كان وقت الظهيرة و قد ازدحم المطعم برواده وزبائنه من كل الجنسيات و الالوان وقد اخذ بعضهم فى التهام الطعام التهاما بينما البعض الآخرين يلتهمونه ببطء شديد,بينما يوجد آخرون يقفون على باب المطعم فى انتظار ان تفرغ احدى الطاولات بالمكان, وفى الوقت الذى يحاول فيه العاملين بالمطعم الاستجابة لطلبات الرواد , كان هناك احدى العاملين الذى يبدو انه يستقبل الطلبات الخارجية بالتليفون ثم يحولها للعاملين بالمطبخ , والذين بدورهم يقومون بتجهيزها وارسالها لمندوبى التوزيع الذين ينطلقون سريعا بعجلاتهم النارية والذين يطلق عليهم لقب (الطيارين), ليقوموا بدورهم فى الذهاب بتلك الطلبات لاصحابها فى منازلهم او اماكن عملهم.......حركة دؤوبة من الجميع فى محاولة للاستجابة لرغبة الناس فى اسرع وقت ....
من مندوبى التوزيع هؤلاء كان بطلنا مصطفى , شاب في أواخر العشرينيات من العمر , متوسط القامة , أسود الشعر , قمحي اللون , كثير الحركة , يستلم احدى تلك الصناديق ليقوم بوضعها في صندوق الثلاجة على دراجته النارية ويتحرك بسرعة ليذهب و يوصلها لاصحابها , وسريعا انطلق بدراجته صوب احدى اطراف المدينة , محاولا ان يعود سريعا لحمل طلب آخر قبل انتهاء ورديته المسائية , فالفوز باكبر عدد من الطلبات وتسليمها هو الدافع الرئيسى لعملهم هذا بما يحصلون عليه من الزبائن من بقشيش .
هكذا انطلق مصطفى وهو يفكر فى اجازته المقبلة بعد ايام , والتى وعد والدته وزوجته ان تكون اطول قليلا من سابقتها . وكان قد تكلم مع رئيسه فى العمل كى يحاول النزول فى الاجازة القادمة مبكرا عن موعدها , كي يتسنى له حضور عيد ميلاد ابنته التى ستبلغ عامها الثانى خلال ايام , واخذ يفكر فى التبرير الذى يقدمه لزملائه و رئيسه كى يحصل على اجازة طويلة و فى اقرب وقت...