ومثلما حدث باليوم الفائت...
استيقظت علي صوت نفس الفتاة ونفس آيات القرآن .
وجلست علي حافة السرير وأنا أحاول أن أركز جيدا هذه المرة لمعرفة مكان مصدر الصوت وبعد صمت قليل جاءت المرة الثانية قرأت بعض الآيات وهي تبكي،
وتحركت بهدوء شديد إلي الغرفة المغلقة
وفعلت شيئا غبي وأنني قمت بالطرق علي الباب
وأنا أسال بسذاجه، في حد جو!؟
ولكن لم أسمع أجابه علي سؤالي هذا!!!!!!
وانتظرت قليلا ولكن لم أسمع شي بعدها ونظرت لساعة يدي وكان نفسا معاد الأمس أيضا وفعلت ما فعلته بالأمس وصليت القيام وقرأت القرآن وعند سماع أذان الفجر نزلت إلى المسجد.
وشغل تفكيري ذلك الصوت بشدة فإذا كنت بالأمس أتوهم فماذا عن اليوم أيضا أيعقل أن أتوهم يومين وراء بعضهم وفي نفس المعاد.
وذهبت إلي الكلية وكنت شاردا جدا طوال اليوم ولم أركز في محاضراتي صوتها ما زال يتردد في أذني ولا يبتعد عني للحظة واحدة.
وسألني "أحمد" بتعجب عن سبب شرودي ذلك،
فأجبته بعدم تركيز ،قائلا له الغرفة شكلها فيها حد جوا فعلا!!
فنظر لي بعدم فهم وسألني بأستغراب،فيها حد ولا فيها حاجة عشان تفرق !!؟
فاستوعبت سؤاله لي ونظرت له، وأنا أحاول إدراك ما أنا قلته له لأنه سيسخر مني لو أكملت حقيقة ما أسمعه ولكن غيرت كلامي وقلت له أقصد حاجة جوا .
فأبتسم لي بثقه وهو يثبت صحة كلامه وأنني قد سخرت منه عندما قال لي ذلك بالأمس،
أنا قولتلك وأنت تقولي أفلام عربي، والتفت لي باهتمام كبير ويسألني، بفضول ها عرفني شوفت إيه وفتحتها إزاي!؟
فقلت له بضيق وأنا أمسك رأسي بتعب فالصداع لا يتركني منذ الأمس من شدة التفكير، ولا فتحتها ولا شوفت حاجه ؛ أنا بس حساس أنها مش مريحة والاوضه دي ورآها حاجة مش مفهومه!!
فقال لي بجديه، خلاص آحنا فيها أجي معاك ونطلب من صاحب البيت المفتاح ولو مش وافق نفتحها أحنا من ورآها أهو تطمئن بنفسك بدل القلق اللي أنت فيه يده .
فقلت له وأنا أحاول أتهرب منه ومن فضوله، لا أصبر مش النهاردا كدا عاوز أتأكد من حاجة وبعدها نعمل اللي بتقول عليه تمام .
فقال بضيق ووافق بعدم راضي، تمام براحتك بس أنا لازم أكون موجود أوعا تفتحوها من غيري!
فابتسمت له قائلا؛ يا عم حاضر لازم تحضر أنا مش هبقا مطمئن إلا وأنت معايا أنا ماليش حد غيرك هنا،
وأكملت له ساخرا، أحسن يقتلوني ويقطعوا جثتي وماحدش يعرف مكاني طالما عصابة ومخدرات أو أثار يبقى نكمل الفيلم العربي ده للآخر.
وضحكنا بسخرية على ما يدور في رأسنا من أفكار غبية.!
وكنت أتهرب منه لأن في نفسي وتفكيري شيء آخر
وقررت أن أظل مستيقظا طوال الليل حتى أعرف ما يحدث بالضبط!!
وجلست على كنبة الأنتريه بالخارج وأخذت كتابي لأقرأ فيه حتى لا يغلبني النوم فأنا من عشاق النوم بعد صلاة العشاء والاستيقاظ مبكرا.
وحاولت بكل الطرق أن اهرب من النوم وشربت قهوة حتى أفيق من نعاسي ،ولكن غفت عيني وأنا على الكنبة بالصالة، واستيقظت على صوتها وقمت سريعا إلي الباب.
وأنا أتحدث معها وسألتها سريعآ ،مين جوه !؟
وسكتت عن قرأتها للقرآن وظللت أسأل،ممكن تردي آنتي حد حابسك هنا ولا مخطوفة ولا إيه!؟
وساد صمت شديد وشعرت باليأس وقررت عند طلوع النهار أذهب إلى صاحب البيت ليأتي ويفتح الغرفة أمامي.
