بعد يومين
الموضوع: وجدت ليلى
لقد وجدت أختي "ليلى"... لم أتوقع أنني سيمكنني العثور عليها بهذه السرعة، ولم يكن الموضوع صعبًا كما كنت أتصور... من الأشياء التي كان أبي يحرص على الاحتفاظ بها هي صورة من عقد زواج كل بنت وكذلك العنوان الذي تزوجت فيه؛ وأنا أحتفظ بدوري بالصندوق الذي يحوي هذه الأوراق الغالية.
استيقظتُ بالأمس وكُلي حماس؛ وقفت أمام المرآة وألقيتُ تحية الصباح على وجه أختي "ليلى" الذي كان يظهر في وجهي، أنا أعرف الآن ملامح وجهها الحالية وهذا سيُسهل عليّ مهمة البحث... أخرجت من صندوق أبي عنوان "ليلى"، وكان في أحد ضواحي القاهرة البعيدة، وانطلقتُ بملامحها التي في وجهي وعنوانها الذي في حقيبة يدي.
أخذتُ أكثر من وسيلة مواصلات ومشيتُ العديد من الشوارع حتى وصلت للعنوان وحمدتُ الله تعالى على أنها لم تنتقل من ذلك العنوان؛ سألت عن زوجها فدلوني على البقالة التي يمتلكها؛ دكان صغير الحجم وهو يقف بداخله يبيع للزبائن ما يريدون؛ وقفتُ أمام الدكان أنظر إليه وأنا لا أتذكر أني رأيت هذا الوجه من قبل، يحمل في وجهه ملامح الطِيبة والهدوء وفي جبينه علامة الصلاة... لم أكن أعرف كيف أبدأ سؤالي، وعندما طال وقوفي الصامت هذا قال لي:
- هل تريدين شيئًا يا ست هانم؟ يبدو أنكِ لستِ من هذه المنطقة.
- هل حضرتك أستاذ عبد الكريم جواد زوج السيدة ليلى جابر عبد الرحمن؟
- نعم أنا هو... هل تعرفين زوجتي ليلى؟
- نعم أعرفها... أنا فراق أختها.
فتح فمه وعينيه غير مُصدق لما يسمعه.
- معقول؟ أنتِ فراق؟ أنا لم أرَكِ منذ أن تزوجت ليلى وكنتِ مازلتِ طفلة صغيرة.
ابتسمتُ له وأنا سعيدة بأن هناك أحد يتذكرني منذ كنتُ طفلة صغيرة... قطع نظره لي ونادى على ولد صغير كان داخل الدكان.
- يا حسين... هذه خالتك فراق التي حكت لكم أمكم عنها... هيا اذهب معها للبيت وأنا سآتي بعد صلاة العشاء.
ما أسهل ما صدقني دون مزيد من الأسئلة أو الريبة فيما أقول، ربما رأى صِدق ما أقول في ملامح وجهي أو نظرات عينيّ، قليلون هؤلاء الذين يتعاملون مع الحياة بهذه الطريقة، بهذه البساطة... شكرته وذهبت مع "حسين" الذي كان ينظر لي بطرف عينه ولا يعرف ماذا يقول فسألته أنا:
- كم عمرك يا حسين؟
- أنا عندي عشر سنين؛ سأذهب للصف الخامس الابتدائي هذا العام، أنا الأول على الفصل في كل الأعوام.
- برافو عليك يا حسين.
- هل أنتِ فعلًا خالتي فراق؟
- نعم، أنا هي.
- ولماذا لم تأتِ لزيارتنا من قبل؟
احترت بماذا أجيبه، ولم أعرف ماذا أقول، فتهربت من الإجابة بسؤال:
- هل البيت بعيد؟
- لا، لقد وصلنا... البيت هناك في هذا الاتجاه.
جرى أمامي في اتجاه البيت وطرقه بيديه ولحقته أنا بخطوات سريعة... فتحت لنا الباب فتاة جميلة في حوالي السادسة عشرة من عمرها، قال لها حسين بأنفاس متلاحقة وحماس شديد: "خالتنا فراق" ودخل مُسرعًا لداخل البيت لكي يُخبر والدته؛ وقَفَت الفتاة تنظر لي وهي لا تفهم شيئًا ولا تنطق بشيء، وأنا واصلت النظر إليها والابتسام... ثم جاءت "ليلى" من الداخل وهي في حالة من الاندهاش وعدم التصديق، وقع بصري عليها وعلى ملامحها التي أحملها في وجهي ودون أن أدري انطلقتُ جريًا ناحيتها وارتميتُ في حضنها كما كنت أفعل وأنا صغيرة، وأخذَت دموعي تنهمر من عينيّ رغمًا عني؛ ثم رفعتُ رأسي من حضنها ونظرَت هي لي بأعين دامعة وهي تقول:
- فراق؟ هل أنا في حلم أم حقيقة؟
- حقيقة يا ليلى، حقيقة، ولن أبتعد عنكِ مرة أخرى.
