Yussefh7

Share to Social Media

الفصل الثاني: الضوء الأخير
مرت خمسون سنة على الليلة المشؤومة، لكن القاعة لم تُمسّ. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، لا في الليل ولا حتى في وضح النهار. ومع كل ذكرى سنوية للزفاف الملعون، كانت القرية تزداد صمتاً، كأنها تحبس أنفاسها بانتظار ظهور يوكي.
في مدينة قريبة، كان "ميشيرو" شابًا في التاسعة والعشرين، يعمل كصحفي في جريدة متخصصة بالظواهر الغريبة والأساطير. لم يؤمن يومًا بالأشباح، لكنه أحب القصص... والبحث في ما وراء المنطق. ذات مساء، وبينما كان يتفقد أرشيفًا قديماً عن الأساطير اليابانية، عثر على صورة ممزقة لعروس ترتدي فستانًا محترق الأطراف، تقف وسط قاعةٍ متفحمة بنصف ابتسامة. خطّ أسفل الصورة عبارة بخط يدوي:
"يوكي... العروس التي لم تودّع."
تجمّد ميشيرو. لم يعرف لماذا، لكن شيئًا في ملامحها أيقظ في داخله إحساسًا غريبًا، كما لو أنه رآها من قبل، أو كأن قلبه تعرّف عليها قبل عينيه.
في الليلة التالية، حلم بها. كانت تقف في ضوء القمر، تحمل شمعة تذوب ببطء، وهمست بصوت شاحب:
"الضوء الأخير... سيقودك إليّ."
استيقظ ميشيرو وهو يلهث، والعرق يغمر جبينه. لم يكن يؤمن بالأحلام... لكنه لم يستطع تجاهل هذا الحلم.
وفي اليوم التالي، حمل حقيبته، واتجه إلى قرية شيزوكو، التي لم تطأها قدماه من قبل.
الطريق إلى القرية كان معقدًا، تحفّه الغابات من كل جانب، وكلما اقترب، أحسّ بثقل في الهواء، كأن شيئًا قديمًا ينتظره.
عند مدخل القرية، توقف رجل مسنّ ونظر إليه بجدية، ثم قال دون أن يسأله أحد:
"إن كنت تبحث عن قاعة الزفاف... فلا تدخلها ليلاً. الضوء هناك لا يرحم، ولا يضل طريقه."
لكن ميشيرو، بدلاً من الخوف، اكتشف في قلبه رغبة غريبة... لمعرفة من تكون يوكي، ولماذا اختارته.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.