Siline-amir

Share to Social Media


_عبـر اسـتفزازه و تشـتيت تركيـزه، ... والأن أنظـر لقـد وصلنـا إلـى القصـر المظلـم، ... انتظرنـي هنـا ...
     _ولكنك لم تشرح لي كيف ستفعل ذلك ؟
_لاحقـا، لاحقـا يـا أبـي، ...

     هكـذا قـال الفتـى وهـو يتقـدم إلـى قصـر عظيـم ومخيـف، يضـع يـده علـى جـدار القصـر ويغمـض عينيـه فتبـدأ حـرارة القصـر بالارتفـاع شـيئا فشـيئا، ... ثـم يقتـرب مـن البـاب الكبيـر الـذي يفتـح لوحـده، يضـع غطـاء رأسـه، يختفـي ويدخـل بهـدوء كبيـر، ... المـكان واسـع ومظلـم و الفتـى يشـعر بحـر شـديد، يركـز نظـره علـى المشـاعل الموجـودة علـى الجـدران فتشـتعل وتضـيء المـكان ... يقتـرب أكثـر يلاحـظ أدراج كبيـرة تقـود للطابـق الأول يصعدهـا بسـرعة وخفـة ...

صوت الأفتار « لنبدأ بالبحث عنه في هذا الطابق أولا »

_الوحش موجود في الطابق العلوي يا أبي .
        _وكيف عرفت ذلك ؟
_لأنـه سـابقا وقبـل أن يتحـول الـى مصـاص دمـاء كان أميـرا، والأمـراء لا يعيشـون فـي الطابـق الأرضـي مـع الخـدم، ... بعـض العـادات المكتسـبة لا يمكـن نسـيانها أو تجاوزهـا حتـى مـن قبـل الوحـوش.

    يصـلان إلـى غرفـة عظيمـة تحتـوي فـي وسـطها تابوتـا ضخمـا، ... يتقـدم إليـه الفتـى فيجـده فارغـا « امممممـم، لقـد خـرج الوحـش مـن مخبئـه، ... إنـه وقـت الجـزء الثانـي مـن الخطـة»

    فجـأة يصبـح «سـامي» مرئيـا تمامـا ويتحـول إلـى اثنيـن، ... ثـم أربعة، ... ثم ثمانية، ... ويواصل الانقسام والتكاثر حتى يصل إلى أكثر مـن مئـة «سـامي».

    صـوت مرعـب قـادم مـن زاويـة الغرفـة « هـل تحـاول خداعـي بهـذه الألعـاب الصبيانيـة ؟ أيهـا الأحمـق ألا تعلـم مـن أنـا ؟»

_الصـوت قـادم مـن تلـك الزاويـة، ... إذن فالوحـش موجـود فـي داخـل هـذه الغرفـة، ... فجـأة يبـدأ أشـباه «سـامي» فـي التحـرك داخـل الغرفة بشكل عشوائي، و «سامي» الحقيقي يقترب في وسطهم ومن بينهـم ويتسلل إلـى الجـدار، يضـع يـده عليـه ويغمـض عينيـه ويتخيل أن الغرفة بأكملهـا مغطـاة ومطليـة بالفضـة الخالصـة، ... فتتحـول جـدران الغرفة إلى الفضة، في هذه الأثناء فان مصاص الدماء يحس بظهره يحتـرق لأنـه يتكـئ علـى الحائـط فيصـرخ ويبتعـد عنـه، ويبـدأ بالصـراخ ومهاجمـة أشـباه «سـامي» واحـدا واحـدا، يضربهـم بقـوة بيديـه ومخالبـه الكبيـرة فيتلاشـون واحـدا واحـدا حتـى وصـل إلـى «سـامي » الحقيقـي، الـذي أخـرج حجـر التنيـن مـن جيبـه فجـأة فانطلـق منـه نـور سـاطع جعـل الوحـش يسـارع لحمايـة وتغطيـة عينيـه بكلتـا يديـه،... فـي هـذه اللحظـة أصبـح مـكان قلـب «دراكـولا» واضـح للفتـى فقـام بـكل قوتـه بغـرز ذلـك الوتـد الفضي فـي قلبـه، ... هنـا توقـف الوحـش عـن الحركـة تمامـا وجحظـت عينـاه وأمسـك بالوتـد الفضـي بكلتـا يديـه محاولا إخراجه بينما قام «سامي» بِسَلّ سيفه وضربه ضربة واحدة قائـلا « مُـت أيهـا الشـرير ...» وهكـذا قـام بفصـل رأسـه عـن جسـده ... وبعدهـا قـام بإخـراج الـرأس والجسـد مـن القلعـة المظلمـة ووضعهمـا متباعديـن مقابـل أشـعة الشـمس التـي حولتهـم فـي لحظـات إلـى رمـاد تذروه الرياح، وهكذا كانت نهاية المصاص الأول، ... لقد زالت لعنته بموتـه وشُـفي كل المرضـى وتحـول باقـي المسـتذئبين إلـى أنـاس عادييـن.

