يجلس حاتم بجانب تلك الأفعى أقصد هدى ،والله خساره فيها الإسم المهم وهي تضحك وجاءت ليلى تهنئ وصعدت مسرح القاعه وهي تنظر للقاعه الفخمة وترتقي الدرج حتى وصلت لهدى وهي تقول لها إزاي حصل دا و.... فقاطعتها هدى وهي تبتسم من أسنانها وتضغط عليهم إيه إللي جابك ...لم ارسل لكي دعوة فرحي ..فقالت لها أنا ‘ش جايه أهنئ أنا جايه اشوف إيه دا وازاي حصل ونهلة بتتعالج في مصحه نفسية وحاتم عمل كده إزاي ..،
هدى وهي تصطنع الإبتسامه امشي احسن لك بدل ما اطردك..
تركتها صافحت حاتم ونظرت له وهو يبتسم وأرادت أن ترى سعادته حقيقة ولا مفتعله، فاصابها الذهول انه سعيد بالفعل ،وفضولها كأنثى سطقتلها تريد تعرف ما حدث وحاتم ما كان ينظر لتلك الأفعى نهائي... وتنحت به جانبًا وقالت له كيف تركت نهلة!! ؟ فقال لها يا ليلى متقلبيش عليا المواجع... المواجع!! ؟ فقالت نهلة مواجع... فسكت وقال لها عقبالك أما نفرح بيكي..!!!
ونزلت الدرج وهي لا تسمع المطرب ولا الراقصة التي تتمايل وتقول في نفسها كنت اكلمه وانا اجمل من هدي ونهلة ولم يكترث لي يومًا! كيف أحب تلك الرقطاء!! لعل مال والدها ولكن حاتم ليس من هذا النوع... ، ولكن الرجال تتغير عادي يعني وأبنعت نفسها بذلك وهي تخرج اخيرًا من ذلك الزواج الزائف.
*******
مرت السنين ونهلة في المصحة وأولادها كبروا ودخلوا المدرسه وهم بين بيت جدهم لأمهم ويقطنون عند جدهم أبو حاتم ولم يسأل عليهم ولا مرة او يرى والده أو يحاول أن يرى نهلة حبيبة عمره أبدًا كأن قلبه قد من الحجر،،.. ولكن زوجته المطلقه لا يراها عادي إنما أولاده ووالديه دا طبعًا عجب عجاب ومع شخصية كشخصية حاتم الملتزم الصادق الوفي..
وحاتم أنجبت له هدى ولد وبنت أيضًا ومر على زواجهم ست سنوات ،..
وأحمد يتردد على نهلة في المصحة كييرًا فكان يحبها وتفطر قلبه لما علم بذلك ولم يستطتع ان يقابل حاتم فقد رآه وغد كسرها وتركها ، وفي يوم ذهب له في ي مكتبه بالجامعه وقام حاتم يصافحه بترحاب حقيقي والسعادة تطل من عينيه بالفعل فاندهش أحمد من ذلك وتخرج أيضًا وفتح معمل واقترض وأتى بأجهزة علمية متقدمه ونال شهادات عديدة في ذلك المجال كالأيزو وغيرها وصار ناجحًا جدًا ولكنه لم يتزوج أو يخطب للآن وأحمد يقول له تشرب إيه يا بوحميد فنظر له وقال لا أريد شيئًا وقال له لماذا طلقت نهلة! ؟
قال حاتم كأنه مل من كثرة الحديث في هذا الموضوع ييوووه يا أحمد خلاص مليت منها وزهقت مفيش جديد و.... قاطعه أحمد بعصبية وحبكم راح فين! ؟
حاتم سكت قليلًا وقال بهدوء عجيب مكنش حب دا تعود من كتر ما احنا مع بعض ع طول... ونظر له وقال أنا عارف إنك بتحبها فرفع أحمد حاجبيه دهشة من كلامه وقال له لما إنته عارف دنستها ليه وتركتها !؟
حاتم بإستفهام دنستها! ؟ إزاي وأنا متزوجها
احمد وهو يتهكم بكلام التدنيس مش شرط زواج إنت خنتها وخنت حبها ليك... الراجل ميعملش إللي إنته عملته وتطلقها وترميها كحذاء لبسته فمليت من كتر ما لبسته فرميته في الزباله.
حاتم وهو ينفعل إنته جاي تعلمني..... قاطعه هي عندك في المصحه روح لها...
فقال له احمد خد بالك من هدى هي بتكلم رجال على الهاتف ومواقع التواصل الإجتماعي زميل بالجامعه أخبرني انه يحدثها وحتى سألني عن... قاطعه حاتم ايها الحقير كيف تجرؤ ان تتكلم عن مراتي كل دا علشان نهلة ،،.. أحمد إنته صديقي وعمري ما كدبت عليك ودي نصيحة
وانصرف أحمد والتفت وقال له سأصلي عليك صلاة الغائب...، حاتم إللي عرفته مات بالنسبة لي..
