MarweSaid

Share to Social Media

سكن جديد
أنا \"ياسين عبد الرحيم\"

جئت اليوم من قريتي الصغيرة ابحث عن سكن بسيط لي حتى أقيم فيه مدة دراستي بكلية الطب فأنا بالعام الأخير منها  ؛وتركت سكني القديم بسبب بعض المشاكل بين الشباب هناك لم يكن بمقدرتي التركيز والاهتمام بالمذاكرة في هذا الجو الملء بالمشاحنات بينهم.

وذهبت إلي بواب إحدى العمارات وطلبت منه البحث لي عن شقة صغيرة وإيجار بسيط أستطيع دفعه وبعد عده أيام طلب مني الحضور إليه حتى آراء الشقة وإذا أعجبتني سيتم كتابه العقد وأستطيع الانتقال في اليوم التالي لها.

و-بالفعل- ذهبت إلي هناك ووجدها شقة بسيطة وهادئة وبها القليل من الأثاث وهي عبارة عن، غرفتين وصاله ومطبخ وحمام؛

وكان هذا هو المطلوب وصاحب السكن لم يطلب إيجارا كبيرا فتعجبت فإن الشقق في هذه المنطقة يكون بمبلغ كبير بسبب قربها من الجامعة ويقيم الشباب المغتربون بها،

فقال لي البواب ، إنه رجل طيب ولا يغالي في طلب الإيجار مساعده منه لشباب،
ولكن هو فقط لديه بعض الشروط،

الأول هو غلق الغرفة الصغيرة لأنها بها بقية أثاث الشقة؛ والشرط الثاني أن أقيم -بمفردي- ولا أحضر شبابا آخرين إلى هنا، لأنه بيت عائلي ولا يريد مشاكل مع أحد، والشرط الثالث، أن أكون في حالي ولا أحتك بأحد من الجيران.

فطمأنته بأنني موافق عليها كلها؛ فأنا أحب العيش -بمفردي- وأحب الهدوء ولست مما يحب التعرف على الجيران  أو افتعال المشاكل مع أحد .

و-بالفعل- تم كتابه العقد وانتقلت إلى هناك باليوم التالي وكنت في قمة سعادتي وأنا أضع كتابي وأشيائي في الشقة وأشعر بالهدوء اخيرآ،
ودخلت إلي المطبخ أجهز لي بعض الطعام وإنا سعيد وقمت بعمل كوب من الشاي وجلست على كنبة الأنتريه ووضعت الطعام والشاي أمامي وتناولته بسعادة وشهية كبيرة .

وبدأت في تنظيف غرفتي ووضعت كتبي والملازم علي مكتبي بالغرفة ونظفت بقية الشقة بنشاط غريب فأنا أحب تنظيم كل شئ قبل بداية المذاكرة

ووقفت أمام الغرفة المغلقة وكان الفضول يساورني بشدة أن أشاهد ما بها؛
ولكن أنا من الناس التي تلتزم بوعدها وعلي احترام وعدي لصاحب البيت.

وذهبت لغرفتي لقد شعرت بالإرهاق بعد يوم طويل قررت النوم والاستيقاظ في الفجر لصلاة وبعدها أبدا المذاكرة بنشاط.

ونمت سريعا دون الشعور بالقلق بسبب تغير مكان نومي كما هي عادتي ولكن التعب كان له الفضل في ذلك وساعدني علي النوم...

ولكن برغم تعبي ونومي العميق لم يمنعني ذلك من الاستيقاظ على هذا الصوت.

وكان صوت فتاة ترتل آيات من القرآن بصوت جميل جدا وقمت أنظر من نافذة غرفتي ابحث عن مصدر هذا الصوت الجميل ولكن لم أجد شيئا وبعدها سكت الصوت...

وخرجت من الغرفة بضيق وذهبت إلي المطبخ لشرب كوب من الماء البارد بالثلاجة وأعود إلي نومي مرة أخرى؛

لكن عاد الصوت مرة أخرى وكانت هذه المرة تقرأ القرآن وهي تبكي وخرجت من المطبخ سريعا في اتجاه غرفتي لعلي أعرف مصدر الصوت.!
ولكن...

توقفت -بذهول- في وسط الصالة وكان الصوت يصدر من الغرفة المغلقة بالشقة؛ وانحشرت المياه في حنجرتي من شده الصدمة،

وبقلق اقتربت من الغرفة ووضعت أذني علي الباب حتى أسمع بوضوح وأتأكد من سماعي لذلك الصوت يخرج من هنا !!

لكن سكت الصوت ولم أسمعه مرة أخرى وشعرت أنني توهمت ذلك...

كانت الساعة قد تخطت الثالثة فجرا؛
فلم يفيد النوم وتوضأت وصليت قيام الليل وقرأت بعض آيات القرآن الكريم وبعد مدة قصيرة سمعت أذان الفجر فنزلت لأصلي بالمسجد؛

وعدت إلي الشقة حتى أبد المذاكرة وجهزت كوب شاي بلبن وبعض الساندوتشات وسميت بسم الله وتناولته بهدوء.

وبدأت يومي بنشاط وذهبت بعدها للكلية لحضور محاضراتي وعدت الرابعة عصرا ومعي بعض طلبات البيت وجهزت الغداء.

وجاء لي صديقي \"أحمد\" ليطمئن علي ويزورني فهو الأقرب لي في القاهرة وهو شاب شهم جدا وابن بلد،
وجلس معي بعض الوقت وسألني بفضول عن سبب غلق الغرفة الأخرى!؟

فقلت له، طلب صاحب البيت...

فقال لي ساخرا،
أوعي يكون حاطت فيها مخدرات أو أثار وتلبس أنت التهمه.

فضحكنا بسخرية أنا وهو .

وقلت له،
الأفلام العربي بوظت دماغك خالص يا أحمد والله.

فتحدث بجديه،
طب خالي بالك وأطلب منه الشهر اللي جاي أنه يجيء يفتحها قدامك وتشوف اللي فيها وبعد كدا يقفلها تأن أهو تتطمن بنفسك عشآن منعرفش نفوس الناس جواها إيه واهو الحذر واجب ومش هيضر حد فيكم.

فقلت له حتى أريح تفكيره وقلقه،
حاضر هعمل كدا والحق ميزعلش حد.

فرد \"أحمد\" قائلا،
أيوة كدا صح الحق ميزعلش وأنا لازم ابقي موجود عشان عندي فضول أشوف الاوضه معاك وضحك بسخرية،

وذهب وهو يتمنى لي أن يكون سكن خير علي.

وصليت العشاء وقمت بعدها بمذاكره بعض محاضرات اليوم وبعدها غفت عيني ونمت...

ومثل اليوم الفائت استيقظت على صوت نفس الفتاة ونفس آيات القرآن!!

وجلست على حافة السرير وأنا أحاول أن أركز جيدا هذه المرة لمعرفة مكان مصدر الصوت وبعد صمت قليل جاءت المرة الثانية قرأت بعض الآيات وهي تبكي،

وتحركت بهدوء شديد إلي الغرفة المغلقة

وفعلت شيء غبي وأنني قمت بالطرق علي الباب وأنا أسال بقلق؛

في حد جوا...!؟

ولكن لم أسمع أجابه على سؤالي هذا!!!!!!
____________________
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.