﴿العدو﴾
بخطىً نسيمة على ألحان أُغنية من أحد تلك الأغاني التي تبٌث العبق والمرح في أوردتك وأنت مغمض العينين على أرصفة أحد الشوارع ليلًا ، بعدما أغرقتك الحياة وهوت بك السفن في أعماق الضجيج والصخب. عندما تمر بأكثر الأيام ثِقًلا عليك بعد هزائم متوالية ِمن خذلان صديق مقَّرب أو الرسوب في اختبارٍ ما، عندما خانَتك القهوة التي استجمعت ما بقى لك من فُتات قَواك بعد انهيار دام أربع وعشرون ساعة ِلتحضيرها فقط لأنك َغفلت عنها لــ ثوانٍ فذَّكرتك بأحدهم اللَّذي أعطيتُه أعوامًا من الحُب والِدفء وهجرك للأبد فقط لأنك انهزمت ِلــ ساعة فلم تسعك قَّوتك على المواصلة في منحه المزيد ِمن الأهتمام اللذي اعتاد عليه.تَخونَك الأشياء الأشخاص لأنك هُزمت وتنهزم ِلأّنها خانَتك. لكنك ستُدِرك ذَات لَحظة أن هُناك حياة بالخارج، ستدرك أنَّه كان بَعض الأشخاص والأشياء ولأن المعجزات تأتي ِلــ تُدِهش وستكون الخيانَة الَّتي صُفعت بها هي مُنقذك
و أن هناك ُأغنيات، كتب، َمرح، أفًلام ، الكثير ِمن الحلوى والورود الأهم أنك ستُدِرك أيضا أن لديك أطرافًا أربَعة لَم تُبتَر كمان ظننت عندما غادرك صديقك تستطيع من خًلاها المشي والركض والتراقص والسفر إلى حيث العالم الآخر ، إلى عالم به حياة ِ و َصباح حينها فقط ستستطيع العدو بخطىً نسيميةِ على ألْحان ِمن أحد تِلك الأغاني اللتي تبُث العبق والمرح في أوردتك وأنت مغمض العينين على أرصفة أحد الشوارع ليًلا ، بعدما أغرقتك الحياة وهوت بك السفن في أعماق الضجيج والصخب . وعندما تتعرض للخيانة مرة أخرى تذَّكر جيدا أنَّه "تخونَك الأشياء والأشخاص لأنك هُزمت وتنهزم لأنها خانتك "
فًلا تنهزم ودعها تمضي.
علياء محمد