يعـود «سـامي» رفقـة الأفتـار و«السـندباد» إلـى الكهـف العظيـم.

«القزم حكيم» مبتسما وقائلا « فوز باهر يا «سامي»، ... نحن فخورون بك»

«بابـا نـوال» مواصـلا « لقـد ارتقيـت لتـوك إلـى مسـتويين مـرة واحـدة وهـذا لـم يحـدث مسـبقا، أنـت الآن مقاتـل مـن المسـتوى السـادس بصفـة رسـمية»

    يقتـرب «سـامي» مـن الطاولـة ويضـع حجـر التنيـن ثـم بندقيتـه و سـيفه ورداءه تزامنـا مـع قولـه « انـا أقتـرح مواجهـة الوحـش الاخيـر مباشـرة ثـم مواجهـة الغـول بعـده أيهـا السـادة»

   المعلـم «سـبلينتر» ليـس بعـد يـا «سـامي» ... ليـس بهـذه السـهولة،... عُـدْ الآن لغرفتـك لترتـاح وجهـز نفسـك لمهمـة أخـرى.

   يعـود الفتـى رفقـة الأفتـار لغرفتـه متعبـا ويرمـي بنفسـه فـوق سـريره قبـل أن يغـط فـي نـوم عميـق دون أن يطفـئ أضـواء غرفتـه ...يبتسـم الأفتـار وهـو ينظـر إليـه قبـل أن يتكفـل بإطفـاء الأضـواء ثـم التلاشي بعدهـا.

   في اليوم الموالي يستيقظ الفتى و يُصِر على تناول الإفطار رفقة قريبـه مـع أن السـيد «أسـعد» قـد أكّـدَ لـه أن «محمـود» لا يسـتيقظ فـي هـذه السـاعة بسـبب الأدويـة التـي يتناولهـا، فمـا كان مـن الفتـى إلا أن طلـب دخـول الغرفـة، فيوافـق زوج عمتـه بشـرط أن يسـتأذن مـن العمـة وأن يدخـل بهـدوء .

    يتقـدم ويطـرق البـاب بلطـف قائـلا بصـوت منخفـض « عمتـي «كاميليـا» هـل بإمكانـي الدخـول؟ »

ترد عليه بصوت لا يكاد يسمع « نعم تفضل »

    يدخـل فيشـاهد عمتـه واقفـة بجانـب سـريرها وتقـوم بترتيبـه وهـي تشـير لـه بالصمـت لأن «محمـود» لا يـزال نائمـا، ينظـر حيـث أشارت فيشاهد سريرا في الجهة الأخرى من الغرفة مخصصا لقريبه وهـو ممدود عليه ويغـط فـي نـوم عميـق، ... يبتسـم ويغـادر.

    اليوم هو السـبت وهو يوم عطلة و«سـامي» لم يحدد بعد أين وكيـف سـيقضي هـذا اليـوم، ليقـرر قضـاء بعـض الوقـت مـع القـارض «بوبـي» ثـم مطالعـة إحـدى رواياتـه فـي انتظـار أن يسـتيقظ «محمـود » والـذي لـم يتأخـر عـن ذلـك لأن صوتـه قد مـلأ المـكان.

    يخـرج «سـامي» مسـرعا فيلتقـي بـزوج عمتـه فـي الـرواق فيسـأله قائـلا مـاذا لـو توجهنـا أربعتنـا للبحيـرة الكبيـرة لنصطـاد بعـض الأسـماك؟

_فكرة جيدة لكن عمتك لا تحب الطبيعة.
        _ستحبها إذا وافق «محمود»
_وهذه أيضا فكرة جيدة.
        _إذن جهز نفسك وجهز السيارة يا عمي وأنا سأتكفل بالباقي ... هكذا قال «سامي» وقد انطلق بالفعل في اتجاه غرفة العمة.

