اقتربت الطائرة الروسية من مطار شرم الشيخ تحمل على متنها كالمعتاد احدى الافواج السياحية القادمة من روسيا ., ومن بينهم الفتاة كاترينا ذات الثلاثون ربيعا فى زيارتها لشرم الشيخ , حيث قررت ان تزور هذه المدينة التى تسمع عنها كثيرا من اصدقائها و زملائها فى العمل , لقد جاءت للاستجمام و اعادة التفكير فى نمط حياتها بعد انفصالها عن زوجها السابق , بعد سلسلة من المشاجرات و المنازعات بينهما والتى انتهت بأن اخذت ابنتها منه , وعادت لتعيش مع ابيها و امها منذ عام تقريبا , ثم قررت السفر و العمل فى مدينة موسكو وتركت ابنتها فى رعاية والديها , وكان زوجها السابق يأتى أحيانا لرؤية ابنته على فترات متباعدة .
ظلت الافكار تدور فى عقل كاترينا عن احداث حياتها السابقة بينما تنظر من نافذة الطائرة الى مياه البحر الصافية امام المدينة , وتظهر المراكب الصغيرة كنقط متناثرة فى زرقة المياه , وتمتد الشواطىء على طول الخليج . افاقت كاترينا من افكارها عندما اعلنت مضيفة الطائرة استعدادهم للهبوط بمطار شرم الشيخ وظهرت اشارات ربط الاحزمة و منع التدخين , فاعتدلت فى مقعدها وهى تقول لزميلتها التى تجلس فى الكرسى المجاور: هذه زيارتى الاولى لهذه المدينة التى احببتها منذ ان سمعت عنها من الكثير من اصدقائى , ولقد عزمت ان احضر هنا على الاقل اسبوعان من كل عام اذا وجدتها فعلا كما يقولون , ردت جارتها قائلة : هذه زيارتى الثالثة لهذه المدينة , وصدقينى ستجدى فى هذه المدينة سحر لايقاوم , سواء من جمال المياه هنا و وجود كميات كبيرة من الشعب المرجانية الجميلة و اشكال و انواع مختلفة من الاسماك , كما ستجدى اعتدال فى درجة حرارة المكان لن تجديه اطلاقا فى بلادنا روسيا , كما ان الناس هنا يتمتعون بسلوكيات و صفات جيدة لاتجديها فى بلاد اخرى , حتى ان كثيرا من السائحين الروس و الاوكرنيين يبحثون عن عمل هنا و يستقرون فى هذه المدينة.
ابتسمت كاترينا و هي تشد حزام المقعد وتقول : لقد جعلتك هذه المدينة شاعرة كما ارى . ردت زميلتها قائلة : سأحاول ان اجعلك تشاهدين المدينة بعد وصولنا , انهم سيأخذونا اليوم مع كل الافواج السياحية القادمة الى الفنادق للاستراحة بعض الوقت ثم يتركون لنا حرية التجول فى المدينة لمن يريد . أنا اسمى ناتالى وانا من ضمن الفوج السياحى معك , مدت كاترينا يدها لها وهى تقول : وانا كاترينا و اننى سعيدة بالتعرف عليك , نادني كاتي . قالت ناتالى : سعدت بالتعرف اليك , اننى لى اصدقاء كثيرون هنا من روسيا و اوكرانيا بل و ايضا من المصريين . نظرت لها كاترينا بدهشة قائلة : ولك ايضا اصدقاء مصريين ؟؟ ردت ناتالى قائلة : هؤلاء المصريين من احسن شعوب العالم , لقد سافرت كثيرا و رأيت كثيرا من البلاد ووجدت ان اهل هذه البلاد من افضل الشعوب , وسترين ذلك بنفسك عندما تتعاملين معهم خلال اجازتك القصيرة هذه , طبعا من المؤكد انهم مثل كل الشعوب يوجد فيهم الصالح و يوجد السيء لكن يغلب علي الناس هنا الاخلاق الجيدة , وقد تندهشين عندما تعلمين انه يوجد كثيرا من الروسيات قد تزوجن من مصريين ويعيشون معهم حياة مستقرة جيدة.