وكنت ذاهب إلى غرفتي مع شعوري بالتعب والنعاس الشديد ولكن جاء صوتها وهي تسألني بخوف ، فين أمي وأخواتي وأنت مين!؟
فعدت مره أخرى إلي الباب وإجابتها بسعادة وقلق وتعجب في نفس ذات اللحظة لا أفهم كيف تعيش فتاة بالداخل!!
فقلت لها أنا "ياسين"
ولسه ساكن هنا جديد ومش شوفت مامتك ولا أخواتك أساعدك أزاي عرفيني اكسر الباب وأخرجك ولا اتصل بالبوليس.!؟
فردت ببكاء وصوت خائف بشدة، لا مش تفتح حاجة أنا خايفة وأنا معرفكش وإزاي أمي سابتني ومشيت أنا كل يوم أنادي عليهم وماحدش بيرد عليا ولا عاوزين يفتحولي الباب!!
وأجهشت بالبكاء أكثر...
فقلت مطمئن لها ،يمكن حاجة حصلت معاهم، ممكن أعرف مين اللي حبسك هنا وليه!؟
فأجابته بارتباك، معرفش حاجة أنا اللي فأكره إني قومت صليت قيام الليل وقريت قرآن ودعيت ربنا يشفي أمي وبعدها نمت ولما صحيت لقيت الباب مقفول عليا وبنادي عليهم ماحدش بيفتحلي!!
فتعجبت بشدة قائلا لها ،بس أنا هنا من تلت أيام ومش سمعتك بتنادي على حد غير إني سمعتك وأنتي بتقرأي القرآن وبعدها بتبكي ومش بسمع صوتك تأني بقية اليوم!!؟
فأجابته بحزن ،لا أنا طول اليوم بنادي عليهم لحد ما بنام تأني من التعب!!
فقرر "ياسين" فتح الباب لها وطلب منها الابتعاد عن الباب قليلا حتى يأتي بشيء ثقيل ويكسر الباب به ويخرجها.
فخافت بشدة وطلبت منه بصوت مفزوع وخائف ، لا لا مش تفتح حاجة أنا مش أعرفك أرجوك أسال عن أمي خليها هي اللي تيجي وتفتحلي .
فسألها بفضول هو آنتي اسمك أيه!؟
لكن لم تجيب وصمتت بعدها...!!
ومع أذان الفجر اختفى صوتها تماما.!!
وحاول التحدث معها قبل نزوله إلي المسجد ولكن لم ترد فاعتقد أنها نامت!!
وجلس بالمسجد بعد الصلاة وحاول أن يسأل أي شخص عن الشقة التي يقيم فيها وأين ذهبا من كان يقيم بها !
فوجد رجال كبير بالسن يجلس بجانب عمود ويقرأ القرآن.
فاقترب منه وجلس بجانبه وألقي -عليه السلام-
ورد عليه الرجل السلام أيضا .
فتحدث" ياسين "قائلا له، هو أنا ممكن اسأل حضرتك عن حاجة لو مش كنت بزعج حضرتك.
فأجابه الرجل باأبتسامه لا يوجد إزعاج يا بني اسأل اللي عاوزه .
فبادله" ياسين "باأبتسامه وعرفه عن نفسه وقال له إنه يقيم بعمارة الحج "فتحي الأسيوطي" في الدور الثالث.
فرحب به الرجل.
وسأله" ياسين "بتردد هو الشقة إلي أنا قاعد فيه تعرف مين اللي كان ساكن فيها قبلي!؟
فنظر له الرجل بتعجب من سؤاله،
ولكن أجابه قائلا،
معرفش مين اللي بيسكن عشان الحج" فتحي "مش يقول بس اللي أعرفه أن آخر ساكن كان من كأم شهر وقعد تشويه ومشي وقبل هكذا ماكنتش بتتسكن بعد ما صاحبه الشقة اتوفت عشان كانت مريضة ربنا يرحمها كانت ست طيبة آوي.
فسأله" ياسين "بفضول الست دي كان عندها أولاد؟
فرد الرجل ،أيوة بس ناس قرايبهم أخدوهم بعد وفاة أمهم عشان هما أطفال صغيرة.
فسأله مفيش أولاد أو بنات ليها كبار!؟
فارتباك الرجل من كثرة أسئلة" ياسين له
وسأله بفضول،
أنت بتحقق معايا ولا أيه وليه كل الأسئلة دي مش فاهم!!
وبااحراج أعتذر إليه "ياسين" وتركه وقام وذهب من المسجد.
وظل يجلس بالشقه ويفكر ماذا يفعل ويمكن أن يكون الشخص الذي أقام هنا خطف هذه الفتاة وحبسها هنا مثلا ولكن كيف وصاحب البيت يقول إن الغرفة بها بعض الأثاث القديم فقط!!
وذهب إلى الكلية وهو ما زال يفكر وكيف هي تعيش ومن أين تأكل وهل يوجد لديها بالغرفة مياه نظيفة وحمام!!
