﴿ اشفقوا على الصامتين كثيرًا﴾
حين يتحدثون عن فرط أوجاعهم، فنادًرا ما يعبروا وقلما أن يبوحوا، الُطفوا بهم حين يتلعثمون في الكلمات، وتهرب منهم العبارات، ويقف المعنى في أحًلاقهم، رفقًا بالصامتين الذين يُخفون أوجعاهم فًلا كلمات تشفيهم، ولا مواساة تجديهم، ولا تنهيدات تسعفهم، فالوجع المدفون بين ضلوعهم حتى وإن طاب، تركت ندباته ألمًا عميقا..
صدقوا الصامتين إن انفعلوا وبكوا، واحتضنوهم بقوة إن أنَّوا واشتكوا، واستأجروا لهم بسمات ولو عابرة تُفرحهم حتى لا تضيق عليهم الدنيا أكثر، لله در كل الصامتين الذين خالفهم حظ الفهم في الدفاع عن أنفسهم، فآثروا الصمت وبه عمن أوجعهم قد ترفعوا واستغنوا.
أحمد عبد اللطيف