطف
هيام ممكن اطلب طلب وماترفضيش
نظرت له من بين أحضانها منتظراه ليرد
لازم تتعرضى على دكتور نفسى
صدمة حلت عليها واتسعت عيناها لتهتف بعدها
ليه هو انا مجنونة
اخذتها زينب فى أحضانها تهدئها بينما تحدث هلال بعقلانية
لا يا بنتى بس كل الموضوع انك محتاجة تتكلمى مع حد يفهمك حد غريب والحد دة يرجعلك ثقتك واحنا جنبك ولو ما استفدتيش نلغيها خالص اوكى
تحت تلك النظرات الحانية التى يرمقونها بها وحضن تلك السيدة لم يكن عليها سوى الموافقة
____________________
بعد شهر كان يجلس بجانبها بتلك المصحة يزفر بحنق بينما تتسع ابتسامتها الماكرة ضغط على شفته السفلى من تلك الماكرة التى ستقتله يوما لا محالة تتصنع الهدوء حوّل وجهه تجاهها بضيق ثم زفر هاتفا بغيظ
يعنى مش جاية هاا
رفعت كتفيها وانزلتهم دليل على قلة حيلتها قائلة
وانا مالى يا اياد الدكتور هو إللى قالى ما ينفعش اروح
اكلمه واتفق معاه انك تيجى على ضمانتى
قالها بالدفاع لتنظر له هاتفة
اياد الدكتور قال انى مش هقدر اواجه الناس دلوقتى ولازم يتأكد الأول من قوتى على المواجهة وانى ما اهربش من الواقع بالأحلام
زفر بحنق هاتفا بضيق
بس انا عاوزك تكونى معايا وتشجعينى فى الماتش دة وان ماجيتيش هحس انى لوحدى وهفضل بالى مشغول بيكى
نظرت له بابتسامة هادئة ثم قالت وهى تضع كفها على وجنته برقة وتاسره باقراص الشمس خاصتها ودفء عيناها
انا هشوفك مين قال انى مش هتابع وانت لازم تفوز وتكون بطل الماتش مش انت بتقول انك هتقف قدام اى مخاوفى واحزانى
اومئ برأسه حينما قالت
اوكى أعتبر المنافس بتاعك مخاوفى والمى علشان كدة لازم تفوز علشانى وعلشان تسعدنى
ابتسم بدفء لعيناها الرائعة ليحيطها بذرعية مدخلا اياها داخل احضانه هامسا بدفء
بعشقك يا ميمو بعشقك بجد
ابتسمت لذلك الاسم الذى يدللها به كأنها طفلة صغيرة يعاملها برقة وحنان كأب وعشق ليس له مثيل دافئ فى معاملتها مشاغب فى عشقها وقد اخذت بعضا منه همس لها بدفئ
هيام
اممم
همس بتوتر وهو يعلم رأيها
فكرتى فى موضوع اهلك؟؟ بجد هما ندمانيين
تحشرج صوتها بالبكاء ولكنها قالت بقوة واهية
اياد بلاش نتكلم فى الموضوع دة لو سمحت على الأقل دلوقتى
بس ياهيام
قاطعته هى
اياد لو سمحت
احترم رغبتها على الأقل الآن فهو يعلم ما مرت به لذا لم يجد سوى أن يشدد فى احتضانها بينما سالت هى دموعها دموع جراح قديمة وجرح يدها الذى مازال ظاهرا يذكرها بقسوة ايام وسنين عانت بها لولا وجود اياد الذى جائها كالمنقذ اميرها الوسيم الذى ايقظها بحنان وحبه وكذلك صفعة الواقع منه من أحلامها وأعطاها أكثر من أحلامها عائلة واصدقاء وأكثر
____________________
فى تلك المباراة كان هو البطل كما وعدها يسدد ويناور بالكل دون منافس يتخيل منافسه هو المها لذا يتغلب عليه كما قالت عرفته قويا وسيكون اقوى بها كما كانت هى اقوى به انتهت المباراة بفوز فريقه وقف فى منتصف الملعب واضعا يديه بمنتصف خصره يلهث بتعب ولكن تغيم عيناه بحزن لكم كان يتمنى أن تكون معه الآن فى المباراة النهائية وأثناء تسلمه الكأس وصل لاذنيه صوت رفع رأسه على أثره بصدمة ليجد الصوت يرتفع صارخا باسمه وحينما رفع رأسه يبحث عن صاحب الصوت ليجد تلك الجنية المشاكسة بعيناها التى اخذت بعضا منه ترفع يدها بابتسامة مشاكسة هاتفة
اياد انا هنا
اتسعت عيناه بصدمة ودون ارادة منه ركض تجاهها من الملعب تجاه المدرج ليجدها تبتسم له ابتسامة رائعة لم يهتم للناس الملتفة حولة بل نظر لتلك الأميرة الصغيرة هامسا
خرجتى امتى؟؟!!!
