الفصل الحادي عشر: النداء الأخير
مرّت أسابيع منذ عبور يوكي ورين، لكن قلب ميشيرو لم يهدأ تمامًا.
كان يظن أن القصة انتهت، لكن في الليالي المقمرة، كان يسمع في أحلامه صوتًا خافتًا يناديه باسمه. ليس صوت يوكي… بل شيء آخر. شيء يشبه الريح، لكنه يحمل كلمات.
"لم تنتهِ القصة بعد..."
عاد إلى أوراقه، إلى المذكرات، إلى الصور التي التقطها للقاعة. شيء لم يكن ملاحظًا من قبل. في إحدى الصور التي التُقطت عن طريق الصدفة عندما انعكست المرآة، ظهرت فتاة صغيرة... تقف في الزاوية الخلفية من القاعة.
لم تكن يوكي. ولم تكن من الضيوف المعروفين.
تصفّح المذكرات من جديد، ثم توقّف عند سطر مهمل في هامش إحدى الصفحات:
"ليلي، ابنة أختي الصغيرة، كانت تخاف من المرايا. قالت إنها ترى 'السيدة الحزينة' تبكي في الزاوية. كنت أظنها تتخيل."
ليلي؟ لم يذكرها أحد. لم تُذكر بين الضحايا أو الناجين.
هل كانت موجودة تلك الليلة؟
بدأ يبحث في سجلات المدينة القديمة. وبعد يومين من التنقيب، وجد ما أرعبه:
ليلي، ست سنوات، مفقودة منذ ليلة الحريق. لم يُعثر على جثتها. ولم يُعلم أحد بمكانها قط.
وآخر ما كُتب عنها في المحضر:
"آخر من رآها، قال إنها كانت تمسك بيد شخص غير مرئي وتقول: لا تخافي، لن نُحترق."
ميشيرو أدرك فجأة أن عبور يوكي ربما لم يكن نهاية الحكاية، بل بداية نداءٍ جديد.
نداء لطفلة… بقيت ضائعة في الرماد.