نظرت كاترينا الى ناتالى بدهشة وهى تتساءل : هل هذا حقيقى ؟؟ روسيات متزوجات من مصريين ؟؟ ردت ناتالى قائلة : ولماذا لا ؟؟ اليسوا ببشر مثلنا , الحقيقة انه من النادر ان تجدى العكس بمعنى ان تجدي روسي متزوج من مصرية , هذا نادر فعلا , لكن ان تجدي روسية متزوجة من مصري فهذا كثير . لقد قابلت سيدة مصرية متزوجة من روسى مسلم مثلها منذ عامين , لقد كانت فى بعثة فى روسيا لدراسة الدكتوراه و كما يبدو فقد تعرفت عليه هناك و تزوجا , وعادا وعاشا هنا , هذه هى المرة الوحيدة التى قابلت فيها مصرية متزوجة من روسي , لكن العكس روسية متزوجة من مصري فهذا يقع كثيرا . قالت كاترينا وهى تعتدل فى مقعدها : يبدو ان حديثنا لن ينقطع , دعينا ننزل و نستريح , لقد جعلتيني متشوقة جدا لسماع حديثك عن هذه البلاد....فى هذه اللحظات مرت مضيفة الطائرة وهى تنظر يمينا و يساراللتأكد من ربط الركاب للاحزمة بينما تبتسم لهذا ثم ذاك , هنا سكتت الفتاتان وظلتا تنظران من النافذة الى معالم المدينة الساحلية التى ظهرت امامهما.
بعد قليل هبطت الطائرة فى مطار شرم الشيخ حيث تم إنهاء اجراءات جوازات السفر فى دقائق قليلة , ثم تجمعوا مع بقية الفوج السياحى حيث كان بانتظارهم مندوب الشركة السياحية المسؤلة عنهم و استقلوا احدى الاتوبيسات التى كانت متراصة امام باب المطار , و توجهوا الى الفندق حيث نزلت الفتاتان معا فى نفس الحجرة , حيث اخذوا قسطا من الراحة ثم تناولوا غداءهم , وبعد الغداء امتد الحديث بينهما الى وقت متأخر, وكان معظم الحديث عن مصر و المصريين وهؤلاء السائحين الذين يفدون من كل مكان الى هذه المدينة . كانت الفتاتان متقاربتين في العمر لكن نتالي كان يبدو انها اكبر قليلا , كانت كاترينا متوسطة الطول , ذات شعر اصفر تتركه على سجيته , وعينين زرقاوين , ذات انوثة واضحة , ترتدي بنطلون جينز وبلوزة بدون أكمام تظهر جزءا من كتفيها , بينما نتالي طويلة بعض الشئ و تميل الى النحافة , وشعرها اسود فاحم وقد جمعته في ضفيرة كبيرة جمعتها خلف رأسها ......
فى اليوم التالى تجولت الفتاتان معا فى البلدة في الصباح , وقد استرعى انتباه كاترينا العدد الكبير من السائحين من مختلف الجنسيات الذين يتجولون بالبلدة في هدوء و أطمئنان , خاصة مع وجود مهرجان فني و سياحي تصادف اقامته فى هذه الايام . و بعد عودتهم الى الفندق و تناولهم وجبة الغداء قرروا الذهاب الى شاطىء الفندق بعد الظهيرة وقد ظهرت الدهشة على وجهيهما من كثرة السائحين فى هذا الوقت من العام , حيث تشتد البرودة فى روسيا و البلاد الاوربية , فيتجهون الى البلاد المعتدلة المناخ مثل مصر حيث يجدون مهربا و ملاذا فى دفىء مصر ومدنها الساحلية مثل شرم الشيخ و الغردقة و غيرهما.
