هل تساءلت يوماً ماذا حل بنا؟ بالأمس كنا نتسابق في بث العلوم والفنون بداية من بلاد النهرين مرورًا بلاد السند وما خلفها. نحن المسلمون ويكفي أن اقولها أننا أصحاب القامات والرايات الشامخات علوم الأرض كافة مصدرها عربي إسلامي فهي النبتة الصالحة على أراضي عربية خالصة متفرعة أغصانها في شتى بقاع الأرض.
القرن التاسع عشر شهدنا انتفاضة عربية لا مثيل لها كالأسد الجامح نحو غزالة شاردة هكذا كنا؛ مصر سوريا، بغداد، مراكش، وغيرهم الكثير ......
كعرب كنا أسياد هذا الزمان واليوم نحن رعاع هذا الزمان؛ أحقاً الدنيا كما نقول يوم لنا ويوم علينا!
وإن كان هذا صحيح فلا بد أننا في مزاج لا مثيل له من اغتصاب فكري وأخلاقي! فالعرب اليوم كفتاة ليلية تريد المضاجعة رافعة رداء الشرف.
فنحن الآن أمام غـزو فـكـري يسعى لتدمير أمة بأكملها، يتلاعبون بعقول صغارنا تحت شعار " موضة العصر "؛ عن أي موضة تجعل حياء الفتاة وعفتها على رأس قائمة المحرمات؛ فعجباً لزمن يحرم ارتداء النقاب ويحلل شرب المُسكرات! لذلك أمر مسلم به أن نرى التبرج له الكلمة العليا. وعن شبابنا فنرى ما لذ وطاب من أشباه الرجال سلسلة فضية وبنطلون ضيق قصير مقطوع، كل هذا وأكثر تحت شعار "الموضة".
ولكن أيها الغربي سؤالا لك من شخص عربي؟ أهذا هو الشكر والتقدير على كل ما فعلناه؛ لولا نحن ما كنتم الآن على حالكم، واليوم لا نملك ابن خلدون آخر، أو رفاعة الطهطاوي جديد؛ كي نستعيد أمجادُنا مرة أخرى.
ولكن إحقاقاً للحق في زمن عربي إسلامي نعيش فيه على أصوات حمو بيكا وحسن شاكوش، وعلى صور العاهرات ليلا ونهارا، وعلى أحاديث النفاق والرياء من خلف الشاشات، والجلوس بالساعات على الهاتف الجوال، والمساجد الخالية، والمقاهي العارمة بالجلوس، والكتب الملقاة على الأرصفة ...... كل هذا يجعلنا في ثبات عميق إلى يوم الدين.
ولكن ما السبب وراء تلك الانتكاسة؟! هل خطة الغرب في تدمير عقولنا حافز قوي وراء هذا؟
أم تدني المستوى الثقافي في مجتمعاتنا وراء هذا؟
ربما الانفتاح العالمي على أفكار الغرب جعلت منا عرائس متحركة في أيادي الغرب!
هل اختلاف الزمان والمكان أم اختلاف البشر ذاتهم أحدث فجوة فكرية وأخلاقية في دائرة الزمن؟!
كم منا كان يشتهي معاصرة جيل الخمسينات حتى الثمانينات؛ فالحياة حينها رغم كثرة حروبها كانت أكثر بساطة وإنسانية من وقتنا الحاضر. وعن وقتنا الحاضر فنحن بحاجة إلى صدمة كهربائية تنير أفكارنا من جديد، نحتاج إلى إثبات هويتنا ولسنا مجرد مسخ على قائمة المهمشين.
نحن المادة الخام من أصل الأشياء، نحن نجيب محفوظ وطه حسين في الأدب، نحن أحمد زويل في العلوم، نحن ابن خلدون في علم الاجتماع، نحن ابن الهيثم في علم البصريات، نحن ابن كثير في كتب التفسير، نحن الخوارزمي والبيروني باختصار شديد نحن العرب لنا الفضل في كل تقدم يشهده العالم الآن وحتما لنا عودة مهما طال بنا الزمن.
***