ظللنا لساعات نتحدث ونتبادل الأخبار؛ أخبرتها الكثير من الأشياء عني؛ وبكت عندما عرفت أن والدنا قد مات، وعاتبتني على أني لم أبحث عنها في ذلك الوقت وأُخبرها، قالت لي أن أبي زارها عدة مرات بعد زواجها وقطع عليها عهدًا ألا تعود مرة أخرى للمقابر وأنه هو الذي سيأتي لزيارتها، لكن انقطعت أخباره عنهم منذ سنوات، وهي مازالت تحافظ على العهد الذي جعلها تقطعه على نفسها.
"ليلى" لديها ولدان وبنتان، ابنها الكبير "أحمد" في كلية الهندسة؛ وقد سعدتُ جدًا بمعرفتي هذا، كان نائمًا فأيقظته وأحضرته أمامي وهي تقول له: "خالتك البشمهندسة فراق"، كان مندهشًا ومتفاجئًا مثل الباقين من أبنائها، لكننا كسرنا برودة اللقاء الأول بسرعة، وشعرتُ بأني وسط أهلي، أخيرًا أصبح لي أهل من لحمي ودمي... وأغلق زوج "ليلى" الدكان باكرًا وعاد يحمل معه بعض الحلوى والفاكهة ثم جلست بينهم وتناولنا طعام العشاء ورفض أن أذهب في ذلك الوقت المتأخر من الليل وأصروا جميعًا على أن أنام تلك الليلة معهم... كانت ليلة كلها مشاعر جميلة وحكايات كثيرة وأمان لم أشعر بمثله من أعوام طويلة... تركتهم في اليوم التالي على وعد مني بزيارات أخرى لا تنقطع، وتبادلنا أرقام التليفونات والتقطتُ بعض الصور لي معهم، أخيرًا سيُصبح لي صورًا مع أهلي، أرى وجوههم فيها ويغيب عني وجهي.
أنا سعيدة بهذا الإنجاز الذي حققته في أول يومين لي في البحث، وكُلي حماس وإصرار على أن أواصل البحث حتى أعثر على باقي أخواتي البنات، وبمجرد عودتي للبيت جلست كي أكتب لك هذا الإيميل وأحكي لك عن تفاصيل عثوري على أختي "ليلى"؛ أَحب أخواتي إلى قلبي.
بعد أربع ساعات
رد:
مبروك يا "شروق" عثوركِ على أختكِ "ليلى"؛ خبر سعيد، وعليكِ أن تستمري في العثور على باقي أخواتكِ، وإذا احتجتِ لمساعدتي في أي شيء أرجوكِ لا تترددي في أن تطلبيه مني.
بعد عشر دقائق
رد:
أشكرك كثيرًا يا أحمد... أنت بالفعل تساعدني دون أن تدري... مجرد كتابتي لك هذه الإيميلات بتفاصيل ما أمر به هو حافز كبير لي على الاستمرار، وتوثيق لتجربة لم أكن أتوقع أن أخوضها يومًا.
في اليوم التالي
الموضوع: عين واحدة
صباح الخير يا أحمد.
اليوم استيقظتُ من النوم لأجد أنه قد ظهرت عين يُمنى في السحابة، إنها عين أختي "ليلى"، عين عسلية جميلة، وكأنها ضوء من بعيد يومض في طرف السحابة... تطور جديد وغريب في مشكلة وجهي، أصبح وجهي الآن عبارة عن سحابة بعين واحدة، عين ليست عيني.
بعد ساعة
رد:
ربما هذه إشارة لكِ كي تستمري في العثور على باقي أخواتكِ، وكلما عثرتِ على واحدة منهن سيظهر لكِ جزء جديد من وجهكِ، وعندما تكتمل كل الأجزاء تتبدل الملامح لتُصبح ملامح وجهكِ أنتِ.
بعد خمس دقائق
رد:
أحببت وجهة نظرك هذه وأميل إلى تصديقها بشدة، لكن لايزال أمامي طريق طويل للعثور على باقي أخواتي، أمامي عين وأذنان وفم وأنف.
بعد عشر دقائق:
رد:
لا يوجد طريق طويل إلا ما نتخيله نحن طويلًا، ولا شيء صعب إلا ما نتوهم نحن أنه صعب.
بعد ثلاثة أيام
الموضوع: فيلم
مساء الخير أحمد.
أنا سعيدة اليوم لأني أخيرًا اشتريت سيارة جديدة وسرتُ بها عِدة شوارع دون خوف... لم أكن أريد سيارة باهظة الثمن أو كبيرة الحجم، كنت أريدها صغيرة وذات لون جذاب، لذا لم أتعب كثيرًا في الحصول على ما أريد، ليتها بهذه السهولة كل اختيارات الحياة.
