Yussefh7

Share to Social Media

الفصل العاشر: العبور
في صمتٍ مهيب، وقف ميشيرو وسط القاعة الخالية.
لم يعد هناك أثر للظلال، ولا للنار، ولا حتى لصوت الدقات القديمة. بدا المكان وكأنه تنفّس أخيرًا بعد أن حُبس لسنوات طويلة في سجن الحزن والندم.
رفع زهرة الساكورا البيضاء من الأرض، وأدرك أنها لم تكن مجرد بقايا من مشهد روحي، بل هدية وداع.
عاد إلى المدينة، ومعه المذكرات والخاتم، وشيء أعمق من كل ذلك: الإحساس بأنه كان الجسر بين روحين، وبين عالمين.
زار دار الرعاية مرة أخيرة.
حين دخل غرفة رين، كانت الأسرة خالية.
سأل الممرضة، فأخبرته:
"توفي الليلة الماضية، في تمام الساعة الثانية عشرة. لكن... شيء غريب حدث. حين دخلنا، وجدناه مبتسمًا، وعلى صدره زهرة بيضاء لا نعرف من أين جاءت."
صمت ميشيرو، وعيناه تلمعان. لم يكن بحاجة لتفسير.
رين عبر... ويوكي كذلك.
لكنه شعر أنهم لم يغادروا تمامًا.
في طريق عودته إلى منزله، مرّ بمرآة على جانب الشارع، فنظر فيها بعفوية... فرأى انعكاسه، وحده، بسلام.
لكنه في لمح البصر، لمح ظلّين بعيدين، يسيران معًا، يبتسمان.
ومضى.
منذ تلك الليلة، لم تعد المرايا تخيفه. صارت بالنسبة له أماكن عبور، لا فِخاخًا. صارت رسائل حب... لا نوافذ للظلام.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.