الفصل الخامس عشر: الوداع الأبيض
مرت سنة على افتتاح معرض "المرآة الأخيرة".
وميشيرو لم يعد مجرد كاتب، بل أصبح صوتًا للمنسيين. كل شهر، كان يستقبل رسائل من أناس عاشوا تجارب شبيهة… أحلام، رؤى، ذكريات ضائعة في زوايا المرايا القديمة.
في أحد الأيام، وصلته رسالة غريبة، بلا اسم مرسل، مكتوبة بخطّ دقيق:
"حين يسقط آخر رماد من قلبك، سترى الحقيقة كاملة.
لا تنظر خلفك بعد اليوم، بل انظر إلى الأمام… نحن عبرنا.
لكنك، أنت… ما زلت حيًا.
عش، وازهر."
— يوكي.
قرّر ميشيرو أن يزور القاعة القديمة مرة أخيرة، قبل أن تُهدم. أراد أن يودّع المكان الذي غيّر حياته.
حين وصل، كان كل شيء قد تهدّم… إلا زاوية واحدة، حيث كانت المرآة ذات يوم.
وفي تلك الزاوية، وجد زهرتين ساكورا بيضاوين، حديثتي السقوط.
انحنى، والتقطهما، ووضعهما في دفتره.
رفع رأسه… فرأى في الهواء شيئًا غريبًا.
كأن خيوط ضوء تتشكّل في شكل silhouettes—ظلال بيضاء، ترقص.
يوكي، رين، ليلي، وآخرون… كانوا يلوّحون له.
ابتسم، ولوّح بدوره.
لم تكن وداعًا حزينًا… بل وداعًا أبيض.
ثم استدار، ومشى نحو المدينة.
كانت هناك قصص أخرى تنتظره… لكن قصة يوكي ستظل بدايته.
ولأول مرة، لم تكن المرايا مخيفة.
بل ممتلئة بنور الذين عبروا… وتركوا في القلب سلامًا لا يُنسى.