Rashasalem

Share to Social Media

النبوءة الخامسة ... جاني من جنس غير بشري
تمعن " علي" بوجه صديقه الدكتور "حامد" أنه يعلم تلك النظرة نظرة التحدي والأصرار علي كشف غموض القصة والقضية بأكملها ؛ يالها من قضية بالغة التعقيد لا يوجد خيط يستدل به علي الفاعل بالمجني عليه وأن كان من البشر أم من غير جنس لا يمت للبشر بصلة وهو الأرجح بعد معاينة الجثة والمظاهر الوحشية التي ظهرت عليها ؛ وتوالت التحقيقات مع كل المقيمين بالحارة ولم يصل "علي" لأي خيط يستدل به علي بداية للحقيقة ولكنهم أدلوا بما حدث من العفريتة " هاجر " والصوت الرجولي المخيف الذي يصدح من حنجرتها وثوبها ذو الوشم الشيطاني ودموعها الدموية في منزل الزار .

وكان الغموض والدهشة الأكثر من الفتاة الصغيرة "هاجر" فلقد أرتسمت علي محياها أبتسامة باردة بلا هدف أو تفسير وكل المحاولات المضنية معها بالتحقيق باءت بالفشل حيث أتخذت من الصمت سبيل لتعذيب المحققين معها وخاصة "علي" ؛ ولم يسبر أغوارها أحد ليعرف من أين تستحضر ذلك الصوت الرجولي من حنجرتها؟!!! هل هي مصابة بمس من الجان ؟!!! لا لا ... أنني لا أؤمن بتلك الخرافات فالجن لا يتلبس بالأنسان ... ما قصة تلك الطفلة ومن هم أهلها؟؟!! فأهل الحارة يجهلون قصتها تماما من أين أتت وما هي قصتها الحقيقية.

وبينما "علي" غارق ببئر التحقيقات بلا قرار ؛ كان الدكتور"حامد" يعمل بالمشرحة علي تشريح جثة "أسماعيل" ويدون كل تفصيلة من ملاحظاته المبدئية بتعامله المعملي معها ؛ وكان الشق الحنجري للجثة وتهتك تفاحة أدم لديه يثير دهشته للغاية وكأنما تعمد الجاني أيا كان جنسه الذي ينتمي إليه من قطع أحبال المجني عليه الصوتية وأن كان هذا بغرض منعه من الأستغاثة كان من السهل عليه كتم فمه بلاصق او ما شابه ولكنه وكأنه تعمد ان يخرسه للأبد قبل مقتله ولم يلجأ لنحره كما يفعل بعض القتلة مما آثار دهشة "حامد" .

وبفحص آثار العض تبين أنها بواسطة أنياب غير بشرية أو حيوانية ؛ فآثار العض كانت أشبه بأسنان مدببة وبها شق يقسمها إلي نصفين ولا توجد أسنان مصنفة بتلك الكيفية بين البشر أو الجنس الحيواني ؛ يالها من قضية معقدة تنذر بالفشل من بدايتها ليدب اليأس لأول مرة في حياته المهنية التي تخطت الثلاثون عاما .

لذا أخذ دكتور "حامد" يبحث بالمراجع عن مخلوق قد تتسبب عضته بتلك العلامات وكانها اسنان مشقوقة وحادة ولم يجد سوي مفارقتان تقترب من تلك المواصفات ؛
أولهما وحش أسطوري ...
تيفون
ربما كان تيفون هو الأكثر رعبا والأقوى من بين كل الوحوش في الأساطير اليونانية. أطلق عليه لقب 'أبو كل الوحوش' وحتى الآلهة كانت تخاف من تيفون. فقط زيوس يمكنه هزيمة تايفون. لقد سجن الوحش تحت جبل إتنا.
وأستبعد دكتور "حامد" هذا الأحتمال فهذا وحش أسطوري نسجت قصصه بالأساطير اليونانية القديمة .
المفارقة الثانية والأكثر غرابة جاءت مع خبر تداولته المواقع الأخبارية فأخذ يقرأ بصوت مسموع :
"مفاجأة إكتشاف ديناصور مرعب عاش بالواحات البحرية في مصر من ملايين السنين
بعد التأكد من أن مصر كانت منذ ألاف السنين موطنا صاخبا يعج بالبشر و الحياة عندما تم إكتشاف فيما يعرف بإنسان نزلة خاطر أحد أقدم الرفات البشرية في مصر وفي قارة أفريقيا وفي التاريخ .

نظم فريق من باحثى جهاز شئون البيئة و علماء من مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية رحلة إستكشافية ، بمنطقة الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية ، للبحث والتنقيب عن حفريات ديناصورات الأزمنة الغابرة ، حيث أسفرت الرحلة الاستكشافية عن اكتشاف حفرية لفقرة مغطاة برواسب صلبة من الحديد والرمل.
ونجح الفريق الدولي من علماء الأحافير الفقرية بقيادة مصرية في توثيق أحفورة ديناصور مفترس عاش قبل 98 مليون سنة في الواحات البحرية بصحراء مصر الغربية، يذكر أن هذا الديناصور المكتشف ينتمي إلى عائلة من الديناصورات تسمى "أبيلوصوريات" (Abelisauridae) أو ديناصورات "هابيل تتميز الديناصورات التي تنتمي لعائلة "هابيل" بشكلها المرعب وجمجمتها المخيفة ، وتخرج من فكوكها أسنان حادة أشبه بأنصل السكاكين ، بينما تُظهر قدماها الخلفيتان كتلة عضلية ضخمة لتساعدها في الهجوم والافتراس ، ورغم قصر طرفاها الأماميان لدرجة الضمور إلا أن تلك الديناصورات كانت من بين الأشرس على الإطلاق."

وبعد قراءته لتلك المعلومات التي تقترب من وصف تلك الاسنان المجهولة وعقد بين حاجبيه مفكرا لا يمكن أن تكون تلك المعلومات تكشف الحقيقة فهذه الديناصورات الشرسة قد انقرضت من ملايين السنوات ولا علاقة له بالجريمة ؛ ولكن استبعاد ذلك الأحتمال لم يمنع دكتور "حامد" من تدوينة تلك الملاحظة علي سبيل الأحتياط ؛ وأنهمك في تشريح ودراسة الجثة وتصور ما حدث لهذا المدعو "إسماعيل" المسكين ؛ وكان يسجل ملاحظاته حتي ملء دفتره ملاحظات ؛ وأمر مساعده أن يقوم بأدخال الجثة بثلاجة المشرحة ؛ وطلب منه أن ينصرف لمنزله فلقد تأخر الوقت والطريق لمنزله لازال طويل وبعيد ومنحه ساعتين تأخير باكر حتي ينال قسط من الراحة ونظر إليه " بيومي" مساعده شاكرة كم هو حنون كالعادة بالرغم من مهنته الشاقة الصعبة وكثرة التعامل مع الجثث المشوهة مما يفقد المرء انسانيته ورغبته في تلك الحياة
القاسية ؛ وظل الدكتور " حامد " يعمل علي ملاحظاته المدونة حتي بزوغ أول شعاع لشروق شمس اليوم التالي حيث حاول أن يجمع أي خيوط قد تسبر أغوار تلك القضية ولكن هيهات ..
ونظر لثلاجة المشرحة مخاطبا جثة "إسماعيل ": " مين عمل فيك كده والاهم أنت عملت إيه علشان يكون ده مصيرك المرعب والتعرض للتعذيب البشع ده "
وخطر بباله فكرة قد تكون مفتاح ذلك اللغز.
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.