tafrabooks

Share to Social Media

الفصل الأول
الفتـــــــرة المكيـــــة : الميــــلادالشريف و ما قبـــل البعثــــــة
العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
المحرم قبل ميلاد النبي بخمسين يوماً / أوائل فبراير أو مارس 571 م
حادثة الفيل :
كانت اليمن سنة 571 م تابعةً للحبشة الرومانية ذات الديانة النصرانية، وولُّوا عليها أبرهة بن الصباح حاكمًا عليها من قِبل نجاشي الحبشة ، فقام أبرهة ببناء كنيسة بصنعاء ليصرف الحج عن الكعبة ، فدخل رجل من بني كنانة فلطخ قبلتها بالعذرة ، فأعد أبرهة جيشاً من ستين ألف جندي وتسعةً من الفيلة ، ولما وصل إلى وادي محسر برك الفيل وأُقعد عن الحركة ، وأرسل عليهم الله الطير الأبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كالعصف المأكول . وسورة الفيل إثبات لهذه الحادثة التاريخية . (*)
ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه الشريف :
ربيع الأول عام الفيل / 22 إبريل 571م
نسبه الشريف ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حتى عدنان : "محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شيبة ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ، بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قصي ـ واسمه زيد ـ بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بن مالك بن النضر ـ واسمه قيس ـ بن كنان بن خزيمة بن مدركة ـ واسمه عامر ـ بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان" (1) .
ولد سيد المرسلين بشعب بني هاشم بمكة في عام الفيل لأول عام من حادثة الفيل ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان ، بالدار التي تعرف بدار ابن يوسف ؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وهبها لعقيل بن أبي طالب، وكانت في يده حتى توفي ، فباعها ولده إلى محمد بن يوسف أخي الحجاج ، فبنى داره وضم البيت في الدار حتى أخرجته الخيزران زوجة المهدي في العصر العباسي ، فجعلته مسجداً يصلى فيه (2) ـ وأما اليوم ، فقد استبدلت السلطات السعودية مكان بيت النبي ﷺ مكتبةً ، هي "مكتبة مكة المكرمة" .
وأرضعته حليمة من بني سعد ، المعروفة بحليمة السعدية ، قدمت حليمة على رسول الله صلى الله عليه وآله ، بعد أن تزوج خديجة ، فأكرمها ووصلها ، وتوفيت قبل فتح مكة ، فلمّا فتح مكة قدمت عليه أخت لها ، فسألها عنها ، فأخبرته بموتها ، فذرفت عيناه ، فسألها عمن خلفت ، فأخبرته ، فسألته نحلة وحاجة فوصلها . وكانت مدة رضاع رسول الله صلى الله عليه وآله سنتين ، وفي خمس سنوات على قول آخر ، وردته حليمة إلى أمه وجده عبد المطلب(3).
شقُّ صدر النبي صلى الله عليه وسلم : بعد أربع سنوات من ولادته /575م
روى مسلم في صحيحه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أتاه جبريل ، وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه ، فشق عن صدره فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ، ثم أعاده إلى مكانه" (4) .
وفاة السيدة آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
بعد ست سنوات من ولادته 577م : قال ابن إسحاق : توفيت أمه آمنة بنت وهب وله ست سنين بالأبواء ، بين مكة والمدينة ، كانت قد قدمت به المدينة على أخواله من بني النجار تزيره إيّاهم ، فماتت وهي راجعة (5) .
وفاة عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وانتقاله إلى كفالة عمه أبو طالب :
بعد ثماني سنوات من ولادته 579م
لثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام(6) مات عبد المطلب صار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، في حجر عمه أبي طالب بوصية من عبد المطلب إليه بذلك ، ولما كان من بره به وشفقته وحنوه عليه ، فيصبح ولد أبي طالب غمصاً رمصاً ، ويصبح رسول الله صقيلًا دهينًا(7).
بشارة بحيرى الراهب لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم :
بعد اثنتي عشرة سنة / سنة583م : لما بلغ رسول الله اثني عشرة سنة وشهرين وعشرة أيام ارتحل به أبو طالب تاجراً إلى الشام ؛ إذ خرج إليهم بحيرى الراهب وقال: "هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين" ، وقال إني أعرفه بخاتم النبوة أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة وإنا نجده في كتبنا. وسأل عمه أبو طالب أن يرده خوفًا عليه من الروم واليهود في الشام(8).
حرب الفجار ـ حلف الفضول : بعد عشرين سنة من الميلاد/ 591م
وقعت حرب الفجار (بكسر الفاء وفتح الجيم) في السنة العشرين من عمره وقعت في سوق عكاظ حرب بين قريش ومعهم كنانة ـ وبين قيس عيلان . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبل لبني عمومته يجهز لهم النبل. على إثر هذه الحرب تحالف كل من بني هاشم وبنو عبد المطلب ، وأسد بن عبد العزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم ابن مرة ، فاجتمعوا في دار بن جدعان وتعاهدوا ألا يجدوا في مكة مظلوماً إلا قاموا بنصرته ورد مظلمته ، وقال الرسول صلى الله عليه وعلى آله :"لقد شهدت في دار بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو دعى به في الإسلام لأجبت" ابن هشام (9).
عمله في تجارة خديجة بنت خويلد وسفره إلى الشام وآية إظلاله بالغمامة ـ
الزواج من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها :
خمس وعشرين سنة من الميلاد / 596م : هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، عمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تجارة لها بمكة ، فسافر الرسول في التجارة إلى الشام مع غلام لها يسمى ميسرة فكان ميسرة إذا كانت الهاجرة يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره ، ونزل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تحت ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب ، فأطلع الراهب رأسه إلى ميسرة فقال : من هذا ؟ قال ميسرة : هذا رجل من قريش . فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجر إلا نبي(10)
ثم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة وسنه خمس وعشرين وسنة وأصدقها عشرين بكرة ، وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ، وكل أولاده منها إلا إبراهيم وهم : القاسم ثم زينب ثم رقية ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم عبد الله (الطيب والطاهر) (11).
أما الأولاد فلم يعش منهم أحد ، وزينب رضي الله عنها تزوجها قبل الهجرة ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، وأما رقية وأم كلثوم فقد تزوجهما عثمان بن عفان رضي الله عنه الواحدة بعد الأخرى ، وأما فاطمة فقد تزوجها علي بن أبي طالب بين بدر وأحد ، ومنها كان الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم(12) .
هدم قريش الكعبة وبنائها وتحكيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الخلاف على الحجر الأسود
سنة خمس وثلاثين من الميلاد/ 606م :
لما اهترأ بناء الكعبة وتصدع بنيانها وجاء السيل وكاد أن يجرف الكعبة اضطرت قريش إلى تجديد بنيانه ، واتفقوا على ألا يدخلوا في بنائها إلا طيباً ، فلا يدخلون فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس ، وكانوا يهابون هدمها ، فابتدأ الهدم الوليد بن المغيرة ، ثم واصل الناس الهدم بعده ، حتى وصلوا إلى قواعد إبراهيم ثم بدأوا البناء لكل قبيلة جزءٌ منها ، حتى إذا بلغوا الحجر الأسود اختلفوا فيمن يقوم بوضعه حتى كادوا يقتتلون ، فحكموا فيهم رسول الله ،وبسط لهم رداءه وجعل لكل قبيلة طرفاً ، حتى إذا احتمله الرجال ، قام هو بوضعه في مكانه صلى الله عليه وسلم.

0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.