رسائل الآنسة
جيروشا أبوت
إلى
السيد سميث صاحب الظل الطويل
عزيزي الوصي الكريم الذي يرسل الأيتام إلى الجامعات ها أنا ذي! لقد سافرت البارحة لأربع ساعات بالقطار. إنه إحساس لطيف، أليس كذلك؟ لم أستقل قطارًا من قبل.
إن الكلية هي المكان الأكبر والأكثر إرباكًا؛ إنني أضيع كلما غادرت غرفتي. سأكتب لك وصفًا في وقت لاحق عندما أشعر أنني أقل تشوشا؛ كما أنني سأخبرك عن دروسي. لن تبدأ الدروس حتى صباح الاثنين، وهذه ليلة السبت. لكنني أردت كتابة رسالة أولًا لنتعارف. تبدو الكتابة لشخص لا تعرفه أمرًا غير مألوف بالنسبة لي، بل تبدو كتابة الرسائل أمرًا غريبًا علي تمامًا؛ لم يسبق لي أن كتبت سوى ثلاث أو أربع منها طوال حياتي، لذا تجاوز عنها إن لم تكن كما ينبغي أن تكون.
قبل أن أغادر صباح البارحة، دار حديث جدّي جدًا بيني وبين السيدة ليبيت. لقد أخبرتني كيف أحسن التصرف لما تبقى من حياتي، وكيف أتصرف على وجه الخصوص حيال الرجل الكريم الذي يفعل الكثير من أجلي. عليّ أن أحرص على إظهار الاحترام كثيرًا.
ولكن كيف يمكن إظهار هذا الاحترام لشخص يرغب أن يكون جون سميث؟ لماذا لم تختر اسمًا أكثر خصوصية؟ ربما يمكنني أيضًا كتابة رسائل معنونة "إلى عزيزي مربط الفرس أو علاقة الثياب".
كنت أفكر فيك كثيرًا هذا الصيف، إذ جعلني اهتمام أحد ما بي بعد كل هذه السنوات أشعر وكأنني عثرت على عائلة. بدا الأمر كأني أنتمي لشخص ما الآن، وهذا إحساس مريح جدًا. ومع ذلك علي أن أقول إنني حين أفكر بك، فليس لدى خيالي سوى القليل ليعتمد عليه. هناك ثلاثة أمور فقط أعرفها:
1. أنت طويل.
2. أنت غني.
3. أنت تكره الفتيات.
أفترض أن علي أن أسميك عزيزي السيد كاره الفتيات، عدا أن هذا يهينني بشكل ما. أو عزيزي السيد الرجل الغني، لكن هذا مهينَ لك، وكأن المال هو الأمر الوحيد المهم فيك. بالإضافة إلى أن كونك غنيًا هو سمة خارجية، فقد لا تبقى غنيًا طوال حياتك؛ إذ أفلس الكثير من الرجال الأذكياء في وول ستريت. لكنك على الأقل ستظل طويلًا طوال حياتك! لذا قررت أن أدعوك صاحب الظل الطويل، وآمل ألا تمانع. إنه اسم تدليل خاص، لن نخبر به السيدة ليبيت!
سيقرع جرس الساعة العاشرة بعد دقيقتين. يجزّئ قرع الأجراس يومنا إلى أقسام، فنحن نأكل وننام وندرس وفقًا للأجراس. إنه منعش جدا، أشعر أنني حصان يجر عربة إطفاء طوال الوقت. ها قد أطفئت المصابيح. ليلة طيبة.
لاحظ كم أطيع الأنظمة بدقة، حسب تدريبي في ميتم جون غرير.
المخلصة لك باحترام،
جيروشا أبوت،
إلى السيد صاحب الظل الطويل سميث.