ظلت الفتاتان تسبحان و تقومان بالغطس هنا و هناك وقد اعجبت كاترينا كثيرا بتلك الشعب المرجانية الممتدة بطول الشاطىء , و كذلك هذا التنوع اللانهائى فى اشكال و الوان و احجام الاسماك و الكائنات و النباتات البحرية التى تمتلىء بها المنطقة .
خرجت كاتى من الماء بعد فترة وجيزة قائلة لزميلتها : سأكتفى اليوم بهذا القدر من السباحة و , سأحاول مرة اخرى غدا . ضحكت ناتالى و هى تقول : اننا لم نسبح كثيرا يا كاتي . أنا اريدك ان تأتى معى للغطس غدا , ممكن أن نذهب مع المراكب التي تذهب الى جزيرة تيران القريبة للغطس هناك , ردت كاتى : ليس لى قدرة على ممارسة الغطس طويلا , فانا اعاني منذ طفولتي من مشكلة قديمة فى القلب , لذلك لا استطيع ممارسة الغطس لفترات طويلة . ردت ناتالى : لاحاجة بك للغطس فترات طويلة , يكفى ان تتعلمي مبادىء الغطس , حيث ان عمق المياه هنا للغطس لايتعدى خمسة او ستة امتار و ستشاهدى كل جمال المكان . قالت كاتي : ساحاول ذلك غدا , لقد رأيت الكثير من خلال نظارة الماء هذه , تقول ذلك و هى ممسكة بنظارة الماء التى تستعمل فى السنوركلينج , واكملت قائلة : فعلا مناظرالشعب المرجانية والاسماك هنا لايقاوم , نحن لا نرى ذلك في بلادنا اطلاقا , كما ان الجو دافىء و الشمس مشرقة معظم الوقت , هذه المدينة فعلا من اجمل المدن التى رأيتها .
قالت ناتالى : الم اقل لك انك ستحبين هذا البلد سريعا . وعندما ستتعاملين مع الناس هنا ستشعرين بجاذبية هذه البلد اكثر . قالت كاتي : فعلا ارى الناس هنا ودودين رغم مظاهر الفقر التى تظهر على بعضهم . ربما افكر ان اقضى هنا وقتا اطول . قالت ناتالي :ا نا يكفيني ان اجىء هنا اسبوعين كل سنة , أنسى بلادي فيهم , ثم اعود لبلدى حيث أعود لأمارس حياتى العادية , كما تعودتها وسط الناس و التقاليد التى الفتها , وانتبهى لكلمة التقاليد التى تعودت عليها , هنا التقاليد و العادات مختلفة كلية عما الفناه فى بلادنا . قاطعتها كاتي قائلة : دعينا من موضوع الحياة هنا او هناك الان , هل جئنا لنعيش هنا ؟ .. دعينا نذهب للراحة الان ثم نحاول اخذ جولة فى المدينة قبل الليل .....وهكذا اتجهت الفتاتان الى الفندق وهما يتيادلان الحديث والنظرات عما يرونه من امامهما من مناظر المدينة و سكانها وبحرها .
وصلت الفتاتان الى الفندق واستراحتا قليلا و بعد قليل ارادت ناتالى ان يخرجا لجولة بالخارج , و اذا بكاتي تخبرها انها لن تستطيع الخروج معها لانها تشعر بارهاق شديد خاصة بعد الفترة التى قضتها فى السباحة صباح اليوم مع ما تعانى منه من مشكلة قديمة فى القلب منذ طفولتها , وقد اخبرت ناتالي , انها سوف تتناول بعض الادوية و تستريح قليلا , لأنها كما يبدو قد بذلت مجهودا كثيرا في السباحة خلال الصباح , ولذلك فستحاول اخذ قسط من الراحة الان . قالت نتالي : لاتنسي اننا قدمنا هنا من اجل البحر و التجول فى المدينة . ردت كاتي :اذهبى انت الان للنزهة او للبحر , تمتعى بوقتك , و انا عندما استريح سأذهب لجولة فى المدينة , و قد نلتقى هناك ....
