مرسال (٥)
وكيف علمت؟
علمت بِحُبكِ حين شعرت أنِّي لا أعلم، فقط وجدت مشاعري تتدفَّق نحو لُطفِ مشاعرك وبراءة ملامحك؛ فرافق عقلي تلك المشاعر وصدَّق عليها، وتابعتهُ مضخَّة الدَّم، وقد سالت بمشاعرها نحو عالم جديد
أحببتك، واستثنيتُ العالم من ذلك الحب.
مرسال (٦)
لربَّما يكون عشقي إليكِ مختلفًا، ولكنِّي أعشقك بتعابيري الخاصَّة
أقولُ لكِ يُحبك بين الحين والآخر، ولكن علاوةً على ذلك
فأنا لا أشعر أن يومي قد بدأ سوى باستيقاظ عينيكِ وحديثنا معًا، ولا ينتهي يومي إلَّا بتغلغل صوتك الَّذي يغلبه النُّعاس بين طيَّات قلبي
أعشقُكِ!
بجمال رشفة القهوة الأولى من الفنجان
برقَّة الحروف الأولى في كلِّ نصوص الغَزَل
أعشقُكِ وكأنَّك عنوان كتاب جديد لكاتبي المُفضَّل
أعشقُكِ بكلِّ تعابير الجمال في العالم.
مرسال (٧)
إلى أيِّ درجةٍ تحبُّها؟
هكذا سألتُ نفسي مُحدِّثًا القمر الَّذي يُشبهكِ
فأجبت:
إلى الحدِّ الَّذي يجعل كلَّ شيءٍ ناقصًا
السَّير في الطُّرقات ينقصه أنْ تسيري بجواري
فنجان القهوة ينقصه جلسة معك في نافذة واحدة
وجبات الطَّعام ينقصها لمسة يديكِ
الجلوس ليلًا ينقصه ونس حديثك
عالمي فارغ دونك
كافية لتكمِّل كلَّ شيء.
مرسال (٨)
حبيبتي
"عانقيني؛ فأنا الآنَ أملك العالمَ بأسره"
تلك الجملة تحمل بداخلها الكثير من المشاهد الَّذي مرَّت على قلبي في ليلة ولقاء، وفي ليلة سبقت اللِّقاء غفت عيناي، وقلبي مستيقظٌ، وكأنَّ تلك المضخَّة على عِلم بكلِّ شيء.
مرَّت سويعات وفاقت عيناي مع قلبي، متَّجهان معًا نحو القطار الَّذي سيقلُّني إلى عالم موازٍ سألتقي فيه بحبِّي الأوَّل، فسار القطار بوقود مشاعري، وعلى سرعة تقدَّر بثلاث آلاف دقَّة قلبيَّة، ثمَّ وصل القطار محطَّة الشَّوق، والمحبوبة منتظرة بلهفة على رصيف الغرام.
زحام وزحام، وها أنا قد رأيتك واقفة تتجنَّبين البشر، وتشاُبك أصابعك ربما يكون توترًا.
اقتربت إليكِ في صمت، ثمَّ رحلنا معًا دون حديث، وحين وصلنا إلى مكان ما بدأتُ أنا بالحديث سائلًا:
كيف للإنسان أن يشعر بأنَّه يعيش للمرَّة الأولى؟