ShrElRawayat

شارك على مواقع التواصل

"اليوم هو يوم عُطلة العائلتين، سنذهب إلى النزهة المقابلة للمنزل".
أردفت بتلك الجملة لصديقتها ريتاچ التي تُهاتفها وهي تشعر بالسعادة؛ فيوم الجمعة هو يوم عطلة الاسبوع لعائلتها وعائلة جارها يونس وسيذهبان معًا لتقضية وقتًا لطيفًا.
- هذا جيد جدًا، هل يمكنني القدوم معكم؟
أردفت بسرور مُؤكدة:
- بالطبع يا رفيقتي، سأنتظرك في منزلي ونُغادر سويًا.
وبالفعل ذهبت معهم وجلسوا في الحديقة المليئة بالبهجة، وكانت تجلس بجانبه ليضحكا سويًا فهما أصدقاء منذ الصغر واعتادا على الجلوس معًا.
- ماذا فعلت خلال هذا الأسبوع؟
ابتسم حتى ظهرت غمازته وتلألأت عيناه الخضراء قائلًا بسعادة:
- لقد رسمتُ ثلاث رسومات جديدة، منهم واحدة سأعطيها لكِ هدية عيد ميلادك القادم.
ثم صمت لبرهة وأكمل: باقي عليه شهران وثلاثة أيام.
ثُم أكمل بلهجة غليظة مُضحكة: وتصبحي الفتاة ذات السبعة عشر عامًا.
ارتفعت أصوات ضحكهم، فتحدثت بأمل:
- يتبقي سنة ونتهيأ لمرحلة الجامعة أخيرًا.
- أجل، أشعر بالتحفز والاستعداد الغير طبيعي لتلك المرحلة.
"يونس يونس"
قاطع حديثهما صوت أمه تُناديه، فهرول إليها قائلًا:
- ما الخطب يا أمي؟
اقتربت من أذنه قائلة بلوم:
- لا يجوز أن تأتي صديقتها معنا وتجلس بمفردها هكذا.
أومأ برأسه موافقًا ونظر للأخرى بملل قائلًا:
- اقتربي يا ريتاچ لتجلسي معنا.
ابتسمت بهدوء واقتربت منهما وجلسا الثلاثة يتسامرون حتى غربت الشمس ولم يتبقِ من ضوئها سوي حمرة خفيفة.
"كان يومًا لطيفًا للغاية، أليس كذلك يا ريتاچ؟"
أردفت تلك الجملة لصديقتها قبل أن يُغادرا، فوجدتها تنظر ليونس نظرة غريبة بعض الشيء.
- ريتاچ!
- ما الخطب يا لُقى؟
- لماذا أنتِ شاردة هكذا؟
- لا شيء، هيا لنرحل.
"لُقى".
التفتت للخلف لتُجيب عليه قائلة: ماذا؟
- هل أنتِ بخير؟
- أجل، سأبقى بخير ما دُمت هنا يا عزيزي.
- ولكن عيناكِ لامعة من أثر...
- رؤيتك، حتى ولو كانت دموع مُعلقة بعيناي فتأكد أنها من أثر التعلق بك.
- أشعر بالتوهان، ماذا تقصدين؟
- مع مرور الوقت ستعلم.
ثُم غادرت هي وأهلها ولاحقهما يونس وأهله.
تنفست الصعداء وسقطت عِبرة دافئة على وجنتيها قائلة بألم:
- كُنت أشعر بوجود شيء خفي، حاولت تخطي ذاك الشعور والعيش في سلام، ولكن لم أستطع وسقطتُ في جوف الشك والصراعات، وما زلتُ حتى الأن...
نظرت لها بأسف قائلة باستفسار:
- وماذا حدث بعد ذلك؟ وكيف خُذلتِ من عائلتك؟
- أتعلمين؟ عندما يُخذل المرء من كل من حوله، رُبما يلجأ لعائلته لأنها من وجهة نظره ستتمنى له النجاح والتقدم في كل شيء، ولكن عندما لجأت لهم بثوا في روحي أنني سيئة بما يكفي وأنني لا أستحق.
- حسنًا، أستمع لكِ أكملي حديثك.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.