وحاتم يفكر بكلامه ليس عن نهلة ولكن عن زوجته التي تحدث الرجال وكيف تفعل ذلك.
*********
جلس حاتم مع زوجته وهو يفتح الاب توب وانتهز فرصه أنها بالحمام وفعل الواتس على الكومبيوتر بالبار كود على هاتفها فقد تركته مفتوح وضغط على شاشته قبل ان يغلق وفتح اميل زوجته بالفيس بوك علي جهازه وظغط انه نسي كلمة السر فأرسل رسالة تفعيل علي هاتفها فأخذ رقم التفعيل وفتح حسابها على جهازه ومسح رسالة التفعيل على هاتفها حتى لا تراها وشاهد محادثاتها مع رجال بالفعل منهم من كانوا زملاء بالجامعه وهو يقلب في الشات وجد اشياء مخزيه من صور لها بملابس شفافه ومن غرفة نومهم و.. واصابته الدهشه حتي حازم عدوه اللدود وهو قد أرسل لها هديه من الذهب ويسألها عن ذوقه..... خرجت من حمامها وهي تجفف شعرها وتقول مالك يا حبيبي! ؟ نظر لها وقال اممم مفيش وقام وارتدي ملابس وجاء معمل أحمد وأتي بامبول للعينات وأخذ عينات من محمد ابنه وبنته وذهب للمعمل وقال لأحمد دي عينة محمد ودي عينة سلمى فقال له احمد وقد فهم مخزى العينه مش ممكن تكون بالسفالة دي.. فقال له حاتم ارجوك شوف العيال دول... وسكت وهو يطأطأ رأسه بالأرض ولم يكمل
كلامه وقعه عليه ثقيل وانصرف واحمد يطمئنه ويربت على ظهره...
قلوب نقيه لم تعرف الخبث والمكائد وتربية ربانيه ولم يتكلم أحمد في حقها إلا بما علم ونصح صديقه ولم يتكلم في شرفها ولا في عفتها .
**********
بعد يومين مروا على حاتم كالدهر ، وضعف وانكسر ظهره وظهر عليه الوهن وبعد اتصال أحمد وهو يبتسم وقال له أبشر يا أخي واطمن خير إن شاء الله فاستبشر خيرًا ولكن ما زالت تكلم الرجال فذهب لمواجهتها وفتح حسابها امام عينيها وفغرت فاها واصابها الدهشه وهي تقول انته إللي أخذت حسابي ودي حجات شخصيه ما يصحش تفت.... قاطعها بغضب صارم ميصحش! ؟ ويصح تكلمي رجاله وتاخدي هدايا منهم وتصوري نفسك في غرفة نومنا وترسليها ... وسكت برهه ونظر لها وعينيه تتطاير من شرر وأكيد بتفتحي الكاميرا معهم.. تلعثمت وقالت دول اصدقاء ودا عادي بين الاصدقاء و... قاطعها ويمسك رسغها بقوة أصدقاء وقال لها وفرطتي في آيه كمان يا بتاعت الأصدقاء... بكت بدموع التماسيح وقالت والله ما خنتك ولا حد لمسني و.... قطع كلامها وقال واحدة متجوزه وتاخد هديه ليه زي دي ليه وعلشان إيه مقابل إيه!! ؟ والله عادي في عيد ميلادي وبعتها زي ما اهدى لكم إنته ونهلة كوليه ذهب و... قطع كلامها مره أخرى وقال كان في النور وقدام الناس ولو جه حفلة ميلادك وقدمها كان يبقى أهون شويه... قالت له كنت هتطرده فبعتها ع البيت.. وقامت واحتضنت حاتم من الخلف والله دي غلطة وعمري ما خنتك وبحبك وعاوزه اكمل معاك وهي تبكي وشعر بالصدق في كلامها المرة دي وإنته عارف إننا متربين على كده ومش عيب اكلم حد أو أقابله ما دام في أطار الإلتزام ويعرف حدوده ومجاملات لابد منها.... أنزل ذراعيها بعنف والتفت لها والحدود تظهري بملابس النوم لكل من هب ودب لا طبعًا دي مش تربيه ولا والدك ولا والدتك يرضوا بكده... ،
قالت وهي ترق بصوتها وتلف ذراعيها حول عنقه سامحني أنا بحبك واولادك محتاجين نبقى مع بعض فك ذراعيها من حول رقبته وانصرف وهي تنادي حاتم... حاتم... ودفنت وجهها في السرير وتبكي ومحمد وسلمى يدخلون على أمهم ويضعون أيديهم عليها مواسة لها.
