tafrabooks

Share to Social Media

مِرسال (١)
الآن أكتب:
أظنُّني الآنَ أملك مِن العُمرِ اثنين بالتَّقويم الميلاديِّ، وبتقويم قلبي العاشق؛ وفي تقويم قلبي فأنا أملك مِن العمرِ عامًا، وأظنُّ تقويم قلبي أكثر دقَّةً لأنَّ ذلك العام هو الَّذي حييت فيه بحُبِّك. والآن أخبريني كيف لرجلٍ يملك من الزَّمان عُمرين أن تسقطيه أرضًا برؤياكِ ولمسة يديكِ!
كيف لقلبي أنْ يرتعش في كلِّ مرَّة تتعانق أضلعك بأضلعي!
أتعلمين؟
لو كنتِ خُلقتِ في مِصرَ القديمة لطُبِّقَ عليكِ حتمًا أُسطورة عروس النِّيل، ولو كنتِ إحدى نساء الرُّومان لكان تمثالك مُجسَّدًا الآن كإلاهة للجمال، ولكنَّكِ خُلقتِ في قلبي قبل كلِّ العصور، ثم انتفض قلبي في عصرنا هذا ليقول: إنِّي أُحبك، ولا أعرف للحبِّ معنى سوى معك.


مرسال (٢)
حبيبتي
أحببتك حُبِّي الكلاسيكيِّ الخاص
بطريقة يكرهها الكثير من الإناث الآن
أحببتك كأبطال الرِّوايات الَّتي تغمرني
بعقلي ووجداني وحروفي
أُحببتك بروح العجوز العاشق عشقًا كاثوليكيًّا
أُشاركُكِ كوبًا من القهوة على أصوات الرَّاديو
أقرأ إليكِ روايةً وأتغزَّل فيكِ بُحجَّة الكلام المَسرود
ولا بأسَ أنْ أواكبَ الزَّمن في حُبِّي
أحلم بأن نتسكَّع في القاهرةِ القديمة
برقصةٍ على بحر الإسكندريَّة
ونتسوَّق في شوارع دُبي
صور فوتوغرافيَّة من أجل (السوشيال ميديا)
قُبلة في حواري باريس
ألتهمُ شفتيك وأشعرُ بالدِّفء
أُعانقُ كفَّيك بحجَّة أنَّها باردةٌ!
نعود لمنزلنا، فأتغزَّل في جسدِكِ
تخجلين، فأُقبلك مرَّة أخرى
نتقاسم صنع العَشاء، وكوبًا آخرَ مِن القهوة
وأعودُ إلى كلاسيكيَّتي
وعلى كلِّ حالٍ فأنا أُحبك.


مرسال (٣)
حبيبتي:
اليومَ كنتُ أجمع الإجابات للسُّؤالِ الَّذي ليس له إجابة مُطلقة
̶ لماذا أحببتك أو لماذا أنتِ؟
فقلت:
على غير عادتي؛ قبلت الهزائم
قبلتُ الهزائم أمامك، وأنا الَّذي ̶ بطابع غروره ̶ يكره الهزيمة
فلا مانعَ مِن أنْ يسقط قلبي أمام نظراتك
تهدأ نبرة صوتي حين تخبريني بكلمةٍ لطيفة
ولا مانعَ في أن تهزميني في نقاشٍ حادٍّ كان سببه الغَيْرَة
أقبَلُ ذلك النَّوع من الهزائم، وأقبل مزاجيَّتك حتَّى لو كانت سيِّئة
أذكرُ الهزيمةَ الأولى لي أمامك
حينها خضعت روحي إليكِ بمجرَّد فستان وملامح هادئة تنضح بالجمال، وبحديث قصير متقطِّع، اخترقت نبرات صوتك قلبي، حينها ابتسمتُ ابتسامةَ هزيمة مُنَكَّهةً بالانتصار
فهزيمتي أمامك انتصارٌ لقلبي
أُحببتكِ؛ وذلك هو الفوز الأعظم.


مرسال (٤)

من قلبي إلى قلبك، ولعلَّ ساعي البريد لا يخطئ العنوان
كلَّما اشتقتُ إليكِ دوَّنت لكِ حرفًا، وأظنُّ أنَّ تلكَ الحروف قد تجاوزت المليون
(وحشتيني)
أنا لا أعلم لِمَا تتداخل الحروف، لربَّما الحبر مضطربًا، أو قلبي يرتجف مِن الاشتياق، ولكن لا بأس سينضح قلمي بالحروف كما ينضح قلبي بعشقكِ
أخبريني كيف حالي؟
لا تتعجبين؛ فسؤالي صحيح، فإنَّ روحي امتزجت بروحك، فأشعر وكأنَّنا مترابطان في كلِّ شيء!
فالآن أخبريني:
̶ كيف حالي؟

0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.