     يدخـل بعـد أن اسـتأذن مـن عمتـه مرة أخرى ويتجـه مباشـرة نحـو «محمـود» قائـلا « مـا رأيـك فـي رحلـة للبحيـرة الكبيـرة مـن أجـل صيـد بعـض الأسـماك يـا «محمـود» ؟ سـنقضي وقتـا ممتعـا » ... يرمـش «محمـود» مـرة واحـدة دلالـة علـى الموافقـة، فتنظـر العمـة لسـامي قائلـة « مهـلا يـا «سـامي»، هـذا النـوع مـن الرحـلات يحتـاج لتحضيـر مسـبق و... » يقاطعهـا « لا نحتـاج لأي تحضيـر يـا عمتـي، فالصنـارات موجـودة فـي حالـة جيـدة، وقـد قمـت بنفسـي بتوضيبهـا بعـد آخـر رحلـة صيـد وعمـي الآن يسـخن سـيارته، وكل مـا سـنحتاجه هـو أن نأخـذ معنـا علبـة أدويـة «محمـود»، وبالنسـبة للطعـام سنشـتريه جاهـزا فـي الطريـق»

    هكـذا قـال «سـامي» وقـد نظـر لـ«محمـود» وغَمَـزَ لـه فيفهـم الثانـي الاشـارة ويبـدأ بالتلـوي وإصـدار الكثيـر مـن الأصـوات فتوافـق العمـة مجبـرة وعلـى مضـض.

    وهكـذا يتجهـون إلـى البحيـرة الكبيـرة، العمـة كاميليـا تجلـس على الكرسـي الأمامـي بجانـب زوجهـا بعـد أن قامـت معـه بوضـع «محمـود » بـكل رفـق علـى المقاعـد الخلفيـة بجانب «سـامي» ، ويمـرون بعدهـا علـى محـل لبيـع مسـتلزمات الصيـد ليشـتري «سـامي» بعـض الديـدان الجافـة، ثـم يمـرون علـى مطعـم قريـب يقـدم وجبـات جاهـز فيشـترون الكثيـر مـن البيتـزا وبعـض المشـروبات.

     بعـد وقـت قصيـر يصلـون إلـى البحيـرة، يقـوم «سـامي» بإعطـاء بعـض الـدروس النظريـة لعمتـه حـول كيفيـة تركيـب الطعـم وكيفيـة رمـي الصنـارة، ... العمـة كاميليـا تحـاول جاهـدة إخفـاء اشـمئزازها وقرفهـا مـن منظـر الديـدان الجافـة لكنهـا فشـلت فـي ذلـك، ... لتطلـب مـن «سـامي» أن يقـوم هـو بذلـك نيابـة عنهـا وسـتتكفل هـي بالباقـي، أمـا السـيد «أسـعد» فهـو خبيـر ومتمـرس ولـه بـاع طويـل فـي فنـون الصيـد بالصنـارة، وهـو مـن علَّـمَ سـامي سـابقا كل مهاراتـه، وبالنسـبة لصنـارة «محمـود» فقـد أشـرف «سـامي» بنفسـه علـى تركيـب طعـم لـه ثـم قـام بتركيبهـا علـى حامـل الصنـارة المغـروس علـى الشـاطئ أمامـه مباشـرة وأوصـاه أن يركـز اهتمامـه علـى الجـرس الصغيـر المثبـت عليهـا.

     يمـر اليـوم سـريعا وممتعـا، و أجمـل لحظـة فيـه هـي عندمـا أمسـكت صنارة «محمود» بشيء، صوت الجرس لا يكاد يسـمع لكن صـوت «محمـود» مـلأ المـكان، ... تسـارع العمـة إلـى الصنـارة المثبتـة وتنجـح فـي اسـتخراج سـمكة كبيـرة أعقبتهـا فرحـة عارمـة لـم يعشـها «محمـود» حتـى فـي أجمـل أحلامـه.

     ينتهـي اليـوم سـريعا بحصيلـة تمثلـت فـي خمسـة سـمكات كبيـرة للسـيد «أسـعد» وثـلاث مـن نصيـب العمـة بينمـا اصطـاد «سـامي» سمكة واحدة صغيرة الحجم وسمكة عملاقة من نصيب «محمود».

