زهرُ القرنفل
بوسع الفتى
أن يأتيَ في قميصِه الأزرق
حاملاً شمسًا صفراءَ
وعودَ ريحانْ.
بوسعه
أن ينزعَ الريشةَ
من تاج "ماعِت"
فيرتبكُ الميزانُ في أرضِ طِيبةَ
ويثورُ النيلُ،
وفي الجزيرة العربية
تخضعُ "النساءُ" راضياتٍ
في كتابِ قريش.
بوسع الفتى
أن يجعلَ وجهَ حبيبتِه
يتلفّتُ من جديد
يفتّشُ عن وجهه
بين الزحام
فتشرقُ ضحكةٌ
على وجه طفلٍ يبكي
عثر على عيني أمه
بعد ضياع.
بوسع الفتى
أن يدخلَ البيتَ الصامتَ
فترقصُ الموسيقى
وتطيرُ الفراشات.
بوسعه
أن يجعلَ من دخان سيجارته
غيمةً
تتكثّف على سماء الغرفة
فيهطلُ المطرُ
وينبتُ القمح.
بوسعه
أن يبسطَ ذراعيه
فتنامُ البنتُ المُتعَبةُ
ويهدأ قلبٌ واجفٌ.
وبوسع الفتى
أن يحملَ زهراتِ القرنفل
فتنسلُّ الستائرُ السودُ
عن وجه القمر.
القاهرة / 23 مايو 2011
شارعُنا القديم
هذا شارعُنا القديم
وإسكافيُّ شارعِنا
يدقُّ المساميرَ في أحذيةِ المارة
بيدٍ،
وبالأخرى
يعلِّمُنا الشطرنجَ
ونحن صغار.
صغارًا كنّا
أكبُرُ في هذا البيت
وفي شرفةِ غرفتي
تواطئتُ مع مربيتي
على الهرب
لألتقي بك خلسةً
عند باب الجامعة.
الجامعةُ التي احتضنتْ صبانا
مُدرّجُ "فلسطين"
الأبنودي وجوابات "حراجي القط"
منير
"شبابيك"
طيّرتْ أحلامَنا التي كنّا نُحيكُها
بعيدًا عن عيونِ أمي.
عيونُ أمي
اتّسعتْ دهشةً
حين شاهدتْ وجهيَ بالفحم
على لوحةِ رسمِك.
لوحةُ رسمِكَ
وشوشتْ لي:
يا بنتُ
فارسُكِ يجلسُ أمامي كلَّ مساءٍ
على هذا الكرسي
في يده ريشةٌ
وباليتُ ألوان
واسمُه
ستعرفينه بعد أيامٍ تسعة.
تسعةُ أيامٍ
وبنتٌ تجلسُ في مدرّج الجامعة
تفكّرُ
وتخُطُّ في كشكول العمارة
ملامحَ غامضةً
يا تُرى
كيف يكونُ الفارسُ؟
الفارسُ اسمُه
"صانعُ الفرح"
يعلّمُ البنتَ الهوى
ثم يمضي
يطوي سنةً
إثرَ سنةٍ
إثر عقدٍ
إثر عقدين.
بعد عقدين
يعودُ
يفتِّشُ في نوافذِ الحيّ
عن أحلامِه القديمة
حاملاً بالوناتٍ
وقطَعَ حلوى
وحكاياتٍ كثيرةً
حول فتى
وفتاة.
فتاةٌ
تجلسُ وحيدةً
تُضفُرُ جدائلَها
وتُحصي العابرين تحت شرفِتها
يطلبون يدَها،
ليس بينهم
حبيبُها!
حبيبُها
يصلُ بعد رحلة السفر
يخطِفُها
ويركضُ بها إلى حيث:
شارعُها القديم
وبيتُها القديم
والإسكافيُّ "عم سعيد"
وسلالمُ الجامعةِ العتيقة
وبابُ حانوتٍ
ابتاعا منه هدايا عُرسٍ
أبدًا
لم يتمّ.
القاهرة / 24 أبريل 2011
إوزّتان
من باب الحديقة
تدخلُ الأمُّ
تحمل ربطاتِ الخضار
وديكًا
وإوزّتين.
تنادي
هاتي سطلَ الحليب
يا التي اختارُكِ قلبُ صغيري
كي نصنعَ كعكةَ العُرس.
تقول الإوزّةُ لصاحبتها:
"أنا صاحبةُ البيت!"
وتقول الأخرى:
"بل أنا!".
الأمُّ تحسم:
التي منكما
تجلبُ الحليبَ
أولاً.
القاهرة / 16 يونيو 2011