وبهذه المناسبة السعيدة سأكافيء نفسي بطبق كبير من الفِشَار ومشاهدة فيلم.
ما رأيك في أن نُشاهد فيلمًا معًا هذه الليلة؟
بعد ثلاث دقائق
رد:
في السينما؟
بعد دقيقة
رد:
لا، من "الانترنت"... كلٌ في مكانه، من أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به.
بعد دقيقة
رد:
موافق... أي الأفلام تفضلين؟
(مبروك السيارة الجديدة).
بعد 50 ثانية
رد:
أفلام الإثارة والتشويق والغموض والجريمة والخيال العلمي، هيا اختر لي فيلمًا بهذه المواصفات.
(الله يبارك فيك).
بعد 30 ثانية
رد:
وماذا عن أفلام الرومانسية... أليس لها مجال هنا؟
بعد دقيقة
رد:
هل لديك فيلم معين؟
بعد عشر دقائق
رد:
تعالي نشاهد فيلم (You've Got Mail)؛ فهو يُناسب حالتنا هذه.
بعد دقيقة
رد:
أعشق هذا الفيلم... هيا بنا.
في اليوم التالي
الموضوع: صابرين
صباح الخير أحمد.
وأنا في إعدادي هندسة ومازلت أعيش في المقابر، حضرت ذات يوم أختي الوسطى؛ رقم ثلاثة في أخواتي البنات، اسمها "صابرين"، جاءت في ذلك اليوم هي وزوجها وأولادها الخمسة؛ كدتُ لا أعرفها عندما فتحت الباب، كانت قد تغيرت كثيرًا، ضاع جمالها وانطفأت لمعة عينيها؛ وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي أراها فيها، لأنها لم تحضر مرة أخرى؛ ودعتني يومها وهي تهمس في أذني وتقول: (اهربي من هنا يا فراق إذا استطعتِ... الحياة في المقابر موت).
استيقظتُ اليوم لأجد وجه "صابرين" يحتل ملامح وجهي، وجه مترهل، مُنهَك، وحزين؛ تُرى ماذا حدث لها في الحياة؟ أحضرت صورتها القديمة وقارنتها بملامح وجهي، كانت جميلة في الصورة وأصبحت الآن وكأنها شخص آخر.
بعد خمس دقائق
رد:
متى تركتِ الحياة في المقابر؟
بعد دقيقتين
رد:
بعد أن أنهيت امتحانات إعدادي هندسة بعدة أسابيع؛ عندما ذهبت للمستشفى التي يعمل بها دكتور "تاج" الذي ساعدني على أن أُكمل تعليمي، وعرفتُ هناك أنه مات وترك لي بيته وأشياء أخرى، وترك لي أيضًا فَقْد كبير من الحجم الذي لا يسعه قلب.
بعد دقيقة
رد:
ألن تُخبريني بحكايتكِ مع دكتور "تاج"؟
بعد ثلاث دقائق
رد:
سأخبرك بها لكن ليس الآن؛ يجب أن أستغل يوميّ أجازة نهاية الأسبوع وأذهب حالًا للبحث عن "صابرين".
بعد اثنتي عشر ساعة
الموضوع: لم أجد صابرين
مساء الخير أحمد.
يبدو أن العثور على باقي الأخوات ليس سهلًا كما حدث مع "ليلى"... أخذت سيارتي الجديدة وذهبت للعنوان الذي معي حيث المكان الذي تزوجت فيه "صابرين"، وبعد البحث عن زوجها عرفتُ أنه انتقل من تلك المنطقة ومن المدينة كلها، واستطعتُ بصعوبة وبسؤال العديد من الأشخاص أن أحصل على عنوانه الجديد في "الاسكندرية".
بعد نصف ساعة
رد:
وهل ستذهبين إلى "الاسكندرية" للبحث عنها؟
بعد خمس دقائق
رد:
يجب عليّ أن أفعل... سآخذ أجازة من العمل لعدة أيام وأذهب في الغد.
بعد ثلاثة أيام
الموضوع: العين الثانية
صباح الخير أحمد.