     فـي طريـق العـودة تسـأل العمـة زوجهـا شـراء وجبـة العشـاء جاهـزة لأنهـا تشـعر بالكثير من التعـب وقبـل أن يجيبهـا زوجهـا يقـول «سـامي» « نحـن نريـد تنـاول هـذه الأسـماك التـي اصطدناهـا يا عمتـي، و«محمـود» يريـد تنـاول سـمكته التي اصطادها بنفسـه » وقبـل أن ينتهـي الفتـى مـن كلامـه يبـدأ «محمـود» فـي التّلـوي وإصـدار أصـوات غيـر مفهومـة، فينفجر السيد «أسعد» ضاحكا على وضع العمة التي قالت « حسنا حسـنا، ... أنـا موافقـة، سـنتناول تلـك الأسـماك علـى العشـاء»

     علـى طاولـة العشـاء تجاهـد العمـة فـي تنقيـة السـمكة الكبيـرة مـن الأشـواك مـن أجـل ابنهـا والـذي التهمهـا التهامـا وسـط ضحـكات الجميـع، ... بعدهـا يسـتأذن «سـامي» فـي المغـادرة ويتوجـه لغسـل أسـنانه ثـم التوجـه لغرفتـه حيـث ينتظـره الأفتـار لبـدأ مهمـة جديـدة. ...

 

   المهمة السابعة: الحصول على صندوق باندورا

  داخل الكهف العظيم تتشـكل الهالـة الضبابيـة ويخـرج منهـا «سـامي»  والأفتـار، فيلاحـظ الفتـى وجـود الكثيـر مـن الشـخصيات علـى الجانـب الأيمـن فيتعـرف عليهـم فـورا، ... وهـم كل '' «هالـك العجيـب» ... «سـبايدرمان» ... «باتمـان» ... «سـوبرمان» ... «ثـور»  ... إلخ ، بعدهـا ينظـر إلـى الحكمـاء الخمسـة فيشـاهدهم مجتمعيـن حـول الطاولـة الكبيـرة رفقـة «هرقـل» العظيـم وهـو يرتـدي جلـد الأسـد الأسـطوري.

      يصرخ الفتى بصوت مرتفع «  إنه «هرقل»، ... إنه «هرقل » .. » ويشير بيده إلى «هرقل»، فينبهه الأفتار قائلا بصوت خافت « أصمت قبل أن » ...

ينظـر الجميـع بغرابة ناحيـة الفتـى دون أن ينطقـوا بكلمـة واحـدة، أمـا «هرقـل» فقـد ابتسـم لسـامي وبعدهـا التفـت ثانيـة للطاولـة رفقـة باقـي الحكمـاء و واصلـوا اجتماعهـم كأن شـيئا لـم يكـن.

«بابـا نـوال» مواصـلا كلامـه للجميـع وهـو يشـير بيـده إلـى مجسـم صغيـر لمدينـة «قيرطـا» موضـوع علـى الطاولـة « إذا كمـا اتفقنـا أيهـا السـادة، سَـنُكَلِّفُ «ثيسـيوس» وجيشـه بتأميـن المنطقـة الشـمالية كاملـة مـن هنـا -ويشـير بيـده علـى الخريطـة- لغايـة مصـب ''وادي الرمـال'' هنـا، ... أمـا أنـت يـا سـيد «هرقـل» فعليـك قيـادة الأبطـال الخارقيـن و تأميـن البوابـات السـبع للمدينـة ».
 
      يـرد هرقـل قائـلا « حسـنا أيهـا السادة الحكماء، ... إعتمدوا علينا، ... » ويحمل تلك الهراوة الكبيرة الموضوعة بجانب الطاولة ويلتفت الى باقي شخصيات الأبطال قائلا « هيـا بنـا أيهـا الأبطـال، فقـد حـان دورنـا »
  
   يستعد الأبطال الخارقون ويحمل كل منهم سلاحه بينما يتقدم «هرقـل» مباشرة إلى
«سـامي» ،  ثـم يتوقـف أمامه مباشـرة ويضع يده على كتفه قائلا « نحن نعتمد عليك يـا «سـامي» فـلا تخيـب أملنـا، ...»
يـرد عليـه بدهشـة كبيـرة « مـاذا ؟! ... تعتمـدون علـي ؟!!!! ... كيـف وأنتـم مجموعـة أبطـال خارقيـن ؟»
     يصمـت «هرقـل» للحظـة واحدة  قبـل أن يقـول تلـك الكلمـات « لأنـك حقيقـي ونحـن مجـرد خيـال ... لأنـك بطـل ونحـن مجـرد أسـاطير » ...
  
