ولاحق "شريف" "كرم" بعواصف من اللوم والتأنيب لما حدث منه مع "حلا" وما زاده حنق سؤال رفقاءه بعشاء العمل الدائم عنها وعبارات المدح وكم هي لطيفة وذكية وعما أذا كان هناك أمكانية للأستعانة بها بالمشروع المتفق عليه ؛ وأوضح لهم بأن هذا الأمر مستحيل لأنشغالها بعملها بشركة تتناسب مع تخصصها وعند انتصاف نهار ذلك اليوم ؛ ومع أخذه لهدنة وأستراحة محارب ومصارع لكم الحنق والغضب المتصاعد معه بسببها ولا يدري ما سببه للآن ؛ فهي مزيج عجيب شيطاني ملائكي خفيف ثقيل كل شيء وعكسه يغزل نسيج تصرفاتها مما يثير حنقه منها دائما ؛ ووجد من يقطع حبل أفكاره قائلا:" بتفكر تخنق مين بتكشيرتك دي ؟!! أرحم نفسك شوية " .
“كرم" :" بلاش هزار يا "شريف" أنا مش ناقصك أنت كمان"
ومثل "شريف" دور المذهول :" أيه يا حبيبي مالك قول لأخوك كاتم أسرارك مزنوق في درهمين تلاتة قول ما تتكسفش أخوك لسه جيبه عمران في أول الشهر"
“كرم":" شريف " أنت عارفني لما اكون متعصب محبش حد يزود عليا بهزار "
“شريف":" كرم" قلقتني عليك بجد فيك أيه عمري ما شوفتك بالحالة دي مالك بس ؟"
وأخذ يسرد "كرم" له عن حنقه وحيرته مما تثيره " حلا" في نفسه وبعد أنتهاؤه من تلك الفضفضة الكلامية
أجابه "شريف" قائلا:" أنا مستوعب كل كلامك وحسيته لما أنت سردت لي احساسك قدام كل موقفك منها وحصل بينكم وده غريب وعندك حق أنك تغضب من اللي أنت حسه خصوصا أكيد أنت متفق معايا أن البنت مش شيطانة أو شريرة علشان تستحق شعورك ده وغضبك كمان ؛ بس تفسيري الوحيد أنك بتحاول تاخد خط دفاع منها علشان متقربش لحياتك أنت رافض أي علاقة بأي بنت تحت أي مسمي يا "كرم" حتي لو كانت صداقة أو معرفة وكل ما تحتك بيها رفضك ليها بيزيد ؛ وأنا متفهم ده جدا لأني أنا أكتر واحد عارف وحاسس أنت مريت بأيه وشعورك كراجل مدمرك أزاي حتي لو أجدت تمثيل دور اللي مش همه وانك قوي بس أنت أنسان في النهاية من لحم ودم ؛ مش حانصحك تديها فرصة وتعرفها أكتر وتقرب منها لأنك غير مؤهل تماما لده خالص ولسه قدامك وقت "
“كرم":" تحلليك صح بجد كعادتك بتسمع لي من غير ما تحكم عليا وبتحسني وبتتكلم كأنك مكاني بس تنصحني بأيه أن معذبني أن بتحول لأنسان متعجرف معاها هي بالذات وهي مهما كان متستحقش ده وفالوقت نفسه مش قادر امنع أثارتها للغضب جوايا "
“شريف":" وعلشان كده عاوزك تبعد أي تفكير يقودك ليها أو محاولة من عقلك ونفسك أنك تحلل تصرفاتها معاك قبل كده أو مواقفها ؛ وأنت البنت وقفت معاها برجولة وشهامة ومسبتهاش وقت تخلي أبوها عنها وهي فالغربة وحالها أستقر فالشغل ؛ ولذلك أنت مافيش مجال تتقابلوا أو تتعاملوا ومع الوقت الاحستس اللي جواك ده حيتبخر لما تهمله وتبطل تفكر فيه وتحلله؛ لما تتحرر من مشاعر الغضب دي لو كبر جواك انك عاوز تتطمن عليها وتحسسها أنك موجود ومصدر أمان أعمل كده لو محستش بده يبقي خلاص هي اساسا برا حياتك مش جواها وربنا معاها ويصلح حالها ولا أيه رأيك؟"
لم يلفظ "كرم" بأي حرف بل نهض سريعا لأحتضانه بشدة لأنه تسبب في راحة قلبه ونفسه وباله.
فلا تعلم الأنفس متي تتآلف مع بعضها البعض ومتي تتنافر فالعلم وحده عند الله سبحانه وتعالي.