قالت نتالي :اذن سأستريح انا الاخرى على ان نذهب معا لجولة فى المدينة في المساء , لقد احببتك و اود ان نقضى أطول وقت معا حتى نعود لبلدنا .
فى المساء اتجهت الفتاتان الى منطقة الهضبة حيث الاسواق و المحال التجارية التى تبيع مختلف البضائع و التذكارات , وقد قابلوا هناك بعض زملائهم من اعضاء الفوج السياحي الذين جاءوا معهم , حيث تجولوا معا فى سوق البلد القديم , واشتروا بعض حاجاياتهم و بعض التذكارات من تلك المحال , ثم اتجهت الفتاتان الى احدى المطاعم وتناولوا عشائهم , وقد لاحظت كاتى وجود كثيرا من السيدات الروسيات يعملن فى بعض المحلات , وعندما اخبرت نتالي بتلك الملاحظة , ردت عليها بقولها : الم اخبرك بان الحياة هنا مريحة حتى لكثير من الاجانب , دعينا نعود الى الفندق و سأخبرك الكثير عن حياة هؤلاء الناس , مصريين و روس وستعجبين مما سأقوله لك.
اتجهت الفتاتان للعودة الى الفندق , و عندما ارادت نتالي استدعاء تاكسى ليقلهم فى العودة طلبت كاتى منها ان يحاولوا السير قليلا على اقدامهم , وعندما يشعران بالتعب فيمكنهما أن يستقلا اى سيارة اجرة , و قد لاحظت كثرة عدد هذه السيارات بالمدينة.
سألت كاتي زميلتها عن هؤلاء السيدات الروسيات اللاتى يعملن فى هذه المحال التجارية , خاصة انهم يتعاملون مع الزبائن المصريين باللغة العربية , ويتصرفون كأنهم اصحاب المحال , كما لاحظت ان نتالي تعرف احداهن و تكلمت معها كثيرا.
قالت نتالي لكاتي : اراك مغرمة بمعرفة احوال هؤلاء الناس هنا , سأخبرك بما اعرف , بعض الروسيات يحضرون هنا مثلنا لقضاء أجازتهن و السياحة , ثم يعجبون بالبلد و قد يصادقون بعض الشباب المصريين هنا وتنشأ بينهم قصص الحب كما فى الافلام الرومانسية , وهذه القصص تنتهى احيانا بعودة الفتاة الى بلدها , عندما تنتهى فترة الفوج السياحي الذى جاءت معه , واحيانا تستمرقصة الحب بعض الوقت , و نادرا تنتهى بالزواج كما فى كل بلاد العالم.
قالت كاتي و قد بدت الدهشة على وجهها : وهل يتوافقان معا ؟؟ ردت نتالي قائلة :ا حيانا نعم و كثيرا لا , انت عشت كل حياتك فى روسيا , والحياة والتقاليد و السلوكيات و العادات التى تعودنا عليها هناك مختلفة كثير ا عن عادات وطبائع الناس هنا , لذلك هذه الزيجات قد تستمر في النادر , و قد تنتهى حسب ما يحدث من توافق بين الاثنين , هذه ظواهر عادية فى كل مكان و زمان , لكن مع اختلاف الطبائع فالصورة تكون اوضح.قالت كاتي : وهل يعقدون هذا الزواج فى الكنائس ام فى هذه الجوامع التى اراها منتشرة هنا فى كل مكان؟؟ ردت نتالي : لو كان الاثنين مسيحيين , و من الطائفة الاارثوذكسية مثل معظم الروس , فقد يعقدون الزواج فى احدى الكنائس هنا حيث معظم المسيحيين فى مصر من طائفة الارثوذوكس أيضا , مع بعض الاختلافات عن الارثوزوكس عندنا , لكن لو الشاب مسلم و المسلمين هنا هم الغالبية , فغالبا سيكون العقد مدنيا في المحكمة , او شكليا ,لان فى معظم هذه الزيجات يظل كل منهما على ديانته ومعتقداته , وفى رأى الشخصي انه كى ينجح هذا الزواج المختلط , فلابد ان يتقبل احدى الطرفين معتقدات الآخر , و يتنازل عن بعض معتقداته , وهذا قد يكون مستحيلا غالبا.