   يصمـت الفتـى وهـو يفكـر بهـذه الكلمـات المحفـزة والتـي خرجـت مـن فـم «هرقـل» شـخصيا ، والذي واصل طريقـه متبوعا بِفرقَة الأبطـال خـارج الكهـف ، ولم يقطـع صمـت الفتـى وتفكيـره إلا صـوت «القـزم حكيـم» حين قال « مرحبـا بـك يـا «سـامي» » فينتبـه الفتـى أن الحكمـاء الخمسـة ينظـرون إليـه...
 
     يقتـرب منهـم فتبـادره «بوكاهانتـس»  قائلـة « كما سـَمعتَ وشـاهدتَ يـا «سـامي» فقـد كَلّفنـا «هرقـل» و باقـي الأبطـال بتأميـن بوابـات المدينـة ، ولهـذا فعليـك القيـام بالمهمـة رقـم 13 والتـي كان مـن المفـروض أن يقـوم بهـا هـو »

يواصـل «قـزم حكيـم» « مهمتـك اليـوم صعبـة جـدا لأنـك سـتكون وجهـا لوجـه مـع الجبابـرة والأسـاطير علـى جبـل ''أولمبـس'' فهل أنـت مسـتعد ؟» ..
_ومن سأواجه بالضبط يا سيدي ؟
يجيبـه «القـزم حكيـم» بعد أن اقترب منه  « لـن تواجـه أحـدا، أو ربمـا قـد تواجـه الجميـع، ... لا أحـد يعلـم ؟! »..
 
      يصمـت «سـامي» مسـتغربا مـن هـذه المهمـة قبـل أن يخاطبه المعلـم «سـبلينتر» قائـلا « مهمتـك يـا «سـامي» هـي إحضـار صنـدوق «بانـدورا» مـن جبـل ''أولمبـس'' ».
 
     يتفاجئ الفتى جدا بعد سماعه لهذه الكلمات قبل أن يرد قائلا « ماذا ؟! ... ذلك الصندوق الشرير ؟! هل أنتـم متأكـدون ؟ »
 
    يـرد عليـه المعلـم «سـبلينتر» ثانيـة بـكل هـدوء مـع ابتسـامة كبيـرة قائـلا « ذلـك الصنـدوق لـم يعـد شـريرا يـا «سـامي» ... ذلـك الصنـدوق هـو الوحيـد القـادر علـى تغييـر مجريـات معركتنـا ضـد الغـول »
_كيف وهو مليء بكل شرور العالم ؟
يقول «بابـا نـوال» مواصلا الشرح « ... اسـمعني جيـدا يـا «سـامي» ... عندمـا فتحـت «بانـدورا» ذلـك الصنـدوق آخـر مـرة ، خرجـت منـه كل الشـرور وكل أمراض البشرية من حسد ونفاق وغيرة وخبث وحروب وموت وكل مـا يمكنه أن يسـمّم الحيـاة الإنسـانية، فسـارعت «بانـدورا» لإغلاقـه لكنها أغلقـت علـى «الأمـل» بداخلـه، ... نحـن بحاجـة للأمـل يـا «سـامي» والأمل مخبأ داخل ذلك الصندوق »

« حسـنا، ... أنـا موافـق، ... سـأحضره لكـم، ... » هكـذا قـال الفتـى وهـو يضـع رداءه السّـحري علـى ضهـره ثـم يقـوم بربـط السـيف الأسـطوري علـى خصـره، بعدهـا يحمـل البندقيـة، ينظـر إليهـا ثـم يعيد وضعهـا علـى الطاولـة ويلتفـت لأفتـار والـده قائـلا « هيـا بنـا إلـى جبـل ''أولمبـس'' يـا أبـي »
  