عدتُ مساء الأمس من "الاسكندرية"... كنتُ قد وصلت لهناك منذ ثلاثة أيام، وقضيتُ ليلتي الأولى في أحد الفنادق، ومنذ الصباح الباكر في اليوم التالي خرجت للبحث عن عنوان "صابرين"، والحمد لله استطعتُ الوصول إلى مكانها، زوجها يعمل فني كهربائي في إحدى الشركات الصغيرة، وهي مُصابة بمرض السكر ولديها زيادة في الوزن ما لا يقل عن 40 كيلو، تتنفس بصعوبة وتسير وتتحدث ببطء، ولم يتبقَ لها شيئًا من جمالها القديم... لديها سبعة أبناء ما بين كبير وصغير في مراحل تعليمية مختلفة ومتوسطة، تعيش في حي فقير وحالتهم تبدو بائسة... فرحت بي لأني استطعت أن أجد مكانها وأحضر إليها... أعطيتها بعض النقود وأخذت رقم تليفونها والتقطت لي بعض الصور معها ومع أسرتها وتركتها وعدتُ للفندق حيث قضيتُ ليلتي هناك وخرجت في الصباح التالي لزيارة البحر، كم هو جميل وساحر بحر الإسكندرية، لا يمكن للعين أن تشبع من النظر إليه، ثم تناولتُ وجبة سمك طازجة في أحد المطاعم القريبة من البحر وذهبت بعد ذلك لمحطة القطار حيث عدتُ للقاهرة.
نمتُ على الفور بمجرد وصولي، وعندما استيقظتُ في الصباح كانت العين اليسرى قد ظهرت بجوار اليمنى في أعلى السحابة، عين "صابرين"، عين سوداء واسعة... هانذا أتقدم عينًا على طريق العودة لملامح وجهي.
بعد تسع ساعات
رد:
مبروك عثوركِ على "صابرين"، ومبروك العين الثانية... لكني أشعر من رسالتكِ السابقة بأنكِ غير سعيدة.
بعد نصف ساعة
رد:
شعورك صحيح... عندما وجدتُ "صابرين" لم تنتابني السعادة التي شعرتُ بها عند عثوري على "ليلى"، لم يغمر قلبي نفس الفرح، ولا أعرف لماذا، حتى أني عندما أنظر الآن في المرآة أُحب عين "ليلى" أكثر من عين "صابرين".
بعد خمس دقائق
رد:
ليس كل الأخوة لهم نفس المنزلة في القلب، وليست كل العيون لها نفس الجمال.
بعد يومين
الموضوع: أي طبق أنت على المائدة؟
مساء مُحلَى بالعسل ومرشوش بجوز الهند.
اليوم كان لدينا احتفالًا بالشركة، وكانت هناك مائدة طعام عامرة بأصناف الطعام المختلفة والشهية... وقفتُ أمامها ونظرت للجميع من حولي وبدأت أرى كل واحد منهم وكأنه يُشبه صنفًا من تلك الأصناف على المائدة... "رحاب" زميلتي المقربة تُشبه طبق سلطة، سهلة الهضم ومتنوعة بأزيائها وألوانها الكثيرة... مهندس "أمير" يُشبه طبق لحم ضاني مشوي الفرن، شهي ولذيذ ومفيد... "نادين" من قسم الموارد البشرية تُشبه طبق جانبي فاتح للشهية من سلطة الحمص بالكبدة... مدام "إلهام" من العلاقات العامة تُشبه طبق حمام محشي، دسم ولذيذ، لكنه قد يرفع نسبة الكلسترول لديك في الدم... "سعيد" عامل الأمن يُشبه طبق جانبي من كفتة البطاطس والبروكلي... "عماد" مسئول البريد يُشبه بالسمنة المفرطة التي يعاني منها طبق محشي مشكل... و"هند" من المبيعات تُشبه بجمالها ورقتها طبق حلويات مشكل... أما أستاذ "ربيع" فيُشبه طبق كابوريا مخيف وصعب... ولو كان هنا "مجدي" رفيق تحدي القراءة الذي اختفى دون لقاء، لا بد وأنه كان سيُشبه طبق أرز بالخلطة، لا تعرف إذا كان لذيذًا أم لا، مفيدًا أم لا.
وأنت يا أحمد، أي طبق تُشبه على المائدة؟
بعد ساعة
رد:
ما هذا المساء الشهي اللذيذ... أعتقد أنني أصلح لأن أكون طبق مأكولات بحرية: فيليه سمك بالجوز، مشوي سمك مقرمش، جمبري، محار، حبّار، تونة، سلمون.
تفضلي.
بعد خمس دقائق
رد:
لذيذ ومفيد ومليء باليود والبروتين والحديد وفيتامين ب وفيتامين د وأوميجا3 ومضاد للإكتئاب 😊
بعد ثلاث دقائق
رد:
جميل أن أعرف أن كل هذه الفوائد موجودة فيّ، وخاصةً مضاد للإكتئاب.
وماذا عنكِ يا صاحبة المائدة؟ أي الأطباق أنتِ؟
بعد عشر دقائق
رد:
أعتقد أني أُشبه طبق فاكهة: مانجو، موز، فراولة، كيوي، عنب، تفاح، كمثرى، خوخ، توت، كريز، رمان، أناناس.
بعد دقيقة
رد:
لذيذة ومنعشة ومليئة بالفيتامينات والمعادن والألياف والسكريات وقليلة السعرات الحرارية.
بعد 50 ثانية
رد:
جميل أن أعرف أني قليلة السعرات الحرارية وربما خفيفة على القلب.
