في أحد أحياء دمشق القديمة، داخل منزل عتيق تفوح منه رائحة الياسمين، كانت تعيش ليلى الصفدي، فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها، تعمل مترجمة مستقلة وتكتب في أوقات فراغها خواطر تنشرها باسم مستعار على الإنترنت. كانت هادئة، لكنها تملك عالماً صاخباً في قلبها. فقدت والدتها في سن مبكرة، وعاشت مع والدها العجوز الذي أصبح كل عالمها.
قضت ليلى أيامها بين الكتب، واللوحات الفنية التي ترسمها سرا ولا تجرؤ على عرضها. ورغم الحكايات الرومانسية التي تكتبها، كانت تشعر أن الحب شيء بعيد عنها، أشبه بمشهد سينمائي تراه ولا تلمسه.
تحب التجول في الأسواق القديمة، تتأمل وجوه المارة وتخترع قصصاً عنهم في ذهنها. كان لديها صديقة واحدة فقط، "رهف"، وهي من كانت تحاول دائمًا إقناعها بأن تفتح قلبها للعالم، لكنها كانت ترد بابتسامة باهتة: "الحب؟ ليس في هذا الزمن."
لكن في أعماقها، كانت تتمنى شيئًا واحدًا: أن تجد من يقرأها كما تقرأ هي الكتب، من يراها كما ترى هي التفاصيل الصغيرة في الحياة.
**