    يتكفـل السـلاحف الأربعـة بمرافقـة الفتـى والأفتـار لخـارج الكهـف ، حيـث يجـدون «السـندباد» فـي الانتظـار علـى بسـاطه السـحري لتبدأ مغامـرة أخـرى، ... يرتفع البساط بسرعة ليختفي عاليا وسط السحب قبل أن يبادر «سـامي» بسؤال «السـندباد» قائلا :
_والآن أيهـا «السـندباد»  كيـف لـي أن أعـرف مـكان صنـدوق «بانـدورا»  علـى ذلـك الجبـل؟
        _لا أحد يعلم..
_لماذا ؟
      _لأن «بانـدورا» وبعـد أن علمـت أن كل الشـرور قد خرجـت مـن ذلـك الصنـدوق بسـبب فضولهـا اختفـت تمامـا ، ونحـن نعتقـد انهـا ربمـا قتلـت نفسـها بعـد أن شـعرت بالذنـب والعـار بسـبب ذلـك.
_أخبرني إذا كيف بدأ كل شيء؟ وكيف بدأت القصة ؟

     يصمت «السـندباد»  ليسترسل الأفتار قائلا :  _قبل وجود البشر بألاف السنين سادت على الأرض مخلوقات كثيـرة مثـل الحِـن والبِـن والسِّـن، وقـد أفسـدوا فـي الأرض وعاثـوا فيهـا فسـادا حتـى جاءتهـم جمـوع الجـن فحاربوهـم وقضـوا عليهـم، ... وفـي الأخيـر لـم يبقـى إلا الجبابـرة والذيـن سـادوا الأرض بعدهـا، و ملكهـم يدعـى «كرونـوس العظيم» والـذي دخـل فـي حـرب طاحنـة رفقـة باقـي الجبابـرة ضـد ابنـه «زيـوس» وإخوتـه مـن الأسـاطير الذيـن كانـوا يسـكنون جبـل ''أولمبـس'' ، وقـد كانـت الغلبـة للأساطير فـي النهايـة ... وقد قرّروا سـجن باقـي الجبابـرة رفقـة ملكهـم «كرونـوس» داخـل أعمـاق الأرض، بإسـتثناء اثنين فقط عفـى عنهـم «زيـوس» لأنهم لم يدخلوا الحرب وحافظوا على حيادهم ، وهمـا أخويـن أحدهمـا يدعـى «بروميثيـوس» و الآخـر «إبيمثيوس»، وآشترط عليهما مقابل العفو أن يقوما معا بترميم الأرض المحطمة والمدمرة من الحرب، قـام الجبّـاران بالمطلـوب منهمـا علـى أكمـل وجـه لكن روح الانتقام بقيت تسكن صدر «بروميثيوس» ، لهذا قرّر سرقة شـعلة نـار مـن جبـل ''أولمبـس'' رغم معارضة شقيقه ، وأعطاهـا للإنسـان الـذي اسـتفاد منهـا جدا في تسهيل حياته، واستعمالها للإنارة والدفء وطبخ الحيوانات، ولمّـا علـم الملـك «زيـوس» بذلـك غضـب غضبـاً شـديداً فقـرّر معاقبـة «بروميثيـوس» وأصـدر أمـرا بربطـه إلـى صخـرة عظيمـة وأرسـل إليـه بطائـر الـرُّخ ليـأكل لـه كبـده وهـو حـي.
أما شقيقه «إبيمثيوس» وبعد أن علم الملك بمعارضته لشقيقه في فكرة سرقة الشعلة فقد أرسل له بامرأة فاتنة ليتزوجها، إمـرأة جميلـة و فضوليـة جـدا تدعـى «بانـدورا»، وبمناسـبة زواجهمـا أرسـل لهـا «زيـوس» الكثيـر مـن الهدايـا مـن بينهـا صنـدوق مكتـوب عليـه عبـارة ''لا يُفْتَـح''  ولـم يكـن أحـد يعلـم مـا يحتويـه ذلـك الصنـدوق فـي ذلـك الوقـت، وباقـي القصـة أنـت تعرفـه.
_قصة جميلة، ... لكنها مجرد أسطورة.
     _ليسـت أسـطورة يـا «سـامي»، ربمـا هنـاك اختـلاف فـي التسـميات لكنهـا حقيقيـة.
_هـل تعنـي أن هنـاك مـن الجبابـرة والأسـاطير مـن يسـكن جـوف الأرض إلـى الأن ؟
يصمت الأفتار ويطول صمته .
_أجبني يا أبي.
      _بعض الأمور جهلها لا يضر وعلمها لا ينفع.
_أنا مُصر على معرفة الحقيقة يا أبي.

                                            ....  يتبع

1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.