تُصبح على كنافة بالقشطة.
بعد دقيقة ثانية
رد:
تصبحين على كيك الشيكولاته بصوص الكراميل.
في اليوم التالي
الموضوع: مجدي رفيق تحدي القراءة
مساء الخير شروق
بالأمس في رسالتكِ المكتظة بالطعام ذكرتِ (مجدي رفيق تحدي القراءة الذي اختفى دون لقاء)... هل هناك من شيء تودين أن تخبريني به عن مجدي رفيق التحدي؟
بعد نصف ساعة
رد:
ليس هناك الكثير لأخبرك عنه في هذه الحكاية التي حدثت لي في العام الماضي... باختصار يوجد لدينا في الشركة لوحة إعلانات يكتب عليها العاملون ما يريدون... وفي أحد الأيام قرأت إعلان من مهندس "مجدي" عن تحدي لقراءة مائة كتاب خلال عام، وبما أني مدمنة قراءة فقد قبلت التحدي وبدأت أقرأ وأكتب على اللوحة ما أقرأ؛ لكني لم أرَ "مجدي" ولا أعرفه، وعندما توقف عن القراءة وكتابة المزيد من الكتب بحثتُ عنه ووجدتُ أنه ترك العمل بالشركة ولم أرَه مرة واحدة؛ وهكذا فهي حكاية انتهت قبل أن تبدأ.
هل تريد أن تعرف الحكاية بالتفصيل؟ فأنا لديّ شهية مفتوحة للكتابة اليوم، وربما ستكون هذه هي المرة الأولى التي سأكتب فيها هذه الحكاية بالتفصيل وكما حدثت.
بعد خمس دقائق
رد:
أريد بالطبع، فأنا لا أُحب اختصاراتكِ.
بعد خمس ساعات
رد:
في الطابق الأول في مبنى الشركة التي أعمل فيها توجد لوحة إعلانات كبيرة خاصة بالموظفين؛ يضعون عليها كل ما يريدون قوله للآخرين أو حتى لأنفسهم، صورة زواج لأحد الموظفين، صورة مولود جديد، اعتذار من أحدهم لزميل آخر، دعوة لزواج، وهكذا من أمثال هذه الأشياء حيث يقوم البعض بالتعليق عليها أو الرد، ويمكن لصاحب الإعلان الاحتفاظ بإعلانه بعد ذلك وعليه تعليقات حية بخط اليد من زملائه وليست إيميلات باردة يكتبها الكمبيوتر ولا تحمل من روح مَن يكتبها شيئًا.
لم أكتب يومًا شيئًا في لوحة الإعلانات هذه لأنه ليس لديّ ما أود أن أُخبر به الآخرين؛ لكني تعودت أن أقف عِدة دقائق في ساعة الراحة اليومية أمام هذه اللوحة وأقرأ كل ما هو جديد عليها، وأتصفح أحوال الموظفين الذين لا أعرفهم، ربما أضفت تعليق بتهنئة على إحداها، ولكني في معظم الأوقات أكتفي بالقراءة ومعرفة الأخبار الحية للآخرين... وفي إحدى الأيام وكنا في الأسبوع الأول من عام ميلادي جديد، وأنا أُمارس هوايتي في قراءة الإعلانات على اللوحة، لَفَت نظري إعلان جديد جذبني بشدة، مختصر ومبتكر: (تحدي المائة كتاب... قررت أن أقرأ هذا العام مائة كتاب، وعلى مَن يريد أن يبدأ معي هذا التحدي أن يكتب "أقبل التحدي" واسمه الأول فقط... مهندس/مجدي).
أنا من عشاق القراءة، لذا وبدون تفكير أحضرت قلمًا وكتبت أسفل الإعلان (أقبل التحدي... مهندسة/شروق)... وفي اليوم التالي وجدته وقد كتب لي (حسنًا يا شروق... كلما قرأتِ كتابًا اكتبي اسمه واسم المؤلف في الورقة التي سأقوم بتعليقها في الغد، ودعي هذه الورقة للملاحظات)... لم يقبل أحد غيري التحدي، كنت أنا فقط التي فعلت، وجدتها فكرة رائعة وفي العالَم الذي أحبه، عالَم الكتب والقراءة.
في اليوم التالي وجدته وقد وضع ورقة جديدة مقسومة نصفين، في النصف الأيمن من أعلى مستطيل داخله (مجدي) وفي النصف الأيسر من أعلى مستطيل داخله (شروق) وفي النصف الخاص به كتب عنوان أول كتاب قرأه هذا العام (1- الحرافيش ... نجيب محفوظ).