قالت كاتي : اذن هم لا يعقدون الزواج فى هذه الجوامع حتى بينهم كمصريين معا ؟؟ ردت نتالي : فى هذه النقطة لا اعرف . لقد اخبرتك بما اعرف وهو قليل كما ترين حيث اننى احضر هنا للسياحة و السباحة و للغوص فقط و لا اكثر, والان اخبرينىي عن احوالك انت فى روسيا ان لم يكن هذا يضايقك , فأكيد سيكون بيننا اتصال ما عندما نعود الى بلادنا . ردت كاتي قائلة : لا , لايضايقنى ان اخبرك ببعض ظروفي هناك , هذا يريحني أحيانا أن أتكلم عن حياتي , لقد ولدت فى مولدافيا , و تعلمت فيها و درست الكيمياء فى احدى جامعتها , وتزوجت احد اصدقائى فى وقت ما وعشنا معا فى موسكو حيث كنا نعمل نحن الاثنين , و انجبت طفلة عمرها الان حوالى اربع سنوات , , اختلفت مع زوحى بعد ثلاث سنوات من الزواج و انفصلنا و عدت مع طفلتى الى مولدافيا لاعيش مع والدي , و لكنهم عادوا الى موسكو حاليا , و يعيشون هناك , فهي بلدهم الاصلية و أنا أعمل أيضا في موسكو , حيث درست اللغة الانجليزية واجدتها , و كذلك اللغة الاوكرانية , ثم جئت الى هنا لاستريح قليلا , ثم اواصل مسيرة الحياة كم يقولون..قالت نتالي وهى تبتسم : يبدو انك شاعرة ايضا.....ردت كاتي : لست شاعرة ولكنى اشعر كأننى مثل الطير الصغير اود الانطلاق فى كل مكان , فهذا يسعدنى كثيرا . والان جاء دورك لتخبريني عن نفسك فليس من المعقول بعد صحبتنا هذه أن نفترق مثل الاغراب . قالت نتالي : ابدا , نحن اصلا من اهالى موسكو أيضا , ولكن والدي عاشا فى اوكرانيا حيث ولدت هناك , وبعد ان تفكك الاتحاد السوفييتي , و بدأت بعض المشاكل بين روسيا و اوكرانيا , فقد بدأوا ينظرون الينا فى اوكرانيا كضيوف غير مرغوب فيهم , وعندما قررنا الرجوع الى موسكو ونحن نتكلم بالاوكرانية ,حيث عشنا هناك معظم حياتنا , فقد بدأوا ينظرون الينا كجواسيس أوكرانيين , تبدلت النظرة الينا هنا و هناك و تبدلت المعاملة , وبعد فترة قررنا الرجوع الى كييف فى اوكرانيا , حيث اهل والدتى , وكان قد مات والدي اثناء وجودنا فى روسيا , درست اللغة الانجليزية مثلك واعمل فى مجال الترجمة , واحيانا فى التدريس ببعض المدارس الخاصة , تزوجت و معى طفلا صغيرا , كان زوجى مثاليا لكنه انقلب فجأة مع التغييرات التى حدثت فى روسيا ربما , و اصبح يشرب كثيرا و عصبى المزاج ولا اراه الا على فترات متباعدة , اقضى وقتا طويلا مع والدتى احيانا , واحضر الى هنا او اذهب الى تركيا للاستجمام عندما اشعراننى سأنفجر من الغيظ من أسلوب حياة زوجي المتقلب , واقول لابد ان تسير المركب بطريقة ما ,ا مى تشعر بى و عندما احاول اعطاءها مالا عندما اترك معها طفلى الصغير ترفض فهى تعمل فى وظيفة جيدة كطبيبة اسنان , انا احبها كثيرا و لولاها لكنت ربما ارتكبت كثيرا من الاخطاء . قالت كاتي : وماذا عن زوجك الان؟؟