صبورة مُكافحة على مرِّ العصور، وفيها القصص الكثيرة والعلوم الإنسانية التي بدأ من خلالها العالم يتقدَّمُ ليصبح ما نراه عليه الآن!أم الدنيا في سقيها للعالم من المعجزات التي كانت وماتزال ضربًا من ضروب الخيال العلمي والتاريخي، فكُلَّما غاص العالم بأرضها وجد ما لا يخطر في ذهن البشر.بها أجرى الله نهرًا من أنهار السماوات السبع، ليخرج منها شعب طيب القلب ومحبًّا للخير والإنسانية.أنا الصحراء والنيل، العلوم والتاريخ، ملكة العالم القديم، مني ارتوى حتى استطاع الاندفاع نحو العالم الجديد، فلا تحسب كُلَّ جمالٍ في وجود جبال تُحيطها غابات أو معجزات إلهية، تبقى الأم عظيمة بذكائها وطيبتها على الرغم من بساطتها.أنا مصر أم الدُّنيا والعالم القديم، وُجدت منذ عام ٣١٠٠ قبل الميلاد وتركزَّت حضارتي فوق ضفاف نهر النيل بسبب غزارة وفيضان المياه، مما يسمح بالزراعة وتوافر أسباب وشروط العيش، حتى بدأت الكثافة السكانية تزداد يومًا بعد يوم فوق أرضي، مع تطور أساليب الزراعة والعلوم فوق أرضي.أما عن وجود الفراعنة ودخولهم بلادي وهم في الأصل رعاة أغنام جاؤوا من ليبيا ونوميديا في شمال أفريقيا، وجاءت بعدهم مجموعات أخرى من الرُّحَّل من إثيوبيا وشبه الجزيرة العربية، وربما هذا سبب من أسباب تطور الحضارة المصرية القديمة عن باقي الحضارات، بسبب اتحاد الأعراق والأجناس.وقد كانوا يضعون المكياج والكحل من أجل التجميل وتحسين المظهر، وتشبُّههم بالآلهة، ونوعًا من أنواع مقاومة الشمس الحارقة نسبة إلى العلوم التي وصلوا إليها.وقد قاموا بالنبيش عن الذهب والمعادن الثمينة في صحراء مصر؛ مما جعلهم سادتها، وتجبُّرهم على شعبها، فاستمرت حضارة الفراعنة حتى عام ٣٢٣ قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر.تقدَّمت الحضارة المصرية القديمة في عهد الفراعنة، والدلائل على ذلك الأمر وجود الأهرامات، والتي أعدها العالم من المعجزات السبع في العالم الدُّنيا، ومتابعتهم تاريخ عيش الفراعنة والمواد التي كانوا يستخدمونها في ذلك الزمن، لكن العلوم والحضارة دُفنت معهم ولم تصل إلينا بسبب اقتصارهم في تعلُّمها وتداولها على الكهنة والنبلاء والحكَّام دون الشعب.لكن الأمر لم يكن سببًا في توقف تطورها، فعلماء مصر كانوا من السابقين في تطور الحضارات القديمة في الإبداع والابتكار، من خلال إنشاء هندسات معمارية رائعة، وتطورهم في أعمال الزراعة، ووضع قواعد الرياضيات والفيزياء، وكان الفلك من أهم العلوم لديهم آنذاك، أما الطب وهو من أهم العلوم لديهم إلى جانب الآداب والفن في إلقاء الشعر وكتابة التاريخ.وهي حاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية، ومن هذا المنطلق أجمع العلماء على استمرار حضارة مصر القديمة إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، بينما يُرجِّح بعض علماء الآثار إلى أن فقدان ٤٠ ألف عام قبل الميلاد من تاريخ حضارة مصر القديمة.بدأت حضارة الإسكندر الأكبر في عام ٣٣٥ قبل الميلاد وهو أحد ملوك مقدونيا الإغريق، وقد سُمِّي ذو القرنين لكونه كان يضع قرون كبش فوق رأسه، ويقال لأنه انحاز من قرن إلى قرن، وقد لُقِّب (بالأكبر)؛لكونه من أعظم الفاتحين في التاريخ، غزى معظم بلدان العالم.تم الترحيب به من قبل المصريين؛ لأنهم اعتبروه سبب خلاصهم من حكم الفرس، وبالفعل قام بتطوير الحضارات، وإنشاء مدينة الإسكندرية فسمَّاها (عروس البحر المتوسط)وذلك فى 7 أبريل عام 332 ق. م، حيث بدأ العمل على إنشاء المدينة على يد الإسكندر الأكبر، ووضع تخطيطها المهندس الإغريقى (دينوقراطيس) بتكليف من الإسكندر لتقع بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا (راقودة).انتهت حضارة الإسكندر الأكبر في عام ٣٢٣ ق.م بسبب وفاته في مرض حمى التيفوئيد، أثبتت دراسات حديثة على وفاته بمرض عضال حاد نادر يؤدي إلى ضمور العضلات، وقد بقي ٦ أيام راقد في فراشه لا أحد يعلم بوجوده على قيد الحياة، بينما يتحدث حاشيته في أمر خلافته، ومن الذي سيبقى من بعده.أما البطالمة حرصوا على تصوير أنفسهم على آثار مصر القديمة، وحفر أسمائهم في الخرطوش، وهي حضارة تم تأسيسها على يد بطليموس الأول بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام ٣٢٣ قبل الميلاد لتستمر حتى عام ٣٠ قبل الميلاد.وبهذا الوقت دخل الرومان إلى مصر، ليتم إنشاء صناعة الورق والقطن والكتان والزجاج، أدوات الزينة والعطورات.دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، وذلك بدخول القديس مرقس إلى الإسكندرية وتأسيس أول كنيسة في مصر وأفريقيا بأسرها؛ وذلك في العصر القبطي.أما عن الإسلام فقد دخل إلى مصر في عهد عمر بن الخطاب، وبقيادة عمرو بن العاص العام 641 م، لتشهد تقدمًا في مجالات العمران والفنون مثل العمارة والزخارف والنقوش الإسلامية الطراز كما تم بناء العديد من المساجد والقلاع والأسوار. وفي العصر الفاطمي اعتبر الجامع الأزهر من أكثر المساجد إبداعية وحرفية وجمالًا في العالم، كما بنيت في العصر الأيوبي قلعة صلاح الدين التي تعد أشهر قلاع مدينة القاهرة.تحولت مصر من القديمة إلى الحديثة بعهد محمد علي الذي أسس دولة مصر وقام أبناؤه من بعده ومنهم إسماعيل باشا في التقدم بالعلوم وبناء القصور وتطوير التعليم والحياة لتصبح أكثر إزدهارًا في عهده.وأنشأ دار الأوبرا الخديوية، ومد خطوط السكك الحديدية، وفي العام 1869 افتتحت قناة السويس للملاحة الدولية في احتفال كبير.شهدت مصر العديد من الصراعات والحضارات حالها كحال بقية الحضارات، فقد تم احتلالها من قبل الاحتلال البريطاني ووضع على كاهلها أعباء الحرب إلى أن تأسست أول جمهورية والاعتراف باستقلالها وصدر أول دستور مصري عام ١٩٢٣ ميلادي.
صبورة مُكافحة على مرِّ العصور، وفيها القصص الكثيرة والعلوم الإنسانية التي بدأ من خلالها العالم يتقدَّمُ ليصبح ما نراه عليه الآن!
أم الدنيا في سقيها للعالم من المعجزات التي كانت وماتزال ضربًا من ضروب الخيال العلمي والتاريخي، فكُلَّما غاص العالم بأرضها وجد ما لا يخطر في ذهن البشر.
بها أجرى الله نهرًا من أنهار السماوات السبع، ليخرج منها شعب طيب القلب ومحبًّا للخير والإنسانية.
أنا الصحراء والنيل، العلوم والتاريخ، ملكة العالم القديم، مني ارتوى حتى استطاع الاندفاع نحو العالم الجديد، فلا تحسب كُلَّ جمالٍ في وجود جبال تُحيطها غابات أو معجزات إلهية، تبقى الأم عظيمة بذكائها وطيبتها على الرغم من بساطتها.
أنا مصر أم الدُّنيا والعالم القديم، وُجدت منذ عام ٣١٠٠ قبل الميلاد وتركزَّت حضارتي فوق ضفاف نهر النيل بسبب غزارة وفيضان المياه، مما يسمح بالزراعة وتوافر أسباب وشروط العيش، حتى بدأت الكثافة السكانية تزداد يومًا بعد يوم فوق أرضي، مع تطور أساليب الزراعة والعلوم فوق أرضي.
أما عن وجود الفراعنة ودخولهم بلادي وهم في الأصل رعاة أغنام جاؤوا من ليبيا ونوميديا في شمال أفريقيا، وجاءت بعدهم مجموعات أخرى من الرُّحَّل من إثيوبيا وشبه الجزيرة العربية، وربما هذا سبب من أسباب تطور الحضارة المصرية القديمة عن باقي الحضارات، بسبب اتحاد الأعراق والأجناس.
وقد كانوا يضعون المكياج والكحل من أجل التجميل وتحسين المظهر، وتشبُّههم بالآلهة، ونوعًا من أنواع مقاومة الشمس الحارقة نسبة إلى العلوم التي وصلوا إليها.
وقد قاموا بالنبيش عن الذهب والمعادن الثمينة في صحراء مصر؛ مما جعلهم سادتها، وتجبُّرهم على شعبها، فاستمرت حضارة الفراعنة حتى عام ٣٢٣ قبل الميلاد حتى دخول الإسكندر الأكبر مصر.
تقدَّمت الحضارة المصرية القديمة في عهد الفراعنة، والدلائل على ذلك الأمر وجود الأهرامات، والتي أعدها العالم من المعجزات السبع في العالم الدُّنيا، ومتابعتهم تاريخ عيش الفراعنة والمواد التي كانوا يستخدمونها في ذلك الزمن، لكن العلوم والحضارة دُفنت معهم ولم تصل إلينا بسبب اقتصارهم في تعلُّمها وتداولها على الكهنة والنبلاء والحكَّام دون الشعب.
لكن الأمر لم يكن سببًا في توقف تطورها، فعلماء مصر كانوا من السابقين في تطور الحضارات القديمة في الإبداع والابتكار، من خلال إنشاء هندسات معمارية رائعة، وتطورهم في أعمال الزراعة، ووضع قواعد الرياضيات والفيزياء، وكان الفلك من أهم العلوم لديهم آنذاك، أما الطب وهو من أهم العلوم لديهم إلى جانب الآداب والفن في إلقاء الشعر وكتابة التاريخ.
وهي حاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية، ومن هذا المنطلق أجمع العلماء على استمرار حضارة مصر القديمة إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، بينما يُرجِّح بعض علماء الآثار إلى أن فقدان ٤٠ ألف عام قبل الميلاد من تاريخ حضارة مصر القديمة.
بدأت حضارة الإسكندر الأكبر في عام ٣٣٥ قبل الميلاد وهو أحد ملوك مقدونيا الإغريق، وقد سُمِّي ذو القرنين لكونه كان يضع قرون كبش فوق رأسه، ويقال لأنه انحاز من قرن إلى قرن، وقد لُقِّب (بالأكبر)؛لكونه من أعظم الفاتحين في التاريخ، غزى معظم بلدان العالم.
تم الترحيب به من قبل المصريين؛ لأنهم اعتبروه سبب خلاصهم من حكم الفرس، وبالفعل قام بتطوير الحضارات، وإنشاء مدينة الإسكندرية فسمَّاها (عروس البحر المتوسط)
وذلك فى 7 أبريل عام 332 ق. م، حيث بدأ العمل على إنشاء المدينة على يد الإسكندر الأكبر، ووضع تخطيطها المهندس الإغريقى (دينوقراطيس) بتكليف من الإسكندر لتقع بجوار قرية قديمة للصيادين كان يطلق عليها راكوتا (راقودة).
انتهت حضارة الإسكندر الأكبر في عام ٣٢٣ ق.م بسبب وفاته في مرض حمى التيفوئيد، أثبتت دراسات حديثة على وفاته بمرض عضال حاد نادر يؤدي إلى ضمور العضلات، وقد بقي ٦ أيام راقد في فراشه لا أحد يعلم بوجوده على قيد الحياة، بينما يتحدث حاشيته في أمر خلافته، ومن الذي سيبقى من بعده.
أما البطالمة حرصوا على تصوير أنفسهم على آثار مصر القديمة، وحفر أسمائهم في الخرطوش، وهي حضارة تم تأسيسها على يد بطليموس الأول بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام ٣٢٣ قبل الميلاد لتستمر حتى عام ٣٠ قبل الميلاد.
وبهذا الوقت دخل الرومان إلى مصر، ليتم إنشاء صناعة الورق والقطن والكتان والزجاج، أدوات الزينة والعطورات.
دخلت المسيحية مصر في منتصف القرن الأول الميلادي، وذلك بدخول القديس مرقس إلى الإسكندرية وتأسيس أول كنيسة في مصر وأفريقيا بأسرها؛ وذلك في العصر القبطي.
أما عن الإسلام فقد دخل إلى مصر في عهد عمر بن الخطاب، وبقيادة عمرو بن العاص العام 641 م، لتشهد تقدمًا في مجالات العمران والفنون مثل العمارة والزخارف والنقوش الإسلامية الطراز كما تم بناء العديد من المساجد والقلاع والأسوار.
وفي العصر الفاطمي اعتبر الجامع الأزهر من أكثر المساجد إبداعية وحرفية وجمالًا في العالم، كما بنيت في العصر الأيوبي قلعة صلاح الدين التي تعد أشهر قلاع مدينة القاهرة.
تحولت مصر من القديمة إلى الحديثة بعهد محمد علي الذي أسس دولة مصر وقام أبناؤه من بعده ومنهم إسماعيل باشا في التقدم بالعلوم وبناء القصور وتطوير التعليم والحياة لتصبح أكثر إزدهارًا في عهده.
وأنشأ دار الأوبرا الخديوية، ومد خطوط السكك الحديدية، وفي العام 1869 افتتحت قناة السويس للملاحة الدولية في احتفال كبير.
شهدت مصر العديد من الصراعات والحضارات حالها كحال بقية الحضارات، فقد تم احتلالها من قبل الاحتلال البريطاني ووضع على كاهلها أعباء الحرب إلى أن تأسست أول جمهورية والاعتراف باستقلالها وصدر أول دستور مصري عام ١٩٢٣ ميلادي.
أنا مروة القباني، كاتبة مقالات أدبية وقصص مؤثره مؤلفة : - كتاب بوح مكظوم( الكتروني) - كتاب تحت شجرة الجوافة(الكتروني) - رواية أنثى من ورق(ورقي) - سلسلة قصص مملكة الروز ماري(الكتروني) - رواية رحلة في قطار ( قريباً)