أشعل هذا فيّ التحدي وبعد أن عدتُ من العمل ظللتُ طوال الليل أقرأ في الكتاب الذي بدأت قراءته منذ أن قرأت الاعلان، وفي اليوم التالي وبمجرد وصولي للشركة وقبل حتى أن أصعد لمكتبي كتبت في القسم الخاص بي من الورقة تحت اسمي (1- الدفتر الكبير ... أغوتا كريستوف).
واستمر التحدي بيننا، وكان يعجبني عناوين الكتب التي يقرأها ونوعيتها؛ فكنتُ أحيانًا أبحث عن بعضها وأقرأه وأضيفه لما قرأت... وكتب بعض الزملاء في ورقة الملاحظات بعض العبارات التشجيعية لكلينا وملاحظات أخرى جميلة؛ وإدارة الموارد البشرية قامت بتصوير هذا الإعلان وتم إرساله عبر الإيميل لجميع الموظفين كأفضل مشاركة مبتكرة في لوحة الإعلانات لهذا العام حتى الآن، وكان الكثيرون في الشركة يتابعون تحدي مجدي وشروق.
بعد ثلاثة أسابيع من بداية التحدي كان مجدي قد قرأ سبع كتب وأنا خمسة فقط؛ ولم أكن أدري أين كان يجد الوقت الكافي لكثافة قرائته تلك... في البداية أُعجبت به وباختياراته لنوعية الكتب التي يقرأها، ثم دفعني فضولي لكي أرى رفيق التحدي وأتحدث معه وجهًا لوجه وليس من خلال لوحة إعلانات صماء؛ فكتبت له في ورقة الملاحظات (في أي قسم يوجد مكتبك مهندس مجدي؟)... وبعد يومين وجدت الرد منه بملاحظة أغضبتني بعض الشيء لكني قبلتها كهذا التحدي (لا تحاولي أن تبحثي عني يا شروق؛ دعينا نلتقي بعد أن ينتهي التحدي).
وهكذا فقد ضاعفت قرائتي؛ كنت أقرأ في المواصلات دون توقف، وفي البيت، وحتى في الشارع إذا كانت هناك دقائق انتظار لأي شيء؛ حقيبة يدي لا تخلو من كتاب، وكل الأماكن في البيت زاخرة بالكتب.
وكلما قرأنا كتبًا أكثر كلما زاد إعجابي بمجدي واختياراته الرائعة في القراءة، وبدأت أنسج له صورة من الخيال، فهو ربما يُشبه الكتب التي يقرأها، قد يكون مثل "زورو" في خفته ووسامته أو قد يكون في ذكاء أبطال روايات الجريمة أو حالم كما في روايات الرومانسية.
لاحظت أن تفكيري بدأ يزداد بمجدي، ويومًا بعد الآخر أنسج له في رأسي شخصية جديدة من أبطال الروايات التي أقرأها، خِفتُ أن أكون قد وقعت في حبه وأنا لا أدري، خِفتُ أيضًا من تفكيري هذا المستمر فيه... هل الحرمان من الحب هو الذي دفعني لهذا؟ هل يجب أن يكون في حياتنا مَن نحبه ونفكر فيه؟ ألا تكتمل الحياة من غير الحب؟
بعد حوالي ستة أشهر من التحدي لاحظت أني أتقدم مجدي بسبع كتب؛ وأسعدني هذا التقدم، لكني لاحظت أيضًا أنه توقف عن إضافة كتب جديدة قرأها منذ ما يقرب من أسبوعين وهذا غريب على قاريء نشيط مثل "مجدي"، ربما يكون مشغولًا في شيء ما، أو قد سافر في مأمورية عمل؛ لم أكن أدري السبب، فانتظرتُ أسبوعًا آخر، لكن لا شيء من ناحيته، فبدأ القلق يدق قلبي؛ فكتبت له في ورقة الملاحظات (أين أنت مهندس مجدي؟ لم تُضف كتابًا جديدًا للتحدي منذ ثلاثة أسابيع)، لكني لم أتلقَ أي رد؛ ترى أين ذهب؟ هل من الممكن مثلًا أن يكون قد مات؟ أرعبتني الفكرة التي طرأت على رأسي.
قررت أن أبحث عنه وليكن ما يكون؛ قرأت أولًا إيميلات العزاء التي يرسلها موظفوا الموارد البشرية والتي لم أكن أقرأها لأني لا أعرف الكثيرين هنا ولا تهمني أخبار الوفيات في شيء؛ مع كل إيميل أفتحه كان يخفق قلبي خوفًا من أن أجد اسم "مجدي" بداخله؛ أنا حتى لا أعرف اسمه الثاني... لم أجد في هذه الايميلات اسم "مجدي" أو أحد أقارب هذا الاسم قد فارق الحياة، فاطمئن قلبي.
بحثت في إيميلات الموظفين في الشركة عن كل مَن اسمه "مجدي" فوجدت اثنان اسمهما "مجدي"؛ (مجدي موريس ومجدي أحمد)؛ ترى أي "مجدي" هو من بينهما؟ هل من الممكن أن يكون نصراني الديانة؟ لم أكن قد فكرت في هذا الاحتمال من قبل.
