يَحْدُثُ كلَّ صباحْ
ما الذي يَعْنيه كلُّ هذا..
الشجرةُ التي ترقصُ ،
صوتُ عصافيرَ تحيا من بعيد
صياحاتٌ شرقُ آسيوية،
وشمسٌ تقترحُ للمُسَطَّحاتِ
- بظِلالِها -
بُعْدًا ثالثًا
مع خَلفيةٍ زَرقاءَ
يقاطِعُها بعضُ البياض
ويُطِلُّ منْ خِلالِها أحيانًا
وجهُ الله.
جميعُها.. جميعُها
تتواعدُ كلَّ صباحٍ
لتمارسَ
- كعادتِها -
مؤامرةً يوميةً
عَبْرَ مستطيلٍ
مقصوصٍ من حائطٍ
يشكِّلُ مع ثلاثةٍ
فراغًا واسعًا
ومضمونًا.
ما الذي يعنيهِ..
شُخوصُ عينينِ
تدرَّبَتا
على التحديقِ في الأشياءْ
لتسجِّلَ أدقَّ التفاصيلْ،
التفاصيلِ ذاتِها
كلَّ يومٍ
من فوقِ مقعدٍ
ثابتٍ
- تقريباً -
ووثير
موضوعٍ بأمانٍ ورحمةْ
في أحدِ أركانِ فراغٍ
مضمونٍ جدًا
وواسع.
قد لا يحدث من جديد
أن تأتي فتاةٌ إلى المدرَّجِ
ذات صباحٍ
دامعةَ العينين
لأنها حسدتْ صديقتَها
التي لا تحيا على الحافَّة.
سوف لا تذهبُ لغرفةِ الأساتذة ,
لتهديَ شابًا أسمرَ
أوبرا " فيردي ".
الشابُ الأنيق
الذي جفَّفَ دموعَها
بأساطيرَ كثيرةٍ.
لن يرمقَها بين حينٍ وآخرَ
من خلفِ عمودِ قاعةِ الرسم
فيما يصحِّحُ لوحاتِ الزملاء
ولن يجدا وقتًا بالتأكيد
لينطلقا في سيارةٍ صغيرةٍ
إلى حيث الفندقِ الشاهقِ .
وفيما يعزفُ البيانو
إيقاعاتِ العمارةِ الإسلاميةِ
مع الدانوبِ الأزرقِ
سيحرِّرُ لها عهدًا
لن يتم.
ربما تنسى الصغيرةُ
كلَّ قصائدِها في درجِ المكتبِ
لتخطَّ روايةً جديدةً
أبطالُها جميعًا
من الأقزام
لكنَّها لن تنامَ مائةَ عامٍ
بل أقلَ قليلاً
وقد
لا تصحو أبدًا.
أيديولوجيا
الحاديةَ عشرةَ والنصفْ
هكذا..
وبعدَ ليلةٍ وادعةٍ جدًّا
مثمرة ،
كوبِ شايٍ
وبعضِ شطائرٍ
أعدّتها
- قبلَ الذهابِ للعملْ -
زوجةٌ مثالية،
يبدأُ يومَه التقليديّ
"ستاسينوس ".
يفكِّرُ الآن
في وضعِ أيديولوجيا جديدة
لفلسفةِ الحبِّ الحداثيّ
موضوعِ اليومْ.
بينما مريدوه
- منذ الثامنةِ -
ينتظرونَ
مفتوحي الدفاترِ والأحداقْ.
- "ربما لن يأتيَ اليومَ أيضًا."
هكذا قالَ أحدهم.
وفيما يتسرَّبُ القلقُ للحشدِ
يكونُ قد مزَّقَ الورقةَ التسعين
في محاولةٍ
لضبطِ طَرفي معادلةٍ
مهدّمةِ الأركانِ
بائسة ،
تحتاجُ منطقًا جديدًا.
وفيما تنفردُ به ورقةٌ أخيرةٌ
يباغتهُ جرسُ البابْ
تُطبعُ على جَبِينِه قبلةٌ حانية
و يدقُّ جرسُ الجامعةِ
ثلاثَ دقات.