Yussefh7

Share to Social Media

الفصل الثالث عشر: صدى الأرواح
هدوء عميق خيّم على قاعة شيزوكو بعد اختفاء ليلي. بدا كأن الهواء نفسه أصبح أنقى… وكأن القاعة، للمرة الأولى منذ نصف قرن، تنفّست بسلام.
خرج ميشيرو إلى الشارع، وكانت أولى نسمات الفجر تلوّح في السماء. شعر بثقلٍ كان يحمله ينسحب ببطء من صدره.
لكنه لم يغادر البلدة.
كان هناك صوت داخلي يخبره أن الأمر لم ينتهِ تمامًا. كان يسمع همسات، خفيفة، ولكن ليست من يوكي، ولا من ليلي.
عاد إلى الفندق القديم حيث نزل أول مرة، وجلس يراجع أوراقه وملاحظاته. لاحظ شيئًا غريبًا: كلما نظر إلى الصورة التي ظهرت فيها ليلي، أصبح انعكاس المرآة أكثر وضوحًا… والزاوية خلفها بدأت تكشف عن وجوه أخرى.
بعضهم كان يبتسم، وبعضهم يصرخ.
ثم تذكّر كلمات يوكي في إحدى رسائلها:
"المرآة لا تعكس الحقيقة فقط… بل تحفظ الأرواح التي لم تُسمع."
بدأ يفهم الحقيقة الأكبر:
لم تكن يوكي الوحيدة… ولا ليلي.
هناك أرواح كثيرة، حُبست في تلك اللحظة، لأنها لم تجد من يسمع قصتها، أو من ينقل ألمها.
المكان كله كان كأنّه بئر للذكريات الموجعة، والمرآة لم تكن سوى لسانٍ صامت ينتظر أن يُنطق.
كتب ميشيرو في دفتره:
"إن وظيفتي لم تكن أن أروي قصة واحدة، بل أن أفتح الباب لأرواح نُسيت."
وفي تلك الليلة، حلم بحفل زفاف… لكنه كان مختلفًا.
القاعة مضاءة، الجميع يرقص، ويوكي وليلي بين الحضور، يبتسمان له من بعيد.
ثم سمع صوتًا جديدًا، شابًا، يقول:
"أخبر قصتنا أيضاً… من فضلك."
استيقظ والدموع في عينيه، لكنه كان يبتسم.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.