ما يمكن قوله أن حياتنا عُرضه لكافة أنواع الخطر؛ لا أعلم إذا كانت حروفي رثاءا على تعداد الأيام الجارف في صميم الروح أم أنها سهلا من سهول النسيان تنجرف مع خطوات الأيام؛ ولكن دعنا أن نقول بأن أيامنا وأخطائنا وأخطارنا وخواطرنا أوجه متعددة لحيوان واحد؛ وما الدنيا إلا حيوانا صغير وما الدار الآخرة سوى الحيوان الأكبر لو كنا نعلم وكيف نعلم ونحن مهدا؛ مهدا للضلال والضياع!
لو كنا نعلم أن العلاقات مقياساً للنكبات ما كُنا الآن نعاني من فرط الاكتئاب؛ لو ألقت الدنيا سهامها الغدارة؛ فلنقل إن نصالها عطرة بسموم العلاقات؛ نحن في حرب أهلية الكل فيها يتجرع مرارة الحُزن من خسائر فاضحة والضاد دال أيضًا، واعلم أن الدنيا كأساً من كؤوس" الڤودكا"؛ سيأتي يوماً تحت قول الصالح " سكران أنا بين الهموم مجروح أنا "
نحن نعاني من كل شيء؛ وسبب المعاناة تكمن بنا نحن، نحن أهل المعاناة، أهل الضرر، أهل الخذلان، أهل الأوجاع؛ تالله لو كان للزمن لسانا لقال "عليكم اللعنة"
فماذا تريد من قوم يستيقظون من أجل صباحا فاترا بروح الدماء، يتنفسون مرارة الخيبات، يتنافسون على كأس آدم المثالي في فن اللكمات؛ الكل هنا في بطولة واحدة على أرض واحدة، فهذا لاعب يؤذي من كان ملاذا له، وهذا آخر يحقق أرقاماً فلكية في فن الأزمات، وهذا آخر حائزا على كأس الظُلم والظُلمات، وهذا لاعبا في فنون القتل والسب؛ وهناك من كان حاملا لرفع أثقال النقاء والصفاء، وهناك من يتراقص على أوجاع الآخرين، وهناك بخاخ السموم بلسانه المذموم، .........
نعيب زماننا والعيب فينا؛ دعنا من ثوب العفة واللوم على أيامنا، الأمر كله بيد النفوس؛ فالنفوس إذا صفت رأت ولكن يد النفوس قُطعت، والصفاء صار ضباب والرؤية صارت غُمة؛ فماذا تريد من قوم يحقدون على من جاء إليهم حاملا البسمة؛ اتشعر بالراحة؟! ما أحلاك! انظر قد حصل على قسطا وفيرا من النوم، يا إلهي قد حصل على عطلة من العمل اليوم! عجبا عليكم يا قوم والقاف باء!
دع الحاسد والطامع والحاقد والظالم، القاسي، الخائن، الداني، وكل ما قد قيل خلال موضعي هذا في مزبلة الأيام ولا تلتف لهم؛ فقط الذباب من يتجمع حولهم، ودع كل ما يؤذيك في مقبرة الأيام؛ كلما قلت الدائرة كلما زادت المعجزة وما المعجزة في زمننا سوى السلام.
***