ردت نتالي قائلة : يبدو انه نسينا انا و ابنتى , هو يحضر لنا على فترات متباعدة و يترك لنا بعض المال , وهاهى حياتنا الان , كثيرا من الملح مع بعض السكر . تقول ذلك و تبتسم , انت ترين ان حياتينا ا متشا بهتين الى حد كبير .....قالت نتالي : لقد كنت اود ان ينشأ الطفل بيننا , لكنه كما يبدو لايريد ذلك .ا حيانا يقول لى انه سأم الحياة فى روسيا , ويريد ان يذهب ويعيش فى امريكا بأى طريقة و سيرسل لنا كى نذهب له هناك , هذا إذا نجح في السفر اليها .....كما يقولون كثيرا من الضجيج و لا نرى طحينا.
قالت كاتي :هونى عليك هكذا كلها الحياة , نرى فيها مشاكل و اختلافات لاتحصى.
ردت نتالي :اننى اتفق معك لكن المشكلة ان زوجي مازال يجرب كل حانة فى البلد ولا ادرى متى سيذهب الى امريكا او غيرها . نظرت كاتى الى بعيد وهى تقول : الان علينا ترك كل هذا وراء ظهورنا و نحاول التمتع قدر الامكان بالاسبوعين الذين سنقضيهم هنا فى هذا البلد الجميل , اخبرينى ما هو برنامج الغد؟؟ردت نتالى : لاجديد , نذهب صباحا الى البحر قليلا ثم نعود للفندق للغداء و نأخذ استراحة وبعدها نحاول مزاولة بعض الرياضة وقد نذهب ليلا للرقص فى اى ملهى قريب او فى الفندق وبعد ذلك ليس امامنا الا النوم !!هل يوجد برنامج آخر امامك ؟؟ قالت كاتى : ليس فى دماغى شيئا آخر حتى هذه اللحظة , لكن قد احاول غدا تغييرالبرنامج بعض الشىء , احب البحر و السباحة مثلك لكن احيانا المجهود الزائد يرهقنى لاننى كنت فى طفولتى اشكو من مشاكل فى القلب ومازلت اتناول بعض العلاجات خصوصا اذا شعرت ببعض الالام بالصدر او صعوبة فى التنفس بعد مجهود زائد , ربما بعد البحر غدا قد افكر فى التجول قليلا لكنى اكيد لن اظل بالبحر كثيرا , دعينا نأخذ هذه المسافة الباقية الى الفندق بتاكسى , ثم اشارت لاحدى سيارات الاجرة واستقلوها الى الفندق , وقد ظهرت خبرة نتالى وجرأتها في التعامل مع المصريين فى الاتفاق مع سائق التاكسى الذى كان يحاول اخذ اكثر ما يمكن منهما لكن نتالى افهمته انها رغم روسيتها فانها تعرف كيف تتفاوض فى مثل هذه الامور , وقد امتثل السائق اخيرا لما اعطوه له وهو يبتسم مندهشا من معرفة نتالى بالاجرة المناسبة وقد عرض عليهما ان يعطيهم رقم تليفونه كى يطلبوه لاى مشوار لهما لكن نتالى اعتذرت له بلباقة وهى تبتسم شاكرة له عرضه قائلة ان المدينه بها سيارات اجرة كثيرة ولاحاجة لهم بذلك العرض.