البارت التاسع:
كنت واقفة قدام البوابة، والنور اللي يطلع منها مو نور عادي…
كان كأنه يقرأ روحي، يشوف كل لحظة ضعف، كل وجع، كل مرة قلت "ما أقدر" ووقفت بعدها.
ورا ظهري أصوات الجن تزداد.
سِدار يصرخ:
"إذا دخلتي، ما راح تبقين كاملة! راح تفقدين شي ما يتعوض!"
بس قلبي، رغم كل التشويش، كان هادئ.
أنا ما كنت أهرب، أنا كنت أختار…
أختار نفسي، أختار إن حياتي ما تكون لعبة بين عوالم ما تعترف حتى بإنسانيتي.
رفعت يدي، والضوء بدأ يلتف حولي، كأنه يحتويني، كأنه يعترف فيني.
خطيت خطوة، ثم ثانية، وكل شيء وراي بدأ يختفي.
الأرض اللي كانت سوداء صارت رماد،
الجن اختفوا في الضباب،
وصوت سِدار آخر ما سمعته:
"راح ترجعي لنا… لو بعد حين."
دخلت البوابة…
جسمي صار خفيف، عيوني تنغلق وتفتح بسرعة،
ولما فتحتها آخر مرة…
كنت في العالم الحقيقي.
بس… كان في شي ناقص.
يدي اليمين… كانت عليها نقش جديد، ما شفته من قبل،
كأنه ختم… كأنه تذكير إني ماني مثل أول.
نظرت للسماء، تنفست الهواء، بس داخلي؟
كأن جزء مني لسه هناك…
واقف عند البوابة، ينتظرني أرجع.
لم ننتهي الطريق طويل ..
---