**********
مرت أيام قليله وحاتم ينام في غرفة منفصلة وهي ترتمي عليه تاره وتبكي تارة وتسوق عليه الأولاد تاره ليحن ويرق عليها حتى رجع ونام في غرفته فقط بدون كلام فسكتت كبداية لرجوعه وهي تفعل أفعال النساء حتى يلتفت لها وهو قد أدار ظهره لها وفي يوم استيقظ حاتم في غرفة نومه ونظر للحجرة وينظر لزوجته التي ترقد بجانبه وكأنه لا يعرف المكان أو انه أول مرة يرى حجرته أو أفاق من غيبوبة عميقة، ومر به حبل ذكرياته مع نهلة ولحظة طلاقها ومقابلة أحمد ،وانه لم يرى والديه ولا اولاده نهائي وهو بشهامته ونخوته لم يزور نهلة في المصحة ولا مره ولا يعلم أنها خرجت ومع عقاقيرها والتزم والديها برعايتها حتى ترى اولادها وحالتها تتحسن ولكن بين الحين والآخر تنزل للشارع وتجري وراء الأولاد وتمزق ثيابها وتبكي نساء الجيران على حالها، وقالوا كانت ورده مفتحة كما قالت إحداهم وهي تمصمص شفتيها من منظرها ومن تدفع عنها الاولاد وهم يعفرونها بالتراب ويرمونها بعلب ومخلفات العصير وعلب الكانز وتنزل امها وهي وتبكي وتحتضنها وتاتي بها للمنزل ،،....
وحاتم بعدما مر شريط الذكرايات وهي ترفع شعرها من على وجهها طلقها ونزل وأخذ ملابسه وقال لها مصاريف الأولاد والمدارس هتوصلك اول كل شهر وكل خميس بعد المدارس هاخدهم معايا خميس وجمعه وارجعهملك ولو مش عاوزاهم مفيش مشكلة،.... بكت وقالت بحرقه إيه تاني والله ماعملت حاجه وهو يغلق الحقيبة وقامت وامسكت بذراعه وهو يجرها وتبكي
والأولاد تبكي وترك حقيبته وحضن اولاده وأخذ الحقيبة وانصرف بلا رجعة و بلا عودة
********
ورجع بيت ابيه وقبل يديه وأمه كذلك وقال أنا مش عارف آيه إللي حصلي وحضن اولاده وذهب لبيت حماه وذكي لما رأى نهلة وأخذها بين يديه فنظرت له وبكت بدموع انسالت على وجنتيها بحرارة وهو يبثها حبه وأسفه واحتضنها وقال لهم سامحوني مش عارف فيه آيه وعملت كده إزاي كأني كنت فاقد هويتي،. ونهلة كأن روحها رجعت من جديد وهي تضع رأسها على صدره وارتاحت من هم الأيام التي مضت ورن جرس البيت ففتح حاتم فوجدوا المأذون وكتب عليها وقال لها لن أفارقك لحظه وجاء أحمد ودخل وشهد على عقدهما ووالديه واخوته وبكوا جميعًا وأولاده من حولهم وبال احمد من وسط دموعه إيه هو مكتوب علينا الحزن عاوزين نفرح فين الزغاريد....
ونترك الحزن للأبد.... بلا رجعه ....وبلا عودة.
*********
النهاية
في التلفاز برنامج إسأل مع دعاء وتستضيف الشيخ أشرف الفيل وتقول عندي استفسار بس ياريت متقفلوش السكة،. ترد المذيعة على حسب، وتسرد قصة زوجها التي عملت له سحر وطلق زوجته وترك أولاده وهي بقت ماشيه في الشارع مجنونه وتزوجها من ست سنوات وانجبت منه ولد وبنت وهو بيصرف عليهم وروحت للساحر يجدد السحر قالي اتفك من عند ربنا وانا عاوزه اتوب و... وتقاطعها المذيعه استني يا أم محمد تتوبي إيه إنتي كنتي رايحه تعملي عمل غيره علشان يرجعلك..، ولما معرفتيش قلت اتوب ..
ام محمد وهو سابني وراح لمراته الاولى بس هو ولاد الحرام دخلوا عليه ان بكلم رجاله وان العيال مش عياله و..... المذيعه تقاطعها مرة أخرى وهمه عياله برضه يا أم محمد.
أم محمد بسرعه والله عياله انا كنت بكلمهم على النت وتليفون بس وعاوزاه يرجعلي المذيعة سيبك منه خليكي في نفسك وعميالك السوده والشيخ اشرف الفيل يقولها هو سؤالك بخصوص إيه و.... وأخذت تتحدث عن زوجها وعن ندمها وتريد أن يرجع لأولاده ولبيته.. ،
وشرع الشيخ يتكلم عن حرمة الذهاب للسحرة والمشعوذين وإن المسألة عندها عادي من المسلمات ودا من الجهل بالدين والمذيعه تقول دي متعلمة ويرد الشيخ التعليم مش شرط ان يبقى عارف دينه ممكن تكون دكتورة وتجهل غسل الجنابه او الوضوء والساحر دا معظم تذهب إليه ورسول الله صل الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا السبع الموبقات) منها السحر وقال رب العزة جل جلاله( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى).