Yussefh7

Share to Social Media

كانت إسطنبول تتلألأ في بداية الربيع، ونسائم البوسفور تحمل عبق التاريخ وهمسات الشعراء. سافرت ليلى إلى هناك بدعوة من منظمة ثقافية دولية للمشاركة في ندوة عن "الترجمة والأدب المعاصر"، ترددت كثيراً قبل أن توافق، لكن رهف شجعتها قائلة: "أخرجي من قوقعتك، ربما تجدين شيئًا هناك... أو أحدًا."

وصلت ليلى إلى فندق صغير قرب حي السلطان أحمد، وبيدها دفتر ملاحظاتها، وحقيبة صغيرة، وقلب خائف لكنه متحمّس. كانت تتحدث العربية، الإنجليزية، والتركية بطلاقة، وهذا ما جعلها مطلوبة لترجمة بعض الجلسات.

في اليوم الأول للندوة، كان عادل من بين الحضور أيضاً، ليس كمتحدث، بل كمستمع يبحث عن الإلهام لمشروع جديد يريد أن يربط فيه الفن بالهندسة. لم يكن يتوقع شيئاً سوى أن يستمتع بالأحاديث والنقاشات، لكن... كانت المفاجأة.

عندما صعدت ليلى إلى المنصة لتترجم كلمة كاتبة تركية مشهورة، جذب صوتهـا الهادئ انتباهه قبل أن يراها. كانت تختار كلماتها كمن يقطف الورد، بحذر وأناقة.

رفع عادل نظره نحوها... وهناك، للحظة قصيرة، التقت عيونهما.

لم يكن شيئًا خارقًا للعادة في الظاهر، لكنها شعرت وكأن الزمن توقّف، وكأنها تعرفه منذ زمن بعيد.

بعد انتهاء الجلسة، قرر أن يقترب منها، ليس بطريقة مباشرة، بل عبر حديث عابر:

"ترجمتك كانت رائعة... هل تكتبين أيضاً؟"

نظرت إليه، ترددت لحظة، ثم أجابت بخجل:
"أحيانًا، لكن ليس بشجاعة."

ابتسم وقال: "ربما الشجاعة تأتي مع اللقاءات غير المتوقعة."

ضحكت، ولم تدرِ أن هذا اللقاء سيكون البداية... لحكاية غيّرت كل شيء.

**
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.