Yussefh7

Share to Social Media

الفصل الرابع: الرسالة التي لم تُرسل
في صباح اليوم التالي، استيقظ ميشيرو في نُزل صغير داخل القرية، قلبه مثقل، وعيناه غارقتان في ظلال ليلة لم يستوعبها بعد. كان جسده هنا، لكنه يشعر أن جزءًا منه بقي هناك... في القاعة، بجوار المرآة التي عكست وجه يوكي.
تناول فطوره بصمت، ثم سأل صاحبة النُزل، وهي امرأة مسنّة تُدعى "سايا"، إن كانت تعرف شيئًا عن يوكي. عند سماع الاسم، أسقطت ملعقتها على الأرض وتجمدت لحظة، ثم قالت بصوت منخفض:
"يوكي... لم ترحل يوماً."
وسكتت.
لكنه لم ييأس. قرر العودة إلى القاعة في وضح النهار. عاد هذه المرة مسلحًا بدفتر ملاحظاته وكاميراه القديمة. راح يتفحص الجدران، الأرضيات، السقف... حتى لمح شيئاً صغيراً خلف أحد الألواح الخشبية المخلخلة.
أزاح اللوح، ووجد صندوقًا معدنيًا صغيرًا، صدئًا، لكنه مغلق بإحكام. فتحه بحذر، ووجد بداخله رسالة، صفراء اللون، مكتوبة بحبر قديم:
"رين،
إن قلبي يرتجف من الفرح والخوف... لا أعرف إن كنت ستقرأ هذه الرسالة يومًا، لكنني أكتبها لأن الحب لا يُقال مرة واحدة فقط، بل آلاف المرات، حتى بعد الموت.
أعدك أن أكون معك، حتى لو تلاشت الأرواح وانطفأ الزمن.
محبتك إلى الأبد، يوكي."
انهارت الكلمات في عينيه، ورأى بين السطور دموعًا لم تجف. كانت الرسالة مُغلقة، لم تُرسل، لم تُقرأ. ربما لم يعرف رين أنها كتبتها له في يوم زفافهما. وربما... لم ينجُ هو أيضًا.
في تلك اللحظة، شعر ميشيرو بيد باردة تلمس كتفه. لم يفزع، بل استدار ببطء.
كانت هي. واقفة أمامه، شفافة كالماء، لكن واضحة. نظرت إليه بعينيها الكحيلتين وقالت:
"شكراً... لأنك وجدت كلماتي."
ثم اختفت، كما لو أن الضوء ابتلعها.
لكن على الأرض، بقيت زهرة بيضاء... كانت غير موجودة قبل قليل.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.