Horof

Share to Social Media

بعد ما إسرائيل عملت اللي عملته عام 1967، ومناطق كتير من دول عربية دخلت زمام الدولة الصهيونية غصب واقتدار، الواد رئيس الوزراء الإسرائيلي «ليفي أشكول» اتصل على الرجالة بتوعه وقال وهو بيزعق :-
- عاوزين نعمل مستعمرات في كل حتة علشان ننقل المواطنين الشرفاء، الشوارع بقت زحمة، إمبارح وقفت 7 ساعات في إشارة شارع بنحاس لغاية ما جاتلي البواسير... آآآآآه براحة يا دكتور البهايم انت.
وفعلا... بعد سنتين ظهرت للنور مستوطنة سكنية اسمها "عوفيرا" في منطقة اسمها "خشم الكلب" عند رأس "أم السيد"، الصهاينة اختاروا اسم عوفيرا لأنه مكتوب في الكتاب المقدس، واختاروا المنطقة دي بالذات دونا عن باقي المناطق لكذا سبب رغم إنها منطقة صحراوية محدش عايش فيها.
السبب الأولاني إنه فيها عين مياه عذبة وبستان نخل وجنبها ميناء اسمه "الدبك"، أما السبب التاني فاااااا قوات حفظ السلام الدولية كانت قاعدة في المكان ده، والسبب التالت بقى إن المنطقة دي كاشفة خليج العقبة كله.
المستوطنة دي كان فيها 500 وحدة سكنية يستوعبوا 2000 مواطن شريف من إياهم، اتبنوا بشكل غريب جدا، كانوا على شكل مدرج، وده مش لأن المقاول مجنون كورة وبيشجع نادي معين، لكن علشان السكان يعرفوا ينطوا من سطح وحدة لسطح الوحدة التانية لو حصل هجوم، ويطلعوا يستخبوا في الأنفاق الموجودة تحت الوحدات.
الوحدات نفسها كانت ضد الرصاص، والخنادق كتيرة ووصلت لمئات الأمتار، ومكنتش مجرد حفر في الأرض وخلاص، لكن الأنفاق عبارة عن غرف مستقلة وكل غرفة لها حمام ومطبخ مستقل، وكمان لها تهوية ملوكي لا هي برد ولا هي حر.
في عام 1973 مصر عملت الجلاشة وأخدت الجيش الإسرائيلي في حطة مقطوعة اسمها المواسير ورا خط بارليف وفضلت تضرب فيه جامد... جامد قوي، والمعروف في الكتب العسكرية إن الجيش الإسرائيلي كان بيصرخ "بلااااااش... حرااااام"، رغم إنه الثابت في كتب التاريخ إنهم كصهاينة.. انبسطوا، ومن ضمن المعارك اللي حصلت معركة جوية اسمها "معركة عوفيرا الجوية"، ودي كانت يوم 6 أكتوبر.
في حرب أكتوبر 1973 مصر حققت اللي كانت عاوزاه بالحرف، عبرت القناة ودمرت خط بارليف، تجاوزت منطقة الممرات والجيش المصري بقى واقف على أرض سيناء، انكسرت حالة الغطرسة ونظرية اللا حرب واللا سلم اللي كانت إسرائيل عاوزة تفرضها، واستنزفت القوة العسكرية لاسرائيل، وبدأت بقى المفاوضات بين مصر وإسرائيل علشان نسترجع باقي الأرض على الهادي كده.
الجماعة الصهيانة ولاد الصهيانة كانوا متوقعين إن المفاوضات مع مصر هتبقى زي سوريا كده، هتطلع تطلع وتنزل على مفيش ، فاااا في عام 1976 يعني بعد الحرب افتتحوا مطار عوفيرا عند المستوطنة، هوووووب في عام 1979 مصر أخدت منطقة "خشم الكلب" بالمستوطنة بالمطار، وعلى عكس مستوطنة "ياميت" اللي عند مدينة رفح، اليهود خرجوا من عوفيرا من غير ما يدمروها، يا دوب بس بوظوا التكييفات وخزانات المياه، وفي عام 1981 البرنس في نفسه سابق عصره «أنور السادات» عمل اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «مناحم بيجن» عند المستوطنة علشان يقوله "راحت عليك يا وديع".
فضلت المنطقة مهجورة لغاية عام 1982 لما مصر قررت تحول منطقة "خشم الكلب" لمنطقة سياحية، فااااا حصل اجتماع لطيف كده ووقفوا المسئولين يبصوا على الخريطة، فعلا... المنطقة لما تبص عليها من فوق شكلها يشبه مناخير الكلب، بس هنعمل إيه؟! نقول للناس تعالوا زوروا "خشم الكلب" هتعجبكم قوي!!! أهلا بكم في راس "أم السيد"!!! تسويقيا مش نافعة ولا سياحيا ماشية ولا تجاريا هتركب، فاااا مفيش حل غير إننا نغير اسم المنطقة دي، ونشوف حاجة كده آخر شقاوة.
بدأت رحلة البحث عن اسم جديد للمنطقة، لغاية ما ربنا هدى المسئولين إنهم يسموا المنطقة على اسم المعالم اللي فيها، المنطقة عبارة عن أرض ساحلية بتطل على خليج، وبالعربي ده اسمه "شرم"، وفي عندنا في المنطقة "قبر الشيخ عطية" جد قبيلة الترابين، واللي يعتبر زي مزار ديني عند البدو، فاااا يبقى نسمي المدينة "شرم الشيخ".
في عام 1982 مصر افتتحت مطار شرم الشيخ الدولي اللي هو أصلا كان مطار عوفيرا، وبدأت المدينة تقول للسياحة "أنا أهوه وانت أهوه والزمان أهو بينا أهوه"، والموظفين اللي راحوا سكنوا هناك قعدوا في مساكن اليهود اللي لسة موجودة لغاية النهاردة، واللي هي كانت في يوم من الأيام اسمها مستوطنة عوفيرا.


0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.