وجلس بجانبه "أحمد" وهو يسأله بفضول كبير ها قررت نروح لصاحب البيت النهارده ولا لسة محتاجا تستنا لشهر اللي جاي!!؟
فأجابه "ياسين" بقلق وتفكير ،لا مش لازم نتأخر أكتر من كدا عليها أنا مش عارف هي عايشه أزاي وهي جوه من أمتي أصلا!!
فنظر له "أحمد" بتعجب وبعدم فهم، وسأله بفضول هي مين دي!!
فأجابه "ياسين" لما نروح لصاحب البيت ويفتح الباب قدامك هتشوف وتعرف هي مين.!
وبقلق طلب منه "ياسين" أن يذهبوا الآن له ليس عليه أن يتأخر ويتركها محبوسة وقت أطول من ذلك...
فذهب معه "أحمد" وهو لا يفهم شيئًا وعن أي فتاة يتحدث!
وذهبا إلي شقه الرجل وطلب منه "ياسين" بطريقه مهذبه أن عليه فتح الغرفة ويريد المفتاح الخاص بالقفل.
فنظر له الرجل بعدم فهم؛
وسأله بضيق، ليه محتاج تفتحها ده كان شرطي ليك وأنت وافقت وقولتلك الأوضه فيها شويه كراكيب قديمة مش أكتر!
فأجابه "أحمد" بهدوء وباأبتسامه ،مفيش حاجه غلط ياحاج ده حقه برضو ،هيشوف فيها إيه وبعدها اقفلها تأني.
فنظر الرجل بغضب إلي "أحمد" وقال مستنكرا يعني أيه حقه ومحتاج يشوف اللي فيها إيه وهو ماله بيها أصلا وأنت مين بقا هو جابك تقعد معاه ومش نفذ شرطي ليه!
فقاطع "ياسين" الكلام بينهم قائلا لا ده "أحمد" صاحبي بيجي يقعد معايا شويه ويمشي وكمان هو مش يقصد اللي حضرتك فهمته .
وقرر "ياسين" التعامل معه بذكاء وأكمل كلامه أصل الاوضه طالع منها ريحه مش كويسة أنا بس محتاج أشوفها أحسن يكون فيه فأر مات جوه ولا حاجة.
فزفر الرجل بضيق ،ولكن بعد لحظات من التفكير قرر أن ينفذ له ما يريد وذهب لداخل ليأتي لهم بالمفتاح وصعد الرجل معهم.
وكان "ياسين" في شده الحماس حتى يتأكد من وراء حبس هذه الفتاة بالغرفة.
و-بالفعل- فتح الرجل الغرفة ودخل وأضاء المصباح الكهربائي بها، وظل الرجل يبحث عن أي رائحة أو أي شيء قد مات بالغرفة ولم يجد!!
ونظر بغضب إلي "ياسين وأحمد" وسألهم أين ذلك الفأر والرائحة التي تقول عليها.!
وكان "ياسين" يقف على باب الغرفة وهو مصدوم ويسأل نفسه، أين هي وظل ينظر في كل اتجاه ولا يستوعب ما يحدث.!!
ولكنه أفاق من شروده علي صوت الرجل الغاضب له وهو يسأله،ها شوفت الأوضة واتأكدت أنها مافيهاش حاجة غير الكراكيب وبس!
ولم يصدق "ياسين" عينه وظل يقف صامت...!
لكن "أحمد" من أجاب على الرجل...
قائلا باأبتسامه معلش يحاج "فتحي" أصل "ياسين" عنده وسواس نظافة وكان خايف أحسن الأوضة يكون فيها حاجة ممكن تعمل ريحه وحشه، شكله كان فأكر إنه فأر لكن وأضح أن الريحه من التراب والكتمه اللي في الأوضة، أحنا إسفين للإزعاج وتعبك معلش.
فاغلق الباب وتركهم الرجل غاضب ونزل إلى شقته.
وجلس "ياسين" وأحمد "بجانبه علي الكنبة.
ولم يفهم" أحمد "سبب صمت" ياسين "بهذا الشكل ولم ينطق بكلمة منذ فتحت الغرفة.!
لكنه قال ضاحكا والله شكلنا وحش آوي وإحنا كنا فاكرين أن الأوضة فيها مخدرات أو أثار يخربيت الأفلام العربي بجد، ومسح على رقبته من الإحراج إمام صاحب البيت...
وسأل" ياسين" الذي لم يضحك على ما قاله ولم يجيبه بأي كلمه.!
ولكن دفعه "أحمد" بقوة بكتفه ليجعله يخرج من شروده هذا ويتحدث معه.
وقال بعدم فهم مالك يا عم "ياسين" مصدوم كدا ليه اللي يشوفك كدا يقول إنك شوفت شبح جوه ولا حاجة.
فنظر له "ياسين" بتعجب وكأن الكلمة أيقظت شي برأسه وسأله باإستفهام،
شبح....!!!!
______________________