سلاسل رقيقة ضعيفة ممتدة تربطك بماضيك، بأصلك، بكينونتك. لا تشعر بقوتها وقيمتها إلا عندما تبتعد عنها، وتجد نفسك في مكان آخر بلا هوية، بلا حقوق، بلا قيمة. مجرد عدد يضاف للمواطنين الأدنى درجة. المهمشون الذين لا حق لهم في الحياة في نظر الأغلبية، فمهما زاد عددهم هم أقلية غير مرغوب فيها.
كلما زاد شعورك بالظلم والمهانة، كلما زدت تقوقعًا على ذاتك، والتمسك بالماضي، لتبحث عن منابع الفخر والعزة والرفعة. إنّه جيتو إجباري تفرضه الظروف القاهرة عليك. لا كالجيتو اليهودي الذي اختاروه بإرادتهم، فأنت ومن معك حٌصرتم بين ماضٍ عريق موغل في القدم، وبين حاضر كريه مغلغل بالأسر. يحدوك الأمل في مستقبل أفضل، وأكثر رحمة بك وبأهلك. تمد يدك نحو ماضيك لتبحث عن إخوتك الماكثين في أرض الوطن، لتسألهم العون، ولكنّك قلق. تراودك تساؤلات ليس لها إجابة.
تُرى هل تجد من يصافح يدك، ويمد يد المساعدة لأخ له يشاركه الأصل؟ أم سيجد التجاهل يغلق في وجهه باب النجاة الذي يحلم به في صحوه ومنامه؟