اشتدت المعارك، وأصبح الخروج من البيت مقامرة.
المدينة تقطّعت أوصالها، والجسور التي كانت طريق الناس للحياة تحولت إلى رماد.
في أحد الأيام، وجد سيف أخيرًا أثرًا لأخيه… بطاقة هويته فقط، ملقاة تحت ركام منزل منهار.
جلس على الأرض يبكي بصمت، ولم يجرؤ أحد على مقاطعته.
مريم فقدت والدها بعد إصابته بشظية أثناء محاولته جلب الدواء. بقيت وحدها مع ذكرياتها، لكن قلبها لم ينكسر… كانت تقول لنفسها:
“سنبقى… ما دام فينا نفس.”
أما يوسف، ففقد أقرب أصدقائه في اشتباك قرب حي الحكيمي. كانت تلك الليلة الأولى التي يشعر فيها بأن روحه كبرت عشر سنوات دفعة واحدة