رفعت كتفيها وانزلتهم قائلة وعيناها تمتلئ بالمكر
النهاردة بس حبيت اعملهالك مفاجئة مش قولتلك هشوف الماتش
ابتسم لتلك المشاغبة ثم أخذها بين احضانه بينما ضحكت بصخب انزلها معه يعرفها معه على زملائه وتكون بجواره عندما تسلم الكأس فهو نجم المباراة
أثناء خروجهم تفاجئت بهذان الإثنان الذان ينظران تجاهها بلهفة اختبئت خلف اياد بحركة دفاعية فطرت قلبهم بالفعل حاول على الاقتراب منها لتصيح من خلف اياد بتحذير
اوعى تقرب
يالله كم أصبحت تكرههم.. صغيرتهم التى دائما ما كانت مبتسمة أصبحت تخاف منهم وتختبئ منهم فى أحضان آخر
نظر لها على ثم قال بدموع
وان قولت انا اسف هتسامحينى يا هيام هتسامحى بابا انا اه غلطت فى حقك بس ارجوكى.. الحياة من غيرك فاضية انا عرفت غلطى من فضلك يا هيام
بكت دون أن ترد لتنظر لها هدى باستعطاف وقد انفطر قلبها على بكاءها وهى تعلم أن بكاءها بسببهم وهى لا تستطيع الاقتراب منها ف ابنتها تنفر منها بشدة هاتفة برجاء
طيب علشان خاطر ماما يا هيام سامحينى اية مش فاكرالى حاجة حلوة خالص تسامحيني علشانها
وكأنها لا تسمع لهم تبكى فقط تريد الابتعاد هى رأت منهم الكثير الآن حقا تريد أن تبتعد أخرجها اياد من احضانه محاوطا وجهها بين كفيه هامسا وهو ينظر امام عيناها الرائعة
بتثقى فيا؟؟
ودون ارادة منها اومئت ليقول
سامحى ياهيام سامحى علشان تقدرى تعيشى مبسوطة سامحى علشان ما يجيش فى يوم تندمى انك ماسامحتيش أدى فرصة وجربى مفيش مانع من تجربة
همست بما قسم ظهرهم
وافرض خذلونى زى العادة
ابتسم هاتفا
يبقى ساعتها انتى اديتى الفرصة وهما إللى رفضو يبقى هما إللى خسرو
نظرت له اومئ برأسه نظرت لحماها وحماتها ليومئو أيضا ضغطت على شفتها السفلى غير قادرة على تحريك ساقيها تجاههم الم قلبها اكبر من ذلك لتتفهمها دنيا لتمسك بيدها لتتحرك ناحيتهم وقفت أمامهم لتجد هدى تحتضنها بين يديها باكية تقبل كل انش بوجهها بلهفة لأول مرة تستشعرها فيها تحتضنها بحنان لأول مرة تشعر به مهما اعطاها العالم حنان ف حنان امها مختلف فهو ذاته الحنان والحضن التى كانت تتمناه لتبكى بشدة ببكاء يقطع نياط القلب لتجد نفسها تسحب قسرا من حضن والدتها إلى احضانه وهو يحاوطها بحماية يقبل خصلاتها بحنان يقف كحائط لأول مرة تراه همست بنشيج باكى وهو يحتضنها ويربت على خصلاتها
انت ضربتنى
كانت إجابته صادمة لها حينما هتفودموعه تسيل
كانت تتقطع ايدى
ولم تكتفى بل أكملت ببكاء والم قلبها يتفاقم وبكاؤها يزداد ويزداد معه انهمار دموعهم
انتو وجعتونى كتير وسنين كتير
بكى وهو يحتضنها وكذلك والدتها هامسا باعتذار
اسف.. اسف يا حبيبتى وجعك دة ونفورك مننا بوجع الدنيا كلها
وزادت دموعها وشهقاتها وتزداد معها ألمهم ليسحبها منهم اياد قائلا بمرح مفتعل
انتو هتزعلو مراتى ولا اية لا
مراتك مين
قالها على بتحذير
ليحتضنها هو دون أن يهتم بهم
ماهو انا بالذوق بالعافية هيبقى الخميس الجاى فرحنا اه وادينى قولت اهو ولا عاوزنى اتجه للرذيلة
قالها وهو يغمزها بعبث
رمقته هيام بنظرة زاجرة بينما انتفهت اوداجها هاتفة
ابقى اعملها كدة وشوف هعمل فيك اية
بينما ضحك الجميع ثم بعد ذهابهم تحركت دنيا مع والدتها وهى تنظر تجاه ذلك الثنائى بنظرات حالمة لتجد ذاك الذى يقف أمامها هاتفا
معلش يا طنط ممكن اجى انا واهلى نشرب عندكم الشاى
نظرت له دنيا بدون فهم هامسة
تيجى تشرب عندنا ليه هو انت مش عندكم شاى
ضحك هو هاتفا
لا خلص من المنطقة ف عازمين نفسنا عليه عندكم
وتبادل هو ووالدتها الضحكات بينما تقف بينهم تنظر لهم بغباء لا تفهم شئ لذا ربعت يديها بضيق
________________________
بعد عدة سنوات
يدخل المنزل بهدوء كعادته يتحرك على أطراف أصابعه ليجد اميرته الصغيرة تفترش الأرضية بالعابها ودميتها تلك العروس التى لاتبتعد عن أحضانها وبمجرد شعورها به ابتسمت راكضة تجاهه هاتفه
بابتى
اميرتى
همس بها وهو يستقبلها بأحضانه بحنان ابوى خالص مقبلا وجنتيها وهو يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية البنية مثله ناظرا لعيناها التى تشبه عينى والدتها لتبتسم الصغيرة مظهرة غمازة وجنتها اليمنى مثله تشبهها كقطعة ثانية اميرته أميرة اياد الحسينى
همس بصوت بالكاد يسمع
ماما فين
أشارت جهة المطبخ هاتفة
جوة
انزلها بابتسامة لتركض لتلعب بينما تحرك بهدوء ليقف خلفها ثم تحدث مرة واحدة
بتعملى اية يا ميمو
صرخت بصوت عالى ملتفة له بملعقتها الخشبية ثم زمت شفتيها بضيق هاتفة
مش قولت قبل كدة متعملش كدة
ثم ضربته بالملعقة الخشبية على ساقة ملتفة تجاة الموقد ليحتضنها من الخلف وهو يقبل عنقها بينما تبتسم بخجل هامسا
بتعملى اية
بعمل اكل علشان دنيا وهيثم وهمس جايين النهاردة هنا
ليسمع صوت الباب وصوت الصغيرة تصرخ بهم على باب المطبخ ان يفتحوه لتركض هى تفتحه بعد أن تطفئ على الطعام ليجلسو يتابعو الصغار بينما تبتسم هى برقة ليميل مقبلا يدها ضحكت قائلة
كنت ضايعة فى عالم الأحلام والأوهام جيت انت خرجتنى زى الامير
ابتسمت الصغيرة وهى تسمع الحديث لتترك الالعاب وتجلس بحضن والدها هاتفة
احكيلى قصتك انتى وبابتى يا مامتى
ابتسمت لتقول
كنت نايمة زى الاميرة
سنو وايت يعنى
ابتسمت لتقول
يعنى بس الامير إللى هو بابا مجاش صحانى ببوسة لا دة بالقوة رجعنى للعالم وادانى عالم اكتر بكتير ادانى انتى وحياة كبيرة
وطنط دنيا كمان كدة
ابتسمت لتقول
طنط دنيا بيقولو رب أخ لم تلده لك امك بس هى كانت اخت وصديقة وام كمان
ابتسمت الصغيرة تحتضن امها هاتفة
انا بحبك اوى يا مامتى
وبابتى كمان
ابتسمت هى وهى تحتضنها بينما يحطهم هو بذراعيه هاتفة
وانا بموت فيكم اوى
وجدو وتيتة
قالها هو بصوت طفولى لتضحك هى هاتفة من بين ضحكتها
وجدو وتيتة
تمت بحمد الله