لم أستطع أن أتقدم أكثر في بحثي لأنه كان من الصعب أن أعرف في أي قسم هما أو أي طابق، ولن يصل بي الحال كي أطرق أبواب المكاتب لكي أسأل عن "مجدي"! لذا فقد استعنت بزميلة مكتبي "رحاب" التي لها علاقات اجتماعية متعددة وتعرف الكثيرين هنا:
- رحاب، أريد منكِ خدمة.
- تحت أمرك، أؤمري.
- هل تعرفين أحد في إدارة الموارد البشرية؟
- أنا أعرف الكثيرين هنا... ماذا تريدين من إدارة الموارد البشرية؟
- أريد أن أعرف أين يعمل اثنان من الموظفين.
- لا أفهم بالضبط ماذا تريدين.
- تعرفين أني في تحدي قراءة كتب مع مهندس مجدي.
- نعم، أتابع أحيانًا هذا التحدي في لوحة الإعلانات.
- مجدي اختفى ولا يُضيف أي كتب جديدة منذ ما يقرب من شهر... وأنا أريد أن أسأل عنه، ولا أعرف أين مكتبه ولا حتى ما هو شكله.
- هل أفهم من هذا أنه يظهر في الأفق بوادر قصة حب؟
- ما هذا الذي تقولينه؟
صدمني سؤال "رحاب" وأشعرني بالارتباك، لم يخطر ببالي أني قد أقع في حب رفيق التحدي، أنا لا أعرف أي شيء عنه، هل يمكن أن يحدث شيئًا كهذا دون أن أشعر، عقلي كان يرفض هذا الاستنتاج لكن بصراحة قلبي كان له رأي آخر، كان في شوق لرؤية "مجدي" والحديث معه... وشعرت "رحاب" بارتباكي وبالصراع الذي اشتعل بداخلي فقالت:
- لا عليكِ، كنت أمزح فقط... ماذا تريدين أن تعرفي بالضبط؟
- أنا بحثت في أسماء الموظفين من خلال الإيميل ووجدت أنه هناك اثنان اسمهما مجدي (مجدي موريس ومجدي أحمد)؛ فقط أريد أن أعرف أين يقع مكتب كل منهما؟ هو بالتأكيد أحدهما.
- وهو كذلك؛ في الغد ستكون لديكِ هذه المعلومات.
وبالفعل في اليوم التالي كانت "رحاب" قد عرفت مكان كل "مجدي" منهما؛ كان الاثنان مهندسان مما جعل وضع الاحتمالات أصعب؛ "مجدي موريس" مهندس في قسم التخطيط، و"مجدي أحمد" مهندس في قسم المشروعات.
ذهبتُ أولًا لمكتب "مجدي موريس"، وأنا أتمنى من كل قلبي ألا يكون هو "مجدي" رفيق التحدي... دخلت مكتبه ووجدت نفسي أقف أمام رجلًا كبيرًا في السن، في عقده الخامس تقريبًا، أبيض الشعر ويرتدي نظارات طبية سميكة؛ انقبض قلبي من مجرد أن يكون هذا هو "مجدي" الذي أبحث عنه، لكنه لم يكن قد سمع عن هذا التحدي ولا يتابع لوحة الإعلانات ولا يقرأ أكثر من الجرائد... ارتحتُ كثيرًا إلى أنه ليس "مجدي" قارئ الكتب، وشكرته واعتذرت له على الإزعاج، وذهبت سعيدة للبحث عن "مجدي أحمد".
دخلت مكتب "مجدي أحمد" وأنا في شوق شديد لمقابلته، كان هناك اثنان بالمكتب، نظرت إليهما جيدًا؛ الأول في حوالي العشرينات من العمر والثاني في حوالي الثلاثينات، أحدهما وسيم للغاية والآخر طويل للغاية، لم أستطع أن أُجزم أيهما قد يكون "مجدي"؛ فسألت بصراحة عن مهندس "مجدي أحمد"، ولم يكن هو أيًا منهما، فسألت مرة أخرى متى سيأتي؟ وعندها عرفت الخبر الصادم، أنه ترك العمل بالشركة منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع بعد أن وجد فرصة عمل أفضل في إحدى الدول الخليجية وسافر إليها.
ابتلعتُ الخبر كشوكة، أردتُ أن أسألهما ماذا كان شكله؟ كم كان عمره؟ هل لديهما صورة له كي أراها؟ لكني لم أفعل غير أني شكرتهما وانصرفت وأنا لا أدري هل أضحك أم أبكي... لماذا تفعل الأيام بي كل هذا؟ كلما انجذب قلبي لأحد وحاولت التقرب منه تخطفه مني إما بالموت أو بالسفر.
ظللتُ لعدة أيام ألوم نفسي على التعلق بسراب لم يكن له وجود من الأساس، وغضبتُ من "مجدي" الذي بدأ كل هذه الحكاية التي اعترضت أيامي، كيف استطاع أن يترك هذا التحدي مُعلقًا هكذا في الهواء؟ دون كلمة واحدة أو حتى ملاحظة أخيرة.
جفت رغبتي في القراءة وفي الحياة وتضاعف كُرهي للعمل... وبعد حوالي أسبوع جائني إيميل مختصر من "مجدي أحمد":
عزيزتي مهندسة شروق
أعتذر عن توقفي المفاجئ في استكمال تحدي القراءة... حدث كل شئ بسرعة شديدة ولم أجد الوقت الكافي حتى أكتب لكِ في ورقة الملاحظات عن تركي للشركة... يمكنكِ إذا أردتِ أن نُكمل تحدي القراءة من خلال الإيميل.
تحياتي.
مجدي
لا، لم أكن أريد أن أُكمل أي شيء معه، ولم أرد على رسالته حتى بكلمة واحدة... كلماته القليلة أوضحت لي كل شيء؛ لم يكن به الفضول الذي كان بي كي يراني أو يتحدث معي، لم يُرِد أن أعرف شيئًا عنه أو عن حياته، لم أشغل في حيز تفكيره قدر صفحة واحدة من صفحات الكتب التي كان يقرأها.
قررت أن أُكمل التحدي وحدي وليذهب "مجدي" حيث يريد... انتزعته من تفكيري وواصلت الغوص في بحور الكلمات بقراءة نهمة لكتب كبيرة الحجم، وظللتُ أكتب كل ما أقرأه من عناوين في نصف الورقة الخاص بي في لوحة الإعلانات، وعندما امتلأت الورقة وضعت أخرى بها اسمي أنا فقط في أعلى الورقة، وظللتُ أقرأ حتى أكملت قراءة المائة كتاب قبل نهاية العام بأسبوع واحد، ثم أخذت الأوراق الثلاثة واحتفظت بها معي.
هذه هي حكاية "مجدي" وتحدي القراءة بالتفصيل الممل... ما رأيك فيها؟
بعد ساعة ونصف
رد:
إنه أطول "إيميل" يصلني منكِ منذ أن بدأنا سلسلة هذه الرسائل الجميلة... لديكِ قدرة على سرد الأحداث بطريقة سلسة ومُشوقة، استمتعتُ كثيرًا بقراءة هذه الحكاية التي تصلح كقصة قصيرة متكاملة الأركان، وكذلك الحوار بها مع زميلتكِ رحاب كان رائعًا؛ تصلحين لكي تكوني كاتبة مشهورة... اكتبي لي رسائل أخرى طويلة كهذه؛ لن تجدي قارئًا جيدًا لرسائلكِ مثلي.
تصبحين على رواية جميلة مليئة بالأشواق.
بعد دقيقة
رد:
سأفعل كلما استطعت، فقد استمتعتُ فعلًا بكتابتها.
تصبح على رواية مليئة بالإثارة والغموض.
في اليوم التالي
الموضوع: كاتبة مشهورة
صباح الخير أحمد
قلت لي في رسالتك السابقة (تصلحين لكي تكوني كاتبة مشهورة)... هل تعرف أن هناك كاتبة مشهورة تشبهني كثيرًا في الشكل؟
بعد عشر ساعات
مساء الخير شروق
لا، لم أكن أعرف هذا، فأنا في الأساس لا أعرف شكلكِ؛ هل نسيتِ؟
هيا أخبريني باسمها حتى أبحث عنها وأعرف كيف تبدين.
بعد سبع دقائق
رد:
لا، لن أخبرك.
بعد خمس دقائق
رد:
وهو كذلك... المهم أني سعيد لأنكِ وجدتِ أحدًا يُشبهكِ في الشكل حتى لا تنسي ملامح وجهكِ الضائعة.
بعد ثلاث دقائق
رد:
أنا أسعد بهذا؛ فمنذ أن عرفتها وأنا أتصفح صورها باستمرار، وأكون سعيدة جدًا كلما أضافت صورة جديدة لها على صفحتها في "الفيسبوك"... كذلك في إحدى المرات التي التقيتُ بها، أخذتُ منها صورة لها، بالطبع دون أن أذكر لها موضوع وجهي هذا.
بعد خمس دقائق
رد:
يبدو أنكِ تعرفينها معرفة شخصية أيضًا.
بعد دقيفتين
رد:
نعم، التقيتُ بها مرات قليلة... ربما حكيتُ لك عنها يومًا.
بعد دقيقة
رد:
وأنا في انتظار هذا اليوم.
تصبحين على حلم جميل.
بعد دقيقة
رد